WP: الجنود الإسرائيليون سيواجهون غابة جهنمية من الألغام بغزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الجنود الإسرائيليين الذين يستعدون لهجوم بري، في قطاع غزة، سيواجهون غابة جهنمية من الألغام والأنفاق والمباني، أثناء مطاردة مقاتلي حماس.
ولفتت مقالة للصحفي دان لاموث، ترجمته "عربي21"، إن هذا الوضع محفوف بالمخاطر، ويمكن أن يسبب معاناة إنسانية هائلة، ويجر دولا أخرى إلى الحرب، وفقا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على "الصراع".
وأشار لاموث، إلى أنه من المتوقع أن تكون العملية هي "الأهم لجيش الاحتلال، في غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حماس قبل أيام".
ويستعد المسؤولون في جميع أنحاء المنطقة لهجوم واسع النطاق على منطقة مكتظة بالسكان قد يستمر لأسابيع ويقتل آلاف الأشخاص ويدمر أحياء بأكملها. وقال مسؤولون فلسطينيون يوم الأحد إن أكثر من 2600 شخص قتلوا في غزة منذ بدء القتال.
قال كينيث "فرانك" ماكنزي جونيور، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية حتى العام الماضي: "أعتقد أنهم سيعودون إلى غزة بقوة، وسيكون الأمر بمثابة حمام دم للجميع".
وتوقع أن "يستمر العنف على مدى فترة زمنية أطول بكثير" من هجوم حماس، مع تورط الإسرائيليين في حالة من الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المدن.
وقد أعلن الإسرائيليون عن نواياهم لعدة أيام، حيث أسقطوا منشورات على مدينة غزة تأمر المدنيين بالفرار جنوبا وعدم العودة حتى إشعار آخر. وصدرت توجيهات لإجلاء أكثر من نصف السكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، مما أثار قلق الجماعات الإنسانية والأمم المتحدة، التي قالت إن القيام بذلك سيكون "مستحيلا" بالنسبة للكثيرين.
وقال جيان جنتيلي، العقيد المتقاعد بالجيش والمؤرخ العسكري لدى مؤسسة راند، إن نطاق الهجوم الإسرائيلي "من الواضح أنه سيكون أكبر بكثير الآن من العمليات التي جرت في السنوات الأخيرة، وسوف يأتي مع تحديات تمكنت الولايات المتحدة من تجنبها في بعض معاركها الحضرية الأكثر كثافة، مثل هجوم تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 على الفلوجة، العراق".
وقال جنتيلي إنه على الرغم من أن تلك المدينة التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة كانت معزولة في الصحراء وغادر معظم المدنيين قبل بدء الهجوم الأمريكي، إلا أنه سيكون من الصعب على المدنيين الفرار هذه المرة.
وقال بروس هوفمان، خبير مكافحة الإرهاب والأستاذ بجامعة جورج تاون، "إن الهجوم الإسرائيلي سيستفيد من وجود قوة مدربة تدريبا جيدا وتعتمد على التكنولوجيا العسكرية في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة".
لكن هوفمان قال أيضا إن التحديات التي سيواجهها الجنود الإسرائيليون في غزة ستكون "أكبر بشكل كبير" مما واجهته القوات الأمريكية في الفلوجة".
وأشار إلى أن "مسؤولي حماس زعموا أنهم قاموا بالتحضير والتخطيط لعدة سنوات لهجومهم على إسرائيل، وربما توقعوا أن يرد الجيش الإسرائيلي بغزو بري" وتابع: "أنه من المرجح أن يستخدم الجانبان طائرات مسيرة، مما قد يؤدي إلى مناوشات بينها بما يشبه كيفية استخدام الطائرات المأهولة في الحروب السابقة".
وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاغون ومؤسس مشارك لمعهد لوبو، إن جيش الاحتلال لديه قوات وأسلحة ومعدات متفوقة على تلك الموجودة لدى حماس، لكنه قال إن حماس "أصبحت فعالة للغاية" في القتال في المناطق الحضرية وربما استعدت لقوات الاحتلال.
وقال مولروي: "من أجل تطهير المباني والأقبية وشبكة الأنفاق الواسعة، سيتعين عليهم إنزال قوات المشاة الخاصة بهم والقتال بشكل أساسي مع جندي مقابل جندي ومن مبنى إلى مبنى في المناطق المبنية، ربما تقفز قوات العمليات الخاصة إلى الأمام في ضربات جراحية للقضاء على قيادة حماس واستعادة الرهائن".
وقال مولروي، الذي خدم في كل من مشاة البحرية ووكالة المخابرات المركزية، إن الجيش الإسرائيلي على الأرجح يجمع معلومات استخباراتية الآن بينما يخطط للهجوم البري ويستخدم الضربات الجوية لتشكيل ساحة المعركة لصالح القوات الإسرائيلية.
وتوقع أن تأتي القوة الهجومية الرئيسية من إسرائيل عبر معبر إيريز إلى غزة، في أقصى الطرف الشمالي من القطاع، وأنها ستشمل دبابات قتالية وناقلات جند مدرعة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قد يحاول أيضا التوغل في غزة من الشرق، مما يؤدي فعليا إلى قطع المنطقة إلى قسمين والحد من قدرة حماس على نقل المقاتلين والمعدات.
لكن بينما بدأت تكتيكات العملية الهجومية تظهر للعيان، فإن نهاية اللعبة غير واضحة.
وقال بليز ميستال، نائب رئيس JINSA للسياسة، إن أحد الاعتبارات بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين هو "كيفية إخراج الجيش الإسرائيلي من غزة بعد أن يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنهم حققوا أهدافهم، ولم يكن لإسرائيل وجود دائم في غزة منذ عام 2005، عندما سحبت حكومة أرئيل شارون الجيش، معتقدة أن الاحتلال هناك غير مستدام".
وقال ميستال: "لم يرغبوا في الذهاب إلى غزة مرة أخرى، لم يرغبوا في احتلالها، لم يرغبوا في أن يكونوا مسؤولين عن إدارتها، ولكن الآن ماذا سيفعلون، إذا كان لديهم هذا الهدف الأكثر تطرفا؟".
قال مسؤول دفاع أمريكي كبير، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البنتاغون، يوم الخميس إن إدارة بايدن لا تخطط لنشر قوات أمريكية إضافية على الأرض في إسرائيل "في هذا الوقت لكنه لم يستبعد أن عمليات النشر يمكن أن تحدث إذا اتسع الصراع".
قال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان يوم السبت إنه سينشر مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور في شرق البحر الأبيض المتوسط، لينضم إلى مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد في تركيز نادر للقوة العسكرية الأمريكية.
ويتم تعيين عدد صغير من القوات الأمريكية في السفارة الأمريكية في إسرائيل ويقدمون المشورة للمسؤولين الإسرائيليين.
وحذر أوستن، الذي تحدث يوم الجمعة خلال زيارة لإسرائيل، الأطراف المتحاربة المحتملة الأخرى من البقاء بعيدا عن القتال. وميز بين التكتيكات التي استخدمتها حماس وكيف يمكن لإسرائيل أن تواصل هجومها البري.
وقالت الصحيفة إن الخطاب الإسرائيلي حول غزة، يثير احتمال القتل الجماعي في الهجوم البري، كما قال يوسف مناير، الزميل في المركز العربي بواشنطن العاصمة. وقال إن العملية الإسرائيلية لن تجلب الدمار إلى غزة فحسب، بل قد تتحول إلى صراع إقليمي يوقع الولايات المتحدة في شرك.
وقال مناير: "من الصعب أن نرى كيف لا يشارك اللاعبون الآخرون، وبعد ذلك تنفتح أبواب الجحيم"، مشيرا إلى أن حماس سترحب بانضمام الجماعات المسلحة الأخرى والدول العربية إلى القتال.
وأضاف: "كل يوم يمر، يصبح من الصعب أكثر فأكثر السيطرة على النتائج والتداعيات، أشعر وكأننا نسير أثناء نومنا نحو وضع سيقول فيه الناس لأجيال من الآن: ماذا نفعل؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الحرب الاحتلال غزة الاحتلال حرب طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاؤل حذر مع إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار بغزة
واشنطن/القاهرة-رويترز
قالت مصادر مطلعة اليوم إن اتفاقا لوقف الحرب المستمرة منذ 14 شهرا في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني قد يٌوقع في الأيام المقبلة مع إحراز تقدم في محادثات جارية في القاهرة.
وبذلت الإدارة الأمريكية، التي انضم إليها وسطاء من مصر وقطر، جهودا مكثفة في الأيام القليلة الماضية لدفع المحادثات قبل مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه الشهر المقبل.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "نعتقد أننا نقترب، وقد قال الإسرائيليون ذلك، ولا شك في الأمر. نعتقد ذلك لكننا أيضا حذرون في تفاؤلنا".
وأضاف "كنا في هذا الموقف من قبل حيث لم نتمكن من الوصول إلى خط النهاية".
وذكرت المصادر أن اتفاقا لوقف إطلاق النار قد يُبرم خلال الأيام المقبلة مما ينهي القتال ويحرر الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة لرويترز إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز سيلتقي رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة غدا الأربعاء في محاولة لحل النقاط العالقة بين إسرائيل وحماس.
وأضاف المصدر أن المسؤولين سيناقشان سبل إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وأحجمت (سي.آي.إيه) عن التعليق على الاجتماع.
وأصدرت حماس بيانا قالت فيه إن التوصل إلى اتفاق ممكن إذا توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة.
وقال البيان "تؤكد حماس أنه، وفي ظل ما تشهده الدوحة اليوم من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطري والمصري، فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".
وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة إن المفاوضات جادة وإن المناقشات جارية حول كل كلمة.
وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريقه إلى القاهرة، لكن مكتبه قال في بيان إن رئيس الوزراء عقد اجتماعا اليوم مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق.
كما أرسل المتحدث باسمه رسالة إلى المراسلين الإسرائيليين قائلا "رئيس الوزراء ليس في القاهرة".
وقال مصدران أمنيان مصريان إن نتنياهو ليس موجودا في القاهرة في الوقت الحالي لكن هناك اجتماعا يجري لبحث النقاط المتبقية وأهمها طلب حماس ضمانات بأن أي اتفاق الآن سيؤدي إلى اتفاق شامل لاحقا.
وأضاف المصدران أن المحادثات تشهد تقدما وعبرا عن اعتقادهما بأن هذه الليلة قد تكون حاسمة في تحديد الخطوات التالية.
وكان نتنياهو قد أعفي اليوم الثلاثاء من الإدلاء بشهادته المقررة مسبقا في محاكمته بتهمة فساد. والتقى في إسرائيل أمس الاثنين مع آدم بوهلر، الذي عينه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ليكون مبعوثه الخاص لشؤون الرهائن.
وفي مؤتمر صحفي عقده في فلوريدا أمس، كرر ترامب تهديده بأنه إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن بحلول 20 يناير كانون الثاني، وهو اليوم الذي يتولى فيه منصبه، "فانتظروا الجحيم".
وفي وقت لاحق، قال ترامب إنه إذا لم يتسن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، "فلن يكون الأمر جيدا". ولم يذكر تفاصيل.
كما عبر مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون عن تفاؤل متزايد بأن المفاوضات التي تتوسط فيها مصر وقطر يمكن أن تفضي إلى اتفاق بحلول نهاية الشهر، لكنهم حذروا أيضا من احتمال فشل المحادثات.
وسعى مفاوضون إسرائيليون في الدوحة أمس الاثنين إلى تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق باتفاق أشار إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو أيار.
وكانت هناك جولات متكررة من المحادثات، انتهت جميعها بالفشل مع إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بوجود عسكري في غزة ورفض حماس إطلاق سراح الرهائن قبل انسحاب القوات.
وقد أحدثت الحرب في غزة صدمة عبر الشرق الأوسط وتركت إسرائيل معزولة دوليا. وقتلت الحملة الإسرائيلية أكثر من 45 ألف فلسطيني، وشردت معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وحولت جزءا كبيرا من الجيب الساحلي إلى أنقاض.
واندلعت عقب هجوم قادته حماس على بلدات في جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وخطف أكثر من 250 رهينة.
وقال مسعفون إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت عائلات في منزلين بشمال قطاع الغزة اليوم الثلاثاء.
وتأكد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في غارة جوية على منزل في مدينة غزة دمرت المبنى، بينما يُعتقد بأن ما لا يقل عن 15 شخصا إلى الشمال في بلدة بيت لاهيا لقوا حتفهم أو فقدوا تحت أنقاض منزل ضرب عند الفجر.