جريدة الوطن:
2025-01-27@19:10:49 GMT

التكلفة الإنسانية للحروب

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

التكلفة الإنسانية للحروب

اتجاهات مستقبلية

التكلفة الإنسانية للحروب

 

 

 

 

 

تُخلف الحروب وراءها أوزارًا من الدمار والمعاناة التي يدفع ثمنها دائمًا المدنيون الأبرياء وغيرهم من غير المحاربين. وتلك هي التكلفة الإنسانية للحروب. وبرغم أنه كثيرًا ما يتم التغاضي عن هذه التكلفة في إطار المنظورات الشائعة في دراسة الصراعات المسلحة، فإنها تُعد أكثر نتائج الصراعات إيلامًا وأكبرها تأثيرًا.

وتبنت طائفة من الدارسين والممارسين حديثًا اقترابًا جديدًا لتسليط الضوء على الكُلفة البشرية للحروب، وهو اقتراب الأمن الإنساني، الذّي يركز على تأثير الصراعات المسلحة على الأوضاع الإنسانية والصحية والأمن الغذائي والمائي والتنمية البشرية إجمالًا.

وإذا بدأنا بأكثر نتائج الحروب فداحةً، وهي الخسائر في الأرواح، ولاسيما في صفوف المدنيين، فسوف نجد أنّ أعداد الوفيات الناجمة عن الصراعات المسلحة أصبحت أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى في هذا القرن. فقد أُزهقت أكثر من 238 ألف نفسًا في الصراعات العام الماضي، وفقًا لمؤشر السلام العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام (IEP) في سيدني بأستراليا. وبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، تتسبب الحرب أيضًا في مجموعة واسعة من الأزمات الإنسانية الأخرى تتعلق بالنزوح الجماعي أو التهجير القسري، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وتدهور الأوضاع الصحية التي قد تصل لحد الكارثة وتفشي الأمراض والأوبئة، وتدمير البنية التحتية.

وتمتد التكلفة الإنسانية للحرب إلى ما هو أبعد بكثير من الفترة التي تعقب الصراع مباشرة لتطول أجيالًا وأجيالًا. فالأطفال الذين ينشؤون في مناطق الصراعات أكثر عُرضةً للإصابة بسوء التغذية وتوقف النمو والنكسات التعليمية. كما أنهم يكونون أكثر عرضة للمعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق والاكتئاب وغيرها من التأثيرات النفسية غير المنظورة. والأكثر خطورةً أنهم يكونون أكثر عُرضة للتجنيد في الجماعات المسلحة والمتطرفة.

وهناك العديد من مناطق العالم التي تعاني من التداعيات الإنسانية الخطيرة للحرب، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط، أكثر مناطق العالم اضطرابًا وصراعًا. فقد اختبرت المنطقة، خلال العقود القليلة الماضية، العديد من الصراعات المسلحة والحروب الأهلية والإقليمية، أبرزها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي نشهد في الوقت الراهن أحدث فصوله في حرب غزة الخامسة. فهذه الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ردًّا على العملية التي نفذتها حركة حماس ضدها والمعروفة باسم “طوفان الأقصى”، تثبت يومًا بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة أنها سوف تكون مختلفة عن جولات الصراع السابقة عليها، كونها الأكثر كلفةً من الناحية الإنسانية، كما كانت مختلفة في بدايتها وصيرورتها. فقد سقط آلاف القتلى الأبرياء من الجانبين، ولاسيما من الجانب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة عسكرية مكثفة من إسرائيل، التي تستعد للتدخل بريًّا في القطاع من أجل القضاء على حركة حماس، وما سوف ينتج عنه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع الذّي يتجه “نحو الهاوية”، وفقًا للأمم المتحدة.

إن ما يجري في غزة اليوم، والتكلفة الإنسانية الفادحة للصراع فيها وحولها هو جرس إنذار آخر للعالم عن التداعيات الإنسانية المأساوية للحروب؛ ولذا من اللازم أنْ يهبّ المجتمع الدولي ليس لوقف إطلاق النار وحسب، وإنما لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ومعالجة أسبابه حتى لا ينفجر مرةً أخرى في صورة حربٍ سادسة!.

 

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة

إقرأ أيضاً:

رئيس المحكمة الدستورية: الصراعات في القارة الإفريقية ناتجة عن التغيرات المناخية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المستشار بولس فهمي إسكندر، رئيس المحكمة الدستورية العليا، إن هناك إشكاليات في التغيرات المناخية والبيئية والصراعات التي تدار في القارة الإفريقية، وينعكس ذلك على انتهاكات سياسية واجتماعية قد تلحق بالمرأة، فهنا يبرز دورالهيئات الدستورية في دعم تلك الحقوق والحريات.

وتابع فهمي خلال كلمته في المؤتمر المنعقد اليوم الأحد، أن هذه التحديات مطروحة في المؤتمر، وستتم مناقشتها في جلسة ختامية في اليوم الأول من الاجتماع الثامن لرؤساء المحاكم الدستورية، حيث إن المناخ قضية بيئية مطروحة على طاولة التحديات الإقليمية وحلها في التشريعات الدستورية، فقاضي الدستورية مهمته هى الفصل فيما يخص حياة الفرد وحقوقه بما لا يتعارض مع مصلحة الدولة، وهذا هو صلب الجلسة النقاشية التي سيديرها المستشار  طارق شبل، نائب رئيس المحكمة الدستورية، مع طرح تجارب لحلول التغيرات المناخية وفقًا للتشريعات الدستورية الدولية، مع طرح أيضا الرؤية المصرية التي نعتبرها رؤية ضابطة في هذه الإشكالية.


وتنطلق فعاليات اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الإفريقية على مدار يومي 27 و28 يناير، ويتضمن اليوم الأول الجلسة الافتتاحية ثم الجلسة الأولى، وتعقبها مناقشة مفتوحة.

كما يتضمن اليوم الأول جلسة ثانية، ثم مناقشة مفتوحة، وفي ختامه يصدر البيان الإعلامي الأول بالمركز الإعلامي للاجتماع.

أما عن اليوم الثاني والأخير، المقرر له يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير، فيبدأ بالجلسة الثالثة للاجتماع الثامن لرؤساء المحاكم الدستورية، وبعدها مناقشة مفتوحة، ثم الجلسة الختامية، يعقبها البيان الإعلامي لفعاليات اليوم الثاني.

ويعد اجتماع القاهرة رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الإفريقية حدثًا مهمًا وحوارًا مفتوحًا بين رؤساء المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الإفريقية لمناقشة القضايا الدستورية والقانونية، وتبادل الأفكار والرؤى والخبرات بين المؤسسات الدستورية في القارة السمراء، وتعزيز القيم والمبادئ الدستورية التي من شأنها حماية الحقوق والحريات.

 

 

مقالات مشابهة

  • الحقيل يوضح أكثر المناطق التي ستشهد الضباب
  • د. هيثم: التكلفة تبلغ 50 مليون دولاراً
  • اقتصادية النواب: الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ليس سياسيًّا بل ضد الإنسانية
  • برلماني: ندعم «بوصلتنا الوطنية» ونرفض المخططات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط
  • الصول: القوات المسلحة لا تدعم أي طرف من أطراف الصراع في السودان
  • تزامناً مع ذكرى اغتياله..صدور كتاب عبدالرقيب عبدالوهاب.. سؤال الجمهورية"
  • رئيس المحكمة الدستورية: الصراعات في القارة الإفريقية ناتجة عن التغيرات المناخية
  • تجمع قوى تحرير السودان: الإنتصارات التي تحققت تؤكد عزيمة القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية
  • المقاومة الشعبية بالشمالية تهنئ جماهير الشعب السوداني والقوات المسلحة بالانتصارات التي تحققت
  • بندوة التنسيقية.. متخصص في الشأن العسكري: الصراعات التقليدية لم تعد موجودة