لئن نسيت فلن أنسى ما حييت هذا العمل الفني العملاق (الرصاصة لا تزال في جيبي) بطولة الفنان القدير محمود ياسين وآخرين من الفنانين الكبار الذين قاموا ببطولة هذا العمل الكبير .
هذا المنتج الفني الذي شاهدته أيام الطفوله فارتسمت ملامح العسكرية المصرية ببسالتها وفروسيتها في داخلي فكبرت وكبرت معي روح الانتماء لهذه المؤسسة العريقة مصنع الرجال وعرين الأبطال التي لا تعرف المستحيل ولا تعرف للهزيمة طعما او لونا او رائحه.
وإذا كانت البطولات تخلدها صفحات التاريخ فإن العالم يتقدم وبتقدم العالم الملحوظ أضحت التقنية الحديثة لها الدور الكبير في رصد الأحداث ومن أساسيات هذا التقدم في وقتنا المعاصر «السينما والدراما» اللذان أضحى لهما أيضًا دور كبير في تسجيل هذه الوثائق والملاحم التاريخية ونقلها للمشاهدين تعزيزا لروح الانتماء وثقلا للجانب المعنوي والوجداني للأجيال عبر الأزمنة والعصور .
وإن من الحقائق الرصينة أن قواتنا المسلحه المصريه هي أعرق المؤسسات العسكريه عبر التاريخ منذ عصر الفراعنه وحتى إعادة تأسيس جيش الدولة الحديثة في عهد محمد علي باشا وإلى وقتنا الحاضر وسيظل بأمر الله تعالى تتجدد دماء بطولاته الزكية جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
كيف لا ورسولنا الأعظم عليه وآله افضل الصلاه والسلام قال:«إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم وأهليهم في رباط الى يوم القيامه».
فجيش مصر جيشًا حرا لم يبن على مرتزقه او مليشيات وانما بني عبر عصوره المتواليه على وطنيين هم ابناء هذا الوطن شربوا من نيله الفياض وتربوا على ترابه الطاهر فاختلطت دماؤهم الزكيه بروح الانتماء والعقيده القتاليه دفاعا عن الأرض والعرض ودفاعا عن سيادة الوطن ومقدراته وسلامة أراضيه .
فكان هذا هو حال العسكريه المصريه عبر القرون والدهور ثوابت تاريخيه لا تقبل الشك أو المزايدة .
ولقد رأينا عبر هذا التاريخ الطويل كيف أن مصر قدمت الغالي والنفيس دفاعا عن امتها العربية والإسلامية فلم تتأخر لحظة أو تتقاعس عن تقديم يد العون والدفاع والدعم والمساعدة .
ولذا حق لنا أن نقرر أن تاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن 7000 عام قبل الميلاد..
حيث تميزت مصر بوجود نهر النيل الذي يشق أرضها والذي اعتبر عامل مساعد لقيام حضارة عريقة بها، كما تقع مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط..
كل هذا أدى إلى قيام حضارة عرفت بأنها من أقدم الحضارات في التاريخ الإنساني ...
مرت مصر بالكثير من العصور بداية من العصر الفرعوني ومرورا بالعصر اليوناني ثم الروماني والقبطي والإسلامي والأسرة العلوية والعهود الجمهورية.
كل هذه الحضارات والعصور دليل أن مصر دولة كبيرة متفردة فهي دولة لم تولد بميثاق أو بوعد بل وجودها ومركزيتها ممتد في الأرض وضارب بجذوره عبر آلاف السنين .
مخططات ومؤامرات لا تتوقف عبر وكلاء ينفذون أجندة الهدف منها كان ومازال حصار الدولة المصرية ومحاولة إسقاطها وتفكيك مؤسساتها الوطنية.
ولذا كانت مصر مطمعا للقاصي والداني وكم حيكت لها المؤامرات ولم تزل بظلام ليل بهيم ولكنها بحراس معبدها عبر العصور وبسدنة عرشها الكبير تتغلب فتنتصر إرادتها عبر كل جولة في حلبة الصراع الإقليمي والدولي مفوتة الفرصة على كل من نوى لها شرا أو كيدا فكم قصمت من عدا وكم ضربت من عتاة وكم زلزلت من عروش فقوضت أركانها لتظل مصر هي فرس الرهان هنا وهناك ...
ورغم دعوة مصر للسلام ودعوتها دائما بضرورة التغلب على لغة الحرب والدمار إلا ان الرصاصة لا تزال في جيبها وحتمًا ستطلقها حين تحتاج إلى ذلك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل أراد من خلقه الامتثال إلى أوامره والابتعاد عن نواهيه، لما في هذه الأوامر من خير عميم يعود على العباد والبلاد، ولما في هذه النواهي من شر وبلاء يفسد الأرض، فالله ليس بحاجة لنا، فهو يأمرنا بما ينفعنا، وينهانا عما يضرنا.
فماذا أراد الله من عباده ؟ أراد منهم الخير والنفع لهم والصلاح والإصلاح، وتأكيدًا لهذا المعنى نبدأ الحديث في سلسلة تساهم في تشييد بناء الإنسان، ألا وهي سلسلة مراد الله من عباده، ولتكن أولى حلقات تلك السلسلة هي (عدم التلاعب بالألفاظ).
فلعل التلاعب باللغة وألفاظها من أهم أسباب الفساد الذي ملأ الأرض، وضج منه جميع الصالحون، بل والعقلاء من كل دين ومذهب، فإن التلاعب باللغة يفتح علينا أبواب شر كبيرة، حيث يُستحل الحرام، ويُحرم الحلال، ويُأمر بالمنكر ويُنهى عن المعروف، وذلك كله عكس مراد الله من خلقه، يقول النبي ﷺ: (إن ناسًا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) [أخرجه الحاكم في المستدرك].
فرسول الله ﷺ في ذلك البيان النبوي لا يريد أن يشير إلى تلك الكبيرة وهي شرب الخمر فحسب، بل إنه يتكلم عن تلك الصفة التي ستظهر في آخر الزمان وهي التلاعب بالألفاظ، والتي يترتب عليها تضييع الأحكام الشرعية، فيستحل الناس الذنوب والكبائر، فالخمر تسمى مشروبات روحية مثلاً، والزنا يسمى حرية الحياة الخاصة، أو حرية الممارسة الجنسية، ولذلك يظن الناس أن أحكام الله عز وجل لا تنطبق على تلك المسميات الجديدة، رغم أن الحقائق ثابتة.
إن الأساس الفكري الذي نؤكد عليه دائمًا هو ضرورة أن تقوم اللغة بوظائفها التي تبرر وجودها أصلا، فإن للغة ثلاث وظائف أساسية، أولى تلك الوظائف هي : "الوضع" بمعنى جعل الألفاظ بإزاء المعاني، فهو أمر لا بد منه حتى يتم التفاهم بين البشر.
وثاني تلك الوظائف هي "الاستعمال" : وذلك أن المتكلم يستخدم تلك الأصوات المشتملة على حروف لينقل المعاني التي قامت في ذهنه إلى السامع.
وهنا تأتي الوظيفة الثالثة والأخيرة وهي "الحمل" : والتي تعني حمل تلك الألفاظ على مقابلها من المعاني التي سبق للواضع أن تواضع عليها، وقد قرر العلماء عبارة موجزة توضح ما ذكرناه، فقالوا : (إن الاستعمال من صفات المتكلم، والحمل من صفات السامع، والوضع قبلهما).
وينبغي أن يسود ذلك الأساس الفكري في التعامل مع اللغة ليواجه أساسًا فكريًا آخر أصّل الفساد عن طريق التلاعب بالألفاظ، ولعل ما ظهر من مدارس ما بعد الحداثة الفكرية تأصيلاً لذلك الأساس الذي يقرر التلاعب بالألفاظ