التوسل بالنبي لقضاء الحوائج، أمر يغفل عنه الكثيرون، خاصة وأن هناك من يقول بحرمة وبدعة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن هذا الفهم خاطئ بحسب ما ذهبت إليه آراء المذاهب والفقهاء، حيث نوضح في التقرير التالي حكم التوسل بالنبي لقضاء الحوائج.

التوسل بالنبي لقضاء الحوائج

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في جواب سائل: هل يجوز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعـــــاء بعد انتقاله صلي الله عليه وسلم إن من المعاني التي أُسيء فهمها في الإسلام في عصرنا الحديث معنى «التوسل» مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعنى الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم.

وبين معنى الوسيلة في اللغة والشرع، بأن الوَسِيلةُ في اللغة : الـمَنْزِلة عند الـمَلِك. و الوَسِيلة: الدَّرَجة. و الوَسِيلة: القُرْبة. و وَسَّل فلانٌ إِلـى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِلـيه. و الواسِل: الراغِبُ إِلـى الله؛ قال لبـيد: أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم ** بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلـى الله واسِلُ

وتوَسَّل إِلـيه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِلـيه بعَمَل. وتوَسَّل إِلـيه بكذا : تقرَّب إِلـيه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه علـيه. و الوَسِيلةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل.

ولا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعنى اللغوي، فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه، فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، وذلك عندما يصلي المسلم فإنه يتقرب إلى الله بالصلاة، أي أنه يتوسل إلى الله بهذه الصلاة، وعليه فإن القرآن كله يأمرنا بالوسيلة (بالقرب) إلى الله.

وقد ذكر الوسيلة في كتابه العزيز في موضعين؛ الموضع الأول : يأمر بها قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾، والثاني : يثني الله على الذين يتوسلون إليه في دعائهم قال تعالى ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾.

كيفية تحصين الأطفال عند الذهاب للمدرسة؟.. النبي كان يرقي الحسن والحسين بـ12 كلمة لماذا لايعذب الله المستغفرين.. وما هو الأمان الباقي لأمة النبي إلى يوم القيامة؟ التوسل بالنبي في المذاهب الأربعة

وقد اتفقت المذاهب الأربعة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم بل استحباب ذلك، وعدم التفريق بين حياته صلي الله عليه وسلم وانتقـاله الشريف صلي الله عليه وسلم ولم يشذ إلا ابن تيمية حيث فرق بين التوسـل بالنبي صلي الله عليه وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، ولا عبرة لشذوذه، فندعو الأمة إلى التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام، وحتى لا نكرر الكلام ففي إجابة السؤال رقم 39 والذي كان يسأل عن قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾. هل تلك الآية باقية أم انتهت بانتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، نقلنا ما يثبت استحباب المذاهب الأربعة للتوسل بالنبي وطلب الاستغفار منه صلي الله عليه وسلم ، فلتراجع، وفيما يلي نسرد الأدلة من الكتاب والسنة التي كانت سندًا لإجماع المذاهب الأربعة وهي :

وساق علي جمعة أدلة القرآن الكريم، حيث يقول المولى عزوجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾، وأيضا: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾.

فالآية الأولى تأمر المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات، والتوسل إلى النبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء من القربات، التي ستثبت تفصيلا في استعراض أدلة السنة، وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة، فالأمر عام بكل أنواع الوسائل التي يرضى الله بها، والدعاء عبادة ويقبل طالما أنه لم يكن بقطيعة رحم، أو إثم، أو احتوى على ألفاظ تتعارض مع أصول العقيدة ومبادئ الإسلام.

والآية الثانية : يثني الله عز وجل على هؤلاء المؤمنين الذين استجابوا لله، وتقربوا إليه بالوسيلة في الدعاء، كما سنبين كيف يتوسل المسلم إلى الله في دعائه من السنة.

والآية الثالثة : صريحة في طلب الله من المؤمنين الذهاب إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، واستغفار الله عند ذاته صلي الله عليه وسلم الشريفة، وأن ذلك أرجى في قبول استغفارهم، وهذه الآية باقية كما بينا في إجابة السؤال رقم 39.

ومن أدلة السنة  :عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني. قال : «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك ». قال: فادعه. قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربى في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في»، وقد صحح الحديث الحاكم، والترمذي، ولا نعلم أحدًا ضعفه حتى في ذلك العصر الحديث، وممن اشتهروا بالمنهج التشددي، فليس هناك من يعترض على سند الحديث ولا متنه، وهذا الحديث دليل على استحباب هذه الصيغة من الأدعية حيث علمها النبي صلي الله عليه وسلم لأحد أصحابه، وأظهر الله معجزة نبيه صلي الله عليه وسلم ، حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس، وفي الحقيقة فنحن لا نحتاج إلى ذكر قصة الحديث، التي حدثت في زمن معاوية بن أبي سفيان، حتى نستدل على جواز الدعاء بهذه الصيغة بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، فإذا عَلَّم رسول الله صلي الله عليه وسلم أحدًا من أصحابه صيغة للدعاء، ونقلت إلينا بالسند الصحيح، فدل ذلك على استحباب الدعاء بها في كل الأوقات حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وليست هناك مخصص لهذا الدعاء لذلك الصحابي وحده، ولا مقيد لذلك بحياته صلي الله عليه وسلم ، فالأصل في الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامة، إلا أن يثبت المخصص أو المقيد لها، ورغم ذلك كله، قال الشوكاني: وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلي الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولغياب تلك المعاني الأصولية عن أذهان الكثير في ذلك العصر سنضطر أن نذكر قصة هذا الحديث، والتي تبين أن ذلك الصحابي الجليل أرشد من له حاجة إلى هذا الدعاء بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، وذلك فيما يلي.

قصة الحديث : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف، فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد، فصل فيه ركعتين، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلى حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قاله له، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب، حتى أخذ بيده، فأدخله على عثمان بن عفان وأجلسه معه على الطنفسة وقال له : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده، فلقي عثمان بن حنيف، فقال له : جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلي الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير... ثم ذكر الحديث.

قال العلامة الحافظ السيد عبد الله بن الصديق الغماري : «هذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد، ثنا أبي عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ... فذكر القصة بتمامها، ثم قال : ويعقوب بن سفيان هو النسوي الحافظ الإمام الثقة، بل هو فوق الثقة وهذا إسناد صحيح، فالقصة صحيحة جدًا، وقد وافق على تصحيحها أيضا الحافظ المنذري في الترغيب ج3 ص:606، والحافظ الهيثمي مجمع الزوائد : ج3 ص : 379»، والقصة تدل على ما يدل عليه الحديث مع إغلاق الباب على من حاول أن يزعم أن الحديث خاص بحياة النبي ـ ولا مخصص كما ذكرنا ـ ولكن ذلك يشد العضد ويؤيد الصواب إن شاء الله تعالى.

طريقة التعامل مع الأحلام المزعجة.. أوصى بها النبي شاهد المنزل الذي ولد فيه النبي محمد .. فيديو التوسل بالنبي لقضاء الحاجة 

حديث الخروج إلى المسجد للصلاة، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : «من قال حين يخرج إلى الصلاة : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى، فإنى لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا رياء، ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذنى من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته». وهذا حديث صحيح صححه كل من : الحافظ بن حجر العسقلاني، والحافظ العراقي، وأبو السن المقدسي شيخ المنذري،و الحافظ الدمياطي، والحافظ البغوي. والحديث يدل على جواز التوسل إلى الله في الدعاء بالعمل الصالح وهو سير المتوضئ إلى الصلاة، وبحق السائلين لله.

حديث أنس عند موت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنه، وهو حديث طويل، وفي آخره: « وقال : الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين». والحديث في سنده مقال اختلف أهل الحديث في رجال؛ وذلك لأن سند الحديث فيه «روح بن صلاح» وقد وثقه ابن حبان، وعده ابن الجوزي من المجهـولين، وعلى هذا فقد اُختلف في صحـة هذا الحديث وضعفه، في رفع سنده إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، إلا أن معناه صحيح مؤيد بما مر من أحاديث صحيحة.

توسل آدم عليه السلام بنبينا صلي الله عليه وسلم أن يغفر له في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : «لما اقترف آدم الخطيئة، قال : يا رب أسألك بحق محمد، لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم، وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه ؟ قال : يا رب؛ لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك». وقد صححه الحاكم حيث عقبه بقوله : «هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب»، وقد قال عنه الحافظ ابن كثير بأنه منكر في كتابه قصص الأنبياء عند ذكر قصة آدم عليه السلام، كما بالغ الحافظ الذهبي عندما حكم بوضعه؛ لأن في سنده عبد الرحمن، وعبد الرحمن ليس بكذاب، ولا متهم، بل هو ضعيف فقط، ومثله لا يجعل الحديث موضوعًا وأقصى ما يحدث أن يكون ضعيفًا، وعلى أية حال فنذكر خلاف المحدثين بشأنه للأمانة العلمية، وفي الحديث - إن صح - دلالة واضحة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء، وأما ما قد يشكل من خاتمة الحديث وهو قول المولى : «ولولا محمد ما خلقتك» فقد بينت ذلك في إجابة السؤال سابق فليراجع.

حديث «أعينوا عباد الله»؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : «قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله» قال عن سنده الحافظ الهيثمي : «رواه الطبراني ورجاله ثقات»، وفي الحديث دليل على الاستعانة بمخلوقات لا نراها، قد يسببها الله عز وجل في عوننا ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد كالملائكة، ولا يبعد أن يقاس على الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها.

قصة الاستسقاء بالنبي صلي الله عليه وسلم عند قبره في زمن عمر، فعن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال: «أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام فقال : إيت عمر، فأقرئه مني السلام، وأخبره أنهم يسقون، وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال : « يا رب ما ءالو إلا ما عجزت». وهو حديث صحيح صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه : «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر ... الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة، وقد ذكر الرواية كذلك الحافظ ابن كثير وقال : هذا إسناد صحيح. والحديث قد صححه كبار الحفاظ، فيصلح أن يكون دليلًا على جواز الطلب من النبي صلي الله عليه وسلم بالاستسقاء والدعاء بعد انتقاله الشريف صلي الله عليه وسلم.

قصة الخليفة المنصور مع الإمام مالك صلي الله عليه وسلم وهي : «أن مالكًا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بني العباس - يا أبا عبد الله : أأستقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله »، وفيه إشارة إلى اعتبار حديث توسل آدم عليه السلام عند الإمام مالك، وأنه يرى أن من الخير استقبال قبر النبي صلي الله عليه وسلم والاستشفاع به صلي الله عليه وسلم.

ولكل هذه الأدلة الصريحة الصحيحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، واتفقوا على أن ذلك لا يحرم قطعًا، وهو ما نراه أن التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم مستحب وأحد صيغ الدعاء إلى الله عز وجل المندوب إليها، ولا عبرة لمن شذ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه من بعده، والله تعالى أعلى وأعلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التوسل بالنبي رضی الله عنه بعد انتقاله الله عز وجل فی الدعاء اس ت غ ف ر إلى الله إلا أن إ لـیه

إقرأ أيضاً:

هل تقبيل أيدي العلماء والصالحين مخالف لهدي النبي والسلف الصالح؟

قال خادم الجناب النبوي الشريف محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف : “استمعت إلى مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ مصطفى العدوي وشاب أزهري يحاول تقبيل يده، وهو رافض، ثم سأل الشاب عن سبب تقبيله، فقال: إنه أزهري، ودرس في الأزهر، في كتاب [الإقناع] في فقه السادة الشافعية استحباب تقبيل أيدي العلماء، فقال العدوي ما معناه: إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كلام الفقهاء، ولم يثبت أن أحدا من الصحابة قبَّل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم!"

الأزهر ودار الإفتاء.. حصن منيع في وجه التطرف ودعوة متجددة للتسامح حكم الزواج من أخرى بدون سبب.. أمين الفتوى يوضح

ووضح العشماوي ردًا على هذا الكلام أن في هذا الكلام عدة مغالطات من وجوه: الأول: اتهامه للفقهاء بأنهم لا يستندون إلى سنة فيما يقررونه من مذاهب، وهذا جهل بتاريخ المذاهب الفقهية السنية، ومذاهب أئمتها الذين هم من أهل خير القرون، والذين أقاموا مذاهبهم على الكتاب والسنة والإجماع، وغيرها من الأدلة الشرعية المعتبرة، ولكن عُرف عن هذا الشيخ وأضرابه عدم حبهم لدراسة الفقه والأصول، واعتمادهم المباشر على الأخذ من الكتاب والسنة، حتى صدرت عنهم طوامُّ ودواهٍ، تُضحك الثكلى، وتُسقط الحبلى، ولا يحل لجاهل بالفقه والأصول والخلاف؛ أن يفتي في دين الله عز وجل، ولو حفظ القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى والكبرى، ولو سرد صحيح البخاري من أوله إلى آخره، فإن أفتى يأثم، ويأثم من يستفتيه! 

وتابع العشماوي أن الثاني: تعريضه بأن كلام الفقهاء قد يكون مخالفا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا اتهام ضمني للأئمة في دينهم، وهو من جنس الذي قبله، ناتج عن الجهل بمناهج الفقهاء في الاستدلال! الثالث: زعمه أن أحدا من الصحابة لم يثبت عنه أنه قَبَّل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا إما ناشئ عن قِصَر باع وقلة اطلاع، وإما ناشئ عن هوى وعناد ومكابرة! ونحن نردُّ عليه بما قاله أمير المؤمنين في الحديث، الحافظ ابن حجر العسقلاني، مما يثبت وقوع التقبيل من الصحابة لأطراف النبي صلى الله عليه وسلم، يديه ورجليه ورأسه، بل قبَّل الصحابة فمن بعدهم بعضهم أطراف بعض! قال الحافظ رحمه الله في [فتح الباري]: "وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقرئ جزءاً في [تقبيل اليد]، سمعناه، أورد فيه أحاديث كثيرة وآثاراً! فَمِنْ جيِّدها حديث الزارع العَبْدي - وكان في وفد عبد القيس - قال: "فجعلنا نتبادر من رواحلنا، فَنُقَبِّل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله". أخرجه أبو داود. ومن حديث مَزِيدة العَصَري مثله.

 

 ومن حديث أسامة بن شَرِيك، قال: "قمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبَّلْنا يده" وسنده قوي. ومن حديث جابر، أن عمر قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبَّل يده. ومن حديث بُريدة في قصة الأعرابي والشجرة، فقال: "يا رسول الله، ائذن لي أن أقبِّل رأسك ورجليك، فأذن له". وأخرج البخاري في [الأدب المفرد] من رواية عبد الرحمن بن رَزِين قال: "أخرج لنا سَلَمة بن الأكوع كفًّا له ضخمة، كأنها كف بعير، فقمنا إليها، فقبَّلناها". وعن ثابتٍ أنه قبَّل يد أنَس.

 

 وأخرج أيضا - أي البخاري في [الأدب المفرد] - "أنَّ عليًّا قبَّل يد العباس ورجله"، وأخرجه ابن المقرئ. وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعي قال لابن أبي أوفى، قلت: "ناولني يدك التي بايعتَ بها رسول الله، فناوَلَنِيها فَقبَّلْتُها". انتهى النقل عن الحافظ. ومن الأحاديث والآثار الدالة على ذلك أيضا؛ ما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أنه كان في سَرِيَّةٍ من سرايا رسول الله صلي الله عليه وسلم، فذكر قصة، قال: "فدنونا من النبي صلي الله عليه وسلم، فَقبَّلْنا يده". أخرجه أبو داود في [سننه] في موضعين، والبيهقي في [سننه الكبرى]>

 

 وفي [الشُّعَب]، وابن أبي شيبة في [مصنفه]، وذكره البخاري في [الأدب المفرد]. ومنها حديث صفوان بن عسَّال؛ أن يهوديين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن تسع آيات .. الحديث، وفي آخره: "فقبَّلا يده، ورجله". أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححه الحاكم. وممن قبَّل يد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة؛ أبو لبابة. أخرجه البيهقي في [الدلائل] وابن المقري في [الرخصة في تقبيل اليد]. 

 

مقالات مشابهة

  • أفضل صيغ الصلاة على النبي في ليلة الجمعة
  • هل تقبيل أيدي العلماء والصالحين مخالف لهدي النبي والسلف الصالح؟
  • أسباب القرب من النبي صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح
  • عالم أزهري يكشف سبب عظيم من أسباب القرب من النبي
  • هل سيدنا النبي محمد نور أم بشر؟.. دار الإفتاء تجيب
  • إمام مسجد الإمام الشافعي: النبي أول من دعا لحماية البيئة
  • فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح
  • دعاء عند نزول المطر لقضاء الحوائج.. اللهم آتنا أفضل ما يؤتى عبادك الصالحين
  • هل الصلاة على النبي بدون تركيز مقبولة.. اعرف فضلها
  • في عيد الحب.. النبي والسيدة خديجة وقصة حب عبرت الحياة والممات