البروفسور الخالدي: على أمريكا الحذر من توريط إسرائيل لها بنكبة فلسطينية ثانية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
حذر البرفسور رشيد الخالدي، أستاذ الدراسات العربية بجامعة كولومبيا ومؤلف كتاب "حرب المئة عام على فلسطين" الولايات من المتحدة من خطط "إسرائيل" في غزة وأن عليها التفكير مرتين، قبل دعمها.
وأضاف الخالدي في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" أن "إسرائيل" أمرت أكثر من مليون شخص في شمال غزة للجلاء، على ما يبدو تحضيرا للهجوم البري.
و"علينا معرفة أن هؤلاء هم بشر عرضة للخطر الشديد وليسوا مجرد أرقام".
وأشار الخالدي لتصريحات قادة الاحتلال حول غزة، مثل الجنرال المتقاعد غويرا إيلاند الذي قال في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "ليس أمام دولة إسرائيل أي خيار إلا تحويل غزة لمكان لا يمكن العيش فيه لفترة مؤقتة أو دائمة"، مضيفا أن "خلق أزمة إنسانية في غزة هي وسيلة ضرورية لتحقيق الهدف.. ستصبح غزة مكانا لن يوجد فيه أي إنسان". وغلى قول وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت الذي قال "نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف بناء على ذلك". وغلى تصريحات الجنرال غسان عليان الذي قال إنه "لن يكون في غزة لا ماء أو كهرباء، بل دمار طلبتم الجحيم وحصلتم عليها".
ويشير الخالدي إلى أن إفراغ غزة من سكانها سيكون عملا غير إنساني وخرقا للقانون الدولي، وعلى الرئيس جو بايدن ومستشاريه أن يسألوا أنفسهم حول الكيفية التي سيخدم فيها تهجير جماعي آخر للفلسطينيين الأمن القومي الأمريكي.
وكارثة كهذه ستكون بمثابة نكبة ثانية، كتلك التي حدثت في 1948. وستكون الولايات المتحدة والحالة هذه شريكا للولايات المتحدة لـ"إسرائيل" في خلق مستقبل للفلسطينيين لا يمنح إلا الموت المستمر والدمار والتهجير والاستعباد الدائم والطرد.
ويقول الخالدي إن إدارة بايدن عرضت مساعدة غير مشروطة لـ"إسرائيل" في هجومها على غزة، معتمدة على مقتل حوالي 900 إسرائيلي مدني ومئات من الجنود وعناصر الشرطة خلال هجوم حماس وأسر 150 شخصا تقريبا. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فقد وصلت حصيلة القتل في غزة والضفة الغربية حتى يوم السبت إلى 2.228 قتيلا، ومعظم القتلى على الجانبين هم من المدنيين، منهم 724 طفلا في غزة، حسب المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال.
ويجب علينا الملاحظة أنه وقبل هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قتل منذ بداية العام 200 فلسطيني على الأقل في الضفة الغربية و30 إسرائيليا. وبشكل ملحوظ، فخسارة حياة الفلسطينيين لم تترك أثرا كبيرا على السياسة الأمريكية، وبالنسبة للبعض فحياة المدنيين الأبرياء ليست متساوية. وفي نفس الوقت، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين أظهروا رغبة لأن تقوم مصر باستقبال الفلسطينيين الذين ستطردهم "إسرائيل" من غزة.
ويقول الخالدي: "هذه الأصداء من 1948 ربما كانت البداية. فلو شجعت واشنطن "إسرائيل" على هذا الطريق، فإنها ستشعل حربا إقليمية أوسع، فخروج وطرد ربع فلسطيني من حيفا ويافا وطبرية وبيسان والمناطق الأخرى وقبل إعلان دولة "إسرائيل" في أيار/مايو أشعلت أول حرب بين الدول العربية و"إسرائيل". وأدت الحرب إلى طرد وهروب الفلسطينيين في 1948 وإلى تشريد ما مجموعه 750.000 شخصا وساعد على حرب مستمرة منذ عقود. وكانت المرة الأخيرة التي سمح فيها رئيس ومستشاروه بغضب لكي يكون محركا للسياسة وبخسارة على قاعدة لا يمكنها تخيلها هي في مرحلة ما بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وعندما أطلقوا العنان لحربين كارثيتين في التاريخ الأمريكي والتي دمرت بلدين وأدت لوفاة نصف مليون أو أكثر وجعلت الكثير من الناس حول العالم يمقتون أمريكا.
ويقول الخالدي: "نحن على حافة قرار مصيري في واشنطن وبشأن دعم أفعال إسرائيل في غزة، قد يورط الولايات المتحدة بشكل كامل بما سيحصل لاحقا، سواء علم بهذا بايدن وفريقه بها أم لم يعلموا".
و"قد حان الوقت لكي تتوقف الولايات المتحدة عن ترديد الكلمات الفارغة حول حل الدولتينن، في وقت توفر فيه المال والأسلحة والدعم الدبلوماسي للأعمال الإسرائيلية المنظمة والمحسوبة والتي جعلت الحل غير قابل للتصور، وهي تقوم بهذا منذ نصف قرن".
و"قد حان الوقت لكي تتوقف الولايات المتحدة عن الإذعان والقبول باستخدام إسرائيل العنف والمزيد من العنف في ردها على الفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلال خانق منذ 56 عاما". و"قد حان الوقت لكي تقبل الولايات المتحدة للاعتراف أن احتكار الولايات المتحدة الجهود التي أطلق عليها وبشكل مأساوي وبغير اسمها، العملية السلمية، قد ساعدت إسرائيل على ترسيخ ما أطلقت عليه عدة منظمات دولية لحقوق الإنسان بنظام الفصل العنصري الذي أدى لمزيد من الحروب والمعاناة". و"الحل الوحيد، هو ذلك الذي ينهي اضطهاد شعب لشعب آخر ويضمن حقوقا متساوية وأمنا للجميع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نكبة امريكا نكبة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحقيق صحفي: إسرائيل تطور أداة جديدة لتضييق الخناق على الفلسطينيين
كشف تحقيق أجرته مجلة "+972" الإلكترونية الإسرائيلية بالتعاون مع منصة "لوكال كول" العبرية وصحيفة غارديان البريطانية، أن الجيش الإسرائيلي يعكف على تطوير أداة ذكاء اصطناعي جديدة شبيهة بتطبيق شات جي بي تي، وتدريبها على ملايين المحادثات العربية التي تحصل عليها من خلال مراقبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وتُعرف الأداة الجديدة التي يجري تطويرها تحت رعاية الوحدة 8200 -وهي فرقة النخبة في الحرب الإلكترونية داخل شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- باسم نموذج اللغة الكبيرة "إل إل إم" (LLM)، وهو برنامج تعلم آلي قادر على تحليل المعلومات وتوليد النصوص وترجمتها والتنبؤ بها وتلخيصها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: إسرائيل بنت مصنعا للذكاء الاصطناعي وأطلقت له العنان في غزةlist 2 of 2الموت القادم من الغمام.. كيف سهّلت شركات التخزين السحابي قتل الغزيين؟end of listويغذَّى النموذج الجديد، الذي يعمل الجيش الإسرائيلي على تطويره، بكميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها عن الحياة اليومية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.
تضييق خناقووفق مجلة "+972" اليسارية الإسرائيلية، فإن النموذج الجديد كان لا يزال في طور التدريب في النصف الثاني من العام الماضي، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان قد نشر أو كيف سيستخدمه الجيش بالضبط.
ونسبت إلى 3 مصادر أمنية إسرائيلية أن الفائدة الأساسية التي سيجنيها الجيش من هذه الأداة الجديدة تتمثل في قدرتها على المعالجة السريعة لكم هائل من مواد المراقبة من أجل الإجابة عن أسئلة تتعلق بأفراد بعينهم.
إعلانوبالنظر إلى الكيفية التي يستخدم بها الجيش بالفعل نماذج لغوية أصغر، يبدو أن من شأن نموذج اللغة الكبير الجديد أن يزيد من توسيع نطاق تجريم إسرائيل واعتقال الفلسطينيين.
وأوضح مصدر استخباراتي ظل يتابع عن كثب تطوير الجيش الإسرائيلي للنماذج اللغوية في السنوات الأخيرة أن الذكاء الاصطناعي يضخم القوة، فهو "يسمح بتنفيذ عمليات باستخدام بيانات عدد أكبر -بكثير- من الأشخاص، مما يتيح السيطرة على السكان، ولا يتعلق الأمر فقط بمنع وقوع حوادث إطلاق نار".
مليارات الكلماتوأضاف "يمكنني تتبع نشطاء حقوق الإنسان، ومراقبة أعمال البناء التي يقوم بها الفلسطينيون في المنطقة "ج" (في الضفة الغربية). ولدي المزيد من الأدوات لمعرفة ما يفعله كل شخص في الضفة الغربية. وعندما يكون لديك الكثير من البيانات، يمكنك توجيهها نحو أي غرض تختاره".
وكشف التحقيق المشترك، الذي أوردت مجلة "+972" بعض تفاصيله في هذا التقرير، أنه بعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استعانت السلطات في تطوير النماذج اللغوية بمواطنين إسرائيليين من ذوي الخبرة كانوا يعملون في شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت.
ونقلت المجلة عن أحد المصادر أن روبوت الدردشة الآلي الخاص بالوحدة 8200 جرى تدريبه على 100 مليار كلمة باللغة العربية تم الحصول على بعضها من خلال مراقبة واسعة النطاق للفلسطينيين الخاضعين للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يحذر الخبراء من أنه يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الفلسطينيين.
مختبروأعرب نديم ناشف، مدير ومؤسس المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، عن مخاوفه قائلا إن الفلسطينيين أصبحوا مادة في مختبر إسرائيل لتطوير هذه التقنيات واستخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح، "وكل ذلك بغرض الحفاظ على نظام فصل عنصري واحتلال تُستخدم فيه هذه التقنيات للهيمنة على شعب والتحكم في حياته".
إعلانوذكرت المجلة أن مصادر استخباراتية إسرائيلية أكدت لها أن المشكلة الأكثر إلحاحا في الضفة الغربية لا تكمن بالضرورة في دقة هذه النماذج، بل النطاق الواسع للاعتقالات التي تتيحها.
وزادت تلك المصادر قائلة إن قوائم المشتبه بهم من الفلسطينيين تتزايد باطراد، حيث تجمع كميات هائلة من المعلومات بشكل مستمر ومعالجتها بسرعة باستخدام الذكاء الاصطناعي.