لجريدة عمان:
2024-09-30@11:20:57 GMT

طوفان الأقصى .. قراءة في السياق والمآل

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

صبحية 7 أكتوبر 2023م.. فاجأت حماس الإسرائيليين والعالم، بهجوم على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، في عملية واسعة أسمتها «طوفان الأقصى».

المقال.. يحاول أن يقرأ مبدئيًا مآلات القضية الفلسطينية إثر هذه العملية المتغيّرة أحداثها كل حين، بسياقاتها: التاريخية والعسكرية والسياسية.

السياق التاريخي: لا يحتاج أن نرجع بعيدًا لنقف على تطور المقاومة الفلسطينية، فيكفي أن نتذكر «انتفاضة الحجارة الأولى»؛ التي انطلقت بتاريخ: 8/ 12/ 1987م، وحماس.

. هي أول من أطلق عليها «الانتفاضة» بتاريخ: 11/ 12/ 1987م، لتصبح مصطلحًا معترفًا به عالميًا، ويدخل بفونيمه العربي قواميس اللغات؛ بما فيها اللغة العِبرية، وهذا يكشف عن العمق النفس-اجتماعي التي استطاعت أن تخترقه المقاومة الفلسطينية في الاجتماع البشري. وكان الأطفال والشباب هم «جنود» الانتفاضة، وهم آباء جيل الطوفان الذي اجتاح إسرائيل.

حماس.. ليست وحدها في المقاومة الفلسطينية، فهناك حركات وفصائل عدة، إلا أن الصدارة لها، وتصدرها يعود لوضعين: تخلي معظم التيارات السياسية عن المقاومة العسكرية بعد أفول اليسار وانحسار القومية العربية. ودخول العالم العربي في مرحلة السلام والتطبيع مع إسرائيل. وهذا يثبت أمرين: الأول.. أن حماس وليدة الإسلام السياسي استفادت من أيديولوجيا هذا التيار دون أن تقع رهينة انغلاقه وتعسفه، إذ جعلت مرتكزها الأساس هو القضية الفلسطينية وبوصلتها تحرير الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن معتقدات وتوجهات من يدعمها، مع عدم ارتهانها له. الثاني.. كانت لديها قدرة على التحرك السياسي في المنطقة، دون أن تتخلى عن هدفها الأعلى وهو تحرير فلسطين، فجعلت القضية الفلسطينية محط اهتمام عالمي، كما أنها خففت من آثار حركة التطبيع في المنطقة على الفلسطينيين.

طوفان الأقصى.. أكد أن مسار المقاومة الفلسطينية يحرز تقدمًا متواصلًا، وأن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي يتحمل فيه الفلسطينيون عبئًا ثقيلًا؛ في الأنفس والبُنية الأساسية لبلدهم، ما هو إلا ضريبة تحررهم. إن مقدار التقدم الذي وصلت إليه المقاومة يعكسه اعتراف إسرائيل بأنها لم تصب بما أصيبت به منذ حرب أكتوبر 1973م، ولذلك؛ أعلنت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لأول مرة منذ خمسين عاماً «حالة الحرب»، وشكّل حكومة طوارئ، ومنيت بأكبر خسارة منذ تلك الحرب؛ بتكلفة مبدئية تقدر بأكثر من سبعة مليارات دولار، و1400 قتيل، و4000 جريح. واعترف قائد أركان الجيش الإسرائيلي بفشل جيشه في مواجهة أحداث اليوم الأول من العملية. كما أن أمريكا وبريطانيا حركت قواتهما إلى المنطقة، وهما لا يفعلان ذلك إلا في الحروب المصيرية. بالإضافة إلى توحّد الموقف الأوروبي المساند لإسرائيل، الذي اعتبر ما قامت به حماس عملًا إرهابيًا. ويؤكد هذا التقدم كذلك قدرة حماس طولَ مسارها النضالي على إيجاد قيادات قوية، فهي تتعرض باستمرار لتصفية قادتها، إلا أنهم يتركون خلفهم قادة أقوى منهم في تسيير المقاومة ومواجهة إسرائيل على أرض المعركة.

السياق العسكري: يلخصه تطور الأحداث؛ من أدوات بدائية كالحجارة والمقلاع، استعملها آباء منفذي الطوفان، إلى صواريخ وجرافات ومسيّرات وطائرات شراعية وخطط عسكرية تضرب العمق الإسرائيلي، وعمليات أمنية تسيطر رقميًا على مواقع إسرائيلية حساسة، في ظرف ثلاثة عقود فقط، مع حصار خانق للفلسطينيين، وحركة تطبيع تقطع وريد أي دعم لوجستي للمقاومة.

ولأول مرة كذلك؛ تواجه إسرائيل من المقاومة «عملية أمنية مزدوجة»، حيث استطاعت حماس تحصين جبهتها من الاختراق، مع اختراقها إسرائيل، فما قامت به من تحديد وقت ومكان وآلية تنفيذ طوفانها بسرّية تامة، لا يمكن من منظور أمني أن يحصل دون اختراقها الجانب الإسرائيلي.

طوفان الأقصى.. قام على «الصدمة الكبرى»، ولتحقق أكبر قدر من أهدافها ارتكزت على:

- المباغتة.. فلم يكن بحسبان الإسرائيليين ولا غيرهم أن تقوم حماس بهجوم مباغت بهذا الحجم والنوع. وهذه المباغتة ليست في التوقيت، كيوم السبت راحة اليهود فحسب، وإنما في مكان المعركة أيضاً، فإسرائيل.. ضربت بينها وبين غزة سياجًا أمنيًا وعسكريًا مستحِكم المراقبة؛ استطاعت حماس أن تحدد الثغرة المناسبة لنقبه. وهي أيضا مباغتة للقبة الحديدية؛ بتحطيم «أسطورة الدرع الذي لا يخترق».

- السرعة الخاطفة.. ظهرت في السيطرة على غلاف غزة، والقدرة على نقل المعركة إلى أماكن أخرى في إسرائيل، وقد استمر الطوفان محافظا على سرعته وتماسكه لأيام. هذه السرعة تمثلت في الاستيلاء على المواقع المستهدَفة، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالإسرائيليين، وفي سوق الأسرى؛ بما فيهم الجنود الإسرائيليون، إلى غزة، وإخفائهم دون أن تتمكن إسرائيل من رصد حركتهم وأماكن وجودهم. وهذه حالة لا تتمكن منها إلا الجيوش عالية التدريب والجاهزية.

- الإرعاب.. المباغتة والسرعة الخاطفة وأسر العسكريين الإسرائيليين في مبتدأ الطوفان، زلزل نفوس المستوطنين الذين هاموا على وجوههم بالآلاف، وأرعب القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي أصيبت بالذهول، واضطربت في تدارك الوضع؛ خاصة خلال الأيام الأولى من الطوفان. ومع ذلك.. حافظت المقاومة إلى حدٍّ كبير على أخلاقيات الحرب؛ رغم محاولة الإعلام الصهيوني تشويه صورتها.

- حرب المدن.. وهي تكتيك ذو قدرة فائقة على التخفي في المدن، بحيث تصبح الملاحقة شبه مستحيلة على العدو، مما جعل القوات الإسرائيلية غير قادرة على ضرب مواقع حماس، وما تفعله هو قتل المدنيين وتدمير غزة.

- ذكرى 6 أكتوبر 1973م.. لإيقاع أكبر أثر من الصدمة؛ جاءت ساعة الصفر للعملية في 7 أكتوبر، فهو يوم أسود للإسرائيليين لهزيمتهم بيد القوات المصرية، وقد وضعوا استراتيجياتهم بعدم تكراره، إلا أن الطوفان اكتسح هذه الاستراتيجيات العتيدة، وانتصر عليهم.

بسبب التقدم الذي أحرزته المقاومة الفلسطينية في الجانب العسكري؛ ليس من السهولة لإسرائيل ومعها الغرب تفكيك المنظومة العسكرية لحماس، بل النظر الواقعي يشير بأنها ستدخل مرحلة جديدة من التسلّح العسكري والخطط الحربية، بما يجعل فصائل المقاومة ذات قدرات جيش دولة.

السياق السياسي: منذ اتفاقية كامب ديفيد 1978م، كان الوضع السياسي الدولي يتحرك في غير صالح المقاومة الفلسطينية، ولم يبقَ داعم لها إلا إيران. لكن على مستوى عملية السلام؛ تحركت السلطة الفلسطينية ومعها الدول العربية في مسار «حل الدولتين»، بحدود 1967م والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. أما جناحا الصراع: إسرائيل والمقاومة فلا يؤمنان به، ولذلك؛ كانت المحادثات قائمة لإقناعهما به. فهل سيقوض طوفان الأقصى هذه المساعي؟ بالنسبة للسلطة الفلسطينية والدول العربية.. ليس من الوارد أن تغيّر موقفها، بل قد تستغل الوضع للضغط على الطرفين لتحقيق هذا الحل. أما إسرائيل التي مُرغت هيبتها في التراب، ستصر على استردادها بالتدمير العسكري الشامل والمناورات السياسية؛ لتفكيك حماس والمقاومة الفلسطينية، وهذا ما نرى الحشد له الآن، ولن تقف إلا إن حسمت المقاومة المعركة لصالحها، وفرضت واقعًا جديدًا تجبر إسرائيل عليه. وبالنسبة لحماس.. التي من غير الوارد دخولها في «حل الدولتين»؛ فإن الطوفان أكد لها فاعلية السير في طريق التحرير، لاسيما إن انتصرت في المعركة.

هناك احتمال مطروح لدى المحللين السياسيين؛ بأن الحرب قد تتمدد في المنطقة لتشمل أطرافًا دولية. هذا يتحدد بالاجتياح الإسرائيلي برا المدعوم أمريكيا وأوروبيا لغزة، ولكن هذا بحد ذاته فخ تنتظره المقاومة، ولابد أنها أخذت في حسبانها إلحاق الهزيمة بالقوات الإسرائيلية، مما قد يجعل الحرب تخرج عن نطاقها الفلسطيني وتتمدد دولياً، لاسيما إذا دخل حزب الله في المعركة.

ختامًا.. إن المآل الذي يستتبع طوفان الأقصى مؤلم للشعب الفلسطيني في سياق مقاومته الطويلة، إلا أنه رسم مرحلة جديدة في خارطة تحرير بلاده. أسأل الله اللطف بالشعب الفلسطيني، وأن تنتهي الأزمة برفع الظلم عن هذا الشعب الصامد منذ قرن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى إلا أن

إقرأ أيضاً:

أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى

بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة، أطلق حزب الله اللبناني بدوره عمليات قصف متواصلة من جنوب لبنان باتجاه الجبهة الشمالية لإسرائيل، في ما أسماه جبهة إسناد لغزة.

وقد شنت إسرائيل غارات في مناسبات عدة على الأراضي اللبنانية بعضها استهدف ما قال الجيش الإسرائيلي إنها أهداف عسكرية تابعة لحزب الله، وبعضها استهدف قياديين في الحزب أغلبهم تم اغتيالهم في قصف للضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي ما يلي أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى، التي تلاها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر شهورا.

وسام حسن طويل (الحاج جواد)

وسام حسن طويل (الملقب بالحاج جواد) أول قائد اغتالته إسرائيل منذ بداية مواجهة طوفان الأقصى. ولد عام 1970 في مدينة صور اللبنانية، والتحق بحزب الله في ريعان شبابه.

تولى عدة مناصب قيادية في الحزب، إذ أشرف على ملف العمليات الخارجية وملف التصنيع العسكري، وكان عضوا في مجلس الشورى المركزي للحزب.

وقد استهدفت مسيّرات إسرائيلية سيارة وسام طويل في 8 يناير/كانون الثاني 2024 في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، الواقعة على بعد حوالي 11 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، ما أدى إلى مقتله وإصابة شخص آخر كان برفقته.

سامي طالب عبد الله (الحاج أبو طالب)

ولد سامي طالب عبد الله -الملقب بالحاج أبو طالب- عام 1969 في بلدة عدشيت جنوب لبنان، وهو قائد وحدة النصر المسؤولة على القطاع الشرقي، وأشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

قتل سامي طالب في يونيو/حزيران 2024 رفقة المقاومين محمد حسين صبرا وعلي سليم صوفان في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جويا جنوب لبنان.

محمد ناصر

قيادي عسكري في حزب الله اللبناني، يلقب بـ"الحاج أبو نعمة" ولد عام 1965 في بلدة حداثا بجنوب لبنان، وكان أحد أبرز قادة وحدة عزيز (في قوة الرضوان) المسؤولة عن القطاع الغربي.

انضم إلى حزب الله عام 1986 وتدرج في مناصبه، وبدأ مسيرته العسكرية بالمشاركة في العديد من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي أثناء فترة احتلاله جنوب لبنان، وأبرزها حرب يوليو/تموز 2006، كما شارك مع مقاتلي حزب الله في مساندة النظام السوري ضد المعارضة المسلحة من 2011 إلى 2016 بعد اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011.

تولى مسؤولية وحدة عزيز عقب مقتل القائد حسن محمد الحاج في سوريا عام 2015، وأشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل أثناء فترة إسناد طوفان الأقصى وأصيب فيها.

شارك في توجيه العمليات العسكرية التي تستهدف إسرائيل من خلال الطائرات المسيّرة أو الصواريخ أو العمليات المركّبة. وفي يوليو/تموز 2024 أعلن حزب الله مقتله بمسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صور بجنوب لبنان.

فؤاد شكر

ولد فؤاد شكر المعروف أيضا باسم "الحاج محسن"، في بلدة النبي شيت بمنطقة بعلبك شرق لبنان في 25 أبريل/نيسان 1961، وهو قيادي عسكري في حزب الله، ومن الجيل المؤسس له.

شارك فؤاد شكر في معركة خلدة ضد الاحتلال أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأدار عملية إرسال عسكريين من حزب الله إلى البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995.

كان المسؤول العسكري المركزي الأول لحزب الله بداية تأسيسه في ثمانينات القرن العشرين، وشغل عضوية الشورى المركزية للحزب إضافة إلى عضوية المجلس الجهادي، أعلى هيئة عسكرية.

وكان فؤاد شكر كبير مستشاري الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إنه كان "مستشاره لتخطيط وتوجيه العمليات في زمن الحرب". وتضيف أنه هو المشرف الفعلي على مواجهة الحزب مع إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى.

ساعد فؤاد شكر مقاتلي الحزب وقوات الجيش السوري في الحملة العسكرية ضد قوات المعارضة في سوريا، بعد الثورة التي طالبت بإسقاط الرئيس بشار الأسد عام 2011.

وتتحدث التقارير أيضا عن أن "الحاج محسن" كان هو المسؤول عن برنامج الصواريخ الدقيقة في حزب الله، وكان مطلوبا من الإدارة الأميركية، وصنفته عام 2019 في قائمة المتهمين بالإرهاب.

وقد عرضت واشنطن عام 2017 خمسة ملايين دولار للوصول إليه. ووصفه مايك بنس نائب الرئيس الأميركي آنذاك بأنه "أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية" في بيروت عام 1983.

ويقصد بنس تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ببيروت في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا وإصابة 128 آخرين.

في يوم 30 يوليو/تموز 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال فؤاد شكر في غارة شنتها طائراته على مبنى بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد الحزب اغتياله وأقام بعد يومين من ذلك حفلا لتبينه.

إبراهيم عقيل

إبراهيم عقيل – المعروف أيضا باسم إبراهيم تحسين- قيادي عسكري في حزب الله، ولد في بلدة بدنايل بقضاء بعلبك يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1962.

التحق بحزب الله منذ ثمانينيات القرن العشرين، وكان ضمن الوحدة المسؤولة عن تفجير السفارة الأميركية في بيروت أبريل/نيسان 1983 وهو التفجير الذي قتل فيه 63 شخصا، بينهم 52 موظفا لبنانيا وأميركيا. كما شارك في الهجوم على ثكنات المارينز في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

كان إبراهيم عقيل عضوا في المجلس الجهادي لحزب الله، وتقول مصادر إعلامية إنه كان له أيضا نشاط عسكري كبير في سوريا بعد دخول حزب الله على خط الصراع المسلح بين النظام السوري والمعارضة.

في 20 سبتمبر/أيلول 2024 أعلنت إسرائيل اغتيال إبراهيم عقيل بصاروخين أطلقتهما طائرة من طراز "إف 35"  على شقة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

أحمد وهبي

ولد أحمد وهبي عام 1964 في بلدة عدلون بجنوب لبنان، التحق بحزب الله منذ تأسيسه، وشارك في عدد من العمليات العسكرية جنوب البلاد، قبل أن يقود تدريب قوة الرضوان.

شارك في عدد من العمليات العسكرية جنوبي لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي أسره عام 1984. وكان من القادة الميدانيين في عملية "كمين أنصارية" الذي استهدف وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلية "شايطيت 13" في بلدة أنصارية عام 1997، وقتل فيها نحو 12 عسكريا إسرائيليا.

تولى خلال مسيرته مع حزب الله عددا من المسؤوليات القيادية في وحدة التدريب المركزي حتى عام 2007، وكان له دور محوري في تطوير القدرات البشرية للمقاومة.

وكلت إليه مسؤولية تدريب قوة الرضوان من 2012 حتى 2024، وعامها قاد العمليات العسكرية للقوة على جبهة الإسناد اللبنانية لمعركة "طوفان الأقصى"، وعقب مقتل وسام طويل تولى مسؤولية وحدة التدريب المركزي حتى اغتياله.

وفي 20 سبتمبر/أيلول 2024 أعلن حزب الله مقتل أحمد وهبي وإبراهيم عقيل و14 مقاتلا آخرين في غارة إسرائيلية على شقة بمنطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية.

إبراهيم قبيسي

ولد إبراهيم قبيسي -الذي يلقب بـ"الحاج أبو موسى"- في بلدة زبدين جنوبي لبنان يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 1962.

انضم إلى حزب الله منذ انطلاقته عام 1982، وتدرج فيه حتى تولى مسؤولية وحدة بدر العسكرية شمالي نهر الليطاني، وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية في الحزب.

أشرف قبيسي على عدد من عمليات المقاومة ضد إسرائيل، وخطط لعدد منها، أبرزها كان عند توليه مسؤولية الجناح العسكري "محور الإقليم" بين عامي 1998 و2000.

ومع مطلع القرن الـ21، تولى مسؤولية "وحدة بدر العسكرية" شمالي نهر الليطاني حتى عام 2018، وقال الجيش الإسرائيلي لحظة إعلان اغتياله إنه كان "قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله".

في 24 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت إسرائيل قبيسي بغارة جوية نفذتها على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية. وأكد حزب الله مقتله ونعاه في بيان.

محمد حسين سرور

ولد محمد حسين سرور -الذي كان يحمل لقب الحاج أبو صالح- في الثامن من يوليو/تموز 1973 في بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان، وتخرج في الجامعة اللبنانية بشهادة في تخصص الرياضيات.

انضم إلى حزب الله منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وتلقى عديدا من الدورات التدريبية في العمل العسكري وفي أساليب القيادة العسكرية، وشارك في عديد من عمليات المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل.

قال عنه الجيش الإسرائيلي -في بيان بعد اغتياله- إنه "روج ووجه وقاد تنفيذ المخططات الجوية بالمسيرات وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار" التي استهدفت الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وأضاف البيان الإسرائيلي أن سرور "يعد أحد رواد مشاريع إنتاج الطائرات المسيرة في لبنان"، وأنه "أنشأ مواقع لإنتاج المسيرات الانقضاضية والمسيرات المكلفة بجمع المعلومات".

من جانبه، قال حزب الله -في نعيه لمحمد حسين سرور- إنه كان من "الضباط الأساسيين" في العمليات العسكرية التي خاضها الحزب في سوريا منذ عام 2011 مع النظام ضد الثورة السورية في مختلف المحافظات.

وأضاف أنه قاد العمليات العسكرية للقوة الجوية لحزب الله على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى.

ومن جهتها، قالت وسائل إعلام سعودية إن سرور قدم الدعم والتدريب العسكري لجماعة الحوثيين في اليمن، وساهم في بناء قوتها العسكرية، واتهمته بالتورط في الإعداد لبعض الهجمات التي شنتها الجماعة على الأراضي السعودية.

يوم 26 سبتمبر/أيلول 2024، اغتال الجيش الإسرائيلي محمد حسين سرور في غارة نفذتها طائرة من نوع "إف-35" أطلقت 3 صواريخ على مبنى سكني في حي القائم بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن المبنى الذي اغتيل فيه القائد في حزب الله مؤلف من 10 طوابق، ويقع قرب مسجد القائم ومدرسة القديس عند تقاطع حي الرويس.

مقالات مشابهة

  • الأحزاب المناهضة للعدوان تنعى قائد المقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تنعي أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تنعى حسن نصر الله وتدين جريمة الاحتلال.. شهيد في معركة الطوفان
  • حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا
  • أرواح الطوفان.. كتاب جديد لمركز الزيتونة يوثِّق للمقاومة في غزة
  • حركة حماس ناعية نصر الله: قضى شهيداً وهو داعم ومؤيد للشعب الفلسطيني
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى