يجب إيقاف إسرائيل عن ارتكاب الفظائع
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أرسل لي صديق رسالة نصيّة يقول فيها: (نحن نشهد أسوأ هجوم على الإنسانية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى)
ففي يوم السبت، شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص، من بينهم 247 جنديا. تعهدت إسرائيل بالانتقام وقطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة، وبدأت في قصف القطاع.
في الوقت الذي يعبّر فيه الإسرائيليون واليهود عن رعبهم وصدمتهم وحزنهم، فإن الفلسطينيين يشيرون إلى أن آلامهم وموتهم بسبب تصرفات الدولة الإسرائيلية قد تم تجاهلها لسنوات. خارج ساحة المعركة في الميدان، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هناك تعليقات صادمة من قبل الأشخاص الذين يؤيدون علانية العنف والإبادة الجماعية، ففي حين يتهم الأشخاص الذين يدعمون سلامة مواطني إسرائيل بأنهم مستعمرون صهيونيون، يُتّهمُ أولئك الذين يدعمون سلامة وحقوق الإنسان الفلسطيني بأنهم متعاطفون مع عنف حماس، وأن ردة فعلهم تجاه ذبح الأبرياء باردة.
وهنا يتم تحريف اللغة، فالأشخاص الذين يستعملون مصطلحات «إنهاء الاستعمار» و«التحرير» في وصف نضال الفلسطينيين من أجل حقوق الإنسان أخرجت عباراتهم من سياقها، واتهموا بالدفاع عن عنف حماس، وهذا التوجه لا يسكت النقاش حول الاحتلال غير القانوني وغير العادل وغير الأخلاقي للأراضي الفلسطينية فحسب، بل يتضمن أيضا خوفا غير منطقي متعمّقا في اللاوعي الإنساني من الأقليات المضطهدة في أي مكان تقدم فيه هذه الأقليات على الانتقام باستعمال العنف.
لا تتعامل مؤسساتنا الغربية مع هذه الأحداث بوضوح، ولكن بمعايير مزدوجة، فالفلسطينيون الذين فقدوا أفراد أسرهم، يُدعون إلى الظهور على شاشة التلفزيون، وفي وسط مأساتهم يُسألون ما إذا كانوا يدعمون حماس أم لا، فهل نسأل الإسرائيليين إذا ما كانوا حزينين على المدنيين والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي مسؤولي الدولة في بلدهم؟ قام الصحفيون الذين نصّبوا أنفسهم قضاة بالحقيقة بتضخيم ادعاءات لم يتم التحقق منها، منها أن حماس قامت بقطع رأس 40 طفلا، وبداية من صباح يوم الجمعة، لم تكن هناك صور أو تأكيد حكومي يدعم هذه الادعاءات.
لقد كان هجوم حماس مروعا، وبالنسبة للعديد من أصدقائي اليهود، فإنه يمثل كابوسا، فلقد تواصلت مع (جوناثان ميتزل)، وهو صديق وطبيب ومؤلف كتاب «احتضار العرق الأبيض»، حول كيفية معالجة هذه الأحداث.
قال لي: «في تاريخ عائلتي خلال الهولوكوست، هرب عدد قليل من أقاربي إلى فلسطين في ذلك الوقت، هربوا من غرف الغاز، والبقية التي ظلت في أوروبا قتلوا جميعا. لقد فقدنا 90 من الأقارب في غرف الغاز تلك. وهكذا مع وجود إسرائيل، ثمة شعور أنه إذا ساءت الأمور، فهناك مكان سيقبلني، وهذا هو الفضاء الذي تحتله إسرائيل حتى يلجأ إليه الكثير من الناس».
إن أي إنسان يتعاطف مع فطرة الحاجة إلى السلامة، فلا يجب على المرء أن يكون يهوديا أو إسرائيليا ليعبر عن التعاطف مع أولئك الذين يعيشون في الأزمة الحالية، ولا ينبغي لأي إنسان أن يعيش مع مثل هذا الخوف المميت الذي سترويه الأجيال المتعددة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعل قادة العالم يضعون قوانين دولية لحقوق الإنسان، والتي يبدو أنه يتم تجاهلها في هذا الصراع من قبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
وهذا هو السبب أيضا في أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقف إلى جانب إسرائيل والسماح لها بفرض العقوبة الجماعية التي أعلنت عن نيتها في تنفيذها، ولا يمكنها الوقوف إلى جانب المسؤولين الإسرائيليين الذين يتحدثون بلغة الإبادة الجماعية، ويهددون بتنفيذها ضد الفلسطينيين.
أمر المسؤولون الإسرائيليون يوم الجمعة أكثر من مليون شخص في شمال غزة بالإخلاء في غضون 24 ساعة، وهو طلب وصفته الأمم المتحدة بأنه «كارثي»، وكما ذكر زملائي أنه بعد إغلاق مخارج قطاع غزة نحو إسرائيل ومصر، حولت العمليات العسكرية الانتقامية قطاع غزة الضيق، الذي يبلغ طوله 25 ميلًا، إلى فخ حقيقي للموت».
قال العالم، في آخر مرة استهدف فيها الملايين من الناس وحوصروا بناءً على هويتهم: إن ذلك «لن يحدث مرة أخرى». ابتداء من يوم الجمعة، قالت الولايات المتحدة إن تركيزها الآن على إنشاء «مناطق آمنة» لأهل غزة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يدينوا إسرائيل، وإذا ما شرعت إسرائيل في تنفيذ تهديداتها بتحويل غزة إلى طريق مسطح، فمن الواضح أن عبارة «لن يحدث مرة أخرى» التي قالها العالم من قبل لا تنطبق أبدًا على حياة العرب والمسلمين.
إن فلسفة (necropolotics) أي الفلسفة العالمية في استحقاق الموت والحياة تطبق بحذافيرها في هذا الصراع، وهي فلسفة تحدد من حياتهم مهمة ومن حياتهم ليست بمهمة.
شبه البعض هذه الأحداث بـ«11 سبتمبر» لإسرائيل، وهو تشبيه يثير مشاعري كوني أمريكية، إذ دفع ذلك الهجوم الأمريكيين إلى شيطنة العرب والمسلمين، وإلى تضخيم الصناعة العسكرية، والانخراط في «حرب على الإرهاب» قتلت أكثر من 7000 جندي أمريكي، و 200 ألف مدني عراقي، و 70 ألف مدني أفغاني.
آمل أن تتعلم «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»! من أخطاء الولايات المتحدة وفظائعها، وأن تنهي الاحتلال، وتتخلص من فساد اليمين المتطرف المتمثل في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتدعو إلى وقف إطلاق النار؛ لأن الوضع الراهن من العنف إذا ما استمر كما هو الآن، فإن الفائز الوحيد سيكون تجار الأسلحة، أما بقية العالم فسيفقد إنسانيته المشتركة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ميزة جديدة.. يوتيوب يختبر إيقاف الإشعارات للقنوات التي لا تشاهدها
في خطوة قد تؤثر على متابعي المحتوى، بدأ يوتيوب في اختبار ميزة جديدة تقوم بإيقاف بعض الإشعارات للقنوات التي تنشر بشكل متكرر، حتى لو كان المستخدم قد قام بتفعيل إشعارات "الكل" لهذه القنوات.
ما الذي يتغير؟وفقًا لما أعلنه فريق يوتيوب، فإن هذا الاختبار يستهدف القنوات التي يقوم المستخدمون بتفعيل الإشعارات لها، ولكنهم لا يتفاعلون معها بشكل متكرر.
فإذا كنت لا تفتح إشعارات قناة معينة كثيرًا، فقد يتوقف يوتيوب عن إرسالها إليك، بينما ستظل الإشعارات متاحة عبر صندوق الإشعارات داخل التطبيق.
من المتأثر بهذه التجربة؟بحسب التقارير الاشخاص الذين تنشر القنوات كثيرًا وقد لا يتفاعل معها المستخدمون بانتظام، وايضًا المستخدمون الذين قاموا بتفعيل إشعارات قناة معينة ولكنهم نادرًا ما يفتحونها.
أما القنوات التي تنشر بشكل غير متكرر، فلن تتأثر بهذه التجربة، وسيظل المشاهدون النشطون الذين يتفاعلون مع الإشعارات يحصلون عليها كالمعتاد.
حتى الآن، لم يعلن يوتيوب عن أي طريقة لمعرفة ما إذا كنت تفقد بعض الإشعارات بسبب هذا الاختبار.
فيما يجب أن يكون التحكم في الإشعارات قرار المستخدم، وليس المنصة، مما قد يثير استياء بعض المشاهدين الذين يفضلون متابعة قنواتهم المفضلة حتى لو لم يشاهدوا المحتوى فورًا.
لماذا يجري يوتيوب هذا الاختبار؟وفقًا لتصريحات أحد أعضاء فريق يوتيوب، الهدف من هذه التجربة هو تقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الإشعارات، حيث أن بعض المستخدمين قد يعطلون إشعارات يوتيوب تمامًا، مما يمنع القنوات من الوصول حتى إلى جمهورها الأكثر تفاعلًا.
حتى الآن، لم يحدد يوتيوب مدة استمرار هذا الاختبار أو ما إذا كان سيتم تطبيقه على نطاق أوسع مستقبلاً.