مؤامرة التهجير لن تتحقق أبداً
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
الحرب الإسرائيلية البشعة على الفلسطينيين حالياً والمجازر والمذابح التى ترتكب فى حق الأشقاء أمام الصمت المريب من المجتمع الدولى والمساندة والتأييد الصريح من الولايات المتحدة، والاتفاق الأمريكى- الإسرائيلى على خطة التهجير التى تريد تنفيذها إسرائيل، يعنى بما لا يدع أدنى مجال للشك أن المؤامرات التى تحاك منذ عام 2008 ومروراً بعام 2011 وحتى بعد ثورة 30 يونيو لم تنتهِ.
العدوان الإسرائيلى الغاشم حالياً على الأشقاء الفلسطينيين يأتى فى إطار هذه المؤامرات المنصوبة ضد مصر والأمة العربية، وإذا كانت الأمة المصرية قد تصدت لكل هذه المخططات، وهذا ما أوجع الغرب وأمريكا، وظهرت الآن الأمور واضحة وجلية ومعلنة وصريحة، وهى مخطط التهجير للفلسطينيين، متصورين أن هذا الأمر سينجح، ونسوا تماماً أن الفلسطينيين لن يبرحوا أرضهم ولن يفرطوا أبداً فى قضيتهم حتى إقامة الدولة الفلسطينية، والأمر الآخر أن مصر لن تقبل بأى حال من الأحوال المساس بأمنها القومى لأنه خط أحمر وفى ذات الوقت لن تهدأ أبداً سريرة القاهرة فى نصرة الفلسطينيين حتى إقامة دولتهم فى حل الدولتين وهذا معلن وصريح وواضح للدنيا كلها. وإذا كانت مصر قد تصدت من قبل للعديد من المؤامرات المنصوبة لها، فستنجح رغم أنف هؤلاء جميعاً فى التصدى لهذه المؤامرة الجديدة. وكم من المؤامرات التى تم نصبها ضد مصر وفشلت كلها فشلاً ذريعاً، وتخرج مصر قوية عزيزة أبية.
إن أهل الشر لا يعرفون أن المصريين أصحاب تاريخ طويل يمتد إلى ما يزيد على سبعة آلاف عام، وهم أصحاب مواقف وطنية وإرادة صلبة وعلى قلب رجل واحد عندما تتعرض الأمة المصرية لأى خطر والتاريخ شاهد على ذلك فى العديد من المواقف ليس هذا مجال ذكرها بالتفصيل. كما أن مصر حريصة كل الحرص على رعاية مصالحها الحيوية، خاصة بعدما استعادت مكانتها ودورها المحورى وقوة تأثيرها فى حل القضايا والمشكلات الإقليمية، إضافة إلى التزامها بالمبادئ والقيم التى تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمى البناء، وتنمية العلاقات وفق قواعد الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة. وفى هذا الوقت نجد المجتمع الدولى لا يحترم كل هذه المواثيق ويضرب بها عرض الحائط وينحاز بشكل سافر إلى إسرائيل الغاصبة التى لا تحترم القانون ولا حقوق الإنسان.
وستظل مصر ثابتة عند رؤيتها الثاقبة فى دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جوار الشعب الفلسطينى، وكل الشعوب العربية بلا استثناء، فهذا دورها الوطنى الذى لن تحيد عنه أبداً مهما كانت الظروف والمؤامرات التى تحاك ضد مصر. وستظل مصر أبد الدهر تحافظ على أمنها القومى وأمن الأمة العربية مهما كلفها الأمر من متاعب ومصاعب ومشكلات والمصريون بطبيعتهم قادرون على دحر كل المؤامرات. ولن يتحقق أبداً حلم إسرائيل فى ضياع القضية الفلسطينية، لا بقصة التهجير ولا بخلافها من المؤامرات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني المجتمع الدولي القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: معاناة غزة جرح غائر في جسد العالم العربي.. ورفض التهجير عقيدة |خاص
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن موقف مصر من القضية الفلسطينية تجسيدا أصيلا لما اختطه الضمير المصري على مدار تاريخه، فمصر لم تكن يوما غائبة عن وجدان هذه القضية، بل ظلت حاضرة بقلبها وعقلها وقرارها، منحازة دوما للحق الفلسطيني، ومدافعة عن حقوق الشعب الشقيق، انطلاقا من ثوابت قومية راسخة، ومبادئ إنسانية لا تتغير، ويقين عميق بأن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من أمن الأمة كلها، وأن معاناة غزة ليست شأنا محليا، بل جرحا مفتوحا في جسد العالم العربي والإسلامي.
وأضاف الوزير في تصريحات خاصة لـ “ صدى البلد” الموقف المصري من الأحداث الأخيرة في غزة ما هو إلا امتدادا طبيعيا لتلك المسيرة المشرفة، حيث تصدرت مصر المشهد بكل مسئولية وشجاعة، ورفضت منذ اللحظة الأولى كل أشكال العدوان على المدنيين، وأعلنت صراحة رفضها التام لسياسة القتل الجماعي، والتهجير القسري، واستهداف الأبرياء، فكانت صوت العقل في زمن التهليل للدم، وكانت كلمة الحق في لحظة عجز فيها الكثيرون عن الصدوع بالحقيقة، فاختارت مصر أن تكون كما كانت دوما دولة المبادئ، دولة الشرف في زمن عز فيه الشرف؛ لا دولة المصالح الضيقة.
وفي الوقت ذاته، لم تنس مصر أن البعد الثقافي والديني في هذه القضية لا يقل أهمية عن بعدها الإنساني والسياسي، فأعلت من صوت العقلاء، وحذرت من استغلال المأساة لتأجيج التطرف أو تأليب النفوس، داعية إلى وحدة الصف العربي والإسلامي، وإلى وعي يفرق بين المواقف النبيلة، والمزايدات الرخيصة، وبين التضامن الحقيقي، والمتاجرة بآلام الضحايا.
واختتم الوزير تصريحه على المستوى الشخصي، فإنني لا أترك مناسبة ولا لقاء في الداخل أو في الخارج إلا أعلن فيه -بلا مواربة- التأييد التام لموقف الدولة المصرية الذي هو موقف رسمي وشعبي موحد، وأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بقام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.