خبير عسكري: هذه دلالات قصف القدس خلال جلسة الكنيست وإرسال قوات أميركية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن قصف القدس المحتلة خلال جلسة الكنيست الإسرائيلي يدل على تحكم كتائب القسام بسير المعركة بهدوء واتزان، وأشار إلى أن قرار البنتاغون بإرسال 2000 جندي لدعم إسرائيل يؤكد انخراطا أميركيا مباشرا في الحرب على غزة.
ولفت الدويري، خلال تحليله لقناة الجزيرة، إلى أن قصف القدس خلال جلسة الكنيست، يؤكد وجود بنك معلومات لدى القسام يُحدّث لحظيا من خلال منظومة استخبارية قادرة على تزويده بالوقت المناسب.
وأشار إلى أن الفارق في القدرات بين الجانبين رهيب ولكن حماس توظف إمكانياتها المحدودة بطريقة ناجحة ليكون لها رد فعل من خلال اقتناصها فرصة اجتماع الكنيست وما يدور فيه من تهديد ووعيد لقطاع غزة، وكذلك تأجيل اجتماع الطاقم الوزاري المصغر "الكابينت".
ويرى أهمية استهداف العمق الإسرائيلي -من وجهة نظر عسكرية- مبينا أنه يضم مراكز الثقل سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا، وذلك من مبدأ العين بالعين والسن بالسن في ظل الدمار الهائل الذي لحق بالمراكز المماثلة في غزة.
أما بشأن إطلاق طائرات بالونات حرارية فوق تل أبيب يوضح الدويري أنها تأتي سعيا لتجاوز عدم نجاعة القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة، وبين أن هذه البالونات تطلق حرارة أكثر من أي جسم معدني آخر "وبالتالي قد تتجه صواريخ المقاومة إليها".
ووضع الخبير العسكري 3 سيناريوهات حول العملية البرية المحتملة، الأول يتعلق باحتلال غزة وهو سيناريو فاتورته باهظة للغاية وفق قوله، أما السيناريو الثاني فهو تجزئة غزة إلى كانتونات، فيما يقوم السيناريو الثالث على دخول المنطقة الزراعية شمالي قطاع غزة وشرقي غزة لكي تكون نقطة تفاوض من أجل الأسرى.
قوات أميركيةوحول التطور الجديد بإرسال 2000 جندي أميركي لدعم إسرائيل، يرى الدويري أن الأمر له دلالتان الأولى هشاشة الدولة التي هزمت الدول العربية على مدار العقود الماضية، إذ تطلب حاليا العون وقدوم قوات مقابل مئات من المقاتلين لديهم إمكانيات متواضعة.
أما الدلالة الثانية -بحسب الخبير العسكري- فإنها محاولة من قوات الدلتا الأميركية للوصول إلى الأسرى داخل قطاع غزة خاصة أنها معروفة بالأعمال الاستخبارية لتقديم المعلومات ومتخصصة بتحرير الرهائن.
ويضيف أن استعانة إسرائيل بقوات أميركية يدلل على هشاشة منظومتها، حيث تحولت من دولة تعتمد على كفاءة العنصر البشري إلى دولة تحتمي خلف الجدران والأمن السيبراني، مبينا أن هذه التطورات تؤكد انخراطا أميركيا مباشرا وهي في رأس الحربة في الهجوم على غزة.
وحول تصريحات الرئيس الأميركي بشأن ضرورة دخول غزة بريا والقضاء على حماس بشرط عدم احتلالها مجددا، يرى الدويري أنها رغبة من واشنطن في عدم التورط خشية مما سيترتب على هذا الهجوم البري.
جبهة لبنانأما على صعيد التطورات في الجبهة الشمالية وإخلاء 28 مستوطنة إسرائيلية بعمق كيلومترين، يوضح الدويري أنه يؤشر إلى تصعيد يأخذ منحى تصاعديا منذ أيام ولكنه يبقى منضبطا ولا يشي إلى تحول لحالة الحرب.
ويؤكد أن حزب الله اللبناني لا يزال يعمل ضمن غرفة العمليات المشتركة التي تضم كتائب القسام وسرايا القدس، قبل أن يؤكد أن الحزب وإسرائيل لا يسعيان لحرب في الجبهة الشمالية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: حديث جيش الاحتلال عن السيطرة دعاية سياسية غير واقعية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن حديث الجيش الإسرائيلي عن السيطرة في جبهة الشمال والسماح بحرية حركة المدنيين لا تعكس سوى دعاية سياسية وأمنية موجهة لجمهوره في الداخل، مؤكدا أن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة تماما.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نقلت عن مصادر أمنية قولها إن الواقع في الشمال قد تغير، ولم تعد هناك مناطق لا يمكن المرور فيها، ولم نعد بحاجة إلى طرق بديلة، ويمكن للمدنيين التحرك بحرية، معتبرة أن ذلك يأتي نتيجة لما وصفته بسيطرة الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.
وأوضح العميد جوني في تحليل للمشهد العسكري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد هذه التصريحات لتبرير عملياته في جنوب لبنان وإظهار إنجازات وهمية، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ذاتها تعاني من ضربات مستمرة من المقاومة اللبنانية، حيث تتعرض ثكناتها العسكرية للقصف حتى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف جوني أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في عملياته داخل القرى الحدودية اللبنانية، ورغم استهدافه المستمر لتلك المناطق، فإنه لم ينجح في السيطرة على أي منها بشكل كامل، سواء كان ذلك على مستوى الشوارع أو الأحياء.
وأشار إلى أن محاولات الجيش الإسرائيلي لتطوير المرحلة الثانية من عملياته تواجه مقاومة شديدة، خاصة في محاور مثل محور "طيرحرفا – شمع"، وفي القطاع الشرقي باتجاه طلوسة، حيث لم يتمكن حتى الآن من التقدم إلى المرتفعات الإستراتيجية.
تكتيكات المرحلة الثانيةوعن التكتيكات الإسرائيلية في المرحلة الثانية من المناورة، أوضح جوني أنها تختلف عن المرحلة الأولى، إذ يركز الاحتلال على محور واحد بدلا من العمل على 3 اتجاهات في آن واحد، فعندما يكثف الجهد في محور شمع وطيرحرفا، يهدأ النشاط في بقية المناطق، والعكس صحيح.
وأضاف أن الاحتلال يسعى لتنظيم المناطق التي يستهدفها عبر تفتيشها بحثا عن بنية تحتية للمقاومة، مشيرا إلى الطبيعة الجغرافية والحرشية لهذه المناطق، مثل قرية شمع، التي تجعلها مثالية لإخفاء المقاتلين.
وأكد جوني أن ما ينقله الإعلام الإسرائيلي لا يعكس الحقائق على الأرض، بل يهدف إلى رفع معنويات الجمهور الإسرائيلي، بينما يظل الجيش عاجزا عن تحقيق اختراق حقيقي في المواجهة مع المقاومة اللبنانية.
يشار إلى أن إسرائيل وسعت -منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي- نطاق حربها على لبنان لتشمل معظم المناطق بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأ جيش الاحتلال غزوا بريا للجنوب.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا عن 3445 قتيلا، و14 ألفا و599 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
وبوتيرة يومية، يرد حزب الله بإطلاق صواريخ ومسيّرات وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات عسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، فإن الرقابة العسكرية التابعة تفرض تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.