لا تزال الدولة المصرية تبهر العالم بما يتم اكتشافه من كنوز حتى يومنا هذا، ولا تزال أرض مصر تجود بخيرها وبما تحويه من آثار تاريخية شاهدة على عظمة من حكموها أو مروا على أرضها عبر آلاف السنين .

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي أقيم في منطقة الغريفة الأثرية بتونا الجبل بمحافظة المنيا، نظمته وزارة السياحة والآثار، عن اكتشاف جبانة تعود لكبار موظفي وكهنة «الدولة الحديثة» بمنطقة الغريفة بتونا الجبل في صعيد مصر.

اكتشافات البعثة الأثرية المصرية

وحضر المؤتمر كبار المسؤولين، بمن فيهم غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة في مصر، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور محمد أبو زيد نائب محافظ المنيا.

بدأ الدكتور مصطفى وزيري حديثه بشرح منطقة الغريفة الأثرية، حيث بدأت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار أعمال الحفريات بها في 2017، ثم تحدث عن الاكتشافات الأثرية المهمة التي عثر عليها خلال الموسم الحالي، والذي بدأ في شهر أغسطس الماضي.

وقال وزيري إنه وخلال الموسم السابع لحفائر البعثة بمنطقة الغريفة بتونا الجبل بمحافظة المنيا، تم الكشف عن جبانة أي مقبرة لكبار موظفي وكهنة الدولة بها العديد من المقابر المنحوتة في الصخر بداخلها مئات من اللقى الأثرية من تمائم وحلي وتوابيت حجرية وخشبية بها مومياوات، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتي المنحوتة من الفخار والخشب لبعض كبار الموظفين مثل "جحوتى مس" والذي يحمل لقب المشرف على ثيران معبد آمون والسيدة مايا التي تحمل لقب منشدة جحوتى.

وأوضح وزيري أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على جبانة الدولة الحديثة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا حيث تم العثور من قبل على جبانات كل من الدولة القديمة وعصر الإنتقال الأول والدولة الوسطى لهذا الأقليم شرق النيل فى منطقة الشيخ سعيد ودير البرشا وهى مقابر صخرية تخص حكام الإقليم وكبار الموظفين، مؤكدا أن موقع جبانة الإقليم خلال عصر الدولة الحديثة والعصر المتأخر لم يكن معروفا حتى بدأت البعثة المصرية حفائرها هذا الموسم منذ شهر أغسطس الماضي.

وأضاف أمين عام مجلس الآثار أن الشواهد الأثرية أشارت إلى أن جزء من هذه الجبانة كان قد أعيد استخدامه في العصور المتأخرة حيث تم الكشف عن لقى أثرية كثيرة من العصر المتأخر مثل تماثيل الاوشابتى المختلفة الأحجام ومواد الصنع و مجموعات من الأوانى الكانوبية من الألبستر والحجر الجيرى والفيانس وآلاف التمائم والعديد من التوابيت الحجرية والخشبية بأشكال آدمية البعض منها منقوش وملون بداخلها مومياوات فى حالة جيدة من الحفظ وبعض التماثيل الحجرية والخشبية.

وتابع أنه تم العثور على إحدى الدفنات التي تحوي تابوت خشبي منقوش وملون للسيدة "تا دى ايسة" بنت "إيرت حرو" كبير كهنة جحوتى بالأشمونين حيث عثر بجانبها على صندوقين من الخشب يحويان الأوانى الكانوبية الخاصة بها، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من تماثيل الأوشابتى وتمثال بتاح سكر ولأول مرة يتم العثور فى الموقع على لفافة بها بردية كاملة بحالة جيدة من الحفظ .

من جانبه قال الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن كشف منطقة الغريقة الأخير بمثابة مرحلة هامة في تاريخ الاكتشافات الأثرية، حيث إنه سوف يساهم بشكل كبير في وضع محافظة المنيا علي الخريطة السياحية، نظرا لما بها من آثار من أكثر من عصر، بالإضافة إلي الجبانة قامت بتوضيح الدور الكبير الذي كان يقومون به في الحضارة المصرية القديمة، حيث إنهم كانوا حريصين على تدوين النصوص الدينية وتعليم رجال الدين الآخرين، بالإضافة إلى تلاوة الكلام الرسمي في المعابد.

اكتشاف جبانة أثرية في صعيد مصر 

واضاف "عامر" في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنهم في المهرجانات كانوا يؤدون الطقوس الدينية اليومية في كل المعابد بالنيابة عن الملك صاحب الحق، كما نجد أن هذا الكشف له أهمية كبيرة حيث نجد تم العثور على بردية تتحدث عن كتاب الموتى وتصل من ١٣ إلى ١٥ مترا بحالة جيدة، وسوف يتم عرضها في المتحف المصري الكبير.

وتابع "عامر" إن "جحوتي مس" هو إحدى الشخصيات الهامة في عصر الدولة الحديثة واسمه "صادق الصوت"، كما كان يحمل لقب المشرف على ثيران معبد "آمون"، وهذا الكشف هو الأول من نوعه، حيث هذه المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة.

واستطرد الخبير الأثري أن منطقة الغريقة تمثل مقصدا سياحيا مهما للزوار الذين يهتمون بالتاريخ والثقافة المصرية القديمة، حيث يمكن للزوار استكشاف المنطقة واستكشاف المقابر والتوابيت والتحف الأثرية المعروضة هناك، كما تضم أيضا مقابر عائلية تنتمي لكهنة الإله " حوت "، الذي كان المعبود الرئيسي للإقليم الخامس عشر وعاصمته الأشمونين.

وأكمل "عامر" أن منطقة " الغريقة " تقع غرب مدينة ملوي على بعد ٢٥ كم، وجنوب مدينة المنيا بما يقرب من ٧٥ كم، وسابقا تم العثور بها علي تم العثور على ٣٥ مقبرة و٩٠ تابوتا و١٠ آلاف تمثال، و٧٠٠ تميمة مختلفة الأشكال والأحجام.

جديد بالذكر أن البعثة الأثرية المصرية بدأت أعمالها بالغريفة عام 2017، لتحديد موقع جبانة الإقليم الخامس عشر خلال عصر الدولة الحديثة، وخلال المواسم الأثرية السابقة تمكنت البعثة من العثور على جبانة العصر المتأخر فى أقصى شمال المنطقة وهى عبارة عن آبار دفن محفورة فى الصخر تؤدي إلى حجرات دفن بها توابيت حجرية و خشبية وأكثر من 25 ألف تمثال أوشابتى وعدد كبير من الأوانى الكانوبية وآلاف التمائم وبعض التماثيل الحجرية والخشبية والتي تم عرض جزء كبير منها فى المتاحف المصرية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة السياحة البعثة الأثرية المصرية صعيد مصر الاثار منطقة الغریفة العثور على تم العثور

إقرأ أيضاً:

كأس ليكورجوس.. قصة القطع الأثرية الغامضة من عصر الرومان

كأس ليكورجوس الغامض يعتبر إحدى القطع الأثرية المثيرة للجدل والدهشة في التاريخ الروماني، وبصفة عامة، ويعود السبب وراء ذلك إلى اكتشاف أدلة علمية تشير إلى استخدام تكنولوجيا النانو في صناعتها، أو على الأقل الوصول لكيفية الحصول على التأثيرات المرغوبة منها، قبل وقت طويل للغاية من ظهور التكنولوجيا الحديثة.

ما هي كأس ليكورجوس الغامض؟ 

كأس ليكورجوس الغامض، عبارة عن مجموعة من القطع الأثرية المصنوعة من نوع خاص من الزجاج المعروف باسم ثنائي اللون، والذي يتغير لونه عند رفعه إلى الضوء، ولونه الأساسي هو الأخضر المعتم، لكنه يتحول إلى أحمر شفاف متوهج عندما يمر الضوء خلاله. 

ويرجع الفضل في خصائص كؤوس أو كأس ليكورجوس غير العادية، إلى استخدام كميات ضئيلة من الذهب الغرواني (وهو هيكل مكون من عدة جزيئات للذهب والفضة)، بينما حافة الكأس مثبتة بشريط مطلي بالفضة من زخارف الأوراق، بحسب موقع «greekreporter» العالمي. 

وتعرف هذه الكأس أيضا باسم «كأس القفص»، لأنها تتكون مما يشبه القفص حول الزجاجي.

استخدام تكنولوجيا النانو في صناعة الكأس 

وأثبتت التقارير العلمية، أن مبتكرو هذه الكؤوس استخدموا جزيئات نانوية من الذهب لتصميم الزجاج الياقوتي بها، وجزيئات نانوية أخرى من الفضة لتصميم اللون الأخضر، وتبقى التساؤلات المحيرة للعلماء: هل ما إذا كانوا الرومان القدماء على علم بالمادة التي كانوا يستخدمونها؟، أم جاء الأمر بمحض الصدفة العلمية فقط؟، أم كانوا على علم بها ولكنهم أشاروا إليها باسم آخر؟.

والكأس الرومانية الغامضة معروضة داخل المتحف البريطاني، وجرى صناعتها عام 300 ميلاديا، واستمدت اسمها من التصميم المعقد الذي يصور وفاة الملك الروماني ليكورجوس، وفي خمسينيات القرن العشرين، انتقلت إلى ملكية عائلة ألمانية. 

 

مقالات مشابهة

  • 26 تمثالا ومومياء.. تفاصيل العثور على كنز فرعوني داخل منزل ببني سويف
  • فتح باب التقدم لوظيفة رئيس البعثة التعليمية المصرية بجنوب السودان| الشروط والتفاصيل
  • العثور على مخلفات حرب داخل مزرعة في «الجفارة»
  • كأس ليكورجوس.. قصة القطع الأثرية الغامضة من عصر الرومان
  • تفجير عنيف.. ماذا يحدث داخل البلدة الجنوبية؟
  • حبس شخصين في واقعة العثور على قطع أثرية وتوابيت فرعونية ببني سويف
  • بالمستندات.. ماذا وجدت مأمورية مكافحة المخدرات في فيلا داليا فؤاد؟
  • كشف غموض العثور مدرس جثة هامدة داخل سيارته بسوهاج والأمن يضبط المتهم
  • بتكليف من الرئيس تبون.. عطاف يحل بنيويورك
  • أبرز المناطق الأثرية في "عروس الصعيد" المنيا..  تعرف عليها