صحيفة البلاد:
2024-06-27@14:13:18 GMT

كيف نسعد النباتات؟

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

كيف نسعد النباتات؟

تختلف الكائنات الحية في متطلبات تحقيق سعادتها فبعضها يكفيه القليل من المتطلبات والآخر تتزايد متطلباته مع تقدم مراحل العمر. فعلي سبيل المثال، تحتاج النباتات لكي تعيش وتنمو إلى عدد من المتطلبات منها البيئية والمناخية والغذائية وبقدر توفُّر هذه المتطلبات ، تزداد سعادة النباتات وتتعايش وتنمو من خلال نظام معقّد من التفاعلات الفسيولوجية والكيموحيوية والتي من خلالها يظهر شكله العام من نمو خضري وزهري وثمري وقدرة على تحمل الإجهادات المختلفة وتجاوزها بأقل قدر من التأثير على حياته وأجزائه المختلفة.

منتجو الغذاء (المزارعون) هم ممّن لهم القدرة والدراية والخبرة لمتابعة نمو النباتات وتلبية إحتياجاتها من بداية موسم النمو أو الزراعة وحتى الإنتهاء من قطف المحصول. ويتم هذا بصورة تقليدية من خلال إختبارات التربة والفحص العيني الميداني وهي في الغالب ذات تكاليف مالية مرتفعة وتستهلك القدر الكبير من الزمن والمجهود والإمكانيات البشرية المتخصصة. وقد تتم كذلك الإستعانة ببعض التقنيات مثل البيانات والمصورات من الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيّرة الزراعية لمتابعة نمو وحالة المحاصيل الزراعية وتلبية إحتياجاتها وخصوصاً للنطاقات الكبيرة من الأراضي أو الأعداد الشجرية.

خلال العام 2022-2023 م تم تطوير تقنية حديثة تستخدم من خلال حساسات إلكترونية ذات مناعة عالية ضدّ المؤثرات الخارجية والعوامل المناخية وبحجم لا يتعدّى حجم الإبرة تثبت على بعض أجزاء النبات (وبصفة خاصة الأشجار) ليتم من خلالها متابعة الحرارة والرطوبة ونسبة المياه المتاحة لاستخدام النبات والمحتوي من العناصر المعدنية والمؤشرات للإصابات المرضية والآفات الحشرية وذلك من خلال تقنية قياسات التردُّدات الكهربائية والتي تنتقل معلوماتها بطريقة لاسلكية (إلكترونية) إلى أجهزة حاسب آلي متخصصة لتحليل البيانات ووصفها بصورة فورية. وكذلك تم تحديث تطبيقات خاصة بالأجهزة الهاتفية المحمولة لكي تعطي تقريراً مفصّلاً لحالة النبات الصحية والمتابعة اللحظية والتوصية بالإجراءات الواجب إتباعها والأعمال الزراعية المطلوبة من أعمال للري أو التسميد أو الوقاية من الآفات والأمراض أو الاحتياطات اللازمة لتلافي الإجهادات المناخية.

وقد طوّرت هذه التقنية عدة شركات مختصة ولعل من أهمها شركة جروفيرا وشركة فيا تيك الأمريكية لشرائح رقمية مجهرية تثبت على النبات ولا تتأثر بالعوامل الخارجية والمناخية والتي تم تطبيقها واختبارها في عدد من مناطق العالم والتي ساهمت في النمو المثالي للنباتات والزيادة الكمية والنوعية الثمرية لعدد من المحاصيل الزراعية. ففي تجربة تطبيق هذه التقنية على أحد بساتين أشجار اللوز في أستراليا لمساحة 9262 هكتار (96.260.000 مليون متر مربع) ، انخفض معدل استهلاك المياه بقدر 600 مليون لتر خلال عام واحد بما يعادل توفير مبلغ 250.000 ألف دولار لما تم توفيره من بيانات ومعلومات مبكّرة لمدى التعرض للإجهادات الحرارية وكذلك الفترات الحرجة لحاجة الأشجار لمياه الري وتواجد الرطوبة الكافية في التربة. وفي تطبيق آخر لهذه التقنية لنوع نباتي آخر، ساهمت هذه التقنية بخفض المقنن المائي بواقع 76% مع زيادة المحصول الى أكثر من الضعف من خلال تحديد الفترات الحرجة من الإجهادات المائية خلال مرحلة إزهار النباتات وجاهزيتها لعمليات التلقيح والإخصاب وعقد الثمار ومعدل نموها وحاجتها للمحتوي من معدلات التسميد خلال تلك الفترات.

هذه التقنية الحديثة المبتكرة ساعدت في التعرّف على الإحتياجات والمتطلبات اللحظية التي تساهم في متابعة النمو الخضري والثمري للنباتات ووصولها للحجم والنضج المناسبين لضمان جودة المنتج من حيث المحتوي من العناصر الغذائية والفيتامينات والزيوت العطرية والنكهات والمحتوي السكري والنشوي وإنتاج محصول مثالي تحت الظروف المتاحة بصورة اقتصادية. وهذا قد يساهم خلال الأعوام القادمة لزيادة المنتوج الغذائي العالمي وجودته بصورة اقتصادية وتقليل المهدور المائي ليتواءم مع توصيات منظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء لأهمية زيادة الإنتاج الزراعي الى ما نسبته 70% بحلول عام 2050 لتحقيق الأمن الغذائي وتلبية إحتياجات معدّلات النّمو السكاني حول العالم.

bahgethamooh@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: هذه التقنیة من خلال

إقرأ أيضاً:

"الأكاديمية السلطانية" تُطلق الدفعة الثانية من برنامج السياسات العامة والتخطيط الإستراتيجي

 

 

 

 

باعوين: نتائج محمودة للبرنامج تمثلت في تعزيز الروابط المؤسسية وتطوير السياسات العامة

اللواتي: البرنامج يعزز مبدأ العمل المشترك لدى متخذي القرار ومعدي السياسات

 

 

مسقط- الرؤية

 

تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بتطوير القيادات الوطنية، وتحقيقًا لرسالة الأكاديمية السلطانية للإدارة ودورها في رفد القطاعات بمختلف القيادات، أطلقت الأكاديمية السلطانية للإدارة الدفعة الثانية من ​​برنامج السياسات العامة والتخطيط الإستراتيجي "مسار أصحاب السعادة الوكلاء"؛ والذي يهدف إلى تعزيز السياسات العامة والتنفيذية ويرفع من جاهزية المؤسسات الإدارية للدولة ويساهم في تعزيز مفاهيم الابتكار التنفيذي وتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"، والذي ينفذ بالتعاون مع جامعة لكيوانيو السنغافورية وجامعة كامبريدج البريطانية.

وقال معالي الأستاذ الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل عضو مجلس أمناء الأكاديميية السلطانية للإدارة إن انطلاق برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي "مسار أصحاب السعادة الوكلاء" بنسخته الثانية، جاء إيمانًا من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتنفيذًا لتوجيهاته السامية، وتأكيدًا على السير بعزم شديد نحو تحقيق رؤية جلالته وتطلعاته- أعزّه الله- بتطوير القيادات الوطنية، وتحقيقًا لرسالة الأكاديمية السلطانية للإدارة ودورها في تطوير القيادات الوطنية في مختلف القطاعات وسعيًا لتطوير السياسات العامة بشكل فعّال بما يحقق أهداف رؤية "عُمان 2040". وأضاف معاليه- في كلمة له خلال التدشين- أن البرنامج حقق في نسخته الماضية نتائج محمودة تمثلت في تعزيز الروابط المؤسسية وتطوير السياسعزيز الارتباط الارتباط المؤسسي ات العامة وتوجيهها نحو التواصل الحكومي الفعّال وتبسيط الإجراءات الحكومية والاتصال المؤسسي وتوجه القطاع الحكومي نحو الاستدامة والنمو الاقتصادي.

من جهته، قال سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة إن برنامج السياسات العامة والتخطيط الإستراتيجي يجمع متخذي القرار ومعدي السياسات في الجهات الحكومية لتعزيز مبدأ التعاون والتنسيق بين مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"؛ حيث سيعمل البرنامج على إطلاع المشاركين على التوجهات العالمية، وآخر التطورات في التفكير الإستراتيجي والتخطيط، ورسم وصياغة السياسات العامة وأدوات تنفيذها، مشيرًا إلى أن البرنامج صُمم بالتعاون مع مؤسسات رائدة عالميًا مع التركيز على السياق المحلي لتأثير الاتجاهات والتطورات العالمية على سلطنة عُمان، وأولوياتها الوطنية في معالجة تطوير السياسات العامة وتنفيذها على مختلف المستويات. وأضاف سعادته أن البرنامج يسعى لأن تخرُج القيادات الوطنية المشاركة بحلولٍ إستراتيجية خلال فترة البرنامج المستمرة لمدة خمسة أشهر؛ وذلك عبر ما تكتسبه من البرنامج ووحداته والتي تتمثل في قراءات تحليلية للبيانات النوعية التي تساهم في صياغة السياسات العامة حيث يتضمن البرنامج وحدات تدريبية وتعلميّة وحوارات ممنهجة تعزز من صياغة الاستراتيجيات الديناميكية وصنع سياسات التخطيط الاستراتيجي القائمة على الأدلة والبيانات والتي توظف التقنيات الحديثة لبنائها بما ينعكس على قرارات ذات بعد استراتيجي. وأفاد سعادته بأن هناك حاجة إلى سياسات عامة مبنية على الواقع والحقائق وقيادات تستوعب المستجدات العالمية والسياق المحلي معربا عن أمله أن يخرج البرنامج بالعديد من التوصيات نظرا لوجود العديد من المشاركين في البرنامج من أصحاب القرار المعنيين بتنفيذ السياسات.

ويستهدف البرنامج 25 مشاركًا من أصحاب السعادة الوكلاء- ومن في حكمهم- بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لفهم تأثير الاتجاهات والتطورات العالمية على تنافسية سلطنة عُمان، وصياغة السياسات العامة، وتطوير آليات تنفيذها، ومعرفة آلية التعامل مع تحديات التنفيذ الفعّال للسياسات العامة، وكيفية ترجمة الإستراتيجيات الوطنية إلى خطط عمل تنفيذية، إضافة إلى تقييم ومراجعة مدى فعالية السياسات العامة وفق مؤشرات الأهداف والنتائج، وتعزيز ثقافة التعاون عبر المؤسسات الحكومية وعلى مستوى الموظفين.

وتُمثِّل السياسات العامة للدولة مجموعة البرامج والأنشطة والخطط والتوجهات والتشريعات والقرارات العامة التي تنتج كمخرجات عن أجهزة الدولة ذات الصلة والاختصاص حيال الأنشطة الإجرائية والتنموية بالحكومة، والتي تتشكل من خلال دراسة البيانات الخاصة بالدولة وتشكيلها لصياغة القرارات والقوانين والأوامر لتنفذ من خلال شرائح إدارية وقيادية عليا، وتنعكس أهمية السياسات العامة في البعد الاستراتيجي للربط بين مختلف الشرائح القيادية في مؤسسات الدولة والتي تساهم في تسيير العملية التنموية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تحقق رؤية "عُمان 2040" وتعزيزها للابتكار التنفيذي والإداري.

يُشار إلى أنَّ الأكاديمية السلطانية للإدارة تعمل مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين لتنفيذ مختلف برامجها ومبادراتها القائمة على الابتكار التنفيذي والإداري؛ حيث تُنفِّذُ هذا البرنامج بالتعاون مع جامعة لكيوانيو السنغافورية والتي تبني قيمها من خلال تنمية الفكر الإداري وتحقيق الاستدامة في مجالات السياسة العامة والإدارة والشؤون الدولية، وكذلك مع جامعة كامبريدج البريطانية التي تُصنَّف ضمن أفضل 20 مركزًا عالميًا في مجالات الأعمال.

مقالات مشابهة

  • مصير مومو بين يدي زوجة معتقل في قضية “السرقة المفبركة”
  • الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات ركيزة لأمن المجتمع
  • «التقنية العليا» تعلن برامجها وخططها التوسعية للعام الدراسي المقبل
  • الإرشاد الزراعي: 3 مزايا لتقليم النبات داخل البيوت المحمية
  • بهاء سلطان يروج لأحدث أعماله الغنائية
  • بالتفاصيل.. شراكة سعودية برازيلية لتعزيز الاستدامة البيئية
  • مدبولي: تخصيص مليار و180 مليون دولار لتجاوز أزمة الكهرباء خلال فترة الصيف.. توجيهات من الرئيس بالتعامل مع الأزمة.. وقف قطع الكهرباء بصورة تامة في الأسبوع الثالث من شهر يوليو المقبل
  • جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة تدشن البرنامج الصيفي
  • وزيرة الثقافة تعتعمد خطة معارض الكتاب.. 7 فعاليات خلال فترة الصيف
  • "الأكاديمية السلطانية" تُطلق الدفعة الثانية من برنامج السياسات العامة والتخطيط الإستراتيجي