في خطوة جديدة لتوسيع استثماراته في مناجم الذهب، يتطلع الملياردير المصري، نجيب ساويرس، للاستثمار بمشروع ضخم للذهب والنحاس في باكستان.

المشروع التابع لشركة "باريك غولد" الكندية، والذي تبلغ قيمته 7 مليارات دولار، يقع في منطقة "ريكو ديك" في بلوشستان المتاخمة لأفغانستان وإيران، والتي تعد من أكبر المناطق التي تضم رواسب معدني النحاس والذهب غير المستغلة في العالم، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ.

المنجم الضخم قادر على إنتاج 200 ألف طن من النحاس و250 ألف أوقية من الذهب سنويا، لأكثر من نصف قرن، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن المشروع عبارة عن شراكة بين "باريك" وحكومة باكستان.

وفي مقابلة مع ساويرس في إسلام أباد، قال رجل الأعمال المصري، إنه مهتم بالاستثمار في المشروع، مشيرا إلى أن لديه ميزة مقارنة بالمستثمرين الآخرين وهي أنه يعرف باكستان جيدا ولديه أعمال فيها منذ 25 عاما

ويعد نجيب ساويرس، مستثمرا رئيسيا في شركات مناجم الذهب، بما في ذلك "إنديفور ماينينغ"، عبر شركته "لا مانشا ريسورسيز".

يذكر أن ساويرس سبق له أن أنشأ في وقت سابق واحدة من أولى شركات الهاتف المحمول في باكستان، وهي "Mobilink"، المملوكة حاليا لشركة "فيون" وهي أكبر شركة محمول في باكستان من حيث عدد المشتركين.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات باكستان ذهب نجيب ساويرس باكستان أسواق

إقرأ أيضاً:

السوشيال ميديا أم قنبلة اليورانيوم.. أيّهما أشد فتكًا بالعالم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأيتُ النارَ تُذكيها الرياحُ 
فقلتُ أهذا دَمعُ الأرضِ أمْ زَفَري؟ 

أبو القاسم الشابي

لم تكن النارُ يومًا مُجرَّد طاقةٍ تُؤجَّجُ للطهو أو الدفء، لقد كانت عبر العصور استعارةً للخراب والتطهير معًا، كأنها السيف الذي يقطع، ثم يُمهِّد لبدايةٍ أخرى، واليوم، في زمنٍ تتخفّى فيه القنابل خلف شاشاتٍ مضيئة، باتت السوشيال ميديا هي النار، لكنها نارٌ لا يُرى لهيبها، تُحيل العقول إلى رماد دون أن تلمسَ الجلد، إنها السلاحُ الذي لا يحتاج إلى فتيل، بل إلى تفاعل، «الحرب العالمية الثالثة» انطلقت فعلًا، لكن ميادينها ليست خنادق، بل صفحات، وأساليبها لا تقتلُ الأجساد، بل تُفجِّر المعنى من داخله.

التشويش الكوني.. كيف حوَّلت المنصاتُ الإنسانَ إلى "رقمٍ مُعلَّق" ؟

يُحكى أن الجنون لم يكن عيبًا في أساطير القدماء، بل مَلكة من يرى ما لا يراه الآخرون، واليوم، صرنا جميعًا مجانين من طرازٍ رقمي، نرى أنفسنا في مرايا مُتعددة، نُفكّك ذواتنا بين الفيسبوك والتيك توك والإنستجرام، ونُعيد بناءها من شظايا "إعجاب" و"تعليق"، الهوية انفجرت، وصار الإنسان رقمًا مُعلَّقًا في فضاءٍ يُشبه العدم.

كما يقول جان بودريار: "الواقع لم يعُد موجودًا.. هناك فقط الصورة" السوشيال ميديا اختزلت الوجود إلى محتوى، والعاطفة إلى إيموجي، والوعي إلى تريند، نحن الآن في استعمارٍ رقمي لا يقلّ عن استعمار الأرض، الاحتلال لا يحتاج جنودًا، بل يحتاج "مستخدمين نشطين" الهوية نفسها صارت سوقًا، تباع وتشترى، وتُستبدل كما تُستبدل الخلفيات والصور الرمزية.

في عام 2022، أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن 60% من الأخبار المُتداولة خلال الأزمات كانت مزيفة، هل نُسمي هذا حريةً أم إرهابًا ناعمًا؟ حتى الأوهام صارت تُروَّج كحقائق، فلا تَعرفُ العقولُ الفرق، وتتماهى مع الزيف كما يذوبُ الثلج في النار.

وفي مقارنة باردة، تُشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 إلى أن أكثر من 3 ملايين شخص يموتون سنويًا بانتحارٍ مباشر أو بأمراضٍ نفسية فَجَّرَتْها العزلة الرقمية، هيروشيما سقطت بقنبلة، ونحن نسقط يوميًا بقنابل صامتة، تُدعى المنصات.

استراتيجيات الهجوم.. عندما تصير «الستوريز» رصاصاتٍ

"الحربُ أولُها كلام" — سوفوكليس

الحروب الحديثة لا تُطلِق صواريخ، بل تُغرِقُ العقول في "فوضى المعنى"، الستوريز اليومية التي نُشاهدها بريئةٌ في ظاهرها، لكنها رصاصات فكرية تُعيد تشكيلنا، تُغيّر أولوياتنا، تُشوِّه مفاهيمنا، السوشيال ميديا تحوّلت إلى سلاح هجومي، يتقن صناعة القتل البطيء.

كل «تحدٍّ» جديد، كل "فيديو قصير" يُسوّق نمطَ حياةٍ غربيًّا ناعمًا، يحفر في لاوعي الشباب مفهومًا واحدًا "استهلك، لا تفكّر"، وكما يُقال في المثل المصري: "اللي يتربى عالتلفزيون.. يبيع أبوه عالنت"

لم تَعُد البضائعُ تُباع في الأسواق، بل في القصص المُعلّقة على إنستجرام، الخوارزميات تُسيّر الذوق، وتتحكّم في الرغبات، كأنها إلهٌ خفي يُقرّر لنا ما نُريد دون أن نُدرك.

في عام 2020، كشفت تقارير أممية أن إسرائيل استخدمت تيك توك لترويج دعايات مضللة تجاه الشباب الفلسطيني، لم تعُد الحربُ على الأرض فقط، بل على الشاشات، وعلى الوعي.


فنون الدفاع.. هل نستعيد السيطرة على "العقل الرقمي"؟

"أعظم الانتصارات أن تنتصر على نفسك" — مثل بوذي

النجاة ليست مستحيلة، لكنها مشروطة بالوعي، لن نُطفئ نار السوشيال ميديا بالهرب، بل بالتحكُّم، أن تتحوّل المنصة من قيدٍ ناعم إلى أداةٍ نُعيد بها التفكير.

أوقف موجات الاستهلاك المفرط، وابدأ باختيار ما تراه، لا ما يُقدَّم إليك، لا تمنح بياناتك مجانًا، ولا تَنسَ أن كل ضغطة زر تُغذّي آلةً تُحاول أن تسرق وقتك ووعيك.

نحتاج جيلًا يُفكّك الصور، يُشكّك في الظاهر، ويُعيد بناء المعرفة، كما قال ابن خلدون: "التمييز بين الظاهر والباطن هو أساس العقل". 

فرض قوانين تُجبر الشركات على الشفافية، كما فعل الاتحاد الأوروبي في "قانون الخدمات الرقمية" عام 2024، حيث صار للناس الحق في معرفة كيف تُصاغ المحتويات التي تُسيطر على أذهانهم.

مابعد الانفجار.. هل نُطفئ النار أم نتعلم الرقص ضمن لهبها؟

الحل لا يكمن في إغلاق الحسابات أو الانسحاب، بل في تحويل المنصات إلى ساحات وعي، الفن، الكلمة، التأمّل، هي أسلحتنا القادمة.

الفن كسلاح.. أن نصنع محتوى لا يُفرِّغ العقول، بل يملؤها، أن نحكي قصصنا لا قصص الآخرين، كما حوَّل نجيب محفوظ الحارة إلى أسطورة، يمكننا أن نحول الشاشة إلى مسرح وعي.

لا تدَعْ عدد المتابعين يحدّد قيمتك. "الثقافةُ مقاومةٌ.. والمقاومةُ ثقافة"، فلنقاوم، لا بالصراخ، بل بالإبداع، بالتفكير، بالحب.

"السوشيال ميديا كالبحر.. مَنْ لا يعرف السباحة يغرق، ومَنْ يعرفها يصل إلى عالمٍ لا يُشبهنا"

لكن البحر نفسه قد يكون سرابًا، ما نراه موجةً قد يكون ظلًّا لشيءٍ مخيف وأكثر فتكا ورعبا، فلنُدرك، قبل فوات الأوان، أن السوشيال ميديا ليست مرآةً صادقة، بل كائنٌ يُعيد تشكيلنا على صورته، وكما قال أدونيس: "الضوءُ يحتاج إلى عينين تُحبّان الضوء"، فلنُطهِّر أعيننا من هذا الزيف، لنرى العالم كما هو، لا كما يُراد لنا أن نراه.

لعلّ النجاة تبدأ بسؤال من يملُكُ وعيك؟

مقالات مشابهة

  • أعلى سعر لشراء الدولار الأمريكي اليوم الأثنين 24-3-2025
  • الشرقية تدخل ”جينيس“ بأكبر ”بسطة“.. وتوزع 529 طاولة على الباعة
  • مع استمرار التوترات بالعالم.. أسعار «النفط والذهب والدولار» تواصل تقلبها
  • السوشيال ميديا أم قنبلة اليورانيوم.. أيّهما أشد فتكًا بالعالم؟
  • Perplexity تخطط لشراء تيك توك وتتعهد بتحسين خوارزميتها
  • تربية ملكية وأدب وتواضع ببساطة.. تدوينة أنور قرقاش عن الأمير سعود الفيصل ورد نجيب ساويرس
  • هل تجزئ صلاة التراويح عن ركعتي السنة بعد العشاء؟.. محمد نجيب عوضين يجيب
  • أسوان تشارك بأكبر حدث بيئى عالمي .. شاهد
  • FT: أبوظبي تسعى لتحويل منجم ذهب جيني إلى عمل تجاري ضخم
  • لأول مرة بالعالم.. إصدار صحيفة مولدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي