«البلدية» توظف الأساليب الحديثة لتطوير الإنتاج الزراعي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
أكدت وزارة البلدية، أن خطتها الإستراتيجية، تسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي لدولة قطر مع ضمان كفاءة إدارة الموارد والالتزام بأعلى معايير السلامة للأغذية، وذلك من خلال زيادة حجم الإنتاج الزراعي وإنتاجية المزارع باستخدام أنظمة الزراعة القائمة على التكنولوجيا للمحاصيل المزروعة محلياً بما يحقّق أهداف الاكتفاء الذاتي.
جاء ذلك بمناسبة مشاركة الوزارة ممثلة بإدارة الشؤون الزراعية – في الاحتفال الثالث والأربعين بيوم الأغذية العالمي (16 أكتوبر) تحت شعار «المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء، لا تتركوا أي أحدٍ خلف الركب»، والذي يصادف الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة (FAO).
ويهدف احتفال هذا العام إلى التوعية بأهمية ترشيد وإدارة المياه، نظراً إلى التهديد المحدق بتوافر هذا المورد الثمين بفعل النمو السكاني المتسارع والتوسع الحضري والنمو الاقتصادي وتأثيرات الأزمات المناخية.
وقالت وزارة البلدية في بيان أمس «إن إدارة الشؤون الزراعية تعنى بكافة الأمور المتعلقة بالخدمات الزراعية وتوجيه المزارعين لاتباع الأساليب والطرق الحديثة في الزراعة، بهدف تطوير الإنتاج الزراعي المحلي وزيادته من حيث الكمية والجودة. وتقوم الإدارة بمتابعة أداء المزارع المسجلة والعمل على تنميتها وتطويرها بهدف الارتقاء بالعمل الزراعي في الدولة، لافتة إلى أن الإدارة تتبنى خطة زراعية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي والخضراوات في الدولة، لتحقيق تنمية زراعية مستدامة ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال السيد يوسف الخليفي مدير إدارة الشؤون الزراعية «إن الإدارة تعمل على دعم المزارع بالبيوت المحمية (المبردة والعادية) كأحد الأساليب الحديثة للزراعة ولترشيد استهلاك مياه الري في الزراعة، كما أن الوزارة لديها مشروع لتوزيع شبكات الري الحديثة على المزارع لاستخدامها في الزراعة المكشوفة، الذي بدأ في أغسطس من العام الماضي 2022 بهدف نشر أساليب الري الحديثة وزيادة المساحة المزروعة بطريقة الري بالتنقيط، لافتا إلى أن المشروع ويستهدف عدد 400 مزرعة بواقع 10 دونمات تنقيط لكل دونم وفترة هذا المشروع ثلاث سنوات (من 2022 إلى 2024).
وأوضح أن وزارة البلدية – ممثلة بإدارة الشؤون الزراعية – أولت اهتماماً خاصاً بترشيد استهلاك المياه المستخدمة في الزراعة، وذلك من خلال عدد من الخطط والبرامج المختلفة، منها: توعية وتدريب المزارعين وأصحاب المزارع على استخدام الأساليب الحديثة في ري المحاصيل الزراعية، خاصة أن طرق الري التقليدية أو القديمة تؤدي إلى هدر ما نسبته 50-60% من كمية المياه المستخدمة، وهو ما يتسبب بدوره في التأثير على المخزون الجوفي، في حين أن أساليب الري الحديثة المتبعة حالياً تعمل على خفض استهلاك كمية المياه بنسبة 70%. وقد أصبحت شبكات الري الحديثة تغطي حالياً ما نسبته 89% من المساحات المكشوفة في المزارع.
وفي السياق ذاته تبنَّت إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، تقنية فريدة لزراعة نبات الساليكورنيا البري (Salicornia europaea) في محطة أبحاث الخضر والبستنة في العطورية، وذلك عن طريق استخدام نظام الزراعة المائية للمياه الراجعة الناتجة عن تحلية المياه الجوفية. ويواجه هذا النبات التحديات المرتبطة بزراعة الخضروات والأعلاف في البيئات الصحراوية الصعبة، إذ تم استغلال المياه الراجعة المنبثقة من عملية التحلية للمياه الجوفية – التي تمثل النسبة الأعلى المستخدمة في مياه الري في دولة قطر، وتتراوح نسبة ملوحة المياه الراجعة من 8 – 20 ألف جزء في المليون، وتستخدم لزراعة هذا النبات متعدد الفوائد.
ويعتبر مشروع زراعة نبات الساليكورنيا البري من المشاريع الاستراتيجية الواعدة، وقد تم استزراعه للعام الثاني على التوالي في محطة أبحاث الخضر والبستنة في العطورية، وذلك باستخدام نظام الزراعة المائية الذي يسهم في حل مشكلة بيئية كبيرة من خلال استخدام المياه الراجعة المنبثقة من عملية تحلية المياه الجوفية، والتي تمثل قرابة 60% من إجمالي المياه المعالجة. كما تقوم إدارة الحدائق العامة – ضمن جهود الوزارة لترشيد مياه الري – بتشغيل الري وإدارته في كافة الحدائق الجديدة ومعظم الشوارع في دولة قطر عن طريق التحكم المركزي اللاسلكي عن طريق الراديو، وذلك باستخدام مجموعة من الحساسات المستخدمة في مواقع الري التي تعطي الخصائص المطلوب توافرها في أنظمة الري المركزي، إذ تم إلزام جميع مقاولي الإنشاء بالتقيد بمجموعة من المواصفات التي تضمن المراقبة والتحكم بجميع العناصر الموجودة في الموقع.
ويتم من خلال مركز التحكم المركزي إدارة الري لاسلكياً عن طريق الراديو، وعمل برامج ري وفقاً لمتطلبات كل نوع من النباتات، والتحكم في كمية مياه الري عن طريق قراءة عداد التدفق، إذ يمكن الدخول إلى مركز التحكم عن طريق الإنترنت من أي مكان في العالم، فضلاً عن استقبال رسائل جوال من مركز التحكم عند حدوث إنذارات، وإمكانية مراقبة مستويات الخزانات في الحدائق عن طريق حساسات قياس مستوى المياه في الخزان. الجدير بالذكر أن احتفال دولة قطر بيوم الأغذية العالمي لهذا العام يتزامن مع احتضانها معرض «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة الذي يسلط الضوء على أحدث المبادرات والابتكارات والجهود القطرية والعالمية في مجال الزراعة الحديثة وتخضير المدن والغطاء النباتي، إذ يركز المعرض ضمن محاوره على الزراعة الحديثة والتكنولوجيا والابتكار.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة البلدية الأمن الغذائي يوم الأغذية العالمي الإنتاج الزراعی الری الحدیثة فی الزراعة میاه الری عن طریق من خلال
إقرأ أيضاً:
في الإسكوا.. اجتماع بحث في خطة وزارة الزراعة لمسح الأضرار الزراعية
عُقد في مقر "الإسكوا" في بيروت، اجتماع ضم وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن، الممثل الدائم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) اتيان كاريم، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ماثيو هولينغوورث، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)ثائر شريدي وفرق تقنية تابعة للهيئات الاممية، وفريق تقني من وزارة الزراعة.
خلال الاجتماع، عرض وزير الزراعة، خطة الوزارة لمسح الأضرار الزراعية التي لحقت بمختلف المناطق اللبنانية، مشددًا على "أهمية الشراكة مع الأمم المتحدة والهيئات الحكومية اللبنانية لتنفيذ هذه الخطة".
وأكد أن "العمل سيشمل التعاون مع المراكز البحرية والجيش اللبناني والقوى الأمنية وكل الشركاء المحليين والدوليين لضمان دقة عمليات المسح".
من جهته، أشاد ريزا بخطة الوزارة، مؤكدًا "دعم الأمم المتحدة الكامل للجهود التي تبذلها وزارة الزراعة لتعزيز صمود القطاع الزراعي اللبناني في مواجهة التحديات. كما تم خلال اللقاء مناقشة آليات التنسيق بين الأطراف المشاركة لتحقيق أهداف الخطة بكفاءة وسرعة.
يأتي هذا الاجتماع في سياق الجهود المشتركة بين لبنان والأمم المتحدة لدعم القطاعات الحيوية في البلاد، وتعزيز الأمن الغذائي، والحد من الأضرار التي يعاني منها القطاع الزراعي نتيجة الأزمات المتعددة والتي كان آخرها العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان. وتم الاتفاق على عقد اجتماع في الاسبوع الاول من العام المقبل لمتابعة التنسيق.