وحش الفيزياء.. خبراء التعليم: الدروس الخصوصية من أسباب ضياع هيبة المعلم.. وعودتها أساس إصلاح وتحديث المنظومة التعليمية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
وحش الفيزياء.. خبراء التعليم: الدروس الخصوصية من أسباب ضياع هيبة المعلم.. وعودتها أساس إصلاح وتحديث المنظومة التعليمية
المعلم كان وما زال هو اللبنة الأساسية لبناء مجتمع كامل متكامل متناسق، مجتمع تربوي وأخلاقي، مجتمع من الفضيلة ويعد المعلم هو حجر الزاوية فى العملية التعليمية ومن دونه لا تستقيم، فهو صاحب رسالة سامية يعمل على رقي المجتمع من خلال الدور الذي يقوم به تجاه الطلاب من أجل الارتقاء بمستواهم وارتفاع شأنهم ولعظمة دور المعلم فى المجتمع وتأثيره الكبير على أفراده، جعله ذلك صاحب هيبة كبيرة ينظر إليه الطلاب فى احترام ممزوج بطموحات فى أن يسيروا فى يوم من الايام فى مكانته، لكن في الوقت الحالي وللاسف ضاعت هيبة المعلم بصورة كبيرة وأصبحنا نشاهد أفعالا من بعض المعلمين و الطلاب في هذا الجيل، كان ليس يستطيع أحد من الأجيال القديمة القيام بها.
قال الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس ، أن بعض المعلمين يقومون بأعمال منافية اخلاقيا في السناتر الخاصة مثل الرقص والطبل والغناء مع الطلاب قائلا “ هؤلاء المعلمين يبررون أفعالهم بحجة طريقة جديدة التدريس ”.
وأكد الدكتور حسن شحاتة خلال تصريحاته لـ صدى البلد ، أن من حد أسباب ضياع هيبة المعلم في المدرسة هى الدروس الخصوصية والسناتر الخاصة وبعض المصطلحات التى يسمى بها المعلم مثل وحش الفيزياء ،و أسطورة الكيمياء وغيرها من المسميات التى تتعارض مع هيبة المعلم .
وأضاف ، أن هناك نوعاً من المعلمين يرتبطون بمصالح خاصة مع الطلبة ما يجعلهم يفقدون احترامهم وهيبتهم أمام هؤلاء الطلبة.
وأشار حسن شحاتة إلي ، أن إذا أردنا عودة هيبة المعلم مرة أخرى فعلينا الاهتمام بمشاكله والتحديات التي تواجه وان نقوم بحلها سريعآ وأن يحصل المعلم على حقهم فى الحياة الكريمة.
وشدد على أن وراء كل طالب منفلت أباً مهملا، ووراء كل طالب غير منضبط ولى أمرٍ فاشل، ولن تستقيم العملية التربوية والتعليمية ما لم نستعيد دور المدرسة وهيبة المعلم.
ويقول شحاتة : استعجب من الطلبة في الوقت الحاضر الذين يشعلون السجائر أمام معلميهم دون أي خجل ،استعجب من ردة فعل الطلبة إذا تعرضوا لأي توبيخ من معلميهم في الحصة ،استعجب من طريقة الرد على المعلم وجداله بشكل غير لائق تربويا وأخلاقيا .
وفي ذات السياق قال الدكتورة أمل شمس أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس ، أن المعلم له دور فعال في تنشئة الأجيال ، مؤكدة أنه الركيزة الأساسية للنهوض بالعملية التعليمية لذا يجب التركيز على تطوير أدائه بما يخدم الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي للطلاب .
وطالبت ، برفع المستوى المادى والثقافى والأخلاقى للمعلم وتدريبه على دبلوماسية التعامل مع المجتمع لنقل صورة مبشرة عن الحياة مع ضرورة التأهيل النفسي والتربوي لتعريفهم بأهمية رسالته وواجبه نحو استيعاب الطالب وحلّ مشكلاته وتعديل سلوكه.
وأشارت إلى أن وزارة التعليم الآن قائمة بمجهود غير طبيعى لإصلاح التعليم، لكن لابد من عودة الثقة بالمدرسة، خاصة المدارس الحكومية ، فإذا كنا نحارب الدروس فلابد من بديل آمن وهو المدرسة بأنشطتها وأدوارها المختلفة، فهيبة المدرس امتداد لدورها.
وتابعت :” أنني من الجيل الذي أدرك زمن العصا في المدارس، ومع ذلك ما زلنا نحمل الاحترام والتقدير والدعاء لكل من علمنا، فهو أسلوب جعل المعلم ذا سلطة وهيبة ومكانة؛ فتخرج الأطباء والمهندسون والطيارون والعلماء والمبدعون من تحت تلك اليد التي ما برحت ترفع العصا كلما حصل تقصير أو سوء سلوك داخل الفصل أو فناء المدرسة”.
وأوضحت أن عودة هيبة المعلم مسئولية الجميع: الأسرة والمجتمع والإعلام، مطالبة بعودة الدور التربوى للمدرس مع تفعيل دور مجلس الآباء، وتعظيم دور المجتمع فى الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق، وتأكيد دور الإعلام والثقافة بتقديم نماذج مفيدة للمجتمع، والقضاء على الصور السلبية الموجودة فى المسلسلات.
ولفتت الدكتورة أمل شمس إلي العديد من الأسباب التي قد تكون هي وراء تقليل هيبة المعلم وتغيير مكانته في المجتمع مثال ، أسلوبه في التعامل مع الطلبة لأن المعلم هو المسؤول الأول والأخير عن إثبات شخصيته داخل المدرسة وأمام الطلاب ، والطالب لا يتمادى أبدا” أمام المعلم صاحب الشخصية القوية، والقرار الصارم، والعقاب الرادع، وهذه الصفات لا يمكن أن تتعارض أبدا” مع عطاء المعلم الكبير للطلاب .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
اقتراح برلماني لـ"وزير التعليم" بشأن التسرب من التعليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم النائب حسانين توفيق، عضو مجلس الشيوخ، باقتراح برغبة إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، موجه إلى وزير التربية والتعليم بشأن التسرب من التعليم.
وقال النائب، في المذكرة الإيضاحية للاقتراح، إن الفترة الأخيرة، شهدت نشر عدد من المنصات الإعلامية تقارير حول زيادة نسبة التسرب من التعليم الأساسي، وانخفاض عدد الطلاب الملتحقين بالمرحلة الابتدائية.
وأضاف: جاء من بين التقارير المنشورة، تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، الصادر مؤخرا، حيث رصد زيادة نسبة التسرب في المرحلة الابتدائية لتصل إلي 0.3 % عام 2023 /2024 مقابل 0.2% عام (2022 /2023).
وتابع: كما جاء من بين تلك التقارير المنشورة، تحليل لأعداد الطلاب الملتحقين بالمرحلة الابتدائية خلال الخمس سنوات الأخيرة، وفقا لبيانات الكتب الإحصائية السنوية لوزارة التربية والتعليم والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، والتى أوضحت وجود انخفاض في معدلات التحاق الطلاب الجدد بنسبة 85% خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وأضاف: التسرب من التعليم له تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع المصري، حيث يؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، من خلال زيادة الفقر والبطالة وزيادة معدل الجريمة، وانخفاض الوعي الصحي، وانخفاض الإنتاجية.
وتابع: الأمر الذى يتطلب اتخاذ إجراءات شاملة لمواجهة تلك الظاهرة، تشمل تحسين جودة التعليم، وتوفير الدعم المالي والاجتماعي، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم.
واقترح النائب حسانين توفيق: ربط التحاق الطلاب وحضورهم بالمدارس بأى حوافز ومميزات جديدة بمختلف برامج الحماية الاجتماعية، إلي جانب تقديم مكافآت مالية صغيرة للطلاب الذين يحققون نتائج جيدة في الاختبارات أو يحضرون بانتظام، وكذلك توفير منح دراسية إضافية للطلاب المتفوقين من أسر تكافل وكرامة.
كما دعا إلي المتابعة الدقيقة لحضور الطلاب، من خلال إنشاء نظام إلكتروني لمتابعة حضور الطلاب وإبلاغ البرنامج بأي تغيبات متكررة.
واقترح حسانين، توفير دروس تقوية مجانية، لطلاب الأسر المستفيدة لمساعدتهم على تحسين مستواهم التعليمي، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم، من خلال تنظيم حملات توعية لأولياء أمور الأطفال المستفيدين من البرنامج حول أهمية التعليم ودوره في تحسين المستقبل، بالإضافة إلى عقد ورش عمل لأولياء الأمور لشرح كيفية دعم أطفالهم في العملية التعليمية.
وأكد أهمية تشكيل مجالس لأولياء الأمور في المدارس التي يدرس فيها أطفال الأسر المستفيدة.
وتابع: كما أرى أهمية توفير مرشدين نفسيين في المدارس لمساعدة الطلاب على التغلب على الصعوبات النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى التسرب.