وأكد أن الحصار المفروض على اليمن قد كان محور الأزمة الإنسانية طوال فترة الحرب.. وفي الوقت نفسه قادت السعودية والإمارات حملة جوية لا هوادة فيها، حيث نفذ تحالفهما أكثر من خمسة وعشرين ألف غارة جوية.. وقد تسببت هذه الغارات في مقتل أكثر من تسعة عشر ألف مدني.

وذكر أنه من عام 2021 إلى عام 2022، ردت القوات المسلحة اليمنية بسلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار على السعودية والإمارات.

.فعلى أرض المعركة، حققت قوات صنعاء تقدما سريعا في بداية الحرب، حيث تحركوا شرقا إلى مأرب وتقدموا جنوبا إلى عدن في أوائل عام 2015.

وأفاد أن في يوليو/تموز 2016، أعلنت صنعاء وحكومة الرئيس السابق صالح، الذي أطيح به في عام 2011 بعد توليه الحكم لما يقرب من ثلاثين عاماً في السلطة، عن تشكيل مجلس سياسي لحكم صنعاء وجزء كبير من شمال اليمن..لكن في ديسمبر/كانون الأول 2017، انفصل صالح عن حلفائه في صنعاء ودعا أتباعه إلى حمل السلاح ضدهم..

ومع ذلك، قُتل صالح وهزمت قواته خلال يومين فقط على أيادي قوات صنعاء.

وأورد أن في عام 2018، قامت قوات التحالف بهجوم بري على الساحل الغربي شمالاً إلى مدينة الحديدة الاستراتيجية، الميناء البحري الرئيسي لشمال اليمن..

وانتهى القتال بوقف إطلاق النار والتزامات بسحب القوات من المدينة..ضل وقف إطلاق النار إلى حد كبير، لكن القتال استمر في أماكن أخرى..

وفي عام 2020، انسحبت الإمارات رسميا من اليمن، لكنها تحتفظ بنفوذ واسع في البلاد. وتابع الموقع أن في فبراير 2021، شنت قوات صنعاء هجوما برياً للسيطرة على مأرب، آخر معقل لحكومة المرتزقة..

وفي أوائل مارس، شنت القوات المسلحة اليمنية غارات جوية بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية، حيث استهدافت ناقلات النفط والمنشآت النفطية.

وفي الوقت نفسه، تسببت الحرب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين اليمنيين، مما جعل اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 60 بالمائة من الوفيات المقدرة بـ 377 ألف حالة وفاة في اليمن بين عامي 2015 وبداية عام 2022 كانت نتيجة لأسباب غير مباشرة مثل انعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات الصحية المتاحة.

الموقع رأى أنه لا يزال ثلثا السكان، أو 21.6 مليون يمني، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، ويواجه خمسة ملايين شخص خطر المجاعة، كما أثر تفشي وباء الكوليرا على أكثر من مليون شخص..وبحسب ما ورد انتهك التحالف ومرتزقته حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وأضاف أن الأزمة الاقتصادية لا تزال تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.. وفي أواخر عام 2019، أدى الصراع إلى انقسام الاقتصاد إلى منطقتين اقتصاديتين واسعتين تحت الأراضي التي تسيطر عليها حكومة صنعاء وحكومة المرتزقة المدعومة من السعودية.

وأوضح الموقع أن في خريف عام 2021، أدى الانخفاض الحاد في قيمة العملة اليمنية، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها حكومة المرتزقة، إلى انخفاض كبير في القوة الشرائية للناس وجعل العديد من الضروريات الأساسية بعيدة المنال، مما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء مدن جنوب اليمن.

الموقع كشف أن قوات صنعاء لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، فإن هجماتهم على البنية التحتية والأراضي السعودية تهدد شريكاً مهماً للولايات المتحدة.

وتطرق إلى أنه على الرغم من انتهاء وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر رسمياً في أكتوبر 2022، فقد امتنع الجانبان منذ ذلك الحين عن القيام بأعمال تصعيدية كبيرة ولا تزال مستويات القتال منخفضة.. لقد استؤنفت محادثات السلام بين المسؤولين السعوديين وحكومة صنعاء بوساطة عمان، في أبريل/نيسان 2023، بالتزامن مع جهود الوساطة المستمرة للأمم المتحدة.

وأكد الموقع أن أول زيارة رسمية لوفد صنعاء إلى العاصمة السعودية منذ بدء الحرب، في 14 سبتمبر/أيلول، لم تسفر عن شيء سوى التصريحات المتفائلة..

وبحسب ما ورد تركزت المفاوضات حول إعادة فتح الموانئ ومطار صنعاء بشكل كامل، وجهود إعادة الإعمار، وتحديد فترة قصيرة لانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

18 فبراير خلال 9 أعوام.. 19 شهيدًا وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يومَ الثامن عشر من فبراير خلال الأعوام: 2016م، و2017 م، و2018م، و2022م، ارتكاب جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية، وقصفه المدفعي والصاروخي،

وإلقاء منشورات دعائية وحرب نفسية مضللة، على المنازل والممتلكات والأحياء السكينة والمزارع، ومركز تجميع مخلفات العدوان، وشاحنات وناقلات الغاز المنزلي، وشبكة اتصالات، ومنشآت مدنية، في محافظات صنعاء، وصعدة، ومأرب، والحديدة.

أسفرت عن 5 شهداء، و14 جريحاً، بينهم نساء وأطفال، وتهجير عشرات الأسر من منازلها، وترويع الآمنين، وتلويث البيئة بإشعاعات محرمة دولية، ومضاعفة المعاناة، واستهداف المعايش، وتفاقم الأوضاع المعيشية، في ظل شحة المساعدات الإنسانية، وصمت الأمم المتحدة المشجع لاستمرار العدوان والحصار وارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

18 فبراير 2016.. شهيدان في جريمة حرب لقصف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ شاحنة وسيارة محملتين بالغاز المنزلي بالجوف:

في الثامن عشر من فبراير 2016م، ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب جديدة، باستهدافه المباشر لشاحنة وسيارة محملتين بالغاز المنزلي في منطقة عقبة مديرية برط العنان بالجوف، ما أسفر عن شهيدين، وتحويل الحمولة إلى كومة من الخردة وكرتي نار متصاعد على الطريق العام، وقطعت الطريق، وأرهبت المسافرين وأبناء المنطقة، وتشديد الحصار، وزيادة المعاناة، ونقص احتياجات المواطنين.

مشاهد السيارة والشاحنة المدمّـرتين وأسطوانات الغاز في كُـلّ اتّجاه تنفجر بضربة الطيران المباشرة، وتفحمت جثث السائقين، وجمعت أوصالهما وعظامهما من فوق الحديد المدمّـر على طربال بلاستيكي، في مشهد وحشي، يهز جبين الإنسانية”.

يقول أحد المواطنين: “هذه سيارة مواطن وأثناء مرورها إلى منتصف الطريق ضربها العدوان وهي محملة أسطوانات غاز، وتفجرت السيارة بحمولتها، واستشهد السائق، وهذا عدوان غاشم ودليل فشلهم، ولا يزيد الشعب اليمني إلا قوة وصموداً وثباتاً”.

استهدف المدنيين والأعيان المدنية والطرقات العامة جريمة حرب وحرابة متعمدة، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، تنبى عن وحشية العدوان، وإمعانه في تعميق معاناة المواطنين وزيادة الحصار على غاز الطبخ وتحضير الطعام.

تعد هذه الجريمة حلقة أُخرى من سلسلة جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق المدنيين في اليمن، وتؤكّـد على استهدافه الممنهج للبنية التحتية المدنية، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني.

18 فبراير 2016.. غارات العدوان تستهدف شبكة اتصالات ومنازل المواطنين وتلقي منشورات حرب نفسية على سحار صعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي شبكة الاتصالات في منطقة الشط، كما ضربت بصاروخ يحمل منشورات على منطقة قحزة بمديرية سحار محافظة صعدة.

استهداف شبكة الاتصالات:

في جريمة حرب جديدة، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي شبكة الاتصالات في منطقة الشط بمديرية سحار، تسبب القصف بتدمير شبكة الاتصالات ومحلقاتها ومولد الكهرباء ومخزن الوقود، وتحويلها إلى دمار ورماد وأعمدة من الدخان المتصاعد، وقد أَدَّى هذا الاستهداف إلى حرمان المواطنين من خدمة الاتصال والتواصل، وعزلهم عن أهاليهم وذويهم والعالم الخارجي، كما تضرر معظم المواطنين ومزارعهم وممتلكاتهم المجاورة، وتضاعفت معاناتهم المعنوية والنفسية.

يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف شبكة الاتصالات بـ 4 غارات جوية، أمس الليل واليوم الصباح بـ3 غارت، وانقطعت الاتصالات في المنطقة بشكل كامل، وتضررت المنازل والمزارع والسيارات، ونزحت عشرات الأسر، ونحن على ثقة أنه كلما زاد طغيانهم، كلما قربت نهايتهم”.

استهداف منزل مواطنين وإلقاء منشورات حرب نفسية:

في منطقة قحزة بمديرية سحار، تضررت منازل المواطنين جراء القصف الجوي، وشهدت موجة من النزوح والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وتفاقمت الأوضاع المعيشية، كما ألقت طائرات العدوان منشورات حربية نفسية على المنطقة، في محاولة لإثارة البلبلة والحرب النفسية والدعائية للنيل من صمود الساكنين، وإجبارهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم.

من العبارات المكتوبة على تلك المنشورات “إلى الشعب اليمني الشقيق، أما آن الوقت لتحكيم العقل، الإيمَـان يمان والحكمة يمانية، ولا مكانَ للفُرس والخونة في بلاد اليمن” وبجوار هذه العبارة صورة العلم اليمني.

يقول شاهد عيان: “نحن شعب يمني يعرفنا التاريخ والحضارة، ونحن أصل العرب، طيران العدوان يستهدف منازلنا ويقتل أطفالنا ونساءنا ويتهمنا بأنا فرس، خونة، في أي عالم هذا البهتان يقتلون الشعب ويتهمونه بأنه من شعب آخر، إذَا في السعوديّة وإيران عداء، إيران معروفة حاربوها اقصفوها هي ليش تبيدون الشعب اليمني بهذه الكذبة الحمقاء”.

يعد استهداف شبكات الاتصالات والمنازل وإلقاء المنشورات الورقية جريمة حرب عسكرية ونفسية ومعنوية على المدنيين، ويهدف إلى تهجيرهم ونشر الرعب في صفوفهم، والنيل من عزائمهم.

18 فبراير 2016.. غارة جوية سعوديّة أمريكية تستهدف حيًّا سكنيًّا بصاروخ محمل بمنشورات دعائية في صنعاء:

وفي سياق منفصل من اليوم والعام ذاته استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، حي بستان السلطان بمديرية التحرير في العاصمة صنعاء، باستخدام صاروخ متفجرٍ حمل معه منشورات ورقية مكتوبة بعبارات وصفت بـ”الحرب النفسية” والدعاية المُضللة؛ ما أَدَّى إلى أضرار مادية في منازل المدنيين، وتدمير جزئي للممتلكات، وتهديد مباشر لأرواح السكان، وسط حالة من الذعر الجماعي.

كما خلفت الضربة أضراراً مادية، تمثلت في انهيار جدران وأسقف عدد من المنازل، مع تضرر ممتلكات شخصية للأسر، وقطع التيار الكهربائي وتضرر البنية التحتية للحي، وعانى الأهالي من صدمات نفسية جراء عنف الغارة المفاجئة.

استهداف الحي السكني بصاروخ متفجر يحتوي منشورات ورقية تخلط بين التهديد النفسي والدعاية السياسية، انتهاك مزدوج، وتدمير مادي للمنازل، وإرهاب معنوي للسكان، وهو ما يُمثل محاولة لخلق انقسام مجتمعي وزرع الخوف.

يُعتبر استهداف الأحياء السكنية الكثيفة انتهاكاً صارخًا للمادة 51 من البروتوكول الإضافي لاتّفاقيات جنيف، التي تحظر الهجمات العشوائية أَو تلك التي تسبب معاناة مدنية مفرطة، فيما استخدام المنشورات الدعائية مع الأسلحة المتفجرة يُشكل “حربًا نفسية” محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، خَاصَّة عند اقترانها بعنف مادي.

التأثير الإنساني المتعمق، للجريمة، يهدف إلى تكريس الخوف وتدمّـير مقومات الحياة وتتلاعب بالوعي ما يزيد من معاناة السكان ونزوحهم وانعدام الأمن، في ظل غياب تعويضات أَو إصلاحات ومحاولة التحالف تشويه صورة المدنيين وربطهم بأطراف النزاع عبر رسائل تبرّر استهدافهم.

يقول أنس الذاري، أحد سكان الحي: “الغارات هزّت المنازل وكسرت النوافذ، ودمّـرت الجدران وعدد من الغرف، والمنشورات كانت مُلْقاة بين الحطام… كأنهم يريدون تدمير بيوتنا وعقولنا معًا، ومع هذا يكتبون في منشوراتهم قصائد مدح لحب اليمن وهم يقتلون شعبه ويدمّـرون بنيته، ويتحدثون عن الحكمة اليمانية، فهل تدمير اليمن من الحكمة؟”.

تضيف أم أنس، ربة منزل: “الأطفال ما زالوا يصرخون ليلًا من كوابيس الانفجار… هذه ليست حربًا على مواقع عسكرية، بل عقاب جماعي لنا”.

بدوره يقول مالك المنزل: “صنعاء عصية عليكم يا آل سعود، والشعب صامد، واليمن سينتصر، وما هو في هذه المنشورات عبارة عن كلام مستهلك لتبرير جرائمه، وغسل يديه من الدم اليمني، هذا المنزل فيه نساء وأطفال، استهدف الساعة واحدة ظهراً؛ مِن أجلِ إجبارنا على الفرار، والنزوح، ولكن صنعاء التاريخ والحضارة صامدة، بكل شبابها وشيوخها، ولن يثنينا العملاء والخونة، يخربون منازلنا ويريدون إقناعنا بهذه الأوراق”.

السلطات المحلية في صنعاء أدانت الغارات؛ باعتبَارها “جريمة حرب ممنهجة”، ودعت المنظمات الدولية إلى تحميل العدوان مسؤولية تصعيد جرائمه، فيما أشَارَت منظمات حقوق الإنسان” في بيان إلى أن “استخدام المنشورات الدعائية مع الأسلحة المتفجرة تكتيك خطير يُمَأسِسُ لانتهاك مزدوج للحماية المدنية”، مقابل صمت الأمم المتحدة المتواطئة مع العدوان.

هذه الجريمة ومثيلاتها تدعو المجتمع الدولي، لتشكيل لجان مستقلة للتحقيق في سلسلة جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، بما فيها جريمة بستان السلطان، وسرعة رفع الحصار عن اليمن ووقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية، وإعادة الإعمار وإدراج قادة تحالف العدوان في قوائم العقوبات الدولية لارتكابهم جرائم حرب وانتهاك القوانين الدولية والإنسانية.

جريمة بستان السلطان ليست معزولة، بل حلقة في سلسلة جرائم حرب منهجية، تزامنت مع جريمة مماثلة على منطقة قحزة في مديرية سحار بمحافظة صعدة، تستهدف المدنيين وتحاول إخضاعهم عبر الخوف والتدمير.

18 فبراير 2016.. طيران العدوان يستهدف مقر المؤتمر الشعبي العام بصرواح مأرب:

وفي اليوم والعام ذاته، كان مقر حزب المؤتمر الشعبي العام الخالي من الموظفين والعاملين، والأعضاء، في مديرية صرواح محافظة مأرب، هدفاً لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي، التي حولته إلى كومة من الدمار والخراب، في جريمة حرب جديدة تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت التحتية.

يقول أحد الأهالي: “هذا هو مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في مديرية صرواح، تم استهدافه من قبل طيران العدوان بعدة غارات ما أسفر عن تدميره بشكل كامل، ما كان فيه غير صور للحصان، ومرشح الحزب عفاش، وكرتون أشرطة قديمة حرب ناعمة وغناء”.

استهداف المقار الحزبية، جريمة حرب تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، وتعد سافر على الديمقراطية، والتعددية السياسية، ومحاولة منع لبقاء أي مقوم من مقومات الحياة، وجوانبها السياسية والحزبية، فيما يقول آخرون إن استهداف المقر يعتبر استهدافاً لكل منتسبي حزب المؤتمر الشعبي العام العريق في اليمن.

18 فبراير 2017.. طفل شهيد و6 جرحى أغلبهم نساء بقصف مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي لمنزل مواطن في صعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، استيقظت العائلات في منطقة طلان بمديرية حيدان بمحافظة صعدة، على صوت انفجارات هزت أركان منازلهم، قصف صاروخي ومدفعي من قبل جيش ومرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي استهدف منازل المدنيين، ليحول يومهم إلى مأساة، في جريمة حرب جديدة.

طفل شهيد ونساء جرحى:

القصف الذي استهدف منزلاً في منطقة طلان، أسفر عن استشهاد طفل وإصابة ستة مدنيين آخرين، أغلبهم من النساء. الطفولة التي كانت تتمنى أن تنعم بالأمان والسلام، وجدت نفسها ضحية لقصف لم يراعِ حرمة الطفولة ولا براءة الأطفال.

أحد الناجين من القصف، تحدث بصوت يملؤه الحزن والألم: “لم نكن نتوقع أن يتحول منزلنا إلى مقبرة لأطفالنا ونسائنا، كنا نعيش بأمان، ولكن القصف لم يرحمنا، نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الحرب الظالمة التي تستهدف المدنيين الأبرياء”.

جريحة من فوق سرير المستشفى تقول: “ضربونا بالمدفعية وقت الظهر ونحن وقت الغداء، ونحن 5 نسوان و2 رجال جرحى وطفل شهيد، حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا عدوان غاشم، من جهة جيزان”.

استهدف المدنيين في منطقة طلان، جريمة حرب تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني، المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى، بتحمل مسؤولياته والتدخل الفوري لوقف هذه الحرب العبثية التي تزهق أرواح الأبرياء وتدمّـر كُـلّ جميل في اليمن.

18 فبراير 2018.. شهيد وأربعة جرحى ومحاصيل تحرق وممتلكات ومنازل تدمّـر بغارات العدوان السعوديّ الأمريكي على الحديدة:

لم تكن ساعات فجر الثامن عشر من فبراير 2018م سوى لحظات هدوء اعتيادية في منطقة التحيتا النائية بمحافظة الحديدة، حتى حوّلها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي إلى كابوس جديد يُضاف إلى سجل معاناة اليمنيين، جراء غارت وحشية مباشرة استهدفت منازل مدنية ومزارع لأهالي المنطقة، مخلفةً شهيدًا واحدًا وأربعة جرحى بينهم أطفال ونساء، وتدمير ممتلكاتٍ كانت مصدر رزق لعائلات تكافح؛ مِن أجلِ البقاء.

سقطت الغارات على مجموعة من المنازل الطينية والمزارع في منطقة يعتمد سكانها على زراعة الحبوب وتربية الماشية، فتسببت الغارات في انهيار منزلين بالكامل، بينما تحوّلت حقول القمح القريبة إلى حطام محترق.

بحث الأهالي بأيديهم العارية عن أغراضهم تحت الركام، بينما علت أصوات النساء بالنياح: “خبزنا وملابس أطفالنا تحت التراب!”، وأكّـد مسعف محلي أن الجرحى نُقلوا على عربات “تكتك”؛ بسَببِ غياب الإسعافات، فيما تعجز المستشفيات عن توفير الأدوية الأَسَاسية جراء الحصار.

أحرقت الغارة 5 فدادين مزروعة، كانت تشكل المصدر الوحيد لدخل 3 عائلات، يقول المزارع “أحمد ناصر”: “دمّـروا أرضي وماشتي.. العدوان لا يترك لنا حتى حبة قمح نُطعم أطفالنا.

يقول أحد الأهالي: “ابن عمي استشهد في المزرعة واحترقت السيارة، وجرح ابنه، وقصف الدنيا كلها، هذه مزرعة علي أحمد خربوا الشجر وأرعبوا الصغار والكبار، التحيتا لا فيها سلاح ولا مقاتلين، مزارعين بعد لقمة عيشهم، حتى العشة الذي نسكنها تدمّـرت ونحن خارج”.

ضحايا الغارات كان أحدهم يعمل على إصلاح مضخة مياه زراعية حين استهدف ووقع على الأرض مفارقاً للحياة، قبل وصول أية مساعدة، وتقول والدة أحدهم وهي تصرخ: “ماذا فعل طفلي بحربكم؟”.

يُعتبر استهداف المزارع والمنازل انتهاكًا للمادة 54 من البروتوكول الإضافي لاتّفاقيات جنيف، التي تحظر تدمير مصادر بقاء المدنيين.

تحت رماد غارة التحيتا، لم تُدفن جدران المنازل فقط، بل دُفنت معها أحلام عائلاتٍ دفعت ثمنَ صمت العالم، كُـلّ شهيد يروي قصة نظام دولي فشل في حماية الأبرياء، وكل جريح يُذكّر بأن الحصار لا يقتل بالجوع فقط، بل بدم بارد، اليوم، يحتاج اليمن إلى أكثر من إدانات ورقية.. يحتاجُ إلى ضمير إنساني حي يُوقف هذه الآلة الوحشية.

18 فبراير 2022.. شهيد و4 جرحى بقصف العدوان موقع لتجميع مخلفات الحرب بصنعاء:

في جريمةٍ حرب جديدة تكرّس إفلات العدوان السعوديّ الأمريكي من العقاب، وتحويل مخلفات حربه إلى قنابل موقوتة، قصفت طائراته، يوم 18 فبراير 2022م، موقعًا تابعًا للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في مديرية بني مطر بصنعاء، كان مخصصًا لتجميع مخلفات الصواريخ والقنابل العنقودية التي ألقاها التحالف سابقًا على مناطق يمنية، الغارات، أسفرت عن شهيد و4 جرحى، ودمّـرت كسارة مواطن، والموقع، وفجَّرت 7 قنابل محظورة دوليًّا من نوع (GUB-31) المعروفة باسم (JDAM)، تحتوي على اليورانيوم المنضّب، مُحوِّلةً المنطقة إلى بؤرة إشعاعية تهدّد حياة الآلاف لسنوات قادمة.

كان المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام يجمع أسلحةً خطرة خلفتها غارات العدوان السابقة، كالقنابل العنقودية وصواريخ (JDAM)، في محاولة لتطهير المناطق المدنية من مخلفات الحرب، من بين القنابل المستهدفة (GUB-31) مُصنفة كأسلحة “محرمة دوليًا”؛ بسَببِ احتوائها على اليورانيوم المنضّب، الذي يتسبب بتلوث بيئي واسع وطويل الأمد، ويرتبط بأمراض سرطانية وتشوهات خلقية.

استهداف هذا النوع من الأسلحة أسفر عن تداعيات، تتمثل في تناثر شظايا مشعة في الهواء، ووصولها إلى منازل المدنيين ومساجد قريبة، وَتدمير مبانٍ سكنية، وإصابة عشرات المدنيين بأعراض تنفسية حادة؛ بسَببِ استنشاق الغبار السام، وتحويل الموقع إلى “منطقة مُلوثة إشعاعيًا” يتعذر إزالة آثارها دون معدات متخصصة ممنوعة جراء الحصار.

الحرب لا تنتهي بانتهاء القصف:

وفي شهادات ميدانية يقول علي صالح، عامل بالمركز التنفيذي: “كنا نحاول إنقاذ الناس من الموت البطيء؛ بسَببِ المخلفات، فجاء العدوان ليقتلنا باليورانيوم! الحصار يمنعنا من استيراد أجهزة الكشف عن الإشعاع، والآن أصبح الخطر يهدّد كُـلّ من يقترب من المنطقة”.

بدوره يقول مواطن آخر: “استشهد أخي وانتهت المنازل المقابلة لهذا المكان، والقنابل التي كانت هنا تدمّـرت كامل، الجبل تحول إلى كتلة نار، وأطفالي كانوا يقولون لي يا أبه القيامة قامت، ومكان تجميع المخلفات والكسارة، كُـلّ شيء تدمّـر، والمنازل المجاورة انتشرت فيها الشظايا، أخي الشهيد كان كله بارود، وهذه جريمة حرب، ويعرف العدوان والأمم المتحدة أن هذا المكان لتجميع مخلفات القنابل العنقودية، والصواريخ والقنابل التي لم تنفجر”.

بدورها تقول أم ياسر، ساكنه بالجوار: “أطفالي يعانون من طفح جلدي وضيق تنفس منذ غارات العدوان على مكان تجمع مخلفات الحرب، ماذا فعلنا لنستحق هذا العذاب؟ الحرب انتهت عندهم، لكنها تبدأ عندنا بموت صامت”.

صاحب كسارة أحجار مجاورة يقول: “خسارتي أكثر من 150 مليوناً، تدمّـرت المعدات بالكامل، والعمال فقدوا عملهم، وأنا فقدت مصدر رزقي، والأضرار ليس لها وصف”.

قانونياً: يُحظر استخدام اليورانيوم المنضّب بموجب بروتوكول جنيف لحماية البيئة في النزاعات المسلحة (1996)، لارتباطه بأضرار بيئية غير قابلة للإصلاح، فكيف باستهدافه المباشر، إذَا يعتبر استهداف موقع مدني مخصص للتخلص من الأسلحة انتهاكاً لـلقانون الدولي الإنساني، الذي يُلزم الأطراف المتحاربة بإزالة مخاطر مخلفات الحرب، ولكن العدوان لم يكتف بذلك بل منع دخول المعدات والأجهزة اللازمة لتطهير المناطق الملوثة، ما يُعرّض المدنيين لخطر التسمم الإشعاعي لعقود.

لهذه الجريمة تأثيرات إنسانية وبيئية طويلة الأمد؛ باعتبَارها كارثة صحية، إذ تؤكّـد منظمة “اليوم التالي” أن التعرض لليورانيوم المنضّب يزيد معدلات السرطان في اليمن بنسبة 40 % منذ 2015، وتدمير للنظام البيئي، إذ أن تلوث التربة والمياه سيُهلك الزراعة والثروة الحيوانية؛ ما يضاعف مخاطر المجاعة، وتودي إلى إفلات مجرمي الحرب من العقاب؛ بسَببِ غياب أي تحَرّك دولي لمراقبة التلوث الإشعاعي أَو محاسبة العدوان الذي يُكرّس استخدام اليمن كـ”مختبر” للأسلحة المحرَّمة.

هذه الجريمة تدعو المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقييم الأضرار الإشعاعية في اليمن، وإجبار العدوان على توفير معدات فك الألغام وإزالة التلوث الإشعاعي، وَرفع الحصار عن دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج ضحايا التسمم، وَإدراج استخدام اليورانيوم المنضّب في قائمة جرائم الحرب بالمحكمة الجنائية الدولية.

استهداف بني مطر ليس مُجَـرّد غارة عابرة، بل هو إعلان حربٍ جديدة على الأجيال القادمة، كُـلّ حبة تراب ملوثة بالإشعاع تُذكّر العالم بأن سكوتَه عن جرائم التحالف يجعله شريكًا في إبادة شعبٍ بكامله، ليس بالصواريخ فحسب، بل بالصمت أَيْـضاً.

التغطية الإعلامية والدولية الضعيفة لهذه الجرائم تُعمّق إفلات العدوان من العقاب، ما يستدعي تضافر جهود الإعلام المستقل، والمنظمات الحقوقية، والضغط الشعبي لوقف هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • 18 فبراير خلال 9 أعوام.. 19 شهيدًا وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن
  • أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة صنعاء الدكتور مشعل الريفي : على أمريكا إدراك تمكّن اليمن من ردعها وتجاوز تصنيفها بطريقته الخَاصَّة
  • موقع صهيوني: العولمة مكنت اليمن من ممارسة نفوذ تحتكره القوى العظمى
  • مأساة الكونغو.. حالات إعدام بحق الأطفال
  • البخيتي: مشكلتنا في اليمن مع الخارج فقط
  • وزير الخارجية اليمنية: لا رؤية للسلام في اليمن
  • قبائل اليمن تستنفر دعماً لـ صنعاء في مواجهة أي تصعيد أمريكي إسرائيلي
  • الخارجية الأمريكية تحذف عبارة لا ندعم استقلال تايوان من موقعها.. كيف علقت تايبيه؟
  • الخارجية الأمريكية تحذف عبارة لا ندعم استقلال تايوان من موقعها.. كيف علقت الأخيرة؟
  • الجيش الأمريكي: تهانينا لخفر السواحل في اليمن على اعتراض شحنة أسلحة إيرانية