بوابة الوفد:
2025-03-04@16:32:43 GMT

مؤامرة التهجير لن تتحقق أبداً

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

الحرب الإسرائيلية البشعة على الفلسطينيين حالياً والمجازر والمذابح التى ترتكب فى حق الأشقاء أمام الصمت المريب من المجتمع الدولى والمساندة والتأييد الصريح من الولايات المتحدة، والاتفاق الأمريكى- الإسرائيلى على خطة التهجير التى تريد تنفيذها إسرائيل، يعنى بما لا يدع أدنى مجال للشك أن المؤامرات التى تحاك منذ عام 2008 ومروراً بعام 2011 وحتى بعد ثورة 30 يونيو لم تنتهِ.

وقد كتبت مراراً وتكراراً أن كل الأحداث التى تحدث للأشقاء فى الدول العربية داخل سوريا واليمن وليبيا والسودان ليست عفوية أبداً، وإنما هى مقصودة من أجل أن تنال هذه الأحداث مصر.. ولكن الله سبحانه وتعالى وبحكمة القيادة السياسية ووعى الشعب المصرى ينجى المصريين من هذه الكوارث التى تقع داخل البلاد العربية، حتى جاء اليوم الكارثى وهو العدوان الغاشم على الشعب الفلسطينى، متصورين خطأ أن الفلسطينيين من الممكن أن يغادروا أرضهم إلى مصر حتى يتحول هذا الوضع المؤقت فيما بعد إلى أبدى لا نهاية له. وبذلك تضيع القضية الفلسطينية ولا تقوم قائمة للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

العدوان الإسرائيلى الغاشم حالياً على الأشقاء الفلسطينيين يأتى فى إطار هذه المؤامرات المنصوبة ضد مصر والأمة العربية، وإذا كانت الأمة المصرية قد تصدت لكل هذه المخططات، وهذا ما أوجع الغرب وأمريكا، وظهرت الآن الأمور واضحة وجلية ومعلنة وصريحة، وهى مخطط التهجير للفلسطينيين، متصورين أن هذا الأمر سينجح، ونسوا تماماً أن الفلسطينيين لن يبرحوا أرضهم ولن يفرطوا أبداً فى قضيتهم حتى إقامة الدولة الفلسطينية، والأمر الآخر أن مصر لن تقبل بأى حال من الأحوال المساس بأمنها القومى لأنه خط أحمر وفى ذات الوقت لن تهدأ أبداً سريرة القاهرة فى نصرة الفلسطينيين حتى إقامة دولتهم فى حل الدولتين وهذا معلن وصريح وواضح للدنيا كلها. وإذا كانت مصر قد تصدت من قبل للعديد من المؤامرات المنصوبة لها، فستنجح رغم أنف هؤلاء جميعاً فى التصدى لهذه المؤامرة الجديدة. وكم من المؤامرات التى تم نصبها ضد مصر وفشلت كلها فشلاً ذريعاً، وتخرج مصر قوية عزيزة أبية.

إن أهل الشر لا يعرفون أن المصريين أصحاب تاريخ طويل يمتد إلى ما يزيد على سبعة آلاف عام، وهم أصحاب مواقف وطنية وإرادة صلبة وعلى قلب رجل واحد عندما تتعرض الأمة المصرية لأى خطر والتاريخ شاهد على ذلك فى العديد من المواقف ليس هذا مجال ذكرها بالتفصيل. كما أن مصر حريصة كل الحرص على رعاية مصالحها الحيوية، خاصة بعدما استعادت مكانتها ودورها المحورى وقوة تأثيرها فى حل القضايا والمشكلات الإقليمية، إضافة إلى التزامها بالمبادئ والقيم التى تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمى البناء، وتنمية العلاقات وفق قواعد الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة. وفى هذا الوقت نجد المجتمع الدولى لا يحترم كل هذه المواثيق ويضرب بها عرض الحائط وينحاز بشكل سافر إلى إسرائيل الغاصبة التى لا تحترم القانون ولا حقوق الإنسان.

وستظل مصر ثابتة عند رؤيتها الثاقبة فى دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جوار الشعب الفلسطينى، وكل الشعوب العربية بلا استثناء، فهذا دورها الوطنى الذى لن تحيد عنه أبداً مهما كانت الظروف والمؤامرات التى تحاك ضد مصر. وستظل مصر أبد الدهر تحافظ على أمنها القومى وأمن الأمة العربية مهما كلفها الأمر من متاعب ومصاعب ومشكلات والمصريون بطبيعتهم قادرون على دحر كل المؤامرات. ولن يتحقق أبداً حلم إسرائيل فى ضياع القضية الفلسطينية، لا بقصة التهجير ولا بخلافها من المؤامرات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني المجتمع الدولي القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

نص كلمة السيسي التاريخية في القمة العربية الطارئة لنصرة فلسطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، أعمال القمة العربية غير العادية، المنعقدة بطلب من دولة فلسطين، في العاصمة الإدارية الجديدة، والمخصصة لبحث تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.

والقي الرئيس السيسي كلمة جاء نصها:

أتوجه بداية، بخالص التحية وجزيل الشكر، لأخى جلالة الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، عاهل مملكة البحرين الشقيقة .. على جهوده المقدرة، طوال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة ويطيب لى، أن أهنئكم جميعا، وشعوبنا العربية والإسلامية، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

كما يسعدنى أن أرحب بكم، فى بلدكم الثانى "مصر"، أرض الكنانة، التى تقف دوما مع الحق والعدل.. مهما اشتدت الخطوب، وعظمت الكروب.

إن مشاركتكم اليوم، فى هذه القمة غير العادية، فى خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد .. واستجابة لنداء فلسطين الشقيقة، تؤكد التزامكم الذى لا يتزعزع، تجاه قضايا أمتنا المشروعة.

يجمعنا اليوم، واقع مؤلم، فى ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومى العربى، وتهدد دولا عربية مستقرة، وتنتزع أراضى عربية من أصحابها.. دون سند من قانون أو شرع.

إن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلا، أمام ما حدث فى غزة، لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة، وصمة عار فى تاريخ البشرية، عنوانها: "نشر الكراهية وانعدام الإنسانية، وغياب العدالة".

إن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم، وقتل ويتم منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية، لاستعادة الأمل فى السلام العادل والدائم.

إن الحرب الضروس على قطاع غزة، استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح، إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخير أهل غزة، بين الفناء المحقق.. أو التهجير المفروض .. وهو الوضع الذى تتصدى له مصر، انطلاقا من موقفها التاريخى، الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه، وبقائه عليها عزيزا كريما .. حتى نرفع الظلم عنه، ولا نشارك فيه.

لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية، التى تعرض لها أهلنا فى فلسطين عزائم البعض .. إلا أننى كنت دائما، على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطينى الأبى، الذى ضرب مثالا فى الصمود والتمسك بالأرض.. ستقف عنده الشعوب الحرة، بالتقدير والإعجاب.

وأقول لكم وبكل الصدق:  "إن عزيمة الشعب الفلسطينى، وتمسكه بأرضه.. هو مثل فى الصمود، من أجل استعادة الحقوق".

إننى أستذكر معكم، فى هذا الظرف الدقيق، أن مصر التى دشنت السلام، منذ ما يناهز خمسة عقود فى منطقتنا، وحرصت عليه، وصانت عهودها حياله .. لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، الذى يحمى المقدرات، ويصـون الأرض ويحفــظ السـيادة ..

ولعل هذا ما ورد - بشكل لا يقبل التأويل - فى معاهدة السلام التى أبرمتها مصر عام ١٩٧٩ .. وألزمت كل طرف، باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه ..  

وبما يفرض التزاما قانونيا، بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم، كونه يمثل انتهاكا.. للالتزام باحترام قدسية الحدود الآمنة.

ومن منطلق حرصها، على الأمن والاستقرار الإقليميين، سعت مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة، إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، بالتعاون مع الأشقاء فى قطر، والأصدقاء فى الولايات المتحدة ..
 
وما كان ذلك ليتحقق، من دون الجهود المقدرة للرئيس "دونالد ترامب" وإدارته ..والتى نأمل أن تستمر وتتواصل، بهدف تحقيق استدامة وقف إطلاق النار فى غزة، واستمرار التهدئة بين الجانبين، وبعث الأمل للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، من أجل سلام دائم فى المنطقة بين جميع الشعوب.
 

عملت مصر كذلك، بالتعاون مع الأشقاء فى فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة، انطلاقا من خبرات أعضائها .. بحيث تكون تلك اللجنة، مسئولة عن الإشراف على عملية الإغاثة، وإدارة شئون القطاع لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

كما تعكف مصر، على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية، التى يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع، خلال المرحلة المقبلة.

وعملت مصر، بالتعاون مع دولة فلسطين الشقيقة والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة، لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير للفلسطينيين .. تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافى المبكر، وصولا لعملية إعادة بناء القطاع.

وتدعو مصر، إلى اعتماد هذه الخطة فى قمتنا اليوم، وحشد الدعم الإقليمى والدولى لها .. فهى خطة، تحفظ للشعب الفلسطينى، حقه فى إعادة بناء وطنه، وتضمن بقاءه على أرضه.

وأؤكد أن هذه الخطة، يجب أن تشهد على التوازى، مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية، تشارك فيها دول المنطقة، وبدعم من المجتمع الدولى، وتهدف إلى تسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.

ومن هذا المنبر، أدعو كافة الدول الحرة والصديقة، للإسهام فى هذا المسار، والمشاركة بفاعلية، فى مؤتمر إعادة الإعمار، الذى سوف تستضيفه مصر الشهر القادم.

فلنجعل جميعا من توجيه الدعم، إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض، غاية سامية.. وواجبا إنسانيا ..وحقا لكل طفل فلسطينى، ولكل عائلة فلسطينية، فى العيش فى بيئة آمنة حضارية، مثل باقى شعوب العالم.


فى خضم الأحداث المتلاحقة، يتعين علينا جميعا، إعلاء رفضنا القاطع، وإدانتنا للاعتداءات والانتهاكات، التى يتعرض لها شعبنا الفلسطينى، فى الضفة الغربية المحتلة .. بما فى ذلك الاقتحامات العسكرية، لمدن ومخيمات الضفة المحتلة، والأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضى.

وفى هذا السياق، نرفض مجددا وبشدة ونحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والانتهاك المتعمد لحرمته، والمساس بالوضع القائم به..ونقولها بكل وضوح: "إن القدس ليست مجرد مدينة.. بل هى رمز لهويتنا وقضيتنا".

وإن الحديث عن التوصل إلى السلام فى الشرق الأوسط، دون تسوية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.. هو لغو غير قابل للتحقق.

فلن يكون هناك سلام حقيقى، دون إقامة الدولة الفلسطينية.. ودعونى أؤكد: "أن السلام لن يتأتى بالقوة.. ولا يمكن فرضه عنوة".

لابد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية .. مع توفير كافة الضمانات اللازمة فى الوقت ذاته، لحفظ أمن اسرائيل.

ما نشهده من تكرار لحلقات العنف المفرغة، واستمرار لمعاناة الشعب الفلسطينى على مدار أكثر من سبعة عقود..  يوجب علينا النظر بعين موضوعية، نحو الواقع والتعاطى مع الحقائق .. ويحتم علينا أن نتحد جميعا، للتوصل إلى السلام الدائم المنشود، وبالتالى الاستقرار والرخاء الاقتصادى، والتعايش الطبيعى، فيما بين شعوب المنطقة.

ولننظر إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى تم التوصل إليها بوساطة أمريكية عام ١٩٧٩، كنموذج يحتذى به، لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة فى الانتقام.. إلى سلام دائم، وعلاقات دبلوماسية متبادلة.

لقد آن الأوان لتبنى إطلاق مسار سياسى جاد وفعال .. يفضى إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية .. ولدى يقين بأن الرئيس "ترامب".. قادر على القيام بذلك، فى ظل رغبتنا الصادقة، فى وضع نهاية للتوترات والعداءات فى منطقتنا.
 

 

مقالات مشابهة

  • نص كلمة السيسي أمام القمة العربية غير العادية
  • نص كلمة السيسي التاريخية في القمة العربية الطارئة لنصرة فلسطين
  • حزب الاتحاد: الرئيس السيسي جدد ثوابت مصر في رفض التهجير أمام القمة العربية
  • الرئيس السيسي: لابد من إقامة الدولة الفلسطينية.. ونرفض التهجير
  • القمة العربية.. مصادر تؤكد اعتماد خطة مصر لإعادة إعمار غزة ورفض التهجير
  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  • أبوالفتوح: جهود الرئيس لدحض مخطط التهجير ودعم القضية الفلسطينية سيسطرها التاريخ
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير