عن كثب.. أدنوك الإماراتية تراهن على التوسع عالميا
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تعمل الإمارات على إعادة رسم صورة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) على الساحة الدولية من خلال زيادة عمليات التوسع العالمية وإيجاد مصادر أخرى للإيرادات لتعظيم أرباح الدولة.
تتطلع الإمارات لاستغلال مواردها من الوقود الأحفوري في وقت لا يزال فيه الطلب على النفط والغاز قويا إلى جانب توجيه الإيرادات لتنويع أنشطتها الاقتصادية لتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، قالت أدنوك لرويترز إنها تسعى بشكل نشط لاقتناص فرص انتقائية في مجالات الطاقة المتجددة والغاز والبتروكيماويات والغاز الطبيعي المسال، دون تقديم تفاصيل عن أهداف بعينها أو أسماء شركات تهتم بالاستثمار فيها.
وقال مصدران مطلعان إن الشركة تسعى لأصول في مجال الغاز الطبيعي المسال في إفريقيا وتفكر في شراء حصة جالب البالغة عشرة بالمئة في مشروع غاز طبيعي تقدر قيمته بمليارات الدولارات في حوض روفوما قبالة ساحل موزامبيق.
وانشغلت أدنوك بالفعل بالعديد من الصفقات هذا العام. فقد اشترت حصة في حقل غاز بأذربيجان وقدمت عرضا بالمشاركة مع بي.بي للاستحواذ على حصة في نيوميد إنرجي الإسرائيلية المنتجة للغاز كما بدأت محادثات استحواذ مع كوفيسترو الألمانية لتصنيع البلاستيك وتسعى أيضا لتأسيس شركة كيماوية عملاقة بقيمة 20 مليار دولار مع أو.إم.في النمساوية.
وقالت أدنوك المملوكة للدولة لرويترز إنها تستثمر في تجارة الطاقة دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وذكرت رويترز العام الماضي أن أدنوك تعتزم فتح مكتب تجاري في جنيف ومكتب تمثيل في لندن.
وقال متحدث باسم أدنوك ردا على أسئلة مكتوبة من رويترز "في إطار استراتيجيتنا للتوسع الدولي، نركز على توسيع وجودنا في مجالات الطاقة المتجددة والغاز والغاز الطبيعي المسال والكيماويات ونسعى بشكل نشط لفرص انتقائية بينما نستثمر أيضا في زيادة قدراتنا التجارية".
ولدى أدنوك بالفعل ذراعان للتجارة أسستهما في 2020 وهما أدنوك التجارية التي تركز على النفط الخام وأدنوك للتجارة العالمية وهي شركة مشتركة مع إيني الإيطالية وأو.إم.في وتركز بشكل أكبر على المنتجات المكررة.
* عملاق نفط
بدأت أدنوك بالفعل في إنجاز صفقات منذ 2017 عندما أدرجت وحدتها لتوزيع الوقود، لكن وتيرة هذا التغير الاستراتيجي تسارعت بعد اجتماع لمجلس الإدارة في نوفمبر تشرين الثاني برئاسة رئيس الدولة محمد بن زايد.
وطرح المجلس خططا حتى عام 2027 لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى خمسة ملايين برميل يوميا كما أقر خطة عمل لمدة خمسة أعوام وإنفاق رأسمالي يبلغ 150 مليار دولار.
وقال مصدر مطلع "الفكرة هي الابتعاد عن نموذج شركة النفط الحكومية المعتاد والاقتراب أكثر من التحول إلى شركة نفط دولية".
والتحول الذي تشهده أدنوك مشابه للتغيرات الجارية في شركتي النفط العملاقتين المملوكتين للدولة في كل من السعودية وقطر.
وتدفع شركات أدنوك وأرامكو وقطر للطاقة اقتصادات دولها لكنها كانت تركز عادة على إنتاج النفط والغاز في الداخل.
أما الآن، تتسارع وتيرة التحول للطاقة المتجددة ويقل المدى الزمني المتاح أمام تلك الشركات النفطية الوطنية لتحقيق عوائد نقدية من احتياطاتها في وقت تعزز فيه أيضا التزامها بالسعي لفرص في مجالات أخرى.
ومن أجل الدفع بقوة لتنفيذ تلك التغيرات الاستراتيجية، اجتذبت أدنوك منذ بداية العام أكثر من 3370 موظفا من بينهم 28 في مناصب إدارية عليا من شركات طاقة عالمية ومؤسسات تجارية وبنوك وشركات استشارية، وفقا لبيانات شبكة لينكد إن للتوظيف.
وأظهرت تلك البيانات أيضا أن عدد العاملين في أدنوك زاد 13 بالمئة هذا العام، وبنحو الربع على مدى العامين المنصرمين ليبلغ 32750. وقال مصدر مطلع إن العدد الفعلي الذي لم تكشف عنه أدنوك أبدا يفوق حاليا 40 ألفا.
وقال المتحدث باسم أدنوك تعليقا على أسئلة عن التعيينات "مع مواصلتنا توسيع أعمالنا، نتيح فرصا مثيرة للاهتمام لقوة العمل الموهوبة في وقت نسرع فيه وتيرة التحول وخفض الكربون وتأهيل شركتنا للمستقبل".
* تعيينات بارزة
أكد ميشيل فيورنتينو الذي كان مسؤول الاستثمار في أدنوك بين 2017 و2020 لرويترز أنه عاد للشركة مؤخرا من بيكر هيوز الأمريكية للخدمات النفطية ليشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي.
ومديره هو مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في أدنوك وهو أيضا معين حديثا إذ أنه بدأ العمل في يناير كانون الثاني. والكعبي إماراتي ويترأس أيضا مبادلة للطاقة وعضو في مجلس إدارة العديد من الشركات المرتبطة بالدولة.
ووفقا للينكد إن، تشمل التعيينات الحديثة في مناصب إدارية عليا تعيين بارت كورنيليسن الذي ترك شركة ديلويت ليصبح الشهر الماضي نائب رئيس أدنوك الأول للاستراتيجية والمحافظ الاستثمارية.
كما انضم مايكل هافنر، وهو مصرفي في قطاع الطاقة منذ فترة طويلة وكان في جرين هيل اند كو وقبلها دويتشه بنك ويو.بي.إس، إلى أدنوك الشهر الماضي كمستشار كبير للمكتب التنفيذي لتطوير الأعمال.
وتظهر بيانات لينكد إن تعيين أدنوك للعديد من كبار المسؤولين في الإدارة العليا بعد أن شغلوا وظائف في شركات غربية منها مورجان ستانلي وإتش.إس.بي.سي وناتيكسيس وليتاسكو وبوراليس وتوتال إنرجيز وشل وإيني. كما أظهرت أن التعيينات في المناصب العليا التي تمت مؤخرا لذراعي التجارة في أدنوك شملت موظفين سابقين في جونفور وليتاسكو وشل وتوتال إنرجيز.
وقالت مصادر مطلعة من قبل إن أدنوك سعت لشراء مجموعة جونفور للتجارة في مجال الطاقة العام الماضي لكن المحادثات وصلت لطريق مسدود بسبب رغبة أدنوك في الاستحواذ على حصة مسيطرة لكن مساهمي جونفور أرادوا بيع حصة أقلية فقط.
وقال مصدر مطلع "تريد أدنوك التوسع في أوروبا سواء كان من خلال جونفور أو النمو العضوي... الآن بعد أن أصبحت صفقة جونفور غير مطروحة، ستركز على نموها العضوي".
* قمة المناخ
رغم سرعة التغيرات، يقول محللون إن أدنوك مثل نظيرتيها في السعودية وقطر ستكون دوما مقيدة بدرجة
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تفاصيل الوقود المحادثات شركات النفط مطروح مستشار خطة عمل استرا مؤسسات اماراتي كوفي الغاز الطبيعي فی أدنوک
إقرأ أيضاً:
رئيس مؤسسة النفط: عودة كبرى الشركات للاستكشاف ستعزز مكانة ليبيا بين الدول النفطية
أعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلف، المهندس مسعود سليمان، إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف بعد توقف دام سبعة عشر عامًا متواصلة، حيث ظلت مساحات شاسعة من الأراضي الليبية خارج دائرة الاستكشاف النفطي.
وذكر بيان نشرته مؤسسة النفط، على فيسبوك، أن “مسعود” أكد خلال كلمة ألقاها في مراسم إطلاق الجولة، بحضور عبد الحميد الدبيبة، ووزير نفطه خليفة عبد الصادق، ووليد اللافي، أن أكثر من ثلثي الأراضي الليبية تنتظر من يستكشف الخيرات الوفيرة الكامنة في باطنها.
وأشار إلى أن “عظمة هذا الحدث تستحضر من الذاكرة التضحيات الجسام التي قدمها جنود المؤسسة الوطنية للنفط، لتتوج اليوم تحت مظلة حكومة الوحدة الوطنية بهذا الإنجاز، الوعد بكل خير لليبيا والليبيين”.
ولفت إلى أن “الاستكشاف في مناطق جديدة لا يعني فقط إنتاج النفط والغاز، بل هو مبعثًا للحياة في تلك المناطق وتنميتها، الأمر الذي سيسهم في دعم القطاع الخاص الذي سيشارك في تقديم الخدمات المساندة لأعمال الاستكشاف والحفر، وبالتالي زيادة الدخل القومي، فضلاً عن توفير مساحات واسعة من فرص العمل الجديدة للشباب الليبي الباحث عن عمل”.
وأوضح أن “عودة كبرى الشركات للاستكشاف في ليبيا ستعزز مكانة ليبيا بين دول العالم النفطية، وستضيف احتياطيات جديدة من النفط والغاز تعوّض الكميات المنتجة في السابق، مما سيسهم في زيادة إنتاج ليبيا من النفط والغاز وفقًا لخطة المؤسسة الرامية لذلك”.
وشارك في مراسم الإعلان عن جولة العطاء العام للاستكشاف التي تمت في مجمع قاعات ريكسوس، عدد من المسؤولين في المؤسسات الليبية، وثلة من أعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي الشركات النفطية الأجنبية، وأعضاء مجلس الإدارة بالمؤسسة، ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام، وجمع من موظفي القطاع. بحسب بيان مؤسسة النفط
الوسومرئيس مؤسسة النفط