لجريدة عمان:
2024-10-06@11:00:38 GMT

يجب إيقاف إسرائيل عن ارتكاب الفظائع

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

أرسل لي صديق رسالة نصيّة يقول فيها: (نحن نشهد أسوأ هجوم على الإنسانية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى)

ففي يوم السبت، شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص، من بينهم 247 جنديا. تعهدت إسرائيل بالانتقام وقطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة، وبدأت في قصف القطاع.

قالت وزارة الصحة في غزة: إن عدد القتلى في غزة من عمليات إسرائيل العسكرية بلغ حوالي 2750 شخصًا (حصيلة محدثة)

في الوقت الذي يعبّر فيه الإسرائيليون واليهود عن رعبهم وصدمتهم وحزنهم، فإن الفلسطينيين يشيرون إلى أن آلامهم وموتهم بسبب تصرفات الدولة الإسرائيلية قد تم تجاهلها لسنوات. خارج ساحة المعركة في الميدان، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هناك تعليقات صادمة من قبل الأشخاص الذين يؤيدون علانية العنف والإبادة الجماعية، ففي حين يتهم الأشخاص الذين يدعمون سلامة مواطني إسرائيل بأنهم مستعمرون صهيونيون، يُتّهمُ أولئك الذين يدعمون سلامة وحقوق الإنسان الفلسطيني بأنهم متعاطفون مع عنف حماس، وأن ردة فعلهم تجاه ذبح الأبرياء باردة.

وهنا يتم تحريف اللغة، فالأشخاص الذين يستعملون مصطلحات «إنهاء الاستعمار» و«التحرير» في وصف نضال الفلسطينيين من أجل حقوق الإنسان أخرجت عباراتهم من سياقها، واتهموا بالدفاع عن عنف حماس، وهذا التوجه لا يسكت النقاش حول الاحتلال غير القانوني وغير العادل وغير الأخلاقي للأراضي الفلسطينية فحسب، بل يتضمن أيضا خوفا غير منطقي متعمّقا في اللاوعي الإنساني من الأقليات المضطهدة في أي مكان تقدم فيه هذه الأقليات على الانتقام باستعمال العنف.

لا تتعامل مؤسساتنا الغربية مع هذه الأحداث بوضوح، ولكن بمعايير مزدوجة، فالفلسطينيون الذين فقدوا أفراد أسرهم، يُدعون إلى الظهور على شاشة التلفزيون، وفي وسط مأساتهم يُسألون ما إذا كانوا يدعمون حماس أم لا، فهل نسأل الإسرائيليين إذا ما كانوا حزينين على المدنيين والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي مسؤولي الدولة في بلدهم؟ قام الصحفيون الذين نصّبوا أنفسهم قضاة بالحقيقة بتضخيم ادعاءات لم يتم التحقق منها، منها أن حماس قامت بقطع رأس 40 طفلا، وبداية من صباح يوم الجمعة، لم تكن هناك صور أو تأكيد حكومي يدعم هذه الادعاءات.

لقد كان هجوم حماس مروعا، وبالنسبة للعديد من أصدقائي اليهود، فإنه يمثل كابوسا، فلقد تواصلت مع (جوناثان ميتزل)، وهو صديق وطبيب ومؤلف كتاب «احتضار العرق الأبيض»، حول كيفية معالجة هذه الأحداث.

قال لي: «في تاريخ عائلتي خلال الهولوكوست، هرب عدد قليل من أقاربي إلى فلسطين في ذلك الوقت، هربوا من غرف الغاز، والبقية التي ظلت في أوروبا قتلوا جميعا. لقد فقدنا 90 من الأقارب في غرف الغاز تلك. وهكذا مع وجود إسرائيل، ثمة شعور أنه إذا ساءت الأمور، فهناك مكان سيقبلني، وهذا هو الفضاء الذي تحتله إسرائيل حتى يلجأ إليه الكثير من الناس».

إن أي إنسان يتعاطف مع فطرة الحاجة إلى السلامة، فلا يجب على المرء أن يكون يهوديا أو إسرائيليا ليعبر عن التعاطف مع أولئك الذين يعيشون في الأزمة الحالية، ولا ينبغي لأي إنسان أن يعيش مع مثل هذا الخوف المميت الذي سترويه الأجيال المتعددة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعل قادة العالم يضعون قوانين دولية لحقوق الإنسان، والتي يبدو أنه يتم تجاهلها في هذا الصراع من قبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.

وهذا هو السبب أيضا في أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقف إلى جانب إسرائيل والسماح لها بفرض العقوبة الجماعية التي أعلنت عن نيتها في تنفيذها، ولا يمكنها الوقوف إلى جانب المسؤولين الإسرائيليين الذين يتحدثون بلغة الإبادة الجماعية، ويهددون بتنفيذها ضد الفلسطينيين.

أمر المسؤولون الإسرائيليون يوم الجمعة أكثر من مليون شخص في شمال غزة بالإخلاء في غضون 24 ساعة، وهو طلب وصفته الأمم المتحدة بأنه «كارثي»، وكما ذكر زملائي أنه بعد إغلاق مخارج قطاع غزة نحو إسرائيل ومصر، حولت العمليات العسكرية الانتقامية قطاع غزة الضيق، الذي يبلغ طوله 25 ميلًا، إلى فخ حقيقي للموت».

قال العالم، في آخر مرة استهدف فيها الملايين من الناس وحوصروا بناءً على هويتهم: إن ذلك «لن يحدث مرة أخرى». ابتداء من يوم الجمعة، قالت الولايات المتحدة إن تركيزها الآن على إنشاء «مناطق آمنة» لأهل غزة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يدينوا إسرائيل، وإذا ما شرعت إسرائيل في تنفيذ تهديداتها بتحويل غزة إلى طريق مسطح، فمن الواضح أن عبارة «لن يحدث مرة أخرى» التي قالها العالم من قبل لا تنطبق أبدًا على حياة العرب والمسلمين.

إن فلسفة (necropolotics) أي الفلسفة العالمية في استحقاق الموت والحياة تطبق بحذافيرها في هذا الصراع، وهي فلسفة تحدد من حياتهم مهمة ومن حياتهم ليست بمهمة.

شبه البعض هذه الأحداث بـ«11 سبتمبر» لإسرائيل، وهو تشبيه يثير مشاعري كوني أمريكية، إذ دفع ذلك الهجوم الأمريكيين إلى شيطنة العرب والمسلمين، وإلى تضخيم الصناعة العسكرية، والانخراط في «حرب على الإرهاب» قتلت أكثر من 7000 جندي أمريكي، و 200 ألف مدني عراقي، و 70 ألف مدني أفغاني.

آمل أن تتعلم «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»! من أخطاء الولايات المتحدة وفظائعها، وأن تنهي الاحتلال، وتتخلص من فساد اليمين المتطرف المتمثل في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتدعو إلى وقف إطلاق النار؛ لأن الوضع الراهن من العنف إذا ما استمر كما هو الآن، فإن الفائز الوحيد سيكون تجار الأسلحة، أما بقية العالم فسيفقد إنسانيته المشتركة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا

 

كشفت وسائل إعلام غربية عن الأسلوب الذي تمكنت من خلاله إسرائيل من اختراق “حزب الله” استخباراتيًا، وربطت ذلك بدور الحزب في الحرب السورية حيث دعم الحزب النظام السوري في النزاع.

في تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز“، ذكرت أن زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، نجا من ثلاث محاولات اغتيال خلال حرب لبنان عام 2006، ولكنه لم يستطع الإفلات من الضربة التي استهدفت مقر الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل عدد من القادة، أبرزهم قائد منطقة الجنوب علي كركي. وطرحت الصحيفة تساؤلات حول الفارق بين هذه الحرب وسابقتها.

 

أشارت الصحيفة إلى آراء مسؤولين سابقين وحاليين أكدوا أن الفارق الرئيسي يكمن في التطور الكبير الذي شهدته الاستخبارات الإسرائيلية، التي ظهرت بشكل واضح في عملية اغتيال قائد أركان “حزب الله”، فؤاد شكر، في يوليو الماضي.

 

ووفقاً لتلك المصادر، يُعتبر هذا التطور جزءاً من جهود أوسع للاستخبارات الإسرائيلية في أعقاب حرب لبنان الثانية عام 2006. فقد تمكنت “الوحدة 8200” وجهاز الاستخبارات العسكرية من جمع كميات هائلة من المعلومات حول “حزب الله”، وهو ما كان غائباً عن إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان في عام 2000، الذي اعتبر حينها نصراً للحزب.

 

وتقول الضابطة الإسرائيلية أيسن إن “الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اضطرت لتعويض هذا النقص بتوسيع نطاق تصورها لـ”حزب الله” ليشمل طموحاته السياسية وعلاقاته المتنامية مع إيران ونظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى دوره العسكري” . وأشارت إلى أن “إسرائيل بدأت تتعامل مع حزب الله كجيش إرهابي متكامل، بدلاً من التعامل معه كمنظمة عدائية صغيرة”.

 

ووفقًا لـ”فايننشال تايمز”، فإن التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا لدعم النظام السوري منذ 2012 منح إسرائيل فرصة لتوسيع عملياتها الاستخباراتية، إذ تمكنت من تتبع نشاطات الحزب ومعرفة المسؤولين عن عملياته، ومن يتم ترقيته ومن يتورط في الفساد.

 

ورغم اكتساب مقاتلي الحزب خبرة قتالية خلال الصراع في سوريا، فإن هذا التوسع الكبير في صفوفه أدى إلى فتح ثغرات أمام الاختراقات الإسرائيلية. فبحسب المحللة راندا سليم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، “كانت الأزمة السورية بداية توسع حزب الله، لكنها أضعفت آليات الرقابة الداخلية، مما أتاح فرصًا للتسلل”.

 

من جانب آخر، أضافت الصحيفة أن الحرب السورية التي بدأت عام 2011 أوجدت كماً هائلاً من المعلومات المتاحة للعامة، والتي استفادت منها الاستخبارات الإسرائيلية. وكان من بين تلك المعلومات “ملصقات الشهداء” لمقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا في سوريا، والتي تضمنت تفاصيل دقيقة عنهم، مثل مكان مقتلهم ودوائرهم الاجتماعية، ما سهّل عملية التعرف على هيكلية الحزب.

 

وختمت الصحيفة بتصريح لمسؤول لبناني سابق في بيروت، الذي قال إن انخراط “حزب الله” في سوريا واحتكاكه بأجهزة استخبارات دولية كان له ثمن، حيث اضطر الحزب للتواصل مع تلك الأجهزة بطريقة لم تكن لتحدث لولا مشاركته في الحرب السورية.

 

مقالات مشابهة

  • "ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟" يفوز بجائزة بمهرجان سلا لفيلم المرأة
  • الجارديان: متى تنتهي الفظائع الإسرائيلية رغم مرور عام على طوفان الأقصى؟
  • الفيفا يفتح تحقيقين في إمكانية “إيقاف إسرائيل”
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من “طوفان الأقصى”
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"
  • الفيفا يفتح تحقيقين في إمكانية "إيقاف إسرائيل"
  • أكاديمي بارز يحذر من ارتكاب نتنياهو خطأ بوش في غزو العراق.. ماذا قال؟
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • المستقبل بعد الحرب على حماس وحزب الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!