الجديد برس:

في حال قررت “إسرائيل” الهجوم البري الواسع، فإنها ستواجه مشكلة على صعيد الموارد العسكرية ومخزون الذخائر للأسلحة المختلفة المنخفض، وهذا المستوى تتم مراقبته بشكل دقيق من قبل المحللين العسكريين الغربيين.

بنيامين نتنياهو على عجلة من أمره لعملية برية واسعة يعيد من خلالها إعادة الاعتبار له ولجيشه بعد الضربة القاسية التي شكلها نجاح عملية “طوفان الأقصى”، لكن الشكوك كبيرة جداً حول قدرة “الجيش” الإسرائيلي على القيام بهذه المهمة بنجاح، بحسب محللين سياسيين وعسكريين أوروربيين، وتتوزع هذه الشكوك على مستويين:

الأول، هو قوة المقاومة الفلسطينية في غزة؛ إذ تقول صحيفة “Le temps” السويسرية، إن الجيش الإسرائيلي يواجه عدواً لا يمكن اختراقه، فحماس هي واحدة من أكثر الحركات سرية في العالم، والاستخبارات الإسرائيلية تواجه صعوبة كبيرة في الحصول على معلومات من غزة، وكتائب القسام، هي جيش حقيقي يضم ما لا يقل عن 15 ألف جندي محترف، وبالتالي من المستحيل تقدير العدد الإجمالي للمقاتلين الذين ستواجههم “إسرائيل” إذا دخلت غزة.

حسب الصحيفة السويسرية.

في الأعماق يمكن أن تكون المعركة أكثر حدة. أنفاق حماس، تحت مدينة غزة وشمال الأراضي الفلسطينية، هي حصون حقيقية تمتد على عدة مستويات وعشرات الكيلومترات، وتأوي عشرات الآلاف من المقاتلين. ويمكن لحماس أن تفجر بعضها لإبطاء تقدم الإسرائيليين، من خلال وضع القنابل على الطرق وفي المباني.

صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن ضابط في حماس أنه من الممكن أيضاً نصب كمائن مفاجئة من خلف القوات الإسرائيلية بفضل فتحات الأنفاق إلى الشمال.

المشكلة الثانية التي تواجهها “إسرائيل” في حال قررت الهجوم البري الواسع، هي مستوى الموارد العسكرية ومخزون الذخائر للأسلحة المختلفة المنخفض، وهذا المستوى تتم مراقبته بشكل دقيق من قبل المحللين العسكريين الغربيين بحسب صحيفة “لو موند” الفرنسية، التي تقول: إن القوة الرئيسية للجيش الإسرائيلي هي قوته الجوية، مع أسطول يتكون بشكل رئيسي من طائرات F-16 الأميركية (9 أسراب، أو نحو 180 طائرة) ولكن أيضاً طائرات F-35 (سربين)، وهي من بين الطائرات الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم وقربها الجغرافي المباشر من غزة.

وبفضل هذا التفوق الجوي، تمكنت “إسرائيل” من التفوق العسكري القوي على القطاع الفلسطيني، الأمر الذي سمح لها في السنوات الأخيرة بتنفيذ عمليات عديدة ضد حماس دون المخاطرة الكبيرة، فمنذ أكثر من 20 عاماً، كانت الإستراتيجية الإسرائيلية هي الحرب عن بعد، وذلك بشكل أساسي عبر العمليات الجوية من أجل تعريض جنودها لأقل قدر ممكن من المخاطر.

لكن هذا ليس دائماً فعال جداً، فهذه الاستراتيجية “يمكن أن تحدث ضرراً، لكنه ليس حاسماً أبداً لأنه من الممكن دائماً لأولئك المستهدفين أن يلجأوا إلى العديد من الممرات تحت الأرض في غزة، وهذا يؤدي بشكل رئيسي إلى خسائر في صفوف المدنيين، كما يقول العقيد البحري المتقاعد والمؤرخ العسكري الفرنسي ميشيل غويا لصحيفة “لو موند”، وهو مؤلف العديد من الأعمال حول الحروب في الشرق الأوسط، بما في ذلك حرب “إسرائيل” ضد حزب الله عام 2006 (كتاب وقائع الهزيمة المعلنة 12 تموز/يوليو – 14 آب/أغسطس 2006).

إذاً، فرضية الحرب البرية في غزة رهان محفوف بالمخاطر، إذ يقول غويا: “إن نقطة الضعف الحقيقية للجيش الإسرائيلي اليوم هي عدد القنابل والصواريخ الموجهة لديه”، وهو تحدٍ على المستويين الهجومي والدفاعي على وجه الخصوص، يجب أن يكون لدى نظام القبة الحديدية، وهو نظام دفاعي متطور مضاد للطائرات والصواريخ، ما يكفي من الصواريخ الاعتراضية ليظل فعالاً.

وتمتلك “إسرائيل” احتياطيات، بما في ذلك مخزونات الذخيرة الأميركية مخزنة على أراضيها منذ الثمانينات، بما في ذلك أنواع مختلفة من الأسلحة والذخائر الدقيقة، وقذائف المدفعية، وقاذفات القنابل اليدوية، وما إلى ذلك، وقد سحب منها “الجيش” الإسرائيلي بالفعل مرتين في عمليات في عامي 2006 و2014. ولكن كجزء من دعمها لأوكرانيا، استعادت واشنطن، في كانون الثاني/يناير، على ما يعادل 300 ألف قطعة ذخيرة، ومن هنا جاء طلب “إسرائيل” للحصول على المساعدات الأميركية.

إذا شن “الجيش” الإسرائيلي هجوماً برياً، فسوف يكون قادراً على الاعتماد على مشاة ميكانيكية قوية (7 ألوية يتألف كل منها من نحو 3000 عنصر). يمكن لهذه الأرتال من المركبات المدرعة، تليها المركبات الخفيفة المحاطة بجنود المشاة، أن تتمكن من المغامرة بدخول غزة، وتتمثل الطريقة في التقدم دون استخدام حارات المرور الحالية المكشوفة للغاية عن طريق تدمير جميع المباني الموجودة في طريقها، وهو ما ينطوي على تقدم بطيء للغاية، بمعدل 20 متراً في الساعة، و300 إلى 400 متر في اليوم.

ولكن بالنسبة لهذا النوع من العمليات، هناك حاجة إلى جنود مدربين تدريباً عالياً. ومع ذلك، فإن لدى “الجيش” الإسرائيلي 26 ألف فرد فقط في الوحدات القتالية. وتتكون معظم قواتها العاملة من المجندين، نحو 100 ألف شخص. وما لم ترسل على الفور ألوية احتياطية، فسوف تجد “إسرائيل” صعوبة في نشر أكثر من 30 ألف جندي على الأرض.

ومع ذلك، فإن حماس قادرة على جمع ما بين 7000 إلى 10000 مقاتل وعدد مماثل من عناصر التنظيمات الأخرى.

كل ذلك على أرض معدة وملغومة بالعبوات الناسفة، ويقدر مصدر عسكري لصحيفة “لو موند” الفرنسية أن الخسائر الإسرائيلية قد تصل إلى المئات، و”علينا أن نرى ما إذا كانت السلطة السياسية مستعدة لتحمل هذه الخسائر”، خصوصاً وأن الـ 360 ألف جندي احتياطي الذين استدعتهم “إسرائيل” سيكونون أمام تحد كبير “يكمن في معرفة ما إذا كان كل هؤلاء الجنود الاحتياطيين، الذين يجب توزيعهم بين غزة والحدود مع لبنان وسوريا والضفة الغربية، سيكونون قادرين على السيطرة على جبهات متعددة محتملة”، بحسب هيلواز فايت، الباحثة في المعهد الفرنسي للدراسات العسكرية.

يبقى التحدي الأكبر أمام الحكومة الإسرائيلية، والذي يجمع عليه المحللون الأوروربيون، هو في تحريك الجبهة الشمالية مع حزب الله، في حين يصعب تقييم نوايا “العدو اللبناني” بحسب مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة “لو موند”.

*محلل الميادين للشؤون الأوروبية والدولية – موسى عاصي

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

“معاريف”: حماس تعود إلى بيت حانون رغم إعلان الجيش مرارا فرض السيطرة عليها

#سواليف

تساءلت صحيفة “معاريف” العبرية عن سبب عودة الجيش الإسرائيلي للمرة العاشرة أو أكثر إلى مدينة #بيت_حانون شمالي قطاع #غزة، على الرغم من أنها كانت أول مدينة يدخلها منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت الصحيفة: “للمرة العاشرة أو أكثر، الجيش ينفذ عملية برية في بيت حانون شمال قطاع #غزة، ورغم أن المنطقة هي الأولى التي دخلتها القوات قبل عام، وأصبحت فارغة من السكان إلا أن القوات تعرضت لكمائن وجنودنا يُقتلون هناك، كيف تمكنت حماس مرة أخرى من العودة إلى بيت حانون؟”.

وأضافت الصحيفة: “قُتل ثلاثة جنود من #الجيش_الإسرائيلي وأصيب آخر بجروح متوسطة عندما أطلقت عليهم قنبلة ثقيلة غرب بيت حانون، ولسوء الحظ فإن القتال في هذه المنطقة يحصد العديد من الضحايا: قتل 38 جنديا حتى الآن في العملية في شمال غزة التي تدخل يومها الثمانين”.

مقالات ذات صلة البرد يجمد الدم في شرايين أطفال غزة 2024/12/25

وأشارت إلى أن “بيت حانون هي بالفعل المكان الأكثر استراتيجية في قطاع غزة. تقع في الزاوية الشمالية الشرقية، قريبة جدا من سديروت، وفي الواقع فإن المدينة ليست قريبة فحسب، بل تقع على تلة تهيمن على المدينة وأيضا على خط السكة الحديد المؤدي إلى نتيفوت وأوفاكيم”.

وأكدت أن “التهديد القادم من بيت حانون هو سبب توقف القطار عن العمل. بيت حانون قريبة جدا من إسرائيل لدرجة أن من الممكن إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وحتى التهديد بإطلاق أسلحة رشاشة على دولة إسرائيل”.

ولفتت إلى أن “هذه هي العملية العاشرة أو أكثر التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي هناك. وفي الواقع، نظرا لقربها من مراكزنا السكانية، فإن هذا هو المكان الأول الذي دخلته قواتنا في العملية البرية في أكتوبر 2023”.

وأضافت “معاريف” أنه “في العملية الحالية، تم تحديد المدينة منذ أكثر من شهر بأنها خالية من السكان، وقد قام الجيش الإسرائيلي بإجلاء جميع السكان منها، وتفاجأ الكثيرون في إسرائيل عندما سمعوا أن البلدة ومنازلها لا تزال قائمة جزئيا على أساساتها ولم تلحق بها سوى أضرار طفيفة على الرغم من العمليات العديدة”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “على الرغم من أن العملية الحالية حققت إنجازا مهما واحدا، هو إجلاء جميع السكان من المدينة، إلا أن جنودنا لا يزالون يُقتلون هناك بعد شهر ونصف، فكيف يحصل ذلك؟”.

وأضافت: “كيف تمكنت حماس مرة أخرى خلال العملية من العودة إلى بيت حانون؟ منذ حوالي أسبوعين فقط، قام الجيش الإسرائيلي بإخلاء البلدة القريبة، بيت لاهيا، بشكل شبه كامل. وداهم الجيش آخر مدرسة في البلدة حيث تحصن آلاف الأشخاص وأمروهم بالتحرك إلى شارع صلاح الدين. ومن هناك يتم الإخلاء إلى الجنوب وراء محور نتساريم”.

وزعمت أنه “عندما وصلت قافلة النازحين إلى محور صلاح الدين، لم تتجه جنوبا بل في الاتجاه المعاكس نحو الشمال، إلى بيت حانون الفارغة”، مضيفة أن “التمسك بشمال قطاع غزة هو القضية الأهم بالنسبة لحماس، هذه القافلة المنظمة التي أفلتت من أعين الجيش الإسرائيلي، تظهر أيضا سيطرة حماس على السكان”.

وأضافت: “لم يدرك الجيش الإسرائيلي إلا بعد عدة أسابيع أن حماس، و1500 نازح من بينهم نساء وأطفال، تختبئ مرة أخرى في بيت حانون. وقبل أسبوع أمرهم الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، وغادر المواطنون. لكن أعضاء حماس الذين عادوا إلى البلدة بقوا هناك وقاموا بزرع المتفجرات استعدادا لعودة الجيش الإسرائيلي إلى البلدة. ويوم السبت بدأ لواء كفير عملية ضد الخلايا التي انتقلت إلى غرب بيت حانون”.

هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أن قواته توسع نطاق عملياتها في شمالي قطاع غزة، وانتقلت من بيت لاهيا إلى غرب بيت حانون، وقال الجيش في بيان إن “قواته تواصل عملياتها شمالي القطاع، بعد الانتهاء من العملية في بيت لاهيا”.

وأضاف: “بدأت القوات صباح الأحد، عملياتها غرب بيت حانون”، مشيرا إلى أنه قبل دخول القوات إلى غرب بيت حانون قامت طائراته جنبا إلى جنب مع قصف مدفعي بمهاجمة أهداف في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • اليمنيون لا يرتدعون: تحليل صهيوني: لا قدرة لـ”اسرائيل” على الحسم أمام اليمن
  • الجيش اليمني يحمّل زعيم الحوثيين مسؤولية جلب “إسرائيل” لتدمير البلاد
  • صنعاء تعطل دفاعات “إسرائيل”
  • إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • قرار تعيين مرتقب ينهي نفوذ “هادي” من المحافظات الجنوبية بشكل نهائي
  • شاهد بالفيديو.. رغم الخلاف الواضح بين والدته والسلطانة.. نجل الفنانة ندى القلعة “وائل” يرقص بشكل هستيري على أنغام أغنيات الفنانة هدى عربي ومتابعون: (الفن فوق الخلافات)
  • مصدر سعودي: الرياض لا تريد ان تتدخل في الحرب بين “إسرائيل” و”اليمن” 
  • صحيفة عبرية: قدرة التحالف الأمريكي على ردع الجيش اليمني باتت موضع شك
  • “قسد” تعلن إفشالها هجمات الفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي
  • “معاريف”: حماس تعود إلى بيت حانون رغم إعلان الجيش مرارا فرض السيطرة عليها