أطفال فسطين في مواجهة الناتو!
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
هذه ليست من قبيل المبالغة التي جعلت أكذب الشعر عند العرب أعذبه، إنها محاولة متواضعة لكشف ملامح الوجه القبيح لمن يذبح الإنسانية بسكين التحالف الدولي متعدد الجنسيات والأوجه المسمى حلف الناتو، وإلى هذه الملامح تنتمي العلاقة الشوهاء الواضحة بين الكلمة والفعل في أرض العروبة وفي قلبها النابض(فلسطين) في الجسد الميت، والتي ردد الشعراء في تمجيده أناشيد (بلاد العُرب أوطاني ) !، إنها علاقة زاد توترها منذ اختلال التوازن بينهما بما تبعه من اختلال معنى الحياة لأن الكلمة ابنة الفكرة ولا معنى لأي فكر لا يُترجم إلى واقع !، ونتيجة ذلك أن الجزء الحي (فلسطين) لم يعد يعبأ بمناشدة الجسد العربي الذي بات أقرب إلى الموت ، ويأبى أن ينطق بهذه الحقيقة المرة ويتغافل عن التفكير فيها بفعل حرب الإبادة الممنهجة على مدى أكثر من -75- عاماً نعيش اليوم محطتها الأخيرة ينفذها كيان صهيوني يُدعى (إسرائيل ) بدعم مادي ومعنوي من هذا الحلف بزعامة أمريكا ويضم إلى جانب أعضائه المعلنين أعضاء من المحسوبين على الجسد العربي في وضع مستتر مع أن عوامل القوة الكامنة في هذا الجسد لو فُعِّلت لعادلت قوة الناتو إن لم تفُقه ، ومعلوم أن (لو) من عمل الشيطان ، ومن المؤسف أننا ما زلنا ونحن في القرن الواحد والعشرين نتحدث عن القوة المادية الشرسة التي تُسَيِر العالم باعتبارها الحاكم المتحكم في مصيره، أي أن فكرنا لم يغادر حالة التسليم لشريعة الغاب في أبشع صورها بما اكتسبته اليوم من مفرزات التطور العلمي والتكنولوجي المسَخر لخدمة هذه الوحشية، وتم تطويع استخدام حقوق الإنسان ضد الإنسان باعتماد المعايير المزدوجة والنفاق في أكثر تجلياته مكراً ودهاءً ، وأي صورة أكثر وحشية مما يجري في غزة من إبادة جماعية للأطفال والنساء وإزالة أبراج سكنية وأحياء بكاملها وبمن فيها من الوجود باستخدام مختلف الذرائع والحيل وما يسمى الشرعية الدولية التي تُساوي بين المعتدي المحتل والمعتدى عليه بل وتدين أي مقاومة للعدوان من قبل المعتدى عليه ومنح المعتدي حق الدفاع عن نفسه الذي يعني التصريح المفتوح بإبادة الفلسطينيين .
ومن عجائب حَمِيَّة وعظمة الدولة العظمى (أمريكا)- الراعية لكل هذا الصلف- سرعة تحركها لنجدة أقوى جيش احتلال في المنطقة ضد أطفال ونساء فلسطين بإرسال بارجة حربية للمرابطة قبالة غزة والمشاركة في سحق عظام الأطفال ومساعدة حمامة السلام المسماة (إسرائيل).
نعم لم يعد للكلمة معنى في ظل هذا الانفصال بين الكلمة والفعل طوال هذه المدة لدى الحكام العرب وبعض القيادات الفلسطينية من سلطة رام الله القابعة في: (المقاطعة) المطبعة بل والمنسقة أمنياً مع الكيان بالخطابات الرنانة والتحليلات البعيدة عن الوعي والواقع في ظل انشغال الحكام المدجنين بقهر شعوبهم وإبقائها حبيسة تبرير الضعف والهوان أمام بطش وجبروت نملة إسرائيل وإذلالها للفيل العربي!.
ومع كل هذا المشهد السوداوي فإني أرى الدماء الفلسطينية قادرة على إنعاش الشعوب والحكام معاً وإيقاظ ضمائرهم رغم كثرة الحديث عن موتها السريري وإعادتها الى الحياة في وطن عربي مازال حكامه وشعوبه ناسين أو متناسين إمكاناته التي لا يحييها سوى العمل في سبيل استعادة الحرية والكرامة أولاً لأن العبيد لا يمكن أن يصنعوا الحرية والخانعون لا يعرفون طريق الكرامة والعزة ، وأرى المقاومة الفلسطينية تعلمنا اليقين بما تقدمه من دماء وتضحيات ، يقين الجهاد بمعناه الإنساني المقاوم لقوى الشر التي لا تفرق بين العدوان على فلسطين والعدوان على اليمن والعراق وسوريا وكل جزء من هذا الجسد الذي لا بد أن يستعيد عافيته ، والذاكرة العربية والإنسانية الحية تدرك أن موكب الشهداء العرب موكب واحد ولقضية واحدة ، ولهذا فإننا نذكر اليوم اغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي الذي نعيش الذكرى46 لاستشاده بذلك الأسلوب الوقح وتورط الجار المعروف بتدخله في شؤون اليمن وكذا الشهيد الرئيس سالم ربيع علي ضحية الصراعات الداخلية البلهاء المدعومة من نفس الجار، وعدد من شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وكل شهداء العدوان الهمجي وحركات التصحيح وشهداء النضال الفلسطيني والعربي ومنهم : خليل الوزير ومحمد الزواري ومحمد صلاح وجول جمال وقافلة لا تحصى من الشهداء سواء في ساحات الفداء والمعارك أو في أماكن الاغتيال بسبب مواقفهم الوطنية والقومية والإنسانية أو الفكرية والدينية .
إن دماء الشهداء وقود استمرار شعلة الثورة الحقيقية على الظلم والاستبداد وأشكال الفساد، وهي شعلة لن تنطفي أو تموت رغم أنف كل جبار.
في دم الطفل
تهجَّوا سورة الفاتحة
اقرأوا في وجوه السلاطين والرؤساء
وتيجان كل الملوك قصة الانبطاح
بئساً لمن ينشر الموت
باسم الدفاع عن النفس
من يدعي أنه من حماة السلام.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ماذا يقول خبراء لغة الجسد بعد لقاء ترامب وزيلينسكي غير المسبوق؟
أكد محللون للغة الجسد أن قرار عدم استخدام مترجم، واختلال التوازن في القوة بين الأطراف، و"طاقة المحارب" التي أظهرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد ثلاث سنوات من الصراع، كلها عوامل ساهمت في غليان الاجتماع الذي جرى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
وجاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، أن الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس اتهما زيلينسكي بعدم الامتنان الكافي، وصحح زيلينسكي لترامب بشأن العام الذي غزت فيه روسيا بلاده وسأل فانس بشكل واضح عما إذا كان قد زار أوكرانيا من قبل.
وأضاف التقرير "يتجادل زعماء العالم، وكان الأمر غير المعتاد في اشتعال الخلاف في المكتب البيضاوي هو أن ترامب وفانس وزيلينسكي دخلوا في مشادة كلامية علنية، في اجتماع أمام كاميرات التلفزيون تم بثه مباشرة أمام الملايين".
وأوضح "غالبا ما يكون ترامب مهذبا مع القادة، لكن العلاقات مع زيلينسكي، التي لم تكن دافئة بشكل خاص، كانت متوترة، فقد ادعى زورا أن زيلينسكي ديكتاتور وأن أوكرانيا بدأت الحرب، وهو ما يتماشى مع خط الكرملين، بينما رد الأخير أن ترامب يعيش في شبكة من التضليل".
وتحدثت كارولين جويدر، التي تدرب السياسيين وقادة الأعمال على التحدث بقوة، عن التبادل بالأداء الذي كان ترامب وزيلينسكي يمثلان فيه مشاهد مختلفة.
وقالت إن ترامب كان في مشهد محكمة: "إنه في مكان آمن، وبلاده مفصولة بالمحيطات، وهو في مكان حيث يمكنه إعادة التركيز بسرعة، وهو في مكان مستقر"، وعلى النقيض من ذلك، كان زيلينسكي في مشهد ساحة معركة، يرتدي ملابس عسكرية، ويحمل ثقل الصراع إلى الغرفة: "عليه أن ينجز الأمور، إنه ديناميكي، وسريع".
وأوضح التقرير "كانت هناك لحظة من البهجة، فعندما سأل براين جلين، كبير مراسلي البيت الأبيض في برنامج Real America's Voice، زيلينسكي عن سبب عدم ارتدائه بدلة، تدخل ترامب قائلا إن الرئيس الأوكراني يرتدي ملابس جميلة".
لكن ترامب قال لاحقا إن زيلينسكي "ليس لديه أي أوراق" واتهمه "بالمقامرة بالحرب العالمية الثالثة".
بالنسبة لدارين ستانتون، الذي يدرس لغة الجسد والسلوك ويعلق عليها، بدا زيلينسكي "غاضبًا للغاية منذ البداية" و"انغمس في غروره"/ وعندما يتحدث فانس، ينتقل زيلينسكي من الانحناء إلى الأمام إلى الانحناء إلى الخلف مع وضع ذراعيه متقاطعتين، مما يُظهر "تغييرًا دراماتيكيًا في المشاعر الداخلية".
قال ستانتون "لقد شعر بأنه لم يتمكن من إيصال وجهة نظره أو لم يُسمح له بذلك".
ويتناقض هذا الاجتماع بشكل حاد مع الاجتماعات الأخرى التي استضافها ترامب منذ عودته إلى منصبه، فقد استضاف زعماء "إسرائيل" واليابان والأردن والهند وفرنسا وبريطانيا في الأسابيع الأخيرة.
وقال ستانتون إن ترامب عادة ما يستخدم مصافحات "سحق العظام"، و"التربيتات القوية" و"دفع الذقن"، ويجلس وقدميه مسطحتين على الأرض وأصابعه مقوسة لإظهار السلطة.
وأكد التقرير أن الزعماء الزائرون بذلوا جهودا مضنية لإطراء ترامب، وتقليد لغة جسده وتكرار خطابه بشأن المفاوضات الصعبة والصفقات التجارية والفوز، وحين سأله ترامب يوم الخميس عما إذا كانت بريطانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد روسيا، أبدى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "ابتسامة خفية".
وانحرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه القاعدة هذا الأسبوع عندما وضع يده على ساعد ترامب أثناء تصحيح تصريحه الخاطئ بشأن الأموال التي قدمتها أوروبا لأوكرانيا.
وتناقض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأن أوروبا أقرضت أموالاً لأوكرانيا خلال اجتماع في المكتب البيضاوي في 24 شباط/ فبراير.
وقال ستانتون إن هذه كانت خطوة قوية، "وهي المعادل غير اللفظي للقول: 'اصمت، أنا أتحدث".
يقول جويدر إن ماكرون لاعب فعال في السلطة جزئيًا لأنه ينقل شعورًا "بالراحة الداخلية.. إنه جيد في الحفاظ على هذا الشعور بالخفة والراحة".
زكان فانس قد قال إن الوقت قد حان للدبلوماسية، بينما سأل زيلينسكي عن الدبلوماسية الممكنة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بالنظر إلى سجله في انتهاك الاتفاقيات، وعندما أشار إلى أن روسيا غزت شبه جزيرة القرم واحتلتها وضمتها في عام 2014، قاطعه ترامب ليقول "إننا في عام 2015 (كان زيلينسكي على حق). واتهمه فانس بأنه لا يظهر الاحترام والامتنان".
وقال ستانتون إن بعض زعماء العالم يتصرفون بطرق لا يتصرفون بها عادة عند زيارتهم للولايات المتحدة. وأضاف: "أي علامة حمراء تشير إلى سلوك مختلف عن سلوكهم الأساسي يمكننا أن نعزوها دائمًا إلى حقيقة مفادها أنهم يشعرون بالإرهاق أو الترهيب".
وعلى النقيض من ذلك، أكد ستانتون وجويدر أن تفاعلات ترامب مع بوتن تظهر احترامه للزعيم الروسي، وقالت جويدر إن لغة جسده تظهر أنه ينظر إلى بوتن باعتباره "رفيقًا من ذوي الظهر الفضي"، أي رجلًا أكبر سنًا يتمتع بالسلطة.
وأضافت أن ترامب امتنع عن استخدام مصافحته "الساحقة للعظام" مع الزعيم الروسي، وعادة ما "تتطابق وتعكس" سلوك كل منهما الآخر.
وأجرى كبير المذيعين السياسيين بريت باير مقابلة مع زيلينسكي بعد الاجتماع يوم الجمعة على قناة فوكس نيوز، وشكر زيلينسكي ترامب والشعب الأمريكي لكنه دافع عن نهجه في المكتب البيضاوي.
وقال "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين وصادقين للغاية، ولست متأكدًا من أننا ارتكبنا شيئًا سيئًا. هناك أشياء يتعين علينا أن نفهم فيها موقف أوكرانيا والأوكرانيين. أعتقد أن هذا هو الشيء الأكثر أهمية لأننا شركاء، نحن شركاء مقربون للغاية".
وكتب زيلينسكي، السبت، على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه "ممتن للغاية للولايات المتحدة على كل الدعم"، وشكر ترامب والكونغرس والشعب الأمريكي مرة أخرى.
وأضاف "علاقتنا مع الرئيس الأمريكي لا تقتصر على مجرد زعيمين؛ إنها رابطة تاريخية ومتينة بين شعبينا.. ساعد الشعب الأمريكي في إنقاذ شعبنا، ويأتي الإنسان وحقوق الإنسان في المقام الأول. نحن ممتنون حقًا. نريد فقط علاقات قوية مع أمريكا، وآمل حقًا أن نحظى بها".