أسر الشهداء يروون تضحياتهم: أقسموا ألا يدنس أرضهم محتل
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
صمدت السويس خلال حصارها فى وجه قوات العدو بفضل تماسك أبناء المدينة، وتحول الشيوخ قبل الشباب إلى جنود للدفاع عن الأرض والعرض، وارتدى الجميع الزى العسكرى وحملوا السلاح، بعدما أقسموا ألا يدنس أرض مدينتهم محتل.
وشهدت المدينة الباسلة ملاحم وبطولات سطرها أبطال المقاومة الشعبية بدمائهم، فمنهم من نال الشهادة فى سبيل الله من أجل الدفاع عن الأرض، ومنهم من بقى على قيد الحياة ليروى تفاصيل المعارك التى أعقبت حصار الـ100 يوم الغاشم، فى ظل محدودية العدة والعتاد وعدم امتلاك السويس السلاح القادر على ردع المعتدين، لكن العزيمة والبطولة والفدائية مكّنت أفراد المقاومة من الصمود وصد العدوان.
يروى إبراهيم أبوهاشم، شقيق الشهيدين مصطفى وأحمد أبوهاشم، أن بطولات شهداء المقاومة فى محافظة السويس يتوارثها الأجيال الذين يفتخرون بما قدّمه أجدادهم من تضحيات.
يقول «إبراهيم» إن شقيقه «مصطفى» كان أحد أبطال جيله فى لعبة كمال الأجسام: «ظهرت بطولات وتضحيات شقيقى خلال حرب الاستنزاف، عندما حاول ضابط وجندى من جيش العدو زرع العلم على شمندورة وسط مياه قناة السويس عن طريق زورق مطاطى، فقام مصطفى وصديقه عبدربه، الذى كان سباحاً ويعمل بقناة السويس، النزول إلى المياه وأسر الجندى والضابط، حيث كان ينتمى للحرس الوطنى».
وتابع: «تم اختيار شقيقى (مصطفى) ليكون قائداً ومؤسساً لمجموعة المقاومة بالسويس، وتنفيذ العمليات ضد العدو بالتنسيق مع القوات المسلحة، فكان من الطبيعى أن يكون معظم أعضاء منظمة سيناء العربية من الرياضيين أعضاء نادى السويس».
وروى «إبراهيم» أن شقيقه كان مرتبطاً بخطوبة بابنة أحد أصدقائه من لاعبى كمال الأجسام وكان ضابطاً، وقبل استشهاده بشهرين فسخ الخطبة متعللاً بأنه فدائى ومعرّض للموت فى أى لحظة ولا يحب الارتباط بزوجة ستصبح أرملة، وبالفعل استشهد «مصطفى» فى إحدى الغارات على السويس، وقبل دفن الجثمان أصر شقيقه «أحمد» ألا يدفن شقيقه إلا بعد قبوله فى المقاومة، وهو ما حدث.
وتابع «إبراهيم»: «فخور بعائلتى التى قدمت شهيدين خلال حرب أكتوبر، وشقيقاى (أحمد ومصطفى) رمز للفخر والبطولة، حيث استطاع أحمد أبوهاشم بالتنسيق مع الكمائن الأخرى تدمير دبابات العدو، حيث كان يتمركز الشهيد (أحمد) الذى كان يكبر شقيقه مصطفى بسنة واحدة وكان عمره 33 عاماً، بمنطقة الترعة بشارع الجيش، وكان الاتفاق عند سماع دوى تدمير أول دبابة عن طريق الكمين الموجود به البطل الشهيد إبراهيم سليمان الذى أطلق قذيفة الآر بى جى، وأصاب أول دبابة، أن يدمر (أحمد) آخر دبابة موجودة بشارع الجيش الذى كان ضيقاً وبمجرد إصابة أول وآخر دبابة، توقف طابور الدبابات وهرع الجنود الإسرائيليون فراراً من نيران المقاومة، وكانت تتلقفهم أسلحة الأهالى الموجودين بالمنازل، ويشاء القدر أن يستشهد شقيقى (أحمد) فى 24 أكتوبر ومعه الشهيد إبراهيم سليمان».
وأضاف: «شقيقى (مصطفى) لم يتزوج وفسخ خطوبته، لكن الشهيد (أحمد) لديه 3 أبناء، أنجبوا 16 حفيداً، أروى أنا وغيرى بطولات سطرها أبوهم وعمهم».
تحكى سلوى سليمان، شقيقة الشهيد إبراهيم سليمان، أنه كان أكبر إخوته سناً، وبعد وفاة والده كان العائل الوحيد لأسرة مكونة من 10 أفراد، واختاره ربه شهيداً فى معركة يوم 24 أكتوبر، حيث لقن أفراد المقاومة قوات العدو درساً قاسياً لن يُمحى من الذاكرة العسكرية والوطنية.
وتابعت: «استطاع البطل إبراهيم سليمان تدمير الدبابة الأولى من طابور الدبابات الذى كان يحاول احتلال المدينة، وحدثت معجزة عند إطلاق قذيفة الآر بى جى التى تحتاج مسافة وبُعداً معيناً عن الهدف، لكنها انطلقت وأصابت الدبابة، وقفز الشهيد وألقى بقنبلة داخل برجها ليتأكد من تدميرها».
واستطردت: «بعد تدمير طابور الدبابات دارت معارك كر وفر بين الجنود الإسرائيليين ورجال المقاومة، ومعهم بالطبع الموجودون من أفراد الجيش والشرطة ولهم بطولات أيضاً، حيث انتقلت المعارك نحو قسم الأربعين الذى كان به قناص يصطاد أفراد المقاومة برصاصاته الغادرة، فأصر (إبراهيم) على تسلق السور مستغلاً مرونته ولياقته كلاعب جمباز، لكنه اعتلى السور وكان أسفله أحد جنود العدو، الذى أطلق عليه الرصاص ولقى ربه شهيداً، وعند فتح مقبرته لدفن آخرين أكد الموجودون أن قبره كانت تفوح منه رائحة طيبة ووجهه كان مبتسماً، حتى تسريحة شعره ظلت كما هى، كان دائماً يتمنى الشهادة ويقول عروستى فى الجنة، وبالفعل لم يتزوج وكان له ما أراد، وكلنا نحكى ونفتخر به أمام أولادنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ملحمة السويس أسر الشهداء إبراهیم سلیمان الذى کان
إقرأ أيضاً:
اجتماع بوزارة الخدمة المدنية يقر برنامج إحياء الذكرى السنوية للشهيد
الثورة نت|
أقر اجتماع بصنعاء اليوم، برئاسة وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي برنامج فعاليات إحياء الذكرى السنوية للشهيد على مستوى الوزارة ووحداتها.
وفي الاجتماع الذي حضره نائب الوزير أنس سفيان ورئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات إبراهيم الحيفي ورئيس مؤسسة التأمينات الاجتماعية شرف الدين الكحلاني، أكد الوزير الحوالي الحرص على إحياء الذكرى السنوية للشهيد باعتبارها ذكرى عظيمة ومقدسة للتذكير بالتضحيات والمآثر التي قدمها الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته.
وشدد على أهمية أحياء الذكرى السنوية للشهيد بالطريقة التي تليق بعظمة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ان ينعم أبناء الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والحرية والكرامة، والعمل على الوفاء لهم من خلال تلمس احتياجات أسرهم وذويهم.
ولفت وزير الخدمة المدنية إلى تزامن الذكرى السنوية للشهيد مع استمرار معركة طوفان الأقصى وما يسطره أبطال المقاومة من ملاحم بطولية ضد العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم في فلسطين ولبنان.
ولفت إلى أن المقاومة قدمت قوافل من الشهداء من خيرة رجالاتها وقياداتها وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهم.
حضر الاجتماع وكيل الوزارة لقطاع الموارد البشرية علي الكبسي ونائب رئيس هيئة التأمينات والمعاشات عبدالسلام الكحلاني ونائب عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية للشئون الأكاديمية الدكتور نائد المشرقي.