هل يجوز الإنفاق من الصدقة الجارية على تدريب القائمين على الأيتام؟.. دار الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل يجوز الإنفاق على تدريب القائمين على الأيتام من الصدقة الجارية؟
تدريب القائمين على الأيتاموقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، بأن الصدقة الجارية تشمل كل عمل نافع يجري نفعه إلى غير فاعله، ويستمر نفعه زمنًا، وتعليم العلم من وجوه الصدقة الجارية، ومن ذلك تدريب القائمين على رعاية الأيتام والأطفال ونحوهم.
وتواردت النصوص على أن العلم النافع هو مما يتناقل أثره، ويدوم أجره، والتدريب وتأهيل وتعليم القائمين على الشباب والأطفال في دور الأيتام هو من العلم النافع، لما فيه من تناقل النفع عنهم إلى الأيتام؛ مما يكون له الأثر الدائم في حياتهم، ثم في حياة مَن يخالطونهم.
كما أنَّ العلم في ذلك ليس مقتصرًا على العلوم الشرعية، بل يشمل كل علم نافع يجري نفعه لغيره، ومن ذلك تدريب العاملين وتأهيلهم لأعمالهم.
كما أن الصدقة باب واسع من أبواب العبادات، لم يحدد الله لها مصارف مخصصة كالزكاة، فيجوز صرفها في كل سبل الخير الممكنة.
أكل أموال اليتامىقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن آية الزواج والتعدد وآية اليتيمات في القرآن الكريم ينضمان إلى بعضهما، من حيث سياق إحسان أموال اليتامى والتحذير من ظلمهم، فاذا كانت هذه المرأة تتعلق بظلم خاص من جنس مظالم اليتيم، وأكل أموالهم بالباطل وهو ظلم الأوصياء على اليتيمات التي يتولن امورهن وشؤون أموالهن".
وأضاف "الطيب"، في برنامجه "الإمام الطيب"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، في شهر رمضان الماضي، أنه من هؤلاء الأوصياء من كان يدفعه جمال الفتاة اليتيمة ويتزوجها ليأكل أموالها دون ان يدفع لها مهرها بحجة أنه وليها، وفي الآية (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) تبدأ بالنهي عن ظلم اليتيمات، وتستكمل الآية مسيرتها لتصل إلى النهي عن تعدد الزوجات اذا لم يكن الزوج متأكد من تطبيق شرط العدل التام بينهن، وأن رخصة التعدد ذاتها هي عدول عن الأصل من ظلم اليتيم.
وأوضح أن السياق العام للآيات المذكورة معًا هو سياق حماية الضعيف والتحذير من الظلم والاعتداء عليه سواء جاء الظلم في صورة أكل أموال اليتامى او في صورة ظلم الزوجة في حالة التعدد.
أحاديث نبوية عن اليتيمقال أبو الدرداء -رضى الله عنه- : "اتقوا دمعة اليتيم ودعوة المظلوم ؛ فإنهما يسيران بالليل والناس نيام ".
وعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ سيدنا رسول الله يَقُولُ: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ...». [أخرجه أحمد].
وقالَ سيِّدنا رَسُولُ اللهِ: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. [أخرجه مُسلم]. (له): أي قريبٍ له، و(لغيره): أي أجنبيًّا عنه.
وعَنْ سيدنا رسول الله، أنه قَالَ: «خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ». [أخرجه ابن مَاجَه]
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ». [أخرجه البخاري]
عن أبي هريرة- رضي الله عنه-: أن رجلا شكا إلى النبي قسوة قلبه ، فقال له النبي: امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين".
رعاية اليتيمقال مجمع البحوث الإسلامية في بيان له بمناسبة "يوم اليتيم"، والذي يوافق الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام: إن الدين الإسلامي يحثُّ على الاهتمام والعناية ببعض الفئات الخاصة والتي تحتاج إلى مزيد من العناية والرعاية، ومن بين هؤلاء اليتامى.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد: إن الإسلام أكد ضرورة الإحسان إلى اليتامى وإكرامهم، وجعل لمن كفلهم ورعاهم منزلة عالية؛ حيث يقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى"؛ مما يبرز عظمة جوانب الرحمة والتكافل الاجتماعى وتحقيق معاني التآلف والمودة بين أفراد المجتمع.
وأضاف عيَّاد: إن الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها العالم أجمع، تقتضي منَّا جميعًا المبادرة والمسارعة إلى إدخال السرور على الأيتام وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم في ظل هذه الأزمة التي نعيشها جميعًا والتي قد تمثل حاجة أساسية في حياتهم اليومية.
فضل كفالة اليتيمومن الأمور التي حث عليها الشرع، وجعل الله سبحانه وتعالى الجنة جزاء العطف على اليتيم وجبر خاطره، وفِي الحديث: «اليتيم إذا بكى اهتز له العرش.. فيقول الله عز وجل: من أبكى اليتيم الذي غيبت أباه؟ قالوا: أنت العليم الحكيم. قال: يا ملائكتي مَنْ سَكَّتَهُ بِرِضَاهُ أعطيته من الجنة حتى رِضَاهُ»، والقائم بالإنفاق على اليتيم أو المسؤول عن تربيته وعده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمقام الأسمى يوم القيامة بمرافقته في جنات النعيم.
أولًا: صحبة وقرب المنزلة من النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.
ثانيًا: تظهر المسلم الحق صاحب القلب الرحيم، والأخلاق الحميدة، والفطرة الحسنة.
ثالثًا: إقامة مجتمع مبنيّ على الحب، والرحمة، والمودة، خالٍ من الكراهية، والغضب، والحقد.
رابعًا: تعتبر من الأخلاق المحمودة في الإسلام ومن أفضل أبواب الخير.
خامسًا: تطهير وتزكية لمال المسلم.
سادسًا: في كفالة اليتيم من البركة الكثير، حيث تحلّ البركة على كافل اليتيم وماله وأهله.
سابعًا: في كفالة اليتيم طريقة حسنة لصرف المال في طاعة الله.
ثامنًا: كفالة اليتيم تحافظ على اليتيم من خطر الانحراف وسلوك طريق الباطل.
تاسعًا: كفالة اليتيم هي كأي عبادة تؤدّى لوجه الله تعالى، فهي ترفع الدرجات وتمحو السيئات وتزيد الحسنات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الأيتام الصدقة الجارية العلم فضل كفالة اليتيم الصدقة الجاریة صلى الله علیه کفالة الیتیم على الأیتام على الیتیم رسول الله
إقرأ أيضاً:
ابني مريض سرطان وعملت نذر له؟.. وأمين الفتوى: خرجي صدقات
أجاب فضيلة الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سيدة تدعى "هدى"، حيث كانت قد نذرت نذراً أن تذبح خروفاً إذا شفى الله ابن أختها من مرض السرطان، لكنه مازال في مرحلة العلاج، سائلةً عن مدى وجوب الوفاء بالنذر، وعن الطريقة الأفضل للدعاء له بالشفاء.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة تصريح له، اليوم الثلاثاء، أن الوفاء بالنذر واجب إذا كان النذر متعلقاً بشيء جائز شرعاً، ولكن في حالة استمرار مرض الشخص وعدم الشفاء التام، فإنه يمكن للإنسان أن يراجع نذره.
وأضاف: "إذا لم تتمكن السائلة من الوفاء بنذرها في الوقت الحالي، فلا حرج في ذلك، لأنها لم تحقق الهدف الذي نذرت له، ولكن يجب عليها أن تستمر في الدعاء للشفاء".
وأوصى بأن تستمر في فعل الخير وتقديم الأعمال الصالحة، وأن تقدم صدقة لوجه الله تعالى على نية الشفاء، حيث أن الصدقة من أسباب رفع البلاء وشفاء المرض.
وقال: "الصدقة تقي الإنسان من الأمراض وترفع البلاءات، ولعل الله سبحانه وتعالى يتقبلها ويشفي مريضها".
كما أشار إلى أنه لا يجوز التعامل مع الله كأننا نضع شروطاً على استجابته، قائلاً: "لا يجب أن نقول لله: إذا شفيت، سأفعل كذا وكذا، ولكن نذبح أو نقدم الصدقة لله لوجهه الكريم، ولعل الله يحقق مرادنا ويشفي مريضنا".