نجحت الدولة المصرية في إصدار سندات «الباندا» المستدامة بالسوق الصينية بـ ٣،٥ مليار يوان، كأول دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا وذلك من أجل جذب الاستثمارات الصينية في السوق المصرية.


تسعير منخفض للسندات  


أوضح الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن الوزارة تمكنت من الحصول على تسعير منخفض للسندات بعائد ٣،٥٪؜ سنويًا لأجل ٣ سنوات، مما يجعله أكثر تميزًا مقارنة بأسعار الفائدة الخاصة بإصدارات السندات الدولارية الدولية، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، موضحًا أن هذا النوع من الإصدارات يتميز بأنه مُدعم بضمانة ائتمانية مقدمة من بنوك تنموية عالمية: «البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والبنك الأفريقي للتنمية»، وهي بنوك ذات تصنيف ائتماني مرتفع، وقد استطاعت الوزارة بالتعاون مع مقدمي الضمانة الائتمانية من إتمام كل الإجراءات التحضيرية الخاصة بإصدار سندات الباندا بسوق المال الصينية، الذي يُعد ثاني أكبر أسواق المال العالمية من حيث الحجم؛ بما يحقق أحد أهم أهداف استراتيجيات تنويع مصادر التمويل والدخول إلى أسواق عالمية جديدة.

جذب الاستثمارات الصينية

أضاف معيط، أن هذا الإصدار نجح في جذب العديد من المستثمرين الصينيين، وتميز بتطبيق سياسات التمويل المُستدامة في قارتي آسيا وإفريقيا، والتوصل إلى أهداف مشتركة ومفاهيم موحدة فيما يخص التمويل المُبتكر والمُستدام، الذي يسهم في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، على نحو يتوافق مع إطار التمويل المستدام السيادي المصري المُعلن عنه في يوم التمويل بقمة المناخ التي استضافتها مصر «COP 27».

زيادة التعاون بين البلدين وتبادل الخبرات

أكد وزير المالية، أن هذا الإصدار بمثابة بوابة جديدة تهدف إلى زيادة التعاون بين البلدين وتبادل الخبرات وفتح مجالات وآفاق من التعاون من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومد جسور التمويل الأخضر والمستدام وتشجيع الاستثمار كإحدى الركائز الجوهرية، التي تتماشي مع استراتيجية مصر الخاصة بأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠.


تنوع السندات الأجنبية

واحدة من وسائل تلبية احتياجات الدولة من العملات الأجنبية.

 وأضاف الدكتور علي الإدريسي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن طرح سندات الباندا الصينية يشير إلى رغبة الدولة المصرية في تنويع مصادر تمويل الحكومة، بالإضافة إلى الانتقال بعيدًا عن الاعتماد على السندات بالدولار بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية. 

وأكد الإدريسي أن الدولة المصرية الآن تستهدف السوق الآسيوية بشكل خاص، خاصة بعد انضمامها إلى مجموعة البريكس، وذلك من خلال التعاون مع بنك التنمية الآسيوي. وكشف الخبير الاقتصادي عن مزايا هذه السندات التي تعزز جذب الفائدة، ولكن يمكن أن تزيد من الدين الخارجي.

الاستقرار المالي بالموازنة العامة


أشار الدكتور حسام عيد، الخبير الاقتصادي، إلى أن طرح سندات الباندا الصينية سيؤدي تدريجيًا إلى خفض  أعباء الدين الخارجي على ميزانية الدولة، بعد أن شهد ارتفاعًا نتيجة لزيادة تكاليف التمويل عالميًا منذ بداية الأزمة الجيوسياسية في بداية العام الماضي.

وأضاف الدكتور حسام عيد في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن السوق الصيني الآن يتجه نحو السوق المصري، وهذا يعني زيادة التعاون والاستثمارات بين البلدين.

واختتم الخبير الاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذه السندات ستسهم في تحقيق المزيد من الاستقرار المالي في ميزانية الدولة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الباندا الصينية سندات الباندا الصينية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكثف غاراتها على سوريا بعد سقوط نظام الأسد.. أهداف عسكرية ومخاوف إقليمية

جددت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة عدرا في ريف دمشق، التساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.


وأسفرت الغارة عن مقتل 10 أشخاص، وفقًا لمصدر عسكري سوري، فيما أكدت مصادر إعلامية أن المستهدف كان مستودع أسلحة في منطقة صناعية على بعد 30 كيلومترًا من العاصمة دمشق.

تصعيد إسرائيلي مستمر

نفذت إسرائيل منذ سيطرة الإدارة الجديدة في سوريا على مقاليد الحكم في 8 ديسمبر الجاري سلسلة غارات، وصفتها إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنها جزء من عملية واسعة استهدفت تدمير 80% من القدرات العسكرية السورية.

وأكدت الإذاعة أن الغارات طالت أكثر من 250 هدفًا، بما في ذلك مستودعات أسلحة، مراكز أبحاث عسكرية، ومطارات استراتيجية مثل مطار المزة العسكري.

أهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة


أوضحت إسرائيل أن تحركاتها العسكرية تهدف إلى منع وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي السلطة الجديدة في سوريا.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى لتقويض أي تهديد محتمل من سوريا المستقبلية، سواء من خلال إضعاف البنية العسكرية أو تعزيز أوراقها التفاوضية مع القيادة الجديدة.

أشار المحلل السياسي سعيد الحاج إلى أن إسرائيل استغلت الفراغ السياسي والعسكري لتوسيع نفوذها التجسسي والعسكري في سوريا، مؤكدة على أهمية السيطرة على الجولان المحتل كخط دفاع إستراتيجي.

تحذيرات من تداعيات خطيرة

ورغم نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة، حذرت صحيفة هآرتس من أن التوغل الإسرائيلي في المنطقة المنزوعة السلاح بالجولان قد يؤدي إلى تصعيد غير متوقع.

وأكدت الصحيفة أن هذا التحرك يمنح مبررًا قانونيًا وأخلاقيًا للسوريين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الخبير العسكري أسامة خالد، أن هذه التحركات قد تدفع جماعات وأفرادًا سوريين للقيام بعمليات ضد القوات الإسرائيلية، مما يزيد من احتمالية اشتعال صراع طويل الأمد.

تحديات داخلية وخارجية

من جهتها، أكدت الإدارة السورية الجديدة أنها تركز على إعادة بناء الدولة المنهكة من الحروب، مشددة على أنها لا تشكل تهديدًا لأي دولة.

ومع ذلك، يرى المحللون أن إسرائيل لن تتوقف عن مراقبة الوضع في سوريا، ولن تتردد في تنفيذ ضربات استباقية لضمان عدم تعافي القدرات العسكرية السورية.

في ظل هذه المعطيات، تبدو الإدارة السورية الجديدة أمام تحدٍ مزدوج، إعادة بناء الدولة من الداخل، ومواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة، مما يتطلب إستراتيجية متكاملة تراعي المصالح الوطنية وتعزز مناعة الدولة أمام التدخلات الخارجية.

مقالات مشابهة

  • المحللون يجيبون.. هل ستتوقف الحرب بالسودان في عام 2025؟
  • رئيس جامعة الأقصر تؤكد على أهمية التعاون الدولي لتحقيق التميز الأكاديمي
  • جهاز مدينة 6 أكتوبر يُنظم ورشة عمل بعنوان "تصميم شوارع آمنة وصحية" لدعم أهداف التنمية المستدامة
  • إسرائيل تكثف غاراتها على سوريا بعد سقوط نظام الأسد.. أهداف عسكرية ومخاوف إقليمية
  • رئيس اللجنة الأهلية بالحمراء: التعاون المجتمعي هو الأساس لتحقيق التنمية
  • الزراعة: استصلاح 4 ملايين فدان جديدة لتضاف لمساحة الرقعة الزراعية لمصر
  • نائب محافظ بني سويف يتابع جهود لجنة تحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • جهاز 6 أكتوبر يُنظم ورشة عمل عن تصميم شوارع آمنة وصحية لدعم أهداف التنمية المستدامة
  • أسواق المال العالمية تحقق مكاسب استثنائية في 2024 رغم التحديات
  • السوداني يؤكد أهمية المراجعة واستثمار أفضل الفرص لتعظيم إيرادات الدولة