«أريدُ» تطلق مفتاح تجوال جديد مع باقات البيانات
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
أعلنت شركة أريدُ، إطلاق مفتاح التجوال الجديد لباقات شرائح البيانات. ومع اقتراب موسم السفر الشتوي، ابتكرت الشركة منتجاً جديداً لإبقاء عملائها على اتصال أثناء استمتاعهم بسفرهم. وستتيح الخدمة للمستخدمين أخذ شريحة البيانات معهم واستخدامها أثناء السفر ومشاركة الإنترنت مع أفراد العائلة أو الأجهزة الأخرى المتصلة مثل أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية.
وعند الاشتراك في خدمة «مفتاح التجوال»، يمكن للعملاء استخدام الرصيد المحلي من شريحة البيانات لديهم في 27 من وجهات السفر الأكثر شعبية، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها الكثير. وتبلغ تكلفة الاشتراك في خدمة «مفتاح التجوال» 150 ر.ق فقط وهي صالحة لمدة 7 أيام.
ويمكن للعملاء الجدد والحاليين الاشتراك في خدمة «مفتاح التجوال» مع باقات شريحة البيانات (البرودباند الجوال) بشكل فوري عبر تطبيق «أريدُ». وتتوفر التفاصيل الكاملة حول هذه الخدمة الجديدة على: (travel-sim-ore.do/data).
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر
إقرأ أيضاً:
الحكمة والأخلاق: مفتاح الإزدهار واستدامة المجتمعات الإنسانية
✍???? بقلم: د.إبراهيم عمر(صاروخ)
تعتبر الحكمة والأخلاق من القيم الأساسية التي تُساهم في بناء المجتمعات البشرية المستدامة. فهما من نعم الله تعالى التي منحها للإنسان ليُرتقي بها في تعاملاته وسلوكياته. تمثل الحكمة نور البصيرة الذي يوجه الإنسان من أجل اتخاذ قرارات صائبة ورشيدة، بينما تُعتبر الأخلاق الميزان الذي يضبط السلوك ويحدد العلاقات مع الآخرين، باعتبارها رادعاً داخلياً يحمي الفرد من الانزلاق إلى التصرفات غير المسؤولة. بدونه، يصبح الفرد عرضة للتفكك النفسي.
لقد اهتم الفلاسفة والعلماء بموضوع الحكمة والأخلاق عبر العصور، حيث أكد الفيلسوف اليوناني العظيم أرسطو، إن فضائل الأخلاق تكمن في التوازن والوسطية بين الإفراط والتفريط، فعلى سبيل المثال، يمثل العدل الوسط بين الظلم الذي ينتهك حقوق الآخرين، والتسيب الذي يعني عدم التقيد بالقوانين والقيم الأخلاقية النبيلة، وكذلك يتوسط الحكمة بين الغضب والمهانة، والكرم بين البخل والتبذير، والشجاعة بين الجبن والتهور.
وفي السياق ذاته نجد أن الأديان جميعها اهتمت بمسألة التربية الأخلاقية باعتبارها هدفاً رئيسياً لبناء أمم وحضارات ذات رسالة سامية. وفي هذا الإطار يشير البروفيسور/عبّاس محجوب، أستاذ علم الدراسات في الحكمة والأخلاق بجامعة السودان المفتوحة، إلى أن الأعمال الإرادية التي تصدر عن الإنسان هي التي تُطلق عليها كلمة الأخلاق. فالصدق والكذب، العدل والظلم، الأمانة والخيانة، الشجاعة والجبن، الكرم والبخل، وغيرها من الصفات هي دلالات على السلوك الأخلاقي للإنسان، وتُستخدم للحكم على أعمال الفرد من حيث الصواب والخطأ.
تشير الدراسات الحديثة في مجال العلوم التربوية والأبحاث الأكاديمية إلى أن الجمع بين الحكمة والأخلاق يساهم بشكلٍ كبير في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي والنفسي، مما يجعل المجتمعات الإنسانية أكثر أماناً ورُقياً. وقد أوضحت تقارير الأمم المتحدة أن القيم الأخلاقية تُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مما يؤكد ذلك إلى أهمية إدراج المكونات الأخلاقية في المناهج التعليمية والتربوية، وعلى صعيدٍ متصل يشير ابن خلدون، أحد أبرز المفكرين في التاريخ الإسلامي، في مقدمته إلى أن الحكمة والأخلاق تلعبان دوراً مهماً في النهضة الاقتصادية والعمرانية، إذ أن التجارة والصناعة تحتاجان إلى الثقة والأمانة، وهما من القيم الأخلاقية الأساسية.
من جانبه ذكر الدكتور مصطفى محمود في مؤلفه "الشيطان يحكم" أن الأخلاق ليست مجرد مجموعة من القواعد أو العادات الاجتماعية، بل هي التعبير عن القيم الإنسانية العليا التي تعكس طبيعة الإنسان ووعيه، ويوضح أن الصراع بين قوى الخير والشر يمثله الشيطان، الذي يسعى دائماً لفساد الأخلاق وإضعاف الضمير الإنساني.
أما الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط فقد أكد أن الالتزام بالأخلاق أمرٌ واجب غير مشروط، إذ إنها لا تقوم على العواطف، بل على الأداء لذاته. ويرى كانط أن على الإنسان يجب أن يفعل الصواب لكونه صواب وليس لأنه يؤدي إلى نتائج مفيدة؛ كما شدد على أن المجتمع يجب أن يسعى إلى تربية افرادها على القيم الأخلاق الفاضلة، مؤكداً أن الفضيلة لا تأتي بالفطرة فقط، بل تحتاج إلى التربية والتعليم والتوجيه والإرشاد.
دعا كانط الأفراد إلى التصرف وفقاً لمبادئ وقيم أخلاقية التي عرفه باسم الأخلاق المطلقة، والتي تقوم على الآتي: العقل: حيث يجب أن تكون الأفعال مستندة إلى التفكير المنطقي والعقل الرشيد وليس إلى المشاعر والعواطف أو المصالح الشخصية الآنية-الاستقلالية: أي أن الأفراد يجب أن يتبعوا القوانين الأخلاقية بحرية مطلقة، وليس بسبب الضغوط الخارجية أو الخوف من العقاب- مبدأ معاملة الإنسان كغاية: أي أن الإنسان ليس مجرد وسيلة أو آلة لتحقيق غايات الآخرين وطموحاتهم، بل يجب احترامه كغاية في ذاته نبيلة.
لقد أظهرت العديد من الدراسات التاريخية والاجتماعية أن رُقي الأمم وتقدم حضارتها مرتبط ارتباطاً وثيقاً برُقيها الأخلاقي وسلوكها القويم. وعلى العكس فإن انهيار القيم الأخلاقية يؤدي إلى تفكك المجتمعات البشرية وانهيار الحضارات وانعدام الثقة بين أعضائها، لذا، من أجل بناء حضارة مزدهرة ومجتعمات متقدمة، لا بد من التعاون والمحبة والتسامح والاحترام المتبادل والتضحية في سبيل الصالح العام.
و في ضوء ما سبق نجد أن الحكمة والأخلاق تلعبان دوراً جوهراً ومهماً في شتى مناحي الحياة، سواءً كانت الأمنية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، فالحكمة ليست مجرد معرفة أو ذكاء فحسب، بل هي القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، والتصرف بناءً على ذلك، ومن ثم لا يُمكن تحقيق مجتمع قويم ومستدام قائم على قيم العدل، المساواة، المحبة، التسامح والتعاون والاحترام المتبادل إلاّ باجتماع الحكمة مع الأخلاق، فالحكمة بدون أخلاق قد تؤدي إلى الاستغلال والخداع ولأهميها يقول المولى عزو جل في محكم تنزيله: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ)، سورة البقرة الآية: 269 ؛ بينما الأخلاق بدون حكمة قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة تؤثر سلباً على المجتمع.
وبناءً على ما تقدم يتضح أن القائد العظيم والناجح هو الذي يتحلى بالحكمة ليصنع قرارات صائبة ومدروسة، بينما تجعله الأخلاق عادلاً ومنصفاً للجميع، لقد جمع الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم صَلَّى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق في قوله سبحانه وتعالى:(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، الأعراف الآية :199، لذا فإن الحكمة والأخلاق معاً يمثلان الأساس المتين لبناء المجتمعات مزدهرة ومستدامة، وبدونهما يعم الفساد والصراعات والفوضى، ويصبح الفعل الأناني هو السائد، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي وتفكك النسيج الاجتماعي والانحطاط الأخلاقي والتدهور الثقافي، بينما في وجودهما تنمو وتزدهر المجتمعات، ومن أجل ضمان لغدٍ مشرق ومستقبلٍ أفضل يتطلب الأمر إلى تعزيز القيم الانسانية الفاضلة في مختلف جوانب الحياة للحفاظ على توازن المجتمع واستقراره.
ibrahimsarokh@gmail.com