فرقة «ولاد الأرض».. الكلمة رصاصة والغنوة دانة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تحولت الكلمة إلى رصاصة والغنوة إلى دانة تُرهب العدو على الضفة فى حرب الاستنزاف وتُخلف فى نفوس جنوده حالة من الهلع.
لم ييأس المصريون بعد 67 بسبب إصرارهم على استرداد الأرض مستخدمين الفن فى إلهاب الحماسة الوطنية، ما كان له أبلغ الأثر فى خلق حالة من النضال سيطرت على الوعى الجمعى المصرى «جنوداً ومواطنين»، وحينها انطلقت الأغانى الوطنية فى كل ربوع مصر ليتغنى بها الكبير والصغير.
فرقة «ولاد الأرض» كان لها دور كبير فى المعارك التى دارت رحاها فى السويس وبورسعيد، تفجّرت أعمالها الإبداعية الغنائية ثناءً وشكراً للشهداء، صار الشعب المصرى بأكمله مشروع شهيد لا يهاب الموت بفضل الأغانى الوطنية لفرقة «ولاد الأرض»، التى جابت كل محافظات مصر ومثَّلت سلاحاً قوياً يفجر ثورة بركان الغضب فى وجه العدو، ومن بين تلك الأغانى كانت أغنية «بسنانى وضوافرى وننى عينى لو حكمت هاحارب».
أحمد، نجل المناضل وشاعر المقاومة الشعبية محمد أحمد غزالى، استعرض جهود والده لكتابة الأغانى الوطنية لفرقة «ولاد الأرض» فى محافظة السويس، لافتاً إلى أن أغانى الفرقة انتشرت بصورة رهيبة وصارت تتردد فى كل محافظات مصر وعلى الجبهة: «كانت الأغانى تشد أزر الجنود على أرض السويس وتلهب حماستهم وتنمى عقيدتهم الوطنية فى الدفاع عن أراضيهم، خلال الأيام العصيبة فى حرب الاستنزاف والحصار الذى ضُرب حول محافظة السويس».
وأضاف، لـ«الوطن»، أنه يقضى معظم وقته فى المكتبة التى تركها له والده، حيث يشعر بأنه ما زال حياً: «أشعر بروحه فى كتبه وأغانيه التى أستمتع بسماعها على جهاز (الجرامافون) الذى يعمل بالشرائط الأصلية لفرقة ولاد الأرض»، لافتاً إلى أن المكتبة كانت تضم أمهات الكتب، وتنفيذاً لوصية والده تم السماح لأبناء السويس باستعارتها مجاناً: «أشعر بالفخر لأن والدى كان من رجال المقاومة وشاعرها ورمزها خلال الفترة التى سبقت الحرب وحتى نصر أكتوبر، وأحكى لأحفادى سيرة جدهم لأنه كان محبوباً وابن بلد وخفيف الظل».
وحول بداية فرقة «ولاد الأرض»، يقول «غزالى» إنه بعد 1967 كانت الروح المعنوية متماسكة رغم فداحة ما حدث، ولم تكن هناك قدرات دفاعية فى السويس باستثناء أسلحة الجنود الخفيفة: «كل من كان فى السويس سلّم نفسه لقيادة الاتحاد الاشتراكى ليكون فى خدمة البلد، وحينها سرت روح الفداء، خاصة بعد وصول إسرائيل للضفة الشرقية واستفزازهم للمصريين بالسير على شط القنال، ففكر والدى رحمة الله عليه فى فكرة ملهمة مؤداها إيهام العدو بوجود أعداد كبيرة من الجنود وأفراد المقاومة من خلال صناعة أصوات متداخلة وترديد الأغانى».
وأشار إلى أن والده بدأ التواصل مع أصدقائه الشعراء وعازفى السمسمية: أعادوا توزيع أغانٍ قديمة لتتواكب مع الحدث وتم تأليف عدد من الأغانى الجديدة، ومنها ما ذاع صيته فى مختلف أنحاء الجمهورية مثل أغنية (فات الكتير يا بلدنا مابقاش إلا القليل)، وكانوا يؤدون الأغانى أثناء جلوسهم على بطانية.
ومن هنا أُطلق عليهم (فرقة البطانية)، وانضم لها عدد كبير من الشعراء أمثال كامل عيد رمضان والعزيز عبدالظاهر وعطية عليان، وكانوا ينظمون البروفات داخل الخنادق، ثم تطورت الفرقة لتضم جميع المواهب بالسويس، بالإضافة إلى حضور بعض الشعراء وإصرارهم على المشاركة مع فرقة ولاد الأرض، منهم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى وسمير عبدالباقى وسيد حجاب وزكى عمر ومحمد يوسف، وحينها تولدت برأس والدى فكرة استخدام الكلمة والغنوة كسلاح بجانب الرصاصة فى أرض المعركة للتمويه وشحذ الهمم ورفع الروح المعنوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المدينة الباسلة ملحمة السويس
إقرأ أيضاً:
أنقذني الرب لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى..ترامب: عصر أمريكا الذهبي بدأ الآن
في حفل كبير حضرته عائلته ورؤساء الولايات المتحدة السابقون وشخصيات بارزة من الولايات المتحدة وخارجهاـ أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة في الكابيتول في العاصمة واشنطن.
وقال ترامب في خطاب تنصيبه: "العصر الذهبي لأمريكا يبدأ الآن". وأضاف "سأضع ببساطة أمريكا أولاً".
وأعلن ترامب أن الحكومة تواجه "أزمة ثقة"، وقال إنه في ظل إدارته "سنستعيد سيادتنا، وأمننا، وسنعيد التوازن لموازين العدالة".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ترامب، أن لديه "تفويضاً لعكس الخيانة الفظيعة بشكل كامل وتام"، متعهداً بأن يعيد "للناس إيمانهم وثروتهم وديمقراطيتهم وحريتهم".
وقال الرئيس الأمريكي الجديد إن الرب أنقذه من رصاصة قاتل "ليجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وأضاف "منذ بضعة أشهر فقط، في حقل جميل في بنسلفانيا، اخترقت رصاصة قاتل أذني، لكني شعرت حينها وآمنت، وأكثر من ذلك الآن، أن حياتي أنقذت لسبب ما. أنقذني الرب لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وتعرض ترامب لإطلاق نار في 13 تموز (يوليو) بالقرب من بتلر في ولاية بنسلفانيا. وتمكن منفذ الهجوم توماس ماثيو كروكس من الصعود إلى موقع مرتفع ببندقية هجومية وأطلق لرصاص على ترامب أثناء التجمع، حيث خدشت رصاصة أذنه اليمنى.
وأشار ترامب في خطابه إلى ما أسماه الفساد وغياب كفاءة الحكومة والفشل في حماية الأمريكيين من المجرمين، والفشل في معالجة الهجرة غير الشرعية والعجز عن التعامل مع الأزمات مثل الفيضانات الأخيرة في ولاية نورث كارولين،ا وحرائق الغابات في لوس أنجليس.
وتابع ترامب في خطابه "لدينا نظام صحي عام لا يعمل في أوقات الكوارث، ومع ذلك تتنفق أموال عليه أكثر من أي بلد في أي مكان في العالم، ولدينا نظام تعليم يعلم أطفالنا أن يخجلوا من أنفسهم، في كثير من الحالات، وأن نكره بلادنا، رغم الحب الذي نحاول جاهدين أن نقدمه لهم".
وأضاف " كل هذا سيتغير ابتداءً من اليوم، وسيتغير بسرعة كبيرة.من هذه اللحظة فصاعداً، انتهى تراجع أمريكا".
وتعهد ترامب بالوفاء بوعوده الانتخابية بإرسال قوات إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وتعزيز إنتاج النفط المحلي، وفرض رسوم جمركية "لإثراء مواطنينا".
ووصف ترامب القيادة الأمريكية في الأعوام الأربعة الماضية بعاجزة وفاسدة، مردداً بعض الخطابات القاتمة التي كان يروج لها بشكل يومي في حملته الانتخابية.
ولم يذكر ترامب سلفه، بايدن، أو أي ديمقراطي آخر بالاسم، ولكن لم يكن هناك شك في من كان يقصد بحديثه.