حزب الله: ربط الجبهات قبل فتح الساحات؟
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار":يقارب "حزب الله" ما انتهت اليه الايام العشرة الاولى في الحرب الدائرة في اسرائيل وغزة تبعاً لمعطيات منها:
1 - مع تمسكه بقواعد الاشتباك في مزارع شبعا، لن يتوقف عن إشغال اسرائيل بالجبهة الشمالية لتخفيف الضغط العسكري على غزة، وهو ما يعدّه الحزب الحد الادنى المطلوب في الوقت الحاضر.
2 - يعتقد حزب الله ان ثمة تقدّماً في الموقف الغربي من حرب غزة يمهّد لاعادة النظر في كل ما رافق الايام الاولى ما ان مُنحت اسرائيل تفويضاً مطلقاً للقضاء على حماس. مذذاك سارعت الى التعبير عنه بالطلب من فلسطينيي غزة مغادرتها توطئة لمهاجمة القطاع واحتلاله نهائياً بعد تدميره كلياً. لم تعد الآن الاولوية نفسها. في المواقف الاخيرة للغرب افصح عن احدها الاكثر اهمية الرئيس الاميركي جو بايدن برفضه تهجير غزة، بات المطلوب رد الاعتبار الى الجيش الاسرائيلي وهيبته وسمعته المحلية والاقليمية بالاكتفاء بهجوم بري - لا بالهجوم البري - دونما الوصول الى تهجير غزة. لم يعد القطاع برمته الهدف، بل جزء منه على انه يمثل انتقام اسرائيل منه بعدما دمر مدنه.
3 - تصل الى حزب الله اصداء ما يقوله سفراء غربيون في بيروت امام المسؤولين اللبنانيين، في محاولة يقترن فيها توجيه رسائل تطلب عدم تورطه في الحرب الدائرة، وفي الوقت نفسه اعتقاد هؤلاء ان حكوماتهم لم يعد يسعها انتظار الحلول العسكرية المدمرة. ما تبصره من تدمير وقتل وحشي في القطاع يحمل حكوماتهم على مقاربة الجانب الانساني في الحرب تلك بتنديدها بخرق القواعد الاخلاقية المتفق عليها في الحروب والمعاهدات الدولية وحقوق الانسان. على ان اياً منهم لم يشر الى ان امتعاضهم تحوّل الى ضغوط مباشرة على اسرائيل. عزز التحوّل هذا تعيين الرئيس الاميركي موفداً خاصاً للمساعدات الانسانية هو الديبلوماسي المخضرم الواسع الالمام بالشرق الاوسط ودوله دافيد ساترفيلد، المشهود له ابان وجوده في سفارة بيروت مطلع التسعينات بعداء غير مشروط لحزب الله. دلّ تعيينه على ان ثمة مؤشراً جديداً الى ان ابواب التفاوض السياسي قابلة للحياة في وقت ما.
4 - في نهاية المطاف ستنتهي حرب 2023 في غزة الى ما انتهت اليه حرب 2006 في لبنان. آنذاك هاجمت اسرائيل لبنان بقرار تصفية حزب الله، اذا الحرب تنتهي باجلائها وترسيخ بقاء الحزب على ارضه يحتفظ بسلاحه تحتها وفوقها. انتصر حزب الله دونما ان يربح الحرب لمجرد ان حال دون القضاء عليه، وخسرت اسرائيل مع انها ربحت الحرب العسكرية بالتدمير واخفقت في الوصول الى الهدف الذي توخته. اما ما يراهن الحزب عليه فعلياً، فهو ان النتائج السياسية لحرب غزة لن تكون اقل اهمية من تلك التي افضت اليها حرب لبنان: بقاء حماس هو انتصارها الفعلي كحليفها اللبناني. مفهوم كهذا ملتبس في المنطق السياسي كما القانوني كما العسكري، بيد ان حزب الله جعله شعاراً حقيقياً أقنع به جمهوره وخصومه وأعداءه.هذه المرة لن يصيب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ما اصاب اسلافه عندما خسروا حروبهم كإيهود اولمرت في حرب 2006 ومن قبله مناحيم بيغن في حرب 1982، ومن قبله غولدا مائير في حرب 1973، بتنحيهم جميعاً وذهابهم الى العزلة. ما يقدم عليه نتنياهو - الموصوف منذ مهاجمة حماس غلاف غزة بالجثة السياسية - مجازفة غير مأمونة. لا يملك سوى الخيارات السيئة. المحسوب انه ما ان يخرج من منصبه بعد وضع الحرب أوزارها لن يمضي السنوات الباقية في تقاعد هادىء كأسلافه. بل قد يكون مصيره اسوأ. لن يجلو غبار ما حدث في الجيش الاسرائيلي واجهزة استخباراته وذعر المجتمع والرهاب المحدث الذي بات يعيشه، الا بعد وقف النار والتفاوض السياسي الحتمي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تدمير نحو 70 % من الأراضي الزراعية في غزة منذ بداية الحرب
كشفت صحيفة الغارديان في تقرير جديد استنادًا إلى صور أقمار صناعية، أن نحو 70% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة قد تعرضت للتدمير أو التضرر بشكل كبير منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع فى السابع من اكتوبر لعام 2023، وتظهر الصور الجوية التي تم تحليلها تدميرًا واسعًا للمساحات الزراعية التي كانت تشكل مصدرًا رئيسيًا للغذاء والاقتصاد بالنسبة للعديد من العائلات الفلسطينية.
رغم الظروف القاسية التي يواجهها المزارعون والصيادون في غزة، فإنهم يواصلون العمل في ظروف خطرة للغاية، العديد منهم يخاطرون بحياتهم في مناطق قريبة من خطوط المواجهات أو في المناطق التي تتعرض لقصف مكثف، سعياً للحفاظ على الإنتاج الزراعي وتوفير احتياجات سكان القطاع من الطعام، تشير التقارير إلى أن كثيرًا من هؤلاء العاملين في قطاع الزراعة والصيد قد فقدوا معداتهم ومصادر دخلهم بسبب القصف، ومع ذلك، يصرون على الاستمرار في عملهم رغم المخاطر الكبيرة.
أفادت منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) بأن الإنتاج الغذائي في غزة تعرض لتدمير واسع، ما زاد بشكل كبير من خطر المجاعة في القطاع، فقد دُمرت المحاصيل الزراعية، بما في ذلك الخضروات والفواكه، وكذلك الثروة الحيوانية، في حين تسببت الهجمات في تعطيل القدرة على الصيد والإنتاج البحري، وأكدت المنظمة أن القطاع يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، مما يهدد حياة الملايين من المدنيين الفلسطينيين.
إلى جانب تدمير الأراضي الزراعية، يواجه قطاع غزة إغلاقًا جزئيًا للأسواق المحلية، مما يعوق قدرة المزارعين على بيع محاصيلهم، هذا النقص في إمدادات السوق يزيد من المعاناة، حيث تُحرم العائلات من الوصول إلى المنتجات الأساسية، في وقت يشهد فيه القطاع أزمة غذائية حادة.
تأتي هذه التحذيرات وسط توقعات متزايدة حول تفشي المجاعة في غزة، في ظل استمرار تدمير الموارد الغذائية، وبحسب التقرير، فإن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية تدق ناقوس الخطر بشأن الوضع المتدهور، محذرة من كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب نقص الغذاء والموارد الأساسية.
في ظل هذه الظروف القاسية، طالبت المنظمات الإنسانية الدولية والسلطات المحلية بزيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى ضرورة فتح المعابر للسماح بدخول الإمدادات الغذائية والأدوية.