أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

 بين الواقع والمواقع، مواقف الجزائر من القضية الفلسطينية تدعو فعلا إلى الاستغراب والحيرة، لما تحمل من "سكيزوفرينيا" تحكم قرارات نظامها الحاكم، بل وتؤكد للعالم بما لا يدع مجالا للشك أن "الكابرانات" يستغلون هذه القضية أبشع استغلال، لغاية وحيدة، ألا وهي محاولة الظهور أمام الشعب الجزائري بثوب البطل المنقذ، من أجل صرف انتباهه عن حجم الفساد والفضائح غير المنتهية التي يرتكبها العسكر منذ سنوات طوال.

الشاهد على ما جرى ذكره، أن تبون ومن معه من قادة العسكر، كانوا حتى وقت قريب، يرددون على مسامع العالم شعارات (شفاهية) فضفاضة، لعل أبرزها "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، يستقبلون تارة قادة الفصائل الفلسطينية، وتارة أخرى يهاجمون إسرائيل ويلعنون من طبع علاقاته معها من الدول الاسلامية، وبطبيعة الحال الهدف دائما هو تقمص دور البطل في عيون القطيع بالجارة الشرقية، وليس حبا في فلسطين ولا هم يحزنون.

المصيبة، أنه مع أول منعرج حقيقي، وهنا أقصد "طوفان الأقصى"، افتضح أمر الكابرانات ومن يحوم في فلكهم من الإعلام المأجور ولاعقي الأحذية، ممن يصفون أنفسهم بـ"المؤثرين"، بعد وضع الجميع رؤوسهم في الرمل كالنعام، وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم بلا خجل، وكأنهم لم يؤدوا عهدا من قبل بنصرة إخوانهم في فلسطين مهما كانت الظروف ومهما كلفهم الأمر، كما قال تبون من قبل.

الأخطر من ذلك، أن السلطات الجزائرية، قامت بمنع مسيرات التضامن مع إخوانهم في قطاع غزة، بل وعمدت إلى اختطاف العشرات من الجزائريين نهارا جهارا لا لسبب غير أنهم انخرطوا في وقفات سلمية في أعقاب صلاة الجمعة الماضية، منددين بالعدوان الإسرائيلي الذي خلف آلاف القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين العزل.

وفي نهاية المطاف جادت قريحة الكابرانات بفكرة عبقرية لم يسبقهم إليها إنس ولا جان، حيث قرروا استضافة كل المقابلات التي سيخوضها المنتخب الفلسطيني بالأراضي الجزائرية وتحمل كامل تكاليفها المادية.

وفي مقابل ذلك، فإن المغرب الذي يتهمه الجزائريون بالتطبيع ووو، كان أول من أصدر بيانا أكد من خلاله على ثبات مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وفي المغرب، خرج المواطنون في مسيرة مليونية بالعاصمة الرباط تضامنا مع إخوانهم في غزة، لم يتعرضوا خلالها للقمع من قبل "المخزن" كما حصل في الجزائر، المغرب استنفر دبلوماسيته من أجل عقد لقاءات عديدة، بهدف إيجاد حل سريع لوقف العدوان الإسرائيلي على سكان القطاع.

 المغرب، ملكا وشعبا، يؤكد اليوم أنه بلد يعمل في الواقع والميدان بكل صدق وأمانة، بلد ثابت على مواقفه مهما كانت وتكن الظروف، المغرب  بلد الشرفاء والأوفياء الذين لا يخونون العهد مهما كانت العواقب والتبعات.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

كرستين لاغارد: رسوم ترامب تبشر بمسيرة نحو استقلال أوروبا

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كرستين لاغارد اليوم الاثنين إن احتمال تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة في الثاني من أبريل/نيسان المقبل يمثل بداية مسيرة نحو الاستقلال لأوروبا.

وأضافت، في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر، "يطلق عليه (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) يوم التحرير. أراه لحظة يجب أن نقرر فيها معا أن نمسك بمصيرنا بأيدينا".

ومن المنتظر أن يعلن ترامب عن اقتراح شامل للرسوم الجمركية فيما يسميه "يوم التحرير" بعد غد الأربعاء، بعد تطبيق رسوم على الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على جميع السلع الواردة من الصين.

رد مماثل

من جانبه، قال وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن إن باريس لا تزال تأمل أن تتجنب أوروبا حربًا تجارية مع الولايات المتحدة، لكنها سترد بإجراءات مماثلة إذا فرض ترامب الرسوم الجمركية التي أعلنها يوم الأربعاء.

وأضاف في مقابلة مع إذاعة "آر تي إل" اليوم الاثنين "لن تكون أوروبا موحدة وقوية أبدا إذا سمحت لنفسها بأن تُدفع إلى حرب تجارية لا تريدها. ومع ذلك، يجب عليها دائما طرح جدول أعمال إيجابي".

مقر البنك المركزي الأوروبي (غيتي) جميع البلدان

في سياق ذي صلة، قال ترامب إن الرسوم الجمركية المضادة التي سيعلن عنها هذا الأسبوع ستشمل جميع البلدان وليس عددًا محدودا من الدول صاحبة الاختلالات التجارية الأوسع مع الولايات المتحدة.

إعلان

وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة "سنبدأ بجميع البلدان".

وذكر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، في حديثه إلى فوكس بيزنس في الآونة الأخيرة، أن الرسوم ستركز على الدول صاحبة الاختلالات التجارية الأوسع مع الولايات المتحدة وعددها 10 إلى 15 دولة، من دون أن يحددها.

ويرى ترامب الرسوم الجمركية وسيلة لحماية الاقتصاد الأميركي من منافسة عالمية غير عادلة وورقة تفاوضية تحصل بموجبها الولايات المتحدة على شروط أفضل.

ومع ذلك أدى القلق إزاء الحرب التجارية إلى اضطرابات في الأسواق ومخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وقال ترامب إنه سيفرض حزمة من الرسوم الجمركية المضادة على الدول التي تطبق رسوما على الصادرات الأميركية.

مقالات مشابهة

  • حزب الاتحاد: احتشاد المصريين لدعم فلسطين يؤكد الموقف التاريخي الراسخ لمصر قيادة وشعبا
  • مدرب أوغاندا لأقل من 17 عاماً : الهزيمة أمام المغرب كانت متوقعة بالنظر لمستوى لاعبيه وترتيبه العالمي
  • كرستين لاغارد: رسوم ترامب تبشر بمسيرة نحو استقلال أوروبا
  • نقيب الخدمات الإدارية: إقامة دولة فلسطين الحرة مطلب مصر قيادة وشعبا
  • رئيس الجزائر: تهنئة خاصة لأشقائنا تحت نار الاحتلال في فلسطين
  • أهالي القليوبية يرفعون أعلام فلسطين رفضًا لتهجير الفلسطينيين
  • ماذا يحدث بعد صلاة العيد؟.. الملائكة تبشر المصلين بـ3 أرزاق في الدنيا
  • تقرير يكشف استغلال المزارعين الشباب جمعيات المياه لتحقيق التقدم المهني
  • حسام موافي: يجب استغلال عيد الفطر في نشر المحبة والتسامح بين الجميع
  • “گروك” يكشف المستور: كيف فضح الذكاء الاصطناعي أكاذيب الجزائر عن الصحراء المغربية؟