صحيفة البلاد:
2024-11-15@08:25:42 GMT

كيف نسعد النباتات؟

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

كيف نسعد النباتات؟

تختلف الكائنات الحية في متطلبات تحقيق سعادتها فبعضها يكفيه القليل من المتطلبات والآخر تتزايد متطلباته مع تقدم مراحل العمر. فعلي سبيل المثال، تحتاج النباتات لكي تعيش وتنمو إلى عدد من المتطلبات منها البيئية والمناخية والغذائية وبقدر توفُّر هذه المتطلبات ، تزداد سعادة النباتات وتتعايش وتنمو من خلال نظام معقّد من التفاعلات الفسيولوجية والكيموحيوية والتي من خلالها يظهر شكله العام من نمو خضري وزهري وثمري وقدرة على تحمل الإجهادات المختلفة وتجاوزها بأقل قدر من التأثير على حياته وأجزائه المختلفة.

منتجو الغذاء (المزارعون) هم ممّن لهم القدرة والدراية والخبرة لمتابعة نمو النباتات وتلبية إحتياجاتها من بداية موسم النمو أو الزراعة وحتى الإنتهاء من قطف المحصول. ويتم هذا بصورة تقليدية من خلال إختبارات التربة والفحص العيني الميداني وهي في الغالب ذات تكاليف مالية مرتفعة وتستهلك القدر الكبير من الزمن والمجهود والإمكانيات البشرية المتخصصة. وقد تتم كذلك الإستعانة ببعض التقنيات مثل البيانات والمصورات من الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيّرة الزراعية لمتابعة نمو وحالة المحاصيل الزراعية وتلبية إحتياجاتها وخصوصاً للنطاقات الكبيرة من الأراضي أو الأعداد الشجرية.

خلال العام 2022-2023 م تم تطوير تقنية حديثة تستخدم من خلال حساسات إلكترونية ذات مناعة عالية ضدّ المؤثرات الخارجية والعوامل المناخية وبحجم لا يتعدّى حجم الإبرة تثبت على بعض أجزاء النبات (وبصفة خاصة الأشجار) ليتم من خلالها متابعة الحرارة والرطوبة ونسبة المياه المتاحة لاستخدام النبات والمحتوي من العناصر المعدنية والمؤشرات للإصابات المرضية والآفات الحشرية وذلك من خلال تقنية قياسات التردُّدات الكهربائية والتي تنتقل معلوماتها بطريقة لاسلكية (إلكترونية) إلى أجهزة حاسب آلي متخصصة لتحليل البيانات ووصفها بصورة فورية. وكذلك تم تحديث تطبيقات خاصة بالأجهزة الهاتفية المحمولة لكي تعطي تقريراً مفصّلاً لحالة النبات الصحية والمتابعة اللحظية والتوصية بالإجراءات الواجب إتباعها والأعمال الزراعية المطلوبة من أعمال للري أو التسميد أو الوقاية من الآفات والأمراض أو الاحتياطات اللازمة لتلافي الإجهادات المناخية.

وقد طوّرت هذه التقنية عدة شركات مختصة ولعل من أهمها شركة جروفيرا وشركة فيا تيك الأمريكية لشرائح رقمية مجهرية تثبت على النبات ولا تتأثر بالعوامل الخارجية والمناخية والتي تم تطبيقها واختبارها في عدد من مناطق العالم والتي ساهمت في النمو المثالي للنباتات والزيادة الكمية والنوعية الثمرية لعدد من المحاصيل الزراعية. ففي تجربة تطبيق هذه التقنية على أحد بساتين أشجار اللوز في أستراليا لمساحة 9262 هكتار (96.260.000 مليون متر مربع) ، انخفض معدل استهلاك المياه بقدر 600 مليون لتر خلال عام واحد بما يعادل توفير مبلغ 250.000 ألف دولار لما تم توفيره من بيانات ومعلومات مبكّرة لمدى التعرض للإجهادات الحرارية وكذلك الفترات الحرجة لحاجة الأشجار لمياه الري وتواجد الرطوبة الكافية في التربة. وفي تطبيق آخر لهذه التقنية لنوع نباتي آخر، ساهمت هذه التقنية بخفض المقنن المائي بواقع 76% مع زيادة المحصول الى أكثر من الضعف من خلال تحديد الفترات الحرجة من الإجهادات المائية خلال مرحلة إزهار النباتات وجاهزيتها لعمليات التلقيح والإخصاب وعقد الثمار ومعدل نموها وحاجتها للمحتوي من معدلات التسميد خلال تلك الفترات.

هذه التقنية الحديثة المبتكرة ساعدت في التعرّف على الإحتياجات والمتطلبات اللحظية التي تساهم في متابعة النمو الخضري والثمري للنباتات ووصولها للحجم والنضج المناسبين لضمان جودة المنتج من حيث المحتوي من العناصر الغذائية والفيتامينات والزيوت العطرية والنكهات والمحتوي السكري والنشوي وإنتاج محصول مثالي تحت الظروف المتاحة بصورة اقتصادية. وهذا قد يساهم خلال الأعوام القادمة لزيادة المنتوج الغذائي العالمي وجودته بصورة اقتصادية وتقليل المهدور المائي ليتواءم مع توصيات منظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء لأهمية زيادة الإنتاج الزراعي الى ما نسبته 70% بحلول عام 2050 لتحقيق الأمن الغذائي وتلبية إحتياجات معدّلات النّمو السكاني حول العالم.

bahgethamooh@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: هذه التقنیة من خلال

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم اجتماع: الشائعات ظاهرة قديمة وتنتشر في ظل عدم توافر المعلومات

تحدثت الدكتورة نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع، عضو المجلس القومي للمرأة، عن أسباب انتشار الشائعات، موضحة أن الشائعة ظاهرة اجتماعية قديمة جدًا وموجودة منذ نشأة المجتمع، مؤكدة أن طبيعة الشائعة تختلف من فترة لأخرى.

 أسباب انتشار الشائعات

وأشارت "البغدادي"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على "ten"، مساء الثلاثاء، إلى أن الشائعات تنتشر في ظل عدم توافر المعلومات الدقيق.
وأضافت: “هناك ضرورة للتصدي للشائعات، من خلال نشر المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، والبعض يستغل الظروف الداخلية أو الخارجية، من أجل تهبيط الهمهم، وعدم القدرة على مواكبة التنمية”. 
 

وأوضحت أن البعض يستهدف مشروعات التنمية التي تحدث من خلال التكذيب أو التشويه، مشددة على ضرورة مناقشة خطورة الشائعة بصورة كبيرة، وتنفيدها، والرد عليها بصورة سريعة.

وفي وقت سابق، قال الإعلامي نشأت الديهي، إن هناك شائعة متداولة حول قيام مصر ببيع بحيرة البردويل للإمارات، خلاف شائعة أخرى حول اعتزام الدولة وقف صرف السكر التمويني، إضافة لشائعة بيع قناة السويس مقابل ترليون دولار، مؤكدًا أن موقع رصد الإخواني قام بنشر شائعة حول قيام الدولة برفع أسعار الغاز الطبيعي للمنازل، مشيرًا إلى أن الحكومة أصدرت قرارًا بأن هذا الخبر قديم، وتم إثارته خلال زيارة مديرة صندوق النقد الدولي. 

مقالات مشابهة

  • تطورات الحالة الصحية لسالم الدوسري
  • البحوث الزراعية يستعرض تقريرا حول أنشطة أمراض النباتات خلال شهر أكتوبر
  • عرض فرنسي لإبراهيم عادل.. وبيراميدز يحدد موقفه من رحيل اللاعب
  • وظائف شاغرة في 6 تخصصات بشركة قطاع خاص.. راتب يصل إلى 15 ألف جنيه
  • خبير: فن صناعة الشائعات تقدم بصورة كبيرة الفترة الأخيرة
  • آرسنال يحصن نجمه من عروض روشن
  • تتحمل وزن إنسان وعمرها 3 آلاف عام.. ما هي نبتة الـ«ياريتا»؟
  • أستاذ علم اجتماع: يجب نشر المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب للقضاء على الشائعات
  • أستاذ علم اجتماع: الشائعات ظاهرة قديمة وتنتشر في ظل عدم توافر المعلومات
  • أستاذ علم نفس: الحروب النفسية قائمة على صناعة الشائعات