الملك المعظم: البحرين واحة للتعايش.. والمساجد تتلاقى مع الكنائس والمعابد
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات إلى غزة دعم السلام ورفض العنف واستهداف الأبرياء.. وحماية المدنيين قداسة البابا: نقدر مبادرات الملك الإنسانية من أجل خير شعوب العالم
التقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أمس مع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في مقر قداسته، وذلك بمناسبة الزيارة التي يقوم بها جلالته إلى حاضرة الفاتيكان.
وقد أعرب جلالة الملك المعظم في بداية اللقاء عن شكره وتقديره لقداسة البابا على حفاوة الاستقبال.
واستعرض جلالته مع قداسته العلاقات الثنائية الوثيقة وآفاق التعاون المشترك بين مملكة البحرين والفاتيكان وسبل دعمه وتنميته بما يخدم القضايا الإنسانية، إلى جانب جهود الجانبين في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتآخي والحوار والتعاون بين الشعوب.
وأكد جلالته حرص مملكة البحرين على توثيق الروابط التاريخية مع الفاتيكان بما يسهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام والسلام وتعزيز السلام والاستقرار العالمي.
وخلال اللقاء استذكر جلالته الزيارة الكريمة التي قام بها قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمملكة البحرين ومشاركته في حوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» مع أخيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين.
وقد أعرب قداسة البابا فرنسيس عن شكره وتقديره لجلالة الملك المعظم على جهود جلالته الخيرة ومبادراته الإنسانية النبيلة من أجل خير شعوب العالم كافة، وعلى استضافة وتنظيم مملكة البحرين للمؤتمرات العالمية الهادفة إلى تعزيز الحوار والاحترام المتبادل والتسامح والحرية الدينية.
وثمن جلالة الملك الدور الكبير الذي يضطلع به قداسته في دعم الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات والحضارات ونشر قيم الأخوة الإنسانية والتسامح و تعزيز التعايش بين البشر على اختلاف انتماءاتهم.
وأكد جلالة الملك المعظم على أن مملكة البحرين ستبقى وتظل واحة للتعايش بين أصحاب الديانات المختلفة، وتعد نموذجًا يحتذى به على صعيد التعايش واحترام الآخر، وصون حقوقه في ممارسة الشعائر والمعتقدات دون أية قيود، حيث تتلاقى المساجد والكنائس والمعابد في صورة تجسد السلام والطمأنينة التي تحتفي بها المملكة كرمز لحوار الحضارات والثقافات.
وأعرب جلالته عن سعادته باستضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي الذي نظم عام ٢٠٠٢م، ومنتدى الوسطية بين النظرية والتطبيق في فبراير ٢٠٠٥م، ومنتدى حوار الحضارات في يناير ٢٠٠٨م، في إطار الجهود التي تبذلها مملكة البحرين لترسيخ صورة المنطقة بشكلٍ عام، والبحرين بشكل خاص، كملتقى جامع للناس على مختلف أطيافهم ومشاربهم، ضامنًا لهم حقوقهم في ممارسة شعائرهم.
وتناول اللقاء الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط، حيث أشاد جلالته بحكمة قداسة البابا ومواقفه الداعمة للاستقرار السلام في المنطقة ورفض العنف واستهداف الأبرياء وحماية المدنيين حسب القوانين والمواثيق الدولية.
كما أكد جلالته أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بما يحقق تطلعات دولها وشعوبها في التنمية والازدهار.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مملکة البحرین قداسة البابا الملک المعظم
إقرأ أيضاً:
طرق تجعل الأطفال نماذج جيدة.. عظة الأربعاء للبابا تواضروس بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء بحلوان (مقر مطرانية حلوان والمعصرة).
واستقبل فريق الكشافة قداسته على مدخل الكنيسة، حيث عزف موسيقاه المميزة ترحيبًا بقداسته، التقى بعدها مجمع كهنة إيبارشية حلوان، وتحدث معهم في موضوع رعوي عن مسؤولية الكاهن، ثم توجه إلى الكنيسة وسط ترحيب حار من قبل شعب الايبارشية الذين اصطفوا على جانبي الطريق المؤدي إلى الكنيسة، وحرص قداسة البابا على تحيتهم ومباركتهم. وفعل قداسته كذلك عقب انتهاء العظة، حيث توجه إلى الشرفة المطلة على فناء الكنيسة الواسع والذي امتلأ بالشعب حيث باركهم بينما علت الزغاريد وكلمات التحية والمحبة منهم لباباهم وراعيهم.
كان قداسة البابا صلى رفع بخور عشية قبل العظة، وشاركه عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمع كهنة حلوان.
وألقى نيافة الأنبا ميخائيل أسقف إيبارشية حلوان، كلمة ترحيب بقداسة البابا هنأ فيها قداسته بمناسبة العيد الثاني عشر لجلوسه على الكرسي المرقسي. ورتل خورس شمامسة الكنيسة مجموعة من الألحان الكنسية بالاشتراك مع كورال الأطفال، ورتل كذلك كورال شباب الكنيسة مجموعة من الترانيم.
وعرض فيلمين تسجيليين أحدهما عن تاريخ إيبارشية حلوان، والآخر عن قداسة البابا تواضروس الثاني حمل عنوان "بورتريه".
وأشاد قداسة البابا بالألحان التي رتلها الأطفال والشباب وخورس الشمامسة وشكر أيضًا نيافة الأنبا ميخائيل على كلمته، وأثنى على الشماس الطفل "بيتر" الذي تلا قطعة "نعظمك يا أم النور الحقيقي" باللغة القبطية.
وفي العظة أشار قداسته إلى أنه سيتحدث اليوم عن "الطفولة" بمناسبة اليوم العالمي للطفل (٢٠ نوفمبر)، وقرأ جزءًا من الأصحاح الثامن عشر من إنجيل القديس متى والآيات (١ - ٩)، وأوضح أن قامة الطفل هي قامة الملكوت، وأن استمرار محبة الله للإنسانية يتمثل في أنه ما زال يخلق أطفالًا، ولديه الأمل أن نرجع عن الخطية.
وأعطى قداسة البابا أمثلة لأطفال ومواقف مع الأطفال من الكتاب المقدس، كالتالي:
- طفولة يوحنا المعمدان وقصة ولادته.
- طفولة السيد المسيح حتى عمر ١٢ عامًا.
- حوار السيد المسيح في طفولته مع المعلمين.
- معجزات السيد المسيح مع الأطفال والابن الوحيد، كإقامة ابنة يايرس، وابن أرملة نايين.
وشرح قداسته أن تعبير الكتاب عن "الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ" يشير إلى نوعيات متعددة، وهي:
١- صغار السن: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ" (مت ١٩: ١٤).
٢- صغار المعرفة: مثال زكا العشار، وكان قصيرًا في المعرفة الإيمانية.
٣- صغار الصوت: كالضعفاء والمُهمّشين.
٤- صغار القلب: مثال الإنسان الذي يمتلك قلبًا متضعًا.
وأشار قداسة البابا إلى أن كنيستنا القبطية تحتفل بمرحلة الطفولة في عيد "أحد السعف"، وتعتبره العيد السنوي للطفولة، لذلك نحن جميعًا مدعوون لامتلاك روح الطفولة، "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
وأوضح قداسته أن الكنيسة تهتم بالطفولة، من خلال:
١- معمودية الطفل حتى ولو كان عمره يومًا واحدًا.
٢- مدارس الأحد.
٣- فِرق الكورال والتسبيح.
٤- رسامة الأطفال شمامسة إبصالتس (مرتل).
٥- تعليمهم منذ الصغر رشم الصليب والصلاة الربانية.
٦- تعليمهم أن الذهاب للكنيسة هو يوم عيد، مثلما نعيّد ونقرأ في السنكسار، "سبحوا الله في جميع قديسيه".
وعَرضَ قداسة البابا الطرق التي تجعل الأطفال يصبحون نماذج جيدة، كالتالي:
١- تقديم الحب بكل أشكاله، من خلال: كلمات التدليل، والحكايات، والهدايا، ولمسات الحنان، واللعب معهم، وإشباعهم بالحب، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧).
٢- القدوة: في الحوار، والاستماع والإنصات الجيد، والنظر في عين الطفل، والصلاة معه وقراءة الإنجيل وسير القديسين، والمداعبة.
٣- تجنُب جرحه نفسيًّا خاصة: سواء بالقهر، أو سوء المعاملة، أو الحرمان، أو الضرب، أو سلب الشخصية، أو اقتحام خصوصيته، بل الحفاظ على نقاوته.
٤- تجنُب الضعف الروحي، وإهمال حياتهم الروحية، بل تسليمهم الإيمان، وتعليمهم الممارسات الروحية كالانتظام في الصلوات وقراءة الكتاب المقدس.
وأكّد قداسته أن الأطفال هم زهور أرضية ونماذج للسماء، "مَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي" (مت ١٨: ٥)، وهم رجاء للبشرية، فيجب أن نصلي من أجلهم لكي يحافظ الله عليهم ويبارك حياتهم ليكونوا ناجحين في دراستهم وأعمالهم.