قمة إقليمية مرتقبة.. خطوة مصرية عاجلة لحل الأزمة في غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تجري مصر تحركات وخطوات كبيرة لاحتواء الأزمة داخل قطاع غزة، على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، بجانب الشق الإنساني، حيث يشهد القطاع عملية تدمير ممنهجة من قبل إسرائيل منذ 9 أيام، وتحديداً عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المختلفة.
ودعت مصر الأحد إلى عقد قمة إقليمية ودولية حول القضية الفلسطينية، بحسب بيان نشرته الرئاسة المصرية، وصدرت هذه الدعوة في ختام اجتماع عقده مجلس الأمن القومي المصري برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبدأت مصر التجهيزات لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول "تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية"، يوم السبت القادم، ووجهت مصر دعوات رئاسية لعدد من الدول، غير أن القائمة النهائية للدعوات والحضور لم تكتمل بعد، وتشمل الدعوات قادة دول الخليج وعدد من الدول العربية، إضافة إلى الدول الأعضاء بمجلس الأمن، وقادة عدة دول أبدت مواقف مؤيدة للمشاركة.
ونقلت وكالتا الأنباء الكويتية والقطرية الدعوة الموجهة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكل من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، للمشاركة في قمة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، المقرر عقدها في القاهرة في 21 أكتوبر الحالي.
وكانت وزير الخارجية الفرنسية، كارتين كولونا، أعلنت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري سامح شكري، موافقة بلادها على المشاركة في القمة، وأكدت على أهمية عقدها موجهة الشكر لمصر على الدعوة لعقد واستضافة المؤتمر.
ورجحت المصادر عقد القمة بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرقي القاهرة، وقال شكري خلال لقائه نظيرته الفرنسية، إن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد موقفا يسمح بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
وأضاف أن مصر تهدف منذ اندلاع الصراع إلى استمرار تشغيل معبر رفح، واصفا الوضع الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة بأنه خطير.
ورأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، اجتماع مجلس الأمن القومي؛ حيث تم استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة.
وقد صدر عن الاجتماع القرارات الآتية:
مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين.تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.التشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.إبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام.تأكيد أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.وقرر الاجتماع توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
وقال البيان إن الاجتماع قرر مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.
وشدد الاجتماع، على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
وأكد الخبراء والمحللون السياسيون، أن الدعوة التى وجهتها مصر لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية يؤكد دورها المحوري والريادي الداعم دائمًا وأبدًا للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مشيدين بالموقف المصري بشأن ضرورة وقف الحرب على غزة وإيصال المساعدات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين فوراً.
من جانبه أكد الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، أن من أهم ما تم طرحه من قبل القيادة السياسية المصرية هي ضرورة عقد قمة إقليمية لصناعة السلام في منطقة الشرق الأوسط، على اعتبار أن هذه القمة ستؤسس لمرحلة جديدة في القضية الفلسطينية، والسعي بكل قوة إلى تنفيذ مبدأ حل الدولتين، مؤكد أن هذا لن يأتي إلا بضغط المجتمع الدولي، ونظرًا لهذه الرؤية، تتحرك مصر في هذا الاتجاه للعمل على توحيد المواقف العربية والإقليمية والدولية للضغط على تكوين وسيلة ضغط حقيقية على الإدارة الأمريكية وإسرائيل للعودة للمفاوضات المتوقفة منذ العام 2014.
وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، من المتوقع أن تعمل هذة القمة على فتح مسارات تفاوضية جديدة تكون قائمة على أساس حقيقي ومن خلال آليات ووضع جدول زمني بموجبه أن تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة على حدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عادلة، بالإضافة إلى أن يكون هناك إرساء للسلام وتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، وهذا لن يحدث إلا من خلال إيجاد سلام حقيقي بين المنطقة العربية وإسرائيل وهذا لن يتحقق إلا باستقرار دولة فلسطينية.
ومن جانب آخر، أشاد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام، والخبير الدولي بالتحذيرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي وسياسات العقاب الجماعي، وذلك خلال استقباله كاترين كولونا وزيرة خارجية فرنسا، موضحاً أن تصريحات الرئيس تجسد التزام مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وشعب فلسطين الشقيق.
وأضاف مهران في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن تحذيرات الرئيس السيسي تعكس الالتزام العميق لمصر تجاه القضية الفلسطينية ورفضها القاطع للممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية التي تستهدف الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مصر سباقة دومًا لنصرة القضية الفلسطينية والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان بحق الفلسطينيين على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد أن تحذيرات الرئيس السيسي من مخاطر سياسات التجويع والحصار الإسرائيلية على غزة، جاءت متماشية تمامًا مع أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر العقوبات الجماعية ويلزم إسرائيل بتوفير احتياجات المدنيين في الأراضي المحتلة وعدم تجويعهم أو حرمانهم من الرعاية.
كما رحب بدعوات الرئيس لتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته اتجاه مأساة غزة، مشددًا على أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ملزمان بالتدخل لحماية المدنيين، داعياً قوات الاحتلا الإسرائيلي لوقف فوري لسياساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني، محذرًا من أن استمرارها سيؤجج التوتر ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وشدد علي ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، والاتزام بقواعد القانون الدولي وإنهاء حالة الاحتلال، مشيراً الي أنه الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة مصر قطاع غزة القضية الفلسطينية قمة الشعب الفلسطینی الاتصالات مع
إقرأ أيضاً:
فنون جميلة أسيوط تنظم معرضًا فنيًا تحت عنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية
شهدت جامعة أسيوط افتتاح معرضًا فنيًا بعنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية في سينوغرافيا العرض المسرحي نعيمة للدكتورة غادة صلاح النجار، الأستاذ المساعد، ورئيس قسم الديكور، بكلية الفنون الجميلة، والذي تنظمه الكلية بصالة (2)، ويستمر لمدة أسبوعين.
أشاد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط بالمعرض الفني، مثمنًا جهود الكلية في تقديم أعمال فنية هادفة تسهم في تنمية الوعي المجتمعي وتعبر عن القضايا الوطنية والإنسانية. وأكد أن الجامعة تحرص على دعم الأنشطة الفنية والثقافية التي تساهم في الارتقاء بالذوق العام وتعزيز الانتماء الوطني بين الطلاب.
وجاء ذلك بحضور الدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد حلمي الحفناوي عميد كلية الفنون الجميلة، والدكتور محمد عبد الحكيم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد بداري العميد الأسبق للكلية، ومحمد جمعة مدير إدارة الفنون بالإدارة العامة لرعاية الطلاب، ومخرج العرض المسرحي، ونخبة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وبإدارة الفنون وعدد من طلاب وطالبات الكلية.
وأكد الدكتور جمال بدر أهمية التطبيق العملي للدراسة النظرية، حيث يظهر تأثير الدراسة الحقيقي على أرض الواقع؛ من خلال ما يقدمه من نتائج يمكن استغلالها وتطبيقها، وهو ما يعكسه تقديم المعرض للديكور والأزياء والإكسسوارات التي قامت بتصميمها الدكتورة غادة النجار، ونفذها طلاب الفنون التعبيرية بقسم الديكور، وطلاب قسم التصوير، للعرض المسرحي (نعيمة)، الذي شارك في مهرجان إبداع الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، ومهرجان الإبداع المسرحي الثاني عشر بجامعة أسيوط.
وأوضح الدكتور محمد حلمي الحفناوي أن المعرض هو أحد معارض الترقيات الخاصة بأعضاء هيئة التدريس بالكلية لدرجة أستاذ في مجال التخصص، ويهدف إلى ربط الدراسة العلمية بالتطبيق، مشيرًا إلى أن المعرض سيتم تنظيره إلى ورقة بحثية، تهدف إلى تحليل دلالة الرموز في سينوغرافيا هذا العرض، واستكشاف كيفية توظيفها لتعزيز الرسائل الدرامية، ومن المقرر أن يتم نشرها في إحدى المجلات العلمية المتخصصة.
وأشارت الدكتورة غادة النجار إلى أن مسرحية (نعيمة) مأخوذة عن ملحمة شعبية مشهورة من التراث الشعبي المصري، وهي تأليف الشاعر درويش الأسيوطي وإخراج الفنان محمد جمعة مدير إدارة الفنون بالجامعة، وتدور الأحداث في إحدى قرى صعيد مصر، وتجمع بين مفاهيم مختلفة (الحب والحقد والخير والشر)، والصراع بينهم، وتحمل في مضمونها أبعاد رمزية ودلالات تعبر عن الأحداث الجارية في غزة بفلسطين، وما تتعرض له من انتهاكات لحقوق الإنسان، وقتل وتشريد لأهلها.
وأوضحت النجار أن الديكور والملابس من أهم عناصر السينوغرافيا في العرض المسرحي، حيث نجح الديكور في التعبير عن مكان الأحداث، وإيصال رسائل درامية محددة، في ثلاثة مشاهد هي: بيت حسن؛ باللون البيج الفاتح ليعبر عن النقاء، والرموز والزخارف المرسومة عليه باللون الأخضر للدلالة على الخير والنماء، وجاء الباب لمدخل المنزل العتيق ليمثل الوطن، أما بيت نعيمة فتم تنفيذه باللون الأزرق ليمثل الحقد والمؤامرة، وعلى الحائط رمز لمفتاح البيت يحيطه السلاسل التى ترمز إلى القيود، وثالث المشاهد هو الموردة (الطريق إلى الماء) وهو سور على ضفاف النيل يظهر من ورائه أجزاء من أشرعة المراكب والتي يتشكل إحداها على شكل خريطة فلسطين (الوطن).
وأضافت النجار أن الملابس والإكسسوارات عبرت عن ملامح الشخصيات، فشخصية (نعيمة) وهي الشخصية الرئيسية في العرض تكون زيها من اللون الأبيض والأحمر والأخضر والأسود؛ المستوحى من علم فلسطين، و(حسن) بشخصيته البسيطة الحالمة يرتدي جلباب أبيض وشال فلسطين المميز ليعبر عن السلام والنقاء.