لجريدة عمان:
2024-07-02@09:05:03 GMT

قبة إسرائيل الحديدية بعد هجوم حماس

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

لإسرائيل -بسبب التحديات الفريدة التي يواجهها أمنها القومي- تاريخ طويل في تطوير تقنيات وقدرات دفاعية حديثة ذات فعالية كبيرة. ومن الأمثلة البارزة على القوة العسكرية الإسرائيلية نظام «القبة الحديدية» للدفاع الجوي، الذي وصِف على نطاق واسع بأنه أفضل دفاع في العالم ضد الصواريخ والقذائف.

غير أن إسرائيل فوجئت، في السابع من أكتوبر 2023، بهجوم صاروخي واسع النطاق شنته حركة حماس الفلسطينية المتمركزة في غزة.

فقد أطلقت الجماعة -بحسب التقارير- عدة آلاف من الصواريخ على عدد من الأهداف في جميع أنحاء إسرائيل. وبرغم عدم توفر تفاصيل دقيقة، فمن الواضح أن عددا غير قليل من صواريخ حماس قد اخترقت الدفاعات الإسرائيلية، وألحقت أضرارا جسيمة وخسائر بشرية.

أنا مهندس طيران متخصص في دراسة الأنظمة الفضائية والدفاعية. وثمة سبب بسيط لعدم فعالية استراتيجية الدفاع الإسرائيلية على النحو الكامل في مواجهة هجوم حماس. ومن أجل فهم السبب، لا بد أولا من فهم أساسيات أنظمة الدفاع الجوي.

يتكون أي نظام دفاع جوي من ثلاثة عناصر رئيسية. أولا، هناك رادارات لكشف وتحديد وتتبع الصواريخ القادمة. وتتراوح نطاقات هذه الرادارات. ويعتبر رادار القبة الحديدية فعالا على مسافات تتراوح من 2.5 إلى 43.5 ميل (4 إلى 70 كيلومترا)، وفقا لشركة رايثيون المصنِّعة له. فور اكتشاف الرادار لجسم ما، يجب تقييمه لتحديد ما إذا كان يمثل تهديدا أم لا. ولتحديد هذا يجري الاعتماد على معلومات من قبيل الاتجاه والسرعة.

إذا تأكَّد أن جسما ما يشكل تهديدا، فإن مشغلي القبة الحديدية يواصلون تتبع هذا الجسم بواسطة الرادار. وتختلف سرعات الصواريخ اختلافات كبيرة، ولكن بافتراض أن السرعة التمثيلية تبلغ 3280 قدما في الثانية (أي كيلو متر في الثانية)، يكون أمام نظام الدفاع دقيقة واحدة على الأكثر للرد على الهجوم.

العنصر الرئيسي الثاني في نظام الدفاع الجوي هو مركز التحكم في المعركة. ويحدد هذا العنصر طريقة التعامل المناسبة مع التهديد المؤكد. ويستخدم معلومات الرادار المحدثة باستمرار لتحديد الاستجابة المثلى من حيث مكان إطلاق الصواريخ الاعتراضية وعدد الصواريخ التي سيتم إطلاقها ضد صاروخ قادم.

العنصر الرئيسي الثالث هو صاروخ الاعتراض نفسه. وهو في حالة القبة الحديدية صاروخ أسرع من الصوت مزود بأجهزة استشعار للحرارة. وتوفر أجهزة الاستشعار هذه تحديثات لصاروخ الاعتراض في أثناء انطلاقه، بما يتيح له التوجيه نحو التهديد والاقتراب منه. ويستخدم صاروخ الاعتراض فتيلا تقاربيا يتم تفعيله بواسطة رادار صغير لينفجر بالقرب من الصاروخ القادم فلا يكون مضطرا إلى ضربه مباشرة لتعطيله.

لدى إسرائيل ما لا يقل عن عشر بطاريات من القبة الحديدية رهن التشغيل، تحتوي كل منها على ما بين ستين إلى ثمانين صاروخا اعتراضيا. وتبلغ تكلفة كل صاروخ من هذه الصواريخ حوالي ستين ألف دولار أمريكي. وفي هجمات سابقة شارك فيها أعداد أقل من الصواريخ والقذائف، بلغت فعالية القبة الحديدية نسبة 90% ضد مجموعة من التهديدات.

إذن، لماذا قلّت فعالية النظام في مواجهة هجمات حماس الأخيرة؟

هي ببساطة مسألة أرقام. لقد أطلقت حماس عدة آلاف من الصواريخ، وكان لدى إسرائيل أقل من ألف صاروخ اعتراضي في الميدان جاهزا للتصدي لها. فحتى لو بلغت فعالية القبة الحديدية نسبة 100% ضد التهديدات القادمة، فإن العدد الكبير جدا من صواريخ حماس يعني أن بعضها سيتمكن من المرور.

توضح هجمات حماس بجلاء تام أنه حتى أفضل أنظمة الدفاع الجوي يمكن التغلب عليها إذا فاقته التهديدات التي يتعين عليها مواجهتها في العدد.

لقد أقيم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي على مدى سنوات كثيرة، بمستويات عالية من الاستثمار المالي. فكيف يمكن لحماس أن تتغلب عليها؟ مرة أخرى، كل ذلك يصفو في النهاية إلى الأرقام. تبلغ تكلفة الصواريخ التي تطلقها حماس نحو ستمائة دولار للصاروح الواحد، وبالتالي فهي أقل تكلفة بحوالي مائة مرة من تكلفة الصواريخ الاعتراضية في القبة الحديدية. إذ تبلغ التكلفة الإجمالية التي تتحملها إسرائيل لإطلاق جميع صواريخها الاعتراضية حوالي ثمانية وأربعين مليون دولار. أما إذا أطلقت حماس خمسة آلاف صاروخ فسوف تبلغ التكلفة ثلاثة ملايين دولار فقط.

وهكذا، في استراتيجية جيدة التخطيط والتنفيذ، راكمت حماس بمرور الوقت عددا كبيرا من صواريخ رخيصة نسبيا علمت أنها سوف تطغى على القدرات الدفاعية في القبة الحديدية. ومن المؤسف بالنسبة لإسرائيل أن الهجوم الذي شنته حماس يعد مثالا واضحا للغاية على الخلل العسكري، حيث استطاع نهج منخفض التكلفة وأقل قدرة أن يلحق هزيمة بنظام أكثر تكلفة يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.

سوف يكون للهجوم الذي شنته حماس انعكاسات على جميع القوى العسكرية الكبرى في العالم. فهو يبين بوضوح الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي أكثر فعالية من ناحيتين مهمتين. أولا، هناك حاجة إلى ترسانة أعمق بكثير مكونة من الأسلحة الدفاعية القادرة على التصدي لأعداد كبيرة جدا من التهديدات الصاروخية. ثانيا، يجب تخفيض تكلفة السلاح الدفاعي بشكل كبير.

ومن المرجح أن تؤدي الأحداث الأخيرة إلى الإسراع بعملية تطوير ونشر أنظمة الدفاع الجوي ذات الطاقة الموجهة المعتمدة على أشعة الليزر عالية الطاقة والموجات الصغيرة عالية الطاقة. وتوصف هذه الأجهزة أحيانا بأنها تحتوي على «مخزن لا نهائي»، لأنها تتميز بتكلفة منخفضة نسبيا لكل طلقة تطلقها ويمكنها الاستمرار في إطلاق النار طالما أنها مزودة بالطاقة الكهربائية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القبة الحدیدیة الدفاع الجوی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى بناء حائط الصواريخ 30 يونية 1970.. قوات الدفاع الجوي تحتفل بعيدها الرابع والخمسين

إحتفلت القوات المسلحة بالعيد الرابع والخمسين لقوات الدفاع الجوى والذى يواكب ذكرى بناء حائط الصواريخ فى الثلاثين من يونيو عام 1970م .

وبهذه المناسبة عقد اللواء أح  ياسر كمال الطودى قائد قوات الدفاع الجوى مؤتمراً صحفياَ أكد خلاله أن رجال الدفاع الجوى يواصلون الليل بالنهار للدفاع عن سماء الوطن بكل تفانى وإخلاص واضعين نصب أعينهم تطوير وتحديث أسلحتهم لزيادة قدراتهم القتالية لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، موجهاً التحية لأبطال ومقاتلى الدفاع الجوى الأوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى فى إنتصار أكتوبر 1973 وضحوا بالغالى والنفيس لتظل راية الوطن عالية خفاقة .

وأشار إلى ما تملكه قوات الدفاع الجوى من قدرات تكنولوجية حديثة ومتكاملة لحماية سماء مصر وتأمين مجالها الجوى ضمن المنظومة القتالية المتكاملة للقوات المسلحة ، وما يتمتع به رجال الدفاع الجوى جيلاً بعد جيل من كفاءة فى التدريب والقدرة على تطوير أساليب الإستخدام للأسلحة والمعدات بما يمكنهم من التعامل مع العدائيات المختلفة بكل كفاءة وإقتدار .

وقدم اللواء أح  ياسر كمال الطودى الشكر والتقدير للقيادة العامة للقوات المسلحة والقيادة السياسية  على الدعم المستمر لتطوير القدرات القتالية لقوات الدفاع الجوى لتكون قادرة على تنفيذ المهام الوطنية المكلفة بها تحت مختلف الظروف .

 

في ذكرى بناء حائط الصواريخ ٣٠ يونية ١٩٧٠ قوات الدفاع الجوى تحتفل بعيدها الرابع والخمسينفي ذكرى بناء حائط الصواريخ ٣٠ يونية ١٩٧٠ قوات الدفاع الجوى تحتفل بعيدها الرابع والخمسينفي ذكرى بناء حائط الصواريخ ٣٠ يونية ١٩٧٠ قوات الدفاع الجوى تحتفل بعيدها الرابع والخمسينفي ذكرى بناء حائط الصواريخ ٣٠ يونية ١٩٧٠ قوات الدفاع الجوى تحتفل بعيدها الرابع والخمسين


 

مقالات مشابهة

  • كوريا الديمقراطية تجري اختباراً ناجحاً لإطلاق صاروخ بالستي تكتيكي جديد
  • كوريا الشمالية تعلن نجاحها في اختبار صاروخ باليستي تكتيكي من نوع جديد
  • أمريكيون يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية بسبب هجوم "حماس" على إسرائيل
  • اليابان تطلق صاروخ H3 مع قمر صناعي إلى الفضاء (فيديو)
  • ردود فعل غاضبة بعد هجوم زعيم المعارضة التركية على حماس
  • ردود فعل غاضبة بعد هجوم زعم المعارضة التركية على حماس
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: خنقنا حماس في غزة
  • قوات الدفاع الجوي.. لهيب السماء| شاهد
  • دفتر أحوال وطن «٢٧٧»
  • في ذكرى بناء حائط الصواريخ 30 يونية 1970.. قوات الدفاع الجوي تحتفل بعيدها الرابع والخمسين