روبورتاج: في قطاع غزة تتراكم الجثث
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
في جنوب قطاع غزة، يتم حفر القبور استعدادا لملئها. وفي مناطق أخرى، يتم تخزين جثامين القتلى في برادات سيارات المثلجات أو دفنها في مقابر جماعية.
أعلنت إسرائيل الحرب قبل تسعة أيام، غداة اختراق مقاتلي حركة حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وأدى القصف المتواصل لقطاع غزة إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
خارج مستشفى دير البلح، تحولت شاحنة بيضاء مخصصة لبيع المثلجات لمكان لتخزين الجثث، تمهيدا لتسليمها للعائلات قبل دفنها.
وقال طلعت أبو لاشين الذي جاء لتسلم جثامين عائلته “عند أذان الفجر، سقط صاروخان على منزل العائلة. كان هناك 16 شخصا بينهم 8 أطفال. كانوا نائمين”.
شمالا، في مدينة غزة التي تعرضت لقصف كثيف وأنذرت إسرائيل سكانها بإخلاء مساكنهم، لم يأت كثيرون للسؤال عن جثامين أقاربهم. ولجأت السلطات إلى دفنها في مقابر جماعية.
وأكد سلامة معروف رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة التابع لحركة حماس في بيان الأحد “في ضوء العدد الكبير من الشهداء داخل ثلاجات مستشفى الشفاء، ممن لم يصل ذووهم لدفنهم مع بدء ظهور معالم التغير على الجثامين، وفي ظل استمرار وصول الشهداء بالعشرات جراء مجازر الاحتلال، تم تجهيز مقبرة جماعية لدفن قرابة 100 شهيد في مقبرة الطوارئ”.
في رفح جنوب القطاع، ينكب إحسان الناطور الذي يعمل في مقبرة على حفر المقابر، قائلا “نضع ثلاثة أو أربعة أطفال في القبر الواحد”.
وأضاف “نعاني من وصول الجثث بشكل كبير جدا، لا نملك الوقت أحيانا لكتابة الأسماء. تأتينا أيضا أشلاء كثيرة ولا نعرف لمن، فنضعها في كيس ونقوم بدفنها”.
ويحث الدين الإسلامي على دفن المتوفين بأسرع وقت ممكن.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني قال في مؤتمر صحافي الأحد، إن “كل قصة من غزة تتعلق بالبقاء واليأس والخسارة” محذرا من أن قطاع غزة بدأ ينفد حتى من أكياس لوضع الجثث فيها.
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف في قطاع غزة في بيان أنه “ينبغي المسارعة إلى دفن المتوفين، وخصوصا في الحروب والكوارث، وإذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى جمع اثنين وأكثر في قبر واحد، فلا بأس بذلك”.
وأكدت الوزارة أن “الأنسب في واقع قطاع غزة دفن الشهداء وخصوصا الأقارب منهم في قبر واحد؛ لكثرة أعداد الشهداء، وقلة القبور المخصصة للدفن في ظل الحروب والطوارئ”.
وقدرت حركة حماس التي تسيطر على القطاع الإثنين وجود “جثامين أكثر من 1000 شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة”، محذرة من “كارثة بيئية وانتشار للأوبئة بسبب تحلل جثث الشهداء”.
عن (أ.ف.ب)
كلمات دلالية إسرائيل حرب غزة فلسطينالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسرائيل حرب غزة فلسطين قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: إسرائيل تستخدم "سياسة التجويع" كسلاح حرب
اتهمت حركة حماس، الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية باستخدام سياسة "التجويع كسلاح حرب" ضد سكان قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لرفع الحصار ووقف ما وصفته بـ"الجريمة المنظمة" بحق المدنيين.
وقالت الحركة، في بيان: إن "استمرار حكومة نتنياهو في استخدام التجويع كسلاح في قطاع غزة؛ جريمة حرب، واستخفاف بالمجتمع الدولي، وتحد للمؤسسات القضائية الدولية، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية التي تعقد جلسات استماع مخصصة لالتزامات الاحتلال الإنسانية".
وتابع البيان: "لليوم الستين على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال الفاشي حصاره المطبق لقطاع غزة، مغلقا كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة، من غذاء وماء ودواء ووقود، فيما تشتد فصول المجاعة مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف، وذلك ضمن حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على القطاع، وخطواته الممنهجة لتدمير كل مقومات الحياة فيه".
وأوضح البيان أن: "التصريحات التي أدلى بها المفوض العام لوكالة (أونروا) فيليب لازاريني والتي كشف فيها استخدام جيش الاحتلال لموظفي الوكالة كدروع بشرية أثناء اعتقالهم؛ قد أكدت وحشية هذا الكيان المارق عن القيم الإنسانية، وكسره لكافة مستويات الإجرام، واستهدافه المتعمد والممنهج للمنظمات الإنسانية العاملة في القطاع".
ودعت الحركة "دول العالم كافة، ومؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى الانحياز إلى قيم الإنسانية والعدالة، والضغط على الاحتلال لرفع الحصار المطبق المفروض على أكثر من مليونين وربع المليون إنسان في قطاع غزة، وإنهاء جريمة التجويع الممنهج المستمرة أمام سمع وبصر العالم".
وجددت الحركة مطلبها بالتحرك العاجل لإغاثة شعبنا في القطاع، والتحرك على كافة المستويات لفرض فتح المعابر وإدخال المساعدات ومواد الإغاثة.