الجزيرة:
2024-07-06@04:31:43 GMT

الفلسطيني عطية النباهين.. القتل مرتين

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

الفلسطيني عطية النباهين.. القتل مرتين

غزة- "ليش طخوني؟" (لماذا استهدفوني بالرصاص؟) سؤال لم يفارق الشاب عطية النباهين منذ استهدافه برصاصة من جندي إسرائيلي أدت إلى إصابته بشلل رباعي في أطرافه قبل 9 أعوام، وقد استشهده في غارة جوية إسرائيلية دفنته و12 آخرين من عائلته تحت ركام منزلهم بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة في العدوان الإسرائيلي الأخير.

فارق عطية النباهين (24 عاما) الحياة دون أن يجد إجابة عن سؤاله، أو يعرف دافع القناص الإسرائيلي الذي قرر في لحظة أن يسلب فتى -كان في 15 عاما وقتها- حركته ويغتال أحلامه، ويجعله قعيد الفراش بلا حراك.

55 عائلة فلسطينية في غزة تعرّضت لجرائم إبادة ومُسحت تماما من السجل المدني (غيتي) مجزرة مروعة

عند الساعة الـ11 من اليوم الثاني للعدوان على غزة، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كان عطية من ضحايا مجزرة مروعة ارتكبتها طائرات حربية إسرائيلية حوّلت منزل عائلته المكون من 3 طوابق إلى "قبر جماعي"، ودُفن تحت أنقاضه 13 فردا بينهم امرأتان والعديد من الأطفال.

ولم ينجُ من أسرته سوى شقيقه تامر وزوجته الحامل في شهرها التاسع وأحد أبناء شقيقه، وهو طفل في الخامسة من عمره.

يقول تامر (37 عاما) للجزيرة نت "عاش عطية حياة بائسة، معاقا لا يغادر سريره إلا نادرا، ولا يعرف لماذا أصابته الرصاصة الإسرائيلية الغادرة وقضت على طفولته؟ وانتهت حياته في غارة غادرة، وقد أصبح الآن تحت الأرض ولن يعرف لماذا قُصفنا".

نجا تامر من هذه الغارة، وقد انتشله وزوجته الحامل وابن شقيقه الطفل فتحي (5 سنوات) متطوعون بعد نصف ساعة من القصف، كانت أرواحهم خلالها معلقة بين الموت والحياة.

استشهاد 12 فردا من عائلة النباهين بصاروخ حوّل منزلهم إلى كومة ركام (رويترز) كارثة

ويصف الشقيق ما حل بعائلته بـ"الكارثة"، وقال "قضى عطية 9 سنوات من عمره يتأمل إعاقته ولا يجد لها مبررا، وسأقضي ما تبقى من حياتي وليس لدي شك بأن الغارة جاءت من عدو إرهابي، ليس له هدف سوى القتل والدمار".

عندما أصيب بعيار ناري في رقبته حوّله من طفل مفعم بالنشاط، بحسب شقيقه، إلى "بقايا إنسان عاجز مشلول لا يقوى على مساعدة نفسه". ويذكر تامر النباهين عن عطية أنه "عندما أصيب كان في أرض للعائلة على مسافة نحو 700 متر من السياج الأمني الإسرائيلي شرق مخيم البريج".

في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، كان عطية فرحا بعيد ميلاده الخامس عشر، وكانت الأجواء هادئة ولا يوجد ما يبرر لقناص إسرائيلي أن يطلق رصاصته نحو طفل بريء داخل أرضه، يضيف تامر.

وهوى الشلل بأحلام طفل أمست له أمنية وحيدة بأن يتمكن من السير على قدميه مجددا، ويقول شقيقه "كانت أحلامه كبيرة ويريد أن يحتضن الدنيا بذراعيه، حتى باغته صاروخ غادر وهو يتناول آخر لقيمات له في الدنيا من يد زوجة شقيقي هديل (25 عاما) التي رافقته شهيدة إلى الجنان".

واستشهد، رفقة عطية وهديل، كل من علا (26 عاما) والطفلة أريج (9 أعوام) والطفل محمد (8 أعوام)، والطفل آدم (7 أعوام)، والطفل قيس (عامان)، والطفل جمال (7 سنوات)، والفتى محمد (15 عاما) والفتاة رهف (16 عاما)، وأبناء تامر الثلاثة وهم: كنان (7 أعوام) وريان (5 أعوام) ومريم (عامان ونصف العام).

مئات الأطفال الفلسطينيين قُتلوا منذ بدء القصف الإسرائيلي إثر عملية طوفان الأقصى (الأناضول) كومة ركام

وأوضح تامر أن أطفال العائلة كانوا يلعبون عند مدخل المنزل وقت وقوع الغارة الجوية، "التي حوّلت المنزل إلى كومة من الركام، وتسببت كذلك في استشهاد وجرح عدد من أبناء عمي في منزلهم المجاور".

وأفاد الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان بالمنطقة الوسطى من قطاع غزة محمد الدعالسة -للجزيرة نت- بأن طائرة حربية استهدفت منزل النباهين بصاروخين دون إنذار مسبق.

وبحسب الباحث الحقوقي، فإن الغارة تسببت في تدمير كلي لمنزل النباهين، وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل مجاورة، وخلفت شهداء وجرحى.

وخاض "الميزان" مع "مركز عدالة لحقوق الإنسان" معركة قضائية طويلة في المحاكم الإسرائيلية منذ إصابة عطية النباهين عام 2014، للحصول على تعويض مدني عن إصابته التي أدت إلى شلله التام، غير أن محاكم الاحتلال حرمته من الحصول على أي تعويض باعتباره مقيما في غزة.

سمير زقوت: إسرائيل ارتكبت جريمتي حرب بحق الشهيد عطية النباهين (رويترز) عوائق

وقال سمير زقوت نائب مدير "الميزان" للجزيرة نت إن محاكم الاحتلال استندت في رفضها إلى التعديل رقم 8 لقانون الأخطاء المدنية الإسرائيلي. ويُعتبر هذا القانون "واحدا من عوائق إجرائية ومالية وقضائية وعقبات عديدة وضعتها السلطات الإسرائيلية لمنع الفلسطينيين من رفع دعاو قضائية والحصول على سبل إنصاف مدنية في المحاكم المحلية الإسرائيلية".

ولاحقا، أقرّت ما تسمى "المحكمة العليا الإسرائيلية" في يوليو/تموز 2022 قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية بخصوص قضية النباهين، وأيّدت القانون الذي يمنح الدولة حصانة شاملة من المسؤولية المدنية للتعويض عن أي قتل وإصابة لفلسطينيين في قطاع غزة.

وارتكبت دولة الاحتلال -بحسب زقوت- "جريمتي حرب بحق الشهيد عطية، ولم تفتح الجهات المختصة الإسرائيلية أي تحقيق حقيقي في حادثة إطلاق النار عليه عام 2014".


انتهاكات جسيمة

وبالنظر إلى سياستها الممنهجة لمنح حصانة شاملة لقواتها المسلّحة عند قتل الفلسطينيين وإصابتهم، فمن المؤكد أنها لن تجري تحقيقا بما يتماشى مع المعايير الدولية في قتله، يضيف زقوت.

وشدد المسؤول الحقوقي على أن الحياة التي عاشها عطية النباهين وقتله المأساوي يبرهنان على الوحشية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد أن عطية نجا خلال حياته القصيرة التي قضاها تحت الحصار الإسرائيلي غير الإنساني، من 6 حروب إسرائيلية "حتى قضى شهيدا معاقا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

على وقع طبول الحرب مع حزب الله.. تكاليف اقتراض إسرائيل بأعلى مستوى في 13 عاما

ارتفعت عائدات السداد على السندات الحكومية طويلة الأجل في الأيام القليلة الماضية، إلى أعلى مستوى في 13 عاما مع المخاطر المتزايدة على ديون إسرائيل مع تصاعد المواجهة بينها وبين حزب الله اللبناني ضمن توسع تأثير الحرب على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة غلوبس الإسرائيلية.

ويعني ذلك أن اقتراض إسرائيل عبر بيع سندات سيكون أكثر كلفة في السوق، مع تزايد معدلات إصدار السندات وتخلص المستثمرين من حيازتها.

عائدات السندات

وبلغ عائد السندات الحكومية الإسرائيلية المقومة بالشيكل لأجل 10 سنوات حاليًا 5.2%، وهو الأعلى منذ 13 عاما، ويمثل ارتفاعا بأكثر من 0.5% في غضون أسبوعين، وقبل سنة، كان العائد على السندات نفسها 3.8%، وفق الصحيفة.

ويبلغ العائد على السندات الحكومية المقومة بالشيكل لمدة 30 سنة حاليًا 5.7%، مقارنة بـ4.1% قبل عام.

ويأتي ارتفاع العائدات على السندات الحكومية مع انخفاض أسعارها (نتيجة زيادة المخاطر). وقد تراجعت أسعار سندات الشيكل لأجل 10 سنوات بنسبة 4.8% حتى الآن هذا العام، في حين انخفضت أسعار سندات الشيكل لمدة 30 عاما بنسبة 13%.

ويعزى الانخفاض، وفق الصحيفة، إلى زيادة معدلات جمع الحكومة الإسرائيلية الديون لتغطية تكاليف الحرب على غزة؛ ففي شهر يوليو/تموز -على سبيل المثال- من المقرر أن تجمع الحكومة 17.5 مليار شيكل (4.64 مليارات دولار)، وهو ضعف ما جمعته في الأشهر التي سبقت الحرب.

وبذلك ستضطر الحكومة الإسرائيلية إلى دفع فائدة أعلى للمستثمرين في عروض السندات الجديدة، مع تراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل، كذلك؛ ففي أبريل/نيسان من هذا العام، خفّضت وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف إسرائيل من AA- إلى A+.

ومن الناحية العملية، يتم تسعير السندات الحكومية الإسرائيلية المقومة بالدولار بما يتماشى مع تصنيف أقل بكثير، في مكان ما بين "بي بي بي-" (BBB-) و"بي بي +" (BB+).

إسرائيل ستضطر إلى دفع المزيد من الفوائد على السندات بالشيكل (شترستوك) بيع السندات

ومن بين عوامل ارتفاع العائدات على السندات الإسرائيلية الحكومية عمليات البيع المكثفة التي قام بها المستثمرون الأجانب منذ بداية الحرب.

ونقلت الصحيفة عن كبير إستراتيجيي الأسواق المالية في بنك هبوعليم، مودي شافرير قوله إنه منذ سبتمبر/أيلول 2023 خفّض المستثمرون حيازاتهم من ديون الحكومة الإسرائيلية بمقدار 23.5 مليار شيكل (6.23 مليارات دولار)، وهو ما يمثل 5% من إجمالي حيازاتهم، حسب الصحيفة.

وارتفعت قيمة التأمين على الديون الإسرائيلية من التخلف عن السداد (مقايضة العجز الائتماني) لمدة 10 سنوات، إذ بلغت 176 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى له منذ 11 عامًا.

وارتفع سعر مقايضات العجز الائتماني على السندات الحكومية الإسرائيلية بشكل مستمر في الأشهر القليلة الماضية ووصل إلى نحو 160 نقطة أساس من حوالي 80 نقطة أساس قبل اندلاع الحرب.

مقالات مشابهة

  • فرنسا.. اتهام شركة "نستله" رسميًا بـ "القتل" في قضية تلوث بكتيري
  • "الوفد" ينشر قائمة العار للشخصيات الإسرائيلية والمنظمات الإرهابية تمهيدًا لمحاكمتهم
  • شيري عادل عن انفصالها مرتين: "الناس تخرج بالمعروف أحسن من أنها تعيش تعيسة"
  • الجامعة العربية تتخذ جملة من القرارات ضد إسرائيل وتستنكر عرقلة بريطانيا للعدالة
  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • بدء الدورة غير العادية للجامعة العربية لبحث سبل مواجهة الجرائم الإسرائيلية
  • ‏نتنياهو: قادة إيران يقفون وراء محور القتل والحرب
  • تامر حسني يعلق على أغنية سي السيد بعد 10 أعوام من طرحها «فيديو»
  • على وقع طبول الحرب مع حزب الله.. تكاليف اقتراض إسرائيل بأعلى مستوى في 13 عاما
  • نادي الأسير: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 20 فلسطينيًا بالضفة الغربية