شهدت بيروت حركة ديبلوماسية واسعة ربْطاً بالتطورات المتسارعة في المنطقة في ضوء تمدُّد «طوفان الأقصى» والتحريك التصاعُدي لجبهة الجنوب اللبناني على وقع السباق المحموم بين التصعيد الكلامي الأعلى على ضفتيْ اسرائيل التي أعلنت اجتياحاً برياً لغزة «مع وقف التنفيذ» حتى الساعة وطهران التي تجنّد كل أطراف «محور المقاومة» في سياق مسارِ ردْع سياسي و.

.. إلا.
وفيما كان الجنوب يستعيد الاثنين حماوتَه وإن المنضبطة تحت سقف قواعد اشتباكٍ يتبادل الطرفان تعديلَها «بقوة النار» وفق معادلة «الدم بالدم»، حيث أعلن «حزب الله» عصراً استهداف خمسة مواقع اسرائيلية (مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، موقع ريشا وموقع رامية) «بالأسلحة المباشرة وحققنا فيها إصابات مؤكد»، لتردّ اسرائيل بقصفٍ على بلدة الظهيرة والبستان وبركة ريشا، اتسعت رقعة التحرك الديبلوماسي داخل بيروت وفي اتجاهها ودائماً تحت عنوان الحض على تجنيب لبنان الانجرار الى «حلقة النار» عبر فتْح جبهة ثانية.
وحملت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا هذه الرسالة خلال زيارتها لبيروت آتية من مصر حيث التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
وخلال لقائها ميقاتي أبدتْ كولونا قلقَها من الأوضاع في المنطقة، وقالت: «ان فرنسا تؤيد اقتراح مصر عقد اجتماعٍ لقادة بعض الدول العربية والاوروبية المعنية بالاضافة الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، كما انها تبذل جهداً لايجاد إطار حلٍ للقضايا المطروحة حالياً والبحث في الحلول التي تمنع التصعيد غير المحسوب».
وأضافت: «يجب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على إبقاء جنوب لبنان خارج التشنجات لأن الصراع الراهن قد يمتدّ لمهلة غير محددة».
من جهته شدد ميقاتي على «إجراء كافة الاتصالات والعمل الدؤوب لإبقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة»، معتبرا أن «وقف اطلاق النار يساهم في تحقيق هذا الأمر».
وكان ميقاتي عرض مع السفير السعودي في بيروت وليد بخاري «أهمية العمل لإبعاد لبنان عن توتّرات المنطقة».
وخلال اللقاء سلّم السفير السعودي ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور مؤتمر القمة العربية - الافريقية الخامسة المقرر عقدها في الحادي عشر من الشهر المقبل في الرياض.
وفي موازاة ذلك، عقد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال سلسلة اجتماعاتٍ «في إطار الحملة الديبلوماسية الاستباقية الهادفة لمنع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الأسوأ».
والتقى بو حبيب على التوالي سفراء كل من: الولايات المتحدة دوروثي شيا، سويسرا ماريون ويشلت، روسيا ألكسندر روداكوف، اليابان ماغوشي ماسايوكي، الصين تشيان مينجيان، فرنسا هيرفيه ماغرو، الارجنتين موريسيو أليس، وبريطانيا هاميش كاول.
وتم التشاور مع سفراء الدول المذكورة في آخِر التطورات في غزة والجنوب حيث شدد بو حبيب على «عدم رغبة لبنان في التصعيد»، محذراً من «عواقب الدعم اللامحدود لإسرائيل على الأمن والسلم الاقليميين، وتجاوزاتها للقانون الدولي الإنساني وقانون الحرب من خلال قيامها بعقاب وحصار جَماعي مفروض على الشعب الفلسطيني في غزة».
كما بحث بو حبيب التطورات في المنطقة في اتصالين مع وزيرتي خارجية اوستراليا بيني وونغ، ومملكة هولندا هانكي بروينز.
وتوافق بوحبيب مع الوزيرتين الاوسترالية والهولندية على «رغبة لبنان ورغبة بلديهما بالتهدئة، وضرورة بذل مزيد من الجهود لمنع انزلاق الأمور في المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه».
الحدود
ولاحقاً، أعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي «أن عدة مواقع لجيش الدفاع تعرضت لاطلاق نار من أسلحة خفيفة في منطقة الحدود اللبنانية. كما أطلقت قذيفة مضادة للدروع نحو دبابة إسرائيلية دون وقوع إصابات، وردًّا على ذلك يقوم الجيش بقصف مدفعي نحو مصادر النيران»، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أنه تم استهداف كاميرات المراقبة الاسرائيلية في موقع العباد مقابل بلدة حولا الحدودية.
كما تحدثت الوكالة عن تضرّر منزلين في بلدة الضهيرة واشتعال النيران بداخلهما جراء القصف المعادي على البلدة، مشيرة إلى تعرض أطراف بلدة الجبين في القطاع الغربي قضاء صور لقصف مدفعي.
وأشارت تقارير أخرى إلى محاصرة عدد من المواطنين داخل منازلهم في الضهيرة، في حين ذكر موقع صحيفة «الأخبار» أن سيارة إطفاء وإسعاف تابعة لمركز علما الشعب في الدفاع المدني اللبناني تعرضت للقصف خلال إطفائها منزلاً احترق جراء إصابته بالقنابل الحارقةـ وأصيب رئيس المركز خالد قريطم بحالة اختناق.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: لبنان غزة فلسطين طوفان الأقصى فی المنطقة بو حبیب

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود

شنّ الطيران الإسرائيلي، مساء أمس، غارات عنيفة استهدفت معابر غير رسمية بين سوريا ولبنان.

وأفادت مندوبة "لبنان24" عن تعرض الجسر الذي يمر عليه النازحون من معبر الواويات في بلدة وادي خالد الحدودية شمال لبنان ليل امس لقصف جوي إسرائيلي، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل المجاورة.

وأفادت معلومات عن انهيار الجسر وسقوط شظاياه في الشوارع والمناطق السكنية، خاصة في بلدة الكنيسة والقرى المجاورة. 

كما أسفر القصف عن تضرر ألواح الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح بعض المنازل.   

"لبنان24": تعرض الجسر الذي يمر عليه النازحون من معبر الواويات في بلدة وادي خالد الحدودية شمال #لبنان ليل امس لقصف جوي إسرائيلي#lebanon24https://t.co/mo6ASjBI0Y pic.twitter.com/cnkxs4bPLI

— Lebanon 24 (@Lebanon24) February 21, 2025
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا قال فيه أنّ طائرات حربية أغارت على محاور نقل على الحدود السورية اللبنانية والتي يستخدمها حزب الله في محاولة لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان.

أضاف:" تشكل هذه المحاولات خرقًا فاضحًا لتفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان". 

وختم:" سيواصل الجيش العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل وسيمنع أي محاولة تموضع لحزب الله".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يهدد: جاهزون لاستئناف القتال في غزة ولن نغادر مواقعنا في سوريا ولبنان
  • لبنان.. إصابة فتاة في غارات إسرائيلية على الجنوب
  • جريمة في الجنوب.. والمنفذ إسرائيليون (صورة)
  • بلدات حدودية في لبنان.. حولتها إسرائيل إلى ركام
  • تشييع 35 شهيداً في بلدة عيناتا الجنوبية ارتقوا خلال العدوان الصهيوني على لبنان
  • تشييع 35 شهيداً بجنوب لبنان ارتقوا خلال العدوان الصهيوني
  • “فوانيس الأشباح”.. تفسير ظاهرة أرعبت سكان بلدة أمريكية لعقود
  • أمانة القصيم تُطلق 60 فعالية في 38 موقعًا احتفاءً بيوم التأسيس
  • بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود
  • الجنوب بين الخرائط والتصريحات: خمس نقاط محتلّة أم سبع؟