تحتفل الجمهورية اليمنية هذا الشهر بالذكرى الستين لثورة 14 أكتوبر / 1963م الخالدة، أي أن احتفالنا لهذا العام هو بمرور ستين عاماً على انطلاقة أول رصاصات الثوار الفدائيين الأحرار من على قمم جبال ردفان الشامخة، وهو يوم مشهود وحي وعظيم في مسار تاريخ الأحداث الهامة جداً للشعب اليمني العظيم.
قامت الثورة اليمنية الأكتوبرية – آنذاك – ضد المحتل الإمبريالي الغربي البريطاني في جنوب اليمن الذي جثم على أرض جنوب اليمن الطاهرة لقرابة أكثر من قرن وربع من الزمان، وكانت تسمي بريطانيا يومذاك بالدولة (العظمى) على مستوى العالم، لأنها كانت تحتل قارة أُستراليا شرقاً، مروراً بالبحر والجزر الصينية، وبالقارة الهندية الشاسعة، وصولاً إلى عالمنا العربي وأفريقيا وحتى قارة أمريكا الشمالية (أي كندا والولايات المتحدة الأمريكية)، ومن بين احتلالها لهذا العالم الشاسع احتلت أيضاً مدينة عدن وجنوب وشرق اليمن الطبيعية .


تعرضت بريطانيا للكنس المهين من جميع قارات العالم، بفعل الحركات التحررية الثورية علي مستوى العالم، لأن منطق التاريخ لا يُبقي المحتل دائم السيطرة والهيمنة، ولا البلد المُحْتل دائم الخنوع والخضوع لجبابرة العالم، لأن الأحرار المقاومين في هذا العالم لهم منطقهم وقوانينهم ونواميسهم في التحرُر ومقاومة الظلم مهما تعجرف المحتل الظالم.
انطلق نفر من الأحرار اليمنيين بقيادة البطل الثائر / راجح بن غالب لبوزة – رحمة الله عليه – إلى قمم جبال ردفان الشمّاء قادمين من منطقة تعز اليمنية الحُرة ومعهم المُؤن والعتاد والأسلحة الخفيفة والمتوسطة لإعلان يوم الثورة اليمانية الجنوبية التحرُرية، مُتكلين على سواعد وإرادة الأحرار الثوّار ومن خلفهم المدد الثوري لشعبنا اليمني العظيم في كل من مناطق البيضاء ومارب وصنعاء، واعتبرت ثورة 26 سبتمبر 1962م هي الثورة الأم والمدد الشعبي الثوري لثوار 14/ أكتوبر1963م.
نعم هكذا هو المنطق الثوري والإنساني والأخلاقي، تحسب وتقاس واحدية الثورة اليمنية حسب معايير الشعب اليمني الواحد الذي نهض وانتفض من كل قرى اليمن شماله وجنوبه، وآزروا وناصروا ودعموا ثوار أكتوبر الجنوبية بما لديهم من طاقات وقدرات وإمكانات لوجستية، وتحدث حول ذلك القادة الأوائل لـ”الثورة” أمثال فخامة الرئيس / علي ناصر محمد، وفخامة الرئيس / قحطان محمد الشعبي، وفخامة الرئيس / سالم ربيع علي (سالمين)، وفخامة الرئيس / عبدالفتاح إسماعيل علي الجوفي، ودولة الأستاذ / فيصل عبداللطيف الشعبي، ودولة نائب الرئيس/ علي أحمد ناصر ( عنتر )، ودولة عضو هيئة الرئاسة / محمد صالح عولقي، والمفكر الكبير القائد / أنيس حسن يحيى أبو باسل، والمفكر القائد اليساري العظيم / عبدالله عبدالرزاق باذيب أبا أوسان وشقيقاه / علي وأبوبكر، والمناضل المجاهد / خالد باراس، والقائد المحنك / عبدالقادر باجمال والمفكر / علي صالح عباد ( مقبل ) ومعالي / صالح مصلح قاسم أبا لحسون، والمناضل معالي / أحمد مساعد حسين أبا مالك، ودولة عضو هيئة الرئاسة / سالم صالح محمد أبا خلدون، ومعالي / عبدالعزيز عبدالولي، والسياسي الأكاديمي / صالح علي باصرة، والمناضل البطل / فاروق علي أحمد، والمناضل البطل / هادي أحمد ناصر العولقي، ومعالي السفير / عبدالوكيل بن إسماعيل السروري، والمؤرخ الكبير / سلطان ناجي أبا أوراس، والسياسي المخضرم / محمد سعيد عبدالله ( الشرجبي )، والمفكر السياسي / جارالله عمر القهالي وطابور طويل من القادة والمفكرين الجنوبيين والشماليين الذين قادوا التجربة الثورية والفكرية في جنوب اليمن، وأكدوا على ثوابت وأهداف الثورة الأكتوبرية اليمنية والتي يقع في مقدمتها هدف الوحدة اليمنية للشعب اليمني العظيم، وتجريم فكرة الانفصال دينياً وأخلاقياً وسياسيا وقانونياً .
كل هؤلاء القادة أعلاه من الثوار، إن كانوا شهداء – رحمة الله عليهم – أو من لازالوا أحياء قد أكدوا في كتاباتهم وخطاباتهم وحواراتهم السياسية والشعبية على معطى واحدية الثورة اليمنية، وهدفها نحو الوحدة اليمنية المباركة، وأكدوا جميعاً أنه لولا ثورة 26/سبتمبر/ 1962 م لما انتصرت ثورة 14أكتوبر وحققت أهدافها التحررية العظيمة .
بعد ستين عاماً من انطلاق الشرارات الأولى للثورة وتحرير جنوب اليمن من المحتل البريطاني، فقد تغيرت الخارطة السياسية والتحالفات السياسية الاجتماعية في اليمن لعدد من المرات، لكن بقيت قضية الوحدة اليمنية هي الثابت الأساس التي تُبنى عليها جميع المواقف الفردية أو الحزبية أو المناطقية، لأنها عنوان أصيل لاستمرارية الشعب اليمني موحداً في منهجه ومصالحه وثوابته القيمية والأخلاقية، متجهاً صوب دولة وطنية مركزية متحررة ثابتة الجذور والأهداف.
بعد كل هذه السنوات من المد والجزر السياسي والاجتماعي والإنساني وتأثير العامل الخارجي على مجريات مسار التطور العام في اليمن، نلحظ الآتي :
أولاً :
بعد أن تحررت مدينة عدن وجنوب اليمن من المحتل البريطاني في 30/ نوفمبر / 1967م، لم تلتزم الدولة البريطانية كمحتلة سابقة لجنوب اليمن من الإيفاء بالتزاماتها المالية النقدية التي التزمت بها لمعاونة الدولة الوليدة في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من تدبير نشاطها الحكومي، هذا التمنع والتلكُك هدفه الأساس هو إسقاط الدولة الفتية، ولذلك اتجهت الدولة الفتية وقياداتها الشابة غير المجربة للبحث عن حلول اقتصادية وسياسية واجتماعية راديكالية، ومتطرفة واتجهت للحل ضمن منظومة الدول الاشتراكية.
ثانياً :
من خلال استعراض أسماء شهداء ثورة 14 أكتوبر 1963م، وقبلها 26 سبتمبر 1962م، وبعدها ثورة 21 سبتمبر 2014م، نجد أن جميع الشهداء والمجاهدين والفدائيين الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم من أجل الثورات اليمنية العظيمة وانتصارها ينتمون إلى جميع المحافظات والمناطق في الجمهورية اليمنية من شماله وجنوبه، وشرقه وغربه .
ثالثاً :
لو يلاحظ القارئ اللبيب دور الجارة الكبرى (الشقيقة) بمعنى الصداع الدائم للرأس (مرض الشقيقة الكبرى) وهي المملكة العربية السعودية، ومنذ قيام الثورات اليمنية الثلاث، 26 سبتمبر، 14 اكتوبر، 21 سبتمبر، ومنذ ميلاد وانتصار كل تلك الثورات، فإنه سيجد أنها قد ناصبتها العداء الصريح والعلني، وخططت لإجهاضها بالسر والعلن، ودعمت المرتزقة من كل أنحاء العالم ليكونوا صفاً واحداً لمحاربة وإسقاط الثورات الثلاث .
السؤال: هل الموضوع جاء بالصدفة، أم أن هناك استراتيجية قصيرة وبعيدة المدى من الثورات اليمنية، أم أن دوائر الاستخبارات الغربية الأطلسية هي من تخطط بدهاءٍ لحُكام مملكة آل سعود لتوريطهم في حروب الرمال المتحركة في اليمن كي يغرقوا فيها، ليبقوا تابعين في سياساتهم بارتباط وثيق مع حلف شمال الأطلسي؟
صحيح أن اليمن انتصرت في نهاية المشوار، ولكن بعد مُعاناة وضحايا وخسائر بشرية ومادية، وكلها يتحملها الجار المعتدِي، وهم حكام آل سعود.
رابعاً :
انتهجت القيادة الثورية في جنوب اليمن وبالذات بعد أن تم إسقاط الرئيس الأول لجنوب اليمن المناضل الشهيد/ قحطان محمد الشعبي ورفاقه، وتسلم قيادة دفة الدولة الجنوبية مجموعة قيادية شابة متطرفة نزقة وغير مجربة ( جناح الصقور ) في تنظيم الجبهة القومية، هذا الجناح السياسي المتطرف اختط له نهجاً نظرياً وفكرياً وفلسفياً مغامراً، وارتبطت ارتباطاً كلياً بالمنظومة الدولية الاشتراكية الشيوعية، وللأسف أن هذا النهج المغامر بإجراءاته الثورية الهدامة نتج عنه تجربة سياسية مدمرة، وسياسات اقتصادية واجتماعية فاشلة، ونهج تربوي تعليمي غير سوي وبالذات الانحراف بالسلوك الديني الإسلامي الحنيف الذي ابتعد عنه ( الرفاق الحمر ) نحو تبني الفكر الشمولي ـ التوتاليتاري ـ ذات المنهج الإلحادي غير السوي.
هكذا ارتبط قادة الجبهة القومية المتطرفون ووقعوا في شر أعمالهم إلى أن قتل كل رفيق رفيقه المخالف له بالرأي، وكل ذلك من أجل كرسي السلطة لا غير، ولذلك فشلت التجربة الثورية في جنوب اليمن، فشلاً ذريعاً حد السقوط .
خامساً :
بعد فشل التجربة السياسية اليسارية الماركسية اللينينية في جنوب اليمن، وضياع زمن طويل من التجريب الكاذب لعدد من التجارب اليسارية الفاشلة، اتجه الجميع للبحث عن مخرج، ولكنهم لم يجدوا غير الذهاب للوحدة اليمنية، وكانوا من جميع الأطراف المتصارعة على الحكم من طرفي الصراع داخل الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب الوطن .
سادساً :
بعد أن تحققت الوحدة اليمنية المباركة في الجمهورية اليمنية في 22/ مايو / 1990م، انقلب نفر من الحزب الاشتراكي، وهم الجزء المتطرف من قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بقيادة الرفيق / علي سالم البيض – الأمين العام للحزب ومعه مجموعة متطرفة في المكتب السياسي واللجنة المركزية بالتمرد وإعلان الانفصال في تاريخ 21 / مايو / 1994م معلنين الانفصال من مدينة عدن، ومن تلك اللحظة هب الشعب اليمني قاطبة لقتال الشرذمة الانفصالية حتى تم دحرهم وهزيمتهم وإسقاط مشروعهم الانفصالي في 7 / يوليو / 1994م .
سابعاً :
تم دعم الانفصال من دول مجلس التعاون الخليجي قاطبة باستثناء إمارة قطر والتي رفضت الانفصال، وساندت نسبياً الحكومة المركزية في صنعاء حتى سقط مشروع الانفصال نهائياً .
الخلاصة :
من الملاحظة العامة للمتابع السياسي للشأن اليمني العام، إزاء التجربة السياسية للشطرين اليمنيين، نلاحظ أن التجربتين قد صاحبتهما اضطرابات سياسية وإعلامية وإنسانية وأخلاقية مرت على التجربتين السياسيتين في شطري اليمن، لكن القاسم المشترك بينهما، بل والهدف السامي للشعب اليمني العظيم هو الوحدة اليمنية، فكلا الشطرين مُجمعان عليها، برغم التباينات في كيفية التطبيق لآلياتها وأساليبها وطرقها.
وفوق كل ذي علم عليم

* رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معاً لوقف الحرب

في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معاً لوقف الحرب

تاج السر عثمان بابو

1

تتزامن الذكرى السادسة  لثورة ديسمبر  مع الذكرى 69 للاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955، التي تتطلب تكثيف النضال الجماهيري لوقف الحرب واسترداد مسار الثورة، في ظروف تعاني فيها البلاد من ويلات الحرب التي شردت الملايين وأدت لمقتل وفقدان الآلاف، وتدمير البنية التحتية، والابادة الجماعية ونهب الأراضي ومناجم الذهب وممتلكات المواطنين واحتلال منازلهم، وتوقف عجلة الاقتصاد، وتدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، اضافة لخطر تقسيم البلاد وتمزيق وحدتها باطالة أمد الحرب، والاعلان عن تكوين إدارات محلية في مناطق سيطرة الدعم السريع موازية لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، والإعلان عن تكوين جكومة منفي، في غياب الجماهير ومؤسساتها الدستورية،، اضافة للخطر من  إطالة أمد الحرب  ، مما  يهدد السيادة الوطنية، ويزيد من حمى التدخل الدولي للمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، بهدف نهب ثروات البلاد ،هذا إضافة لخطر المجاعة التي  تهدد  حوالي 26 مليون مواطن سوداني، فضلا عن مصادرة الحريات والحقوق الأساسية من طرفي الحرب، وحالات التعذيب للمعتقلين حتى الموت، وقصف الجيش والدعم السريع لمواقع المدنيين، مما يؤدي للزيادة المستمرة في ضحايا وجرحي الحرب، كما يحدث في الفاشر، الخرطوم وامدرمان وبحري، والجزيرة. الخ..

2

كما اوضحنا سابقا لم تكن ثورة ديسمبر حدثا عفويا، بل كانت تحولا نوعيا لتراكم كمي طويل من المقاومة الباسلة لشعب السودان ضد نظام الانقاذ الفاشي الدموي لحوالي 30 عاما التي عبرت عنها الهبات والاضرابات والمظاهرات، والاعتصامات التي واجهها النظام باطلاق الرصاص الحي مما أدي إلي مئات الشهداء كما حدث وسط الطلاب وأبناء البجا وكجبار والمناصير وهبة سبتمبر 2013 ويناير 2018، وشهداء التعذيب الوحشي في سجون وبيوت أشباح النظام، والالاف المشردين من أعمالهم والمعتقلين، وضحايا التعذيب الوحشي في المعتقلات، والشهداء في حروب الابادة في الجنوب حتى تم انفصاله، اضافة لقمع المرأة التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة نظام الانقاذ الذي استهدفها، وفي جرائم الابادة الجماعية في دار فور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، وثورة ديسمبر التي استشهد فيها المئات من الشباب والكنداكات، كل ذلك لم يفت في عضد جماهير شعبنا، التي ما زالت تواصل نضالها لوقف الحرب  واستكمال مهام الثورة.

3

كما جاءت ثورة ديسمبر رغم خصوصيتها علي خطي تجربة الثورة المهدية وثورة اكتوبر 1964م وتجربة انتفاضة مارس- ابريل 1985 في السودان التي اوضحت أن الثورة تقوم عندما تتوفر ظروفها الموضوعية والذاتية التي تتلخص في:

– الأزمة العميقة التي تشمل المجتمع باسره، ووصول الجماهير لحالة من السخط بحيث لا تطيق العيش تحت ظل النظام القديم.

– تفاقم الصراع داخل النظام الحاكم الذي يشمل الطبقة أو الفئة الحاكمة والتي تؤدي الي الانقسام والصراع في صفوفها حول طريقة الخروج من الأزمة، وتشل اجهزة القمع عن أداء وظائفها في القهر، وأجهزة التضليل الأيديولوجي للجماهير.

– وأخيرا، وجود القيادة الثورية التي تلهم الجماهير وتقودها حتى النصر.

4

طرحت ثورة ديسمبر شعارات الحركة الوطنية و الجماهيرية التي رفعتها بعد انفجارها بعد نهاية  الحرب العالمية الثانية فى معركة الاستقلال 1956، وثورة اكتوبر 1964 كما في:

– الحرية والديمقراطية والحياة المعيشة الكريمة، وتوفير حق العمل للعاطلين.

– العدالة والسلام ووقف الحرب والسيادة الوطنية.

– استعادة  أموال وممتلكات شعب السودان المنهوبة.

– محاسبة الفاسدين الذين دمروا البلاد ومشاريعها الصناعية والزراعية والخدمية.

– قومية الخدمة المدنية والنظامية، وعودة المفصولين من الخدمة المدنية والنظامية.

– حل المليشيات (الكيزان والجنجويد، وجيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.

وغير ذلك من الأهداف التي تم التوقيع عليها في ميثاق قوي الحرية والتغيير  الموقع عليه  في يناير 2019 الذي تم الانقلاب عليه بالتوقيع على” الوثيقة الدستورية” المعيبة التي كرست الشراكة مع العسكر وقننت الجنجويد دستوريا، وحتى” الوثيقة الدستورية” كما أوضحنا سابقا تم الانقلاب عليها، كما في التوقيع على اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات  ومناصب، وأخيرا تم إطلاق رصاصة الرحمة  عليها بتدبير انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى  في تشكيل حكومة، وجاء الاتفاق الإطارى بتدخل إقليمي ودولي، الذي أدي للصراع بين الجيش والدعم السريع حول مدة دمجه في الجيش، واشعل نيران الحرب الجارية حاليا، التي تتطلب مواصلة المقاومة الجماهيرية لوقفها ومنع تمددها واطالة  أمدها، واسترداد الثورة في ذكراها السادسة  وذكرى الاستقلال من داخل البرلمان..

5

في ذكرى الاستقلال من داخل البرلمان وثورة ديسمبر نستلهم تجربتها في عدم تكرار انتكاسة  ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة مارس – أبريل 1985، مهم مواصلة الثورة في أوسع حراك جماهيري حتي تحقيق أهدافها في الآتي:

المحاسبة وعدم الافلات من العقاب في جرائم الحرب، ومجزرة فض الاعتصام وبقية الجرائم ضد الإنسانية.

تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة

– أن تضع الدولة يدها علي كل الشركات العاملة في الذهب والبترول، وتخصيص جزء من عائداته لتنمية مناطق الانتاج والمحافظة علي البيئة، ومراجعة كل الاتفاقات حول تأجير الأراضي الزراعية التي تصل الى 99 عاما، لمصلحة شعب السودان والمناطق المحلية.

– رفض سياسة التحرير الاقتصادي، وتحسين الأوضاع المعيشية وتركيز الأسعار ودعم السلع الأساسية، ومجانية خدمات التعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية لدعم الإنتاج وتقوية الصادر والعملة المحلية وتوفير العمل للعاطلين، الخ. وتقليل الصرف علي جهاز الدولة وميزانية الأمن والدفاع التي تصل 76%، وزيادة ميزانية التعليم والصحة والتنمية، ووقف الحرب التي اورث شعبنا الفاقة والمسغبة.

–  تحقيق السلام والحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة بالأتي:-

* الديمقراطية وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات.

* رفع حالة الطوارئ، واطلاق سراح  كل المحكومين.

*الترتيبات الأمنية بحل كل المليشيات “دعم سريع، جيوش الحركات.. الخ”، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية..

*  تسليم البشير والمطلوبين في جرائم الابادة الجماعية للجنايات الدولية.

* عودة النازحين لمنازلهم وقراهم، وإعاد تأهيل واعمار مناطقهم وتعمير ما دمرته الحرب، وعودة المستوطنين لمناطقهم، والتنمية المتوازنة.

* قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، وحماية ثقافة ولغات المجموعات المحلية.

* قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية، الذي يقرر كيف تحكم البلاد؟، ويضع الإطار لدستور ديمقراطي بمشاركة الجميع، وقانون انتخابات ديمقراطي ولجنة مستقلة تضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

– الغاء كل الاتفاقيات العسكرية التي تفرط في سيادتنا الوطنية، والخروج من محور حرب اليمن وعودة قواتنا منها، وقيام علاقاتنا الخارجية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري، التفاوض لعودة كل الاراضي السودانية المحتلة. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

الوسومالاستقلال البترول البشير الجنائية الدولية الجنجويد السودان الفترة الانتقالية الكيزان المليشيات اليمن انتفاضة مارس أبريل 1985 تاج السر عثمان بابو ثورة اكتوبر 1964 ثورة ديسمبر

مقالات مشابهة

  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟
  • ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
  • استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 
  • ذكرى 19 ديسمبر: عهد يتجدد مع الحرية والسلام والعدالة.
  • في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معاً لوقف الحرب
  • السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟