صمدت السويس خلال حصارها فى وجه قوات العدو بفضل تماسك أبناء المدينة، وتحول الشيوخ قبل الشباب إلى جنود للدفاع عن الأرض والعرض، وارتدى الجميع الزى العسكرى وحملوا السلاح، بعدما أقسموا ألا يدنس أرض مدينتهم محتل.

وشهدت المدينة الباسلة ملاحم وبطولات سطرها أبطال المقاومة الشعبية بدمائهم، فمنهم من نال الشهادة فى سبيل الله من أجل الدفاع عن الأرض، ومنهم من بقى على قيد الحياة ليروى تفاصيل المعارك التى أعقبت حصار الـ100 يوم الغاشم، فى ظل محدودية العدة والعتاد وعدم امتلاك السويس السلاح القادر على ردع المعتدين، لكن العزيمة والبطولة والفدائية مكّنت أفراد المقاومة من الصمود وصد العدوان.

«أبوهاشم»: «مصطفى» أسر جندياً وضابطاً رفعا علم إسرائيل على القناة فى «الاستنزاف».. وشقيقه «أحمد» أكمل المشوار ولقى ربه مقاتلاً

يروى إبراهيم أبوهاشم، شقيق الشهيدين مصطفى وأحمد أبوهاشم، أن بطولات شهداء المقاومة فى محافظة السويس يتوارثها الأجيال الذين يفتخرون بما قدّمه أجدادهم من تضحيات.

يقول «إبراهيم» إن شقيقه «مصطفى» كان أحد أبطال جيله فى لعبة كمال الأجسام: «ظهرت بطولات وتضحيات شقيقى خلال حرب الاستنزاف، عندما حاول ضابط وجندى من جيش العدو زرع العلم على شمندورة وسط مياه قناة السويس عن طريق زورق مطاطى، فقام مصطفى وصديقه عبدربه، الذى كان سباحاً ويعمل بقناة السويس، النزول إلى المياه وأسر الجندى والضابط، حيث كان ينتمى للحرس الوطنى».

وتابع: «تم اختيار شقيقى (مصطفى) ليكون قائداً ومؤسساً لمجموعة المقاومة بالسويس، وتنفيذ العمليات ضد العدو بالتنسيق مع القوات المسلحة، فكان من الطبيعى أن يكون معظم أعضاء منظمة سيناء العربية من الرياضيين أعضاء نادى السويس».

وروى «إبراهيم» أن شقيقه كان مرتبطاً بخطوبة بابنة أحد أصدقائه من لاعبى كمال الأجسام وكان ضابطاً، وقبل استشهاده بشهرين فسخ الخطبة متعللاً بأنه فدائى ومعرّض للموت فى أى لحظة ولا يحب الارتباط بزوجة ستصبح أرملة، وبالفعل استشهد «مصطفى» فى إحدى الغارات على السويس، وقبل دفن الجثمان أصر شقيقه «أحمد» ألا يدفن شقيقه إلا بعد قبوله فى المقاومة، وهو ما حدث.

وتابع «إبراهيم»: «فخور بعائلتى التى قدمت شهيدين خلال حرب أكتوبر، وشقيقاى (أحمد ومصطفى) رمز للفخر والبطولة، حيث استطاع أحمد أبوهاشم بالتنسيق مع الكمائن الأخرى تدمير دبابات العدو، حيث كان يتمركز الشهيد (أحمد) الذى كان يكبر شقيقه مصطفى بسنة واحدة وكان عمره 33 عاماً، بمنطقة الترعة بشارع الجيش، وكان الاتفاق عند سماع دوى تدمير أول دبابة عن طريق الكمين الموجود به البطل الشهيد إبراهيم سليمان الذى أطلق قذيفة الآر بى جى، وأصاب أول دبابة، أن يدمر (أحمد) آخر دبابة موجودة بشارع الجيش الذى كان ضيقاً وبمجرد إصابة أول وآخر دبابة، توقف طابور الدبابات وهرع الجنود الإسرائيليون فراراً من نيران المقاومة، وكانت تتلقفهم أسلحة الأهالى الموجودين بالمنازل، ويشاء القدر أن يستشهد شقيقى (أحمد) فى 24 أكتوبر ومعه الشهيد إبراهيم سليمان».

وأضاف: «شقيقى (مصطفى) لم يتزوج وفسخ خطوبته، لكن الشهيد (أحمد) لديه 3 أبناء، أنجبوا 16 حفيداً، أروى أنا وغيرى بطولات سطرها أبوهم وعمهم».

تحكى سلوى سليمان، شقيقة الشهيد إبراهيم سليمان، أنه كان أكبر إخوته سناً، وبعد وفاة والده كان العائل الوحيد لأسرة مكونة من 10 أفراد، واختاره ربه شهيداً فى معركة يوم 24 أكتوبر، حيث لقن أفراد المقاومة قوات العدو درساً قاسياً لن يُمحى من الذاكرة العسكرية والوطنية.

وتابعت: «استطاع البطل إبراهيم سليمان تدمير الدبابة الأولى من طابور الدبابات الذى كان يحاول احتلال المدينة، وحدثت معجزة عند إطلاق قذيفة الآر بى جى التى تحتاج مسافة وبُعداً معيناً عن الهدف، لكنها انطلقت وأصابت الدبابة، وقفز الشهيد وألقى بقنبلة داخل برجها ليتأكد من تدميرها».

واستطردت: «بعد تدمير طابور الدبابات دارت معارك كر وفر بين الجنود الإسرائيليين ورجال المقاومة، ومعهم بالطبع الموجودون من أفراد الجيش والشرطة ولهم بطولات أيضاً، حيث انتقلت المعارك نحو قسم الأربعين الذى كان به قناص يصطاد أفراد المقاومة برصاصاته الغادرة، فأصر (إبراهيم) على تسلق السور مستغلاً مرونته ولياقته كلاعب جمباز، لكنه اعتلى السور وكان أسفله أحد جنود العدو، الذى أطلق عليه الرصاص ولقى ربه شهيداً، وعند فتح مقبرته لدفن آخرين أكد الموجودون أن قبره كانت تفوح منه رائحة طيبة ووجهه كان مبتسماً، حتى تسريحة شعره ظلت كما هى، كان دائماً يتمنى الشهادة ويقول عروستى فى الجنة، وبالفعل لم يتزوج وكان له ما أراد، وكلنا نحكى ونفتخر به أمام أولادنا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ملحمة السويس أسر الشهداء إبراهیم سلیمان الذى کان

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تستقبل طلاب مدرسة الشهيد محمد الجنايني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت جامعة قناة السويس زيارة مدرسية متميزة لطلاب مدرسة الشهيد محمد الجنايني بالتل الكبير، في إطار دورها المجتمعي والتوعوي، وذلك بالتنسيق بين إدارة الاتصالات والمؤتمرات بالجامعة وإدارة التل الكبير التعليمية، حيث شملت الزيارة كليات الطب البيطري، العلوم، والألسن.

الجامعة تفتح أبوابها لطلاب المدارس 

وجاءت الزيارة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، الذي أكد أن الجامعة تفتح أبوابها باستمرار أمام طلاب المدارس بهدف التعريف بالمنظومة التعليمية الجامعية وإتاحة الفرصة أمامهم لاكتشاف اهتماماتهم المستقبلية، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات تأتي في إطار استراتيجية الجامعة لتعزيز التواصل المجتمعي وترسيخ قيم الانتماء والمعرفة لدى الأجيال الناشئة.

دعم العملية التعليمية 

كما تمت الزيارة تحت إشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي أوضحت أن الجامعة تحرص على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في دعم العملية التعليمية بالمدارس من خلال الدمج بين التعلم النظري والتجربة الواقعية، مؤكدة على أهمية تعريف الطلاب بمختلف التخصصات الجامعية لإثراء معارفهم وتوسيع آفاقهم.

شملت الزيارة ثلاث كليات متميزة، هي كلية الطب البيطري، كلية العلوم، وكلية الألسن، وذلك بإشراف من الدكتورة داليا منصور، عميد كلية الطب البيطري، والدكتورة مها فريد سليمان، عميد كلية العلوم، والدكتور صفوت عبد المقصود، عميد كلية الألسن، وبمتابعة تنفيذية من الدكتور محمد الشبراوي، وكيل كلية الطب البيطري، والدكتور رأفت عفيفي، وكيل كلية العلوم، والدكتورة مها مجدي، وكيل كلية الألسن.

وسيلة التواصل بين الثقافات 

وخلال زيارتهم لكلية الألسن، قدمت الدكتورة مها مجدي ندوة توعوية للطلاب حول اللغات باعتبارها وسيلة للتواصل بين الثقافات، وتطرقت في حديثها إلى رفاعة الطهطاوي، رائد الترجمة الحديثة، ودوره الكبير في نقل المعرفة من الغرب إلى العالم العربي، وكذلك تأسيس مدرسة الألسن عام 1835 وأثرها في نشر اللغات وتعزيز التفاهم الثقافي. كما ألقت الضوء على أهمية اللغات الأجنبية في نشر الفنون والآداب، مقدمة نصائح عملية لتعلم اللغات مثل المراجعة المنتظمة، القراءة، الاستماع، والتحلي بالدافع الداخلي. وتطرقت كذلك إلى أهمية معامل اللغات في تنمية المهارات العملية، ودور الترجمة في التقريب بين الشعوب، مع عرض تطبيقي على اللغتين الإنجليزية والصينية لما لهما من مكانة بين لغات العالم.

وفي كلية العلوم، استقبلت الدكتورة سارة ممدوح أبو الوفا، المعيدة بقسم النبات، الطلاب واصطحبتهم في جولة تعريفية بالحديقة النباتية، حيث قدمت شرحًا مبسطًا عن الفرق بين طالب كلية العلوم وطالب كلية الزراعة، وتحدثت عن النباتات الاقتصادية والطبية ونباتات الزينة، موضحة الفروقات المتنوعة بين أنواع النباتات ودورها البيئي والاقتصادي.

أما في كلية الطب البيطري، فقد زار الطلاب متحف الحياة البرية، حيث رافقهم الدكتور أحمد صلاح في جولة تثقيفية داخل المتحف، استعرض خلالها أنواع المفترسات المختلفة ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي، مع التعريف ببيئة تلك الكائنات في مصر وأهميتها في النظام البيئي.

وقد نُظّمت هذه الزيارة تحت إشراف إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة قناة السويس، بقيادة الأستاذة إيفون حبيب، مدير الإدارة، التي تولت التنسيق الكامل للزيارة بما يضمن تحقيق أهدافها التوعوية والتعليمية في إطار بيئة آمنة ومحفزة للطلاب.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • العدو الصهيوني يستعين بالروبوتات لتعويض نقص جنوده بسبب هروبهم من المعركة
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • كاتب ومحلل فلسطيني: المقاومة الفلسطينية منفتحة على التفاوض لكن وفق شروطها
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ماتحت أرض الخرطوم ٢٠١٧— ٢٠١٩)
  • خالد الغندور: قرار بيسيرو سر عدم مشاركة أحمد حمدى في ودية الزمالك وبهتيم رغم جاهزيته
  • الاستسلام للمهزوم
  • أحمد فتوح يكشف الرقم الحقيقي لقيمة دية شخص صدمه بسيارته في الساحل
  • جامعة قناة السويس تستقبل طلاب مدرسة الشهيد محمد الجنايني
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ 40 لتجدد حرب الإبادة الصهيونية على غزة