بداية انهيار الاقتصاد الإسرائيلى
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
انتاب الإسرائيليون حالة من الهلع الشرائى، بعد أن أصدرت القيادة الداخلية للجيش الإسرائيلى تعليمات للناس بتخزين الأطعمة المعلبة والمياه والأدوية المطلوبة والمشاعل وحتى أجهزة الراديو حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة لمدة 72 ساعة داخل منازلهم إذا لزم الأمر، فى ظل الوضع الأمنى المتدهور فى إسرائيل نتيجة عملية «طوفان الأقصى»، حيث تراجع الشيكل الإسرائيلى إلى أدنى مستوى له منذ ثمانية أعوام، مقابل الدولار الأمريكى، بعد عملية (طوفان الأقصى) التى شنتها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال ردًا على الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى، وبذلك يستمر مسلسل الخسائر الاقتصادية بعد الأزمة التى تمر بها تل أبيب فى الشهور الأخيرة على إثر التوترات الداخلية، كما أن إسرائيل تصمم على القيام بعملية عسكرية كبيرة للثأر مما حدث وبالفعل تم البدء، وروجت إلى العالم فكرة أن من قتلوا وأصيبوا وخطفوا مدنيين كانوا فى احتفال، وهو ما يبث الرعب لدى السياح من كل العالم بأن المدنيين فى إسرائيل مستهدفون.
ورغم تدخل البنك المركزى الإسرائيلى الأيام الماضية لدعم سوق الصرف لمنع الشيكل من الانهيار بضخ 30 مليار دولار لدعم سوق الصرف، واصل الشيكل الإسرائيلى المسار النزولى الحاد أمام الدولار الأمريكى بنحو 2.5%، وتجاوز سعر الصرف 3.95 شيكل/دولار، وبدأت بعض سلاسل المتاجر الكبرى فى تقييد المبالغ التى يمكن للعملاء شراء السلع الأساسية بها. وأعلنت شركة شوفرسال المحدودة عن أنه من أجل تلبية المتطلبات العديدة للعملاء، ستكون هناك قيود على شراء المياه والبيض والحليب والخبز التى يتم التحكم فى أسعارها، وأيضاً البورصة سجلت انخفاضًا حادًا، وهبط مؤشرا بورصة تل أبيب الرئيسية (تى.إيه 125) و(تى.إيه 35) بما يصل إلى سبعة بالمئة، وانخفضت أسعار السندات الحكومية بنسبة تصل إلى ثلاثة بالمئة، وعلى الجانب الآخر أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية مؤخرًا أن إسرائيل علقت الإنتاج مؤقتًا من حقل غاز «تمار» الذى يقع فى البحر المتوسط، وستبحث عن مصادر وقود أخرى لتلبية احتياجاتها من الطاقة، ومن مظاهر الخسائر الأولية كذلك، فرار السائحين الأجانب إلى الخارج، هربًا من الضربات، كما ألغت عديد من شركات الطيران والشحن رحلاتها إلى إسرائيل، على رأسها شركة «اير فرانس»، ووفقًا لصحية «هآرتس» الإسرائيلية فإن شركات الشحن ألغت هى الأخرى الرحلات البحرية إلى الموانئ الإسرائيلية، مما سبق نستنتج أنه قد تعرضت إسرائيل لضربات موجعة جميعها سيؤدى إلى تراجع اقتصادها وتحقيق خسائر اقتصادية بالغة تستمر على المدى الطويل، وأختم مقالى هذا بنفس ختام مقالى السابق الذى حمل عنوان (طوفان الأقصى داخل إسرائيل)، حيث تعتبر قضية تحرير المسجد الأقصى من أكثر القضايا الدينية التى تشغل مئات الملايين من المسلمين حول العالم، كما تعتبر الحلم الذى يراود كل مسلم، لا سيما الشعب الفلسطينى الذين ذاقوا الويلات من سلطات الاحتلال الإسرائيلى المغتصبة لوطنهم مما يسبب أيضاً الانعكاسات السلبية فى كل المجالات داخل الكيان المحتل، ومنها بالطبع الاقتصاد، وللحديث بقية إن شاء الله.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد محمد خليل الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء أمس على الأسباب التى تضيع الآمال الفلسطينية فى التخلص من آثار الحرب المدمرة التى لحقت بهم، وذكرت افتتاحية الصحيفة عدة أسباب من شأنها ضياع ذلك الحلم فى إعادة الإعمار، وأضافت: يعود الفلسطينيون إلى الشمال – لكن رغبة الرئيس الأمريكى فى «تطهير» القطاع، على الرغم من عدم واقعيتها، تثير قلقًا عميقًا.
وتابعت: «يعود الفلسطينيون إلى ديارهم فى شمال غزة، على الرغم من أن القليل من منازلهم ما زالت قائمة. لقد دمرت المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية الأخرى. بالنسبة للبعض، كانت هناك لقاءات حزينة؛ بينما يبحث آخرون عن جثث أحبائهم. إنهم يبحثون عن الأمل وسط أنقاض حياتهم السابقة. ولكن هناك تهديدات جديدة تلوح فى الأفق. فإسرائيل والأمم المتحدة فى مواجهة بشأن مستقبل وكالة الأونروا، وكالة الإغاثة للفلسطينيين. ومن المقرر أن يدخل قانون إسرائيلى ينهى كل أشكال التعاون مع الوكالة حيز التنفيذ اليوم ــ فى الوقت الذى تتدفق فيه المساعدات التى تشتد الحاجة إليها أخيراً على غزة. ويقول خبراء المساعدات إن أى كيان آخر لا يملك القدرة على توفير الدعم الطويل الأجل اللازم للسكان.
ولفتت إلى القضية الثانية المتعلقة باستمرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. قائله «فالانتقال إلى المرحلة الثانية ـ والتى من المفترض أن تنسحب فيها إسرائيل بالكامل، وأن تنزع حماس سلاحها ـ سوف يكون أكثر صعوبة».
وفى الوقت نفسه هناك مخاوف بشأن الهجوم الإسرائيلى على جنين فى الضفة الغربية المحتلة، والذى وصفه المسئولون الإسرائيليون بأنه تحول فى أهداف الحرب. وفى لبنان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على 26 شخصًا احتجاجًا على استمرار وجودها وقد تم تمديد الموعد النهائى لانسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من فبراير.
ولكن التهديد الجديد هو اقتراح ترامب برغبته فى «تطهير هذا الشيء بأكمله»، مع مغادرة مليون ونصف المليون فلسطينى غزة مؤقتًا أو على المدى الطويل، ربما إلى الأردن أو مصر. ونظرًا لتاريخهم من النزوح القسرى، ليس لدى الفلسطينيين أى سبب للاعتقاد بأنهم سيعودون على الإطلاق. ويبدو هذا وكأنه نكبة أخرى.
وأضافت: طرح الرئيس الأمريكى الفكرة مرة أخرى، وورد أن إندونيسيا كانت وجهة بديلة وهذا أكثر من مجرد فكرة عابرة. فقد أبدى قلقه على الفلسطينيين، قائلًا إنهم قد يعيشون فى مكان أكثر أمانًا وراحة. لقد أوضحوا رعبهم بوضوح. ولا يغير تغليف الهدايا من حقيقة أن الإزالة القسرية ستكون جريمة حرب.
وأكدت الجارديان أن هذه التعليقات البغيضة هى موسيقى فى آذان أقصى اليمين الإسرائيلى. وربما تكون مقصودة فى المقام الأول لمساعدة بنيامين نتنياهو على إبقاء شركائه فى الائتلاف على متن الطائرة. فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي- الذى من المقرر أن يلتقى ترامب فى الأسبوع المقبل - خطط «اليوم التالي» فى غزة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سعيه إلى تأجيل مثل هذا اليوم. وإن طرد الفلسطينيين من الشمال سيكون أكثر صعوبة الآن بعد عودة مئات الآلاف. ولا تريد مصر والأردن استقبالهم لأسباب سياسية وأمنية. وقد أوضح لاعبون أقوياء آخرون معارضتهم - ولا يزال ترامب يأمل فى تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية فى إطار صفقة إقليمية أوسع. ومع ذلك، قد تأمل إدارته أن يؤدى الضغط الكافى على المساعدات إلى تحويل أصغر داخل المنطقة، أو ربما تحويل أكبر فى مكان آخر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يحتاج اقتراح ترامب إلى أن يكون قابلًا للتطبيق ليكون ضارًا. فهو يعزز اليمين المتطرف فى إسرائيل- الذى حفزه بالفعل إلغاء العقوبات الأمريكية على المستوطنين العنيفين فى الضفة الغربية - ويزيد من نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين. يبدو أن ترامب ينظر إليهم باعتبارهم عقبة أمام تطوير العقارات وصفقته الكبرى التى ناقشها منذ فترة طويلة، وليس بشرًا لهم الحق فى إبداء رأيهم فى حياتهم. غالبًا ما بدا التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين نظريًا إلى حد كبير. لكنه لا يزال مهمًا. ولا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى مستقبل طويل الأجل فى دولة خاصة.