هل العراق قادر على الانضمام لمجموعة البريكس؟.. تحذير خطير من رد فعل واشنطن
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
بغداد اليوم- بغداد
أكد الخبير الاقتصادي العراقي، عمر الحلبوسي، اليوم الاثنين (16 تشرين الاول 2023)، أن انضمام العراق لمجموعة البريكس قد تواجهه العديد من العقبات نتيجة الأزمات الاقتصادية والنقدية التي تعيشها البلاد.
وتضم "بريكس" البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وفي قمة في جوهانسبرغ في أغسطس/ آب الماضي، تم الإعلان عن قرار بدعوة الأرجنتين ومصر وإيران وإثيوبيا والإمارات والمملكة العربية السعودية ليصبحوا أعضاءً كاملين في المنظمة، بدءا من 1 يناير/ كانون الثاني 2024.
وأضاف الحلبوسي، في تصريح صحفي تابعته "بغداد اليوم"، هناك الكثير من العوائق التي تقف في طريق البلاد للانضمام للبريكس، وهو عدم امتلاك العراق لقاعدة صناعية وانعدام الزراعة مما جعل الاقتصاد يتهاوى بشكل كبير، وسط تخبط الإجراءات الحكومية التي تسببت بتفاقم الأزمات الاقتصادية والنقدية في العراق.
وتابع: "العراق لا يمكنه الانضمام إلى مجموعة بريكس بسبب سيطرة واشنطن عليه، خصوصاً أن واردات النفط العراقية توضع في حساب العراق في واشنطن، وهو ما يجعل العراق يتعرض إلى انتكاسة مالية في حال رفعت واشنطن الحماية عن أموال العراق".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك الكثير من الإثباتات على تهاون الحكومة العراقية في استمرار عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وتهريب الدولار لصالح دول ومجاميع مسلحة معاقبة من الخزانة الأمريكية، وفي حال انضمام العراق إلى بريكس ستتخذ واشنطن حزمة من العقوبات بشكل كبير، ولا أستبعد إقرار قانون يخفض أو يقتر على العراق دخول الدولار مما يتسبب في انهيار مالي كبير، خصوصا أن العراق اقتصاده ريعي يعتمد على النفط وأن واردات النفط في أمريكا.
وأوضح الحلبوسي أن الولايات المتحدة لن تسمح بأن يخرج العراق من دائرة سيطرتها ويذهب باتجاه الطرف المنافس لها، وتمتلك واشنطن أوراق ضغط كبيرة على العراق عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما يجعل تصريحات المسؤولين العراقيين حول الانضمام إلى مجموعة بريكس انتحارا على كافة الأصعدة للعراق وبنفس الوقت لا يمكن تنفيذه بسبب العقبات الأمريكية.
وفي تصريح سابق، تحدث الخبير الاقتصادي العراقي، صفوان قصي، قائلا: "العراق يحاول أن يكون في منطقة التوازن الاقتصادي بجذب الاستثمارات من دول الشرق أو الغرب، وروسيا دولة صناعية عملاقة وانفتاح العراق على المنظومة الروسية يمكن استثمارها بجذب الاستثمارات في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية وقطاع النقل. وبخاصة إذا أجدنا إدارة ملف الاستثمار في قطاع الحديد والصلب لإنشاء صناعات تكميلية على مستوى القطارات والسفن".
وأضاف: "العراق يتطلع إلى استثمار موقعه الجغرافي وهو بحاجة لإنشاء منطقة صناعية للصناعات الاستراتيجية المكملة لطريق التنمية ووجود قوى اقتصادية مثل روسيا يمكن أن تساهم في هذه القطاعات، وأعتقد أن إنشاء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية سيدعم عملية إنشاء هذه المدينة الصناعية وأن يكون لدينا تنوع في مصادر الاستثمارات".
وأشار إلى أن العراق يتطلع إلى زيادة قدرة التعاملات المالية مع الجانب الروسي خارج نظام "سويفت"، حتى يكون لديه تجارة مع الشرق من خلال هذا النظام وهذا يخفف الضغط على الاختناقات المالية في بعض الحالات.
وحول إمكانية انضمام العراق لـ"بريكس" مستقبلا وتأثير ذلك على المنطقة، قال قصي: "مشروع بريكس واعد، والمنظمة لديها مجموعة من الشروط لكي تنضم وأعتقد أن العراق يحتاج لإعادة تأهيل الأهداف الاقتصادية والأدوات المالية لكي يسمح له بالانضمام للمجموعة، موضحا أن العراق ليس مع منطقة تجاذب دون غيرها لكن عليه أن يقوم ببناء خريطة استثمارية قطاعية لكي تكون هناك منافسة في كل قطاع، وأعتقد أن ميزة الاقتصاد المقابل هي التي ستحدد الأفضلية، فعلى سبيل المثال الاندماج مع الاقتصاد الروسي على مستوى الزراعة وصناعات الحديد والصلب والطاقة النووية، من الممكن أن يكون هذا هو المسار".
المصدر: سبوتنيك
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: أن العراق
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
لا شك أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقا لخبراء.
يرى معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024. ويقول مصدر عسكري أوروبي لوكالة "فرانس برس" إن جزءا من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس "فسيكون الأمر معقدا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، بدون مساعدات جديدة" بالنسبة للأوكرانيين.
ويقول المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو: "إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير".
ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة ليون 3، أن "في معادلة حرب الاستنزاف أنت تضحي إما بالرجال أو بالأرض أو بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما أن تنسحب أو تضحي بالرجال".
في ما يلي أربعة مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأمريكية:
الدفاع المضاد للطائرات
تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها أو بنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.
بعيدا عن خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت أمريكية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز "SAMP/T" حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.
يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن "الصواريخ البالستية مهمة جدا لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا فإن ترامب سيساعد بوتين على قتل المدنيين".
ويشرح ليو بيريا-بينييه من مركز إيفري الفرنسي للأبحاث "مع الباتريوت، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأمريكية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأمريكيين وتسليمها للأوكرانيين أم أن الأمريكيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم".
لتوفير ذخائر الباتريوت، تقوم ألمانيا ببناء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.
ويقول ميشال: "إن أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة "SAMP/T" جيدة جدا ولكنها ليست متنقلة، ويتم إنتاجها بأعداد صغيرة جدا. لابد من زيادة الإنتاج، حتى ولو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا". لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا-بينييه أن "العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين".
ويضيف يوهان ميشال: "إن إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا"، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات "إف-16" و"ميراج 2000-5"، ولديهم مجال لزيادة جهودهم في هذا المجال.
ضربات في العمق
يمكن للمعدات الأمريكية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ "أتاكمس أرض-أرض" التي تطلقها راجمات "هايمارز" التي أعطت واشنطن نحو أربعين منها لأوكرانيا.
ويشير ميشال إلى أنها "إحدى المنصات القليلة في أوروبا".
ويقول بيريا-بينييه: "إن أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين". ويقترح ميشال أن "هناك أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأنا. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية".
ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى "الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك"، مثل صواريخ "سكالب" الفرنسية، و"ستورم شادو" البريطانية.
ولكن بيريا-بينييه يشير إلى أن "المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها".
القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات
في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل.
يقول ميشال: "ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ جافلين الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات "FPV" بشكل جيد".
وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا-بينييه إلى أن "أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءا".
في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بمعدل 1,5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد عن 1,2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.
الاستطلاع/الاستعلام
تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.
ويقول فيسينكو: "من المهم جدا أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية".
ويشير ميشال إلى أن "الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، والعديد منهم يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال".