قدّم الاتحاد الدولي للحقوقيين وعبر مكتبه في جنيف عددًا من الشكاوى للمقررين الخواص والمفوضية السامية ومجلس حقوق الإنسان في جرائم الحرب المرتكبة حاليًا في غزة.

وقام مبارك المطوع، نائب رئيس الاتحاد ورئيس مكتب جنيف بإيداع عدد من الشكاوى الموثقة عبر مكتب جنيف.

وحملت الشكوى التي قدمها المطوع موضوعًا مطولاً فيما يخص الحرب على غزة، والتي جاءت بعنوان: "الوضع في غزة.

. تحقيق في جرائم إسرائيل"، قلق اتحاد الحقوقيين الدولي العميق إزاء الوضع في غزة ودعوته المجتمع الدولي لضمان المساءلة من خلال تحقيق مستقل ومحايد في الجرائم المرتكبة في غزة.

وجاء في الرد على تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي المتضمن (عدم التحقيق في تصرفات إسرائيل ووصف الفلسطينيين بالحيوانات وبأن الرد عليهم كحيوانات وليس كبشر)، بالإشارة إلى أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة يشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة، وتعتبر معظم أفعاله بمثابة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما وتخالف كافة القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأوضح أن قطع الكهرباء والماء عن نحو 2.2 مليون ساكن هو عقاب جماعي تحرّمه كافة القوانين الدولية لحقوق الإنسان، وفي هذه الظروف، ينبغي لهيئات الأمم المتحدة أن تلعب دورا نشطا وحاسما في الدفاع عن حقوق المدنيين ومنع حرب طويلة، حرب ذات نتائج كارثية على الوضع الإنساني في الشرق الأوسط.

وتابعت الشكوى، التي اطلعت عليها "عربي21"، تنويهها إلى أن إسرائيل تواصل التدمير الشامل لغزة وتواصل احتلالها وحصارها غير القانونيين، وقد أعلنت منذ أكثر من 16 عامًا أن قطاع غزة بأكمله "كيانًا معاديًا"، وتفرض إغلاقًا بريًا وجويًا وبحريًا، وتُخضع الفلسطينيين لإجراءات جماعية. العقوبة، في انتهاك للقانون الدولي.

وأكدت الشكوى أن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، ملزمة بحماية واحترام حقوق الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة المحتلة، لكن إسرائيل تجاهلت اليوم مطالب المجتمع الدولي المتكررة بوقف القصف والسماح بالحصول على المياه والكهرباء والغذاء والدواء، فيما أسفرت الحرب التي أعلنتها إسرائيل عن نزوح نحو 500 ألف شخص داخليًا بسبب الهجمات الإسرائيلية، مع تدهور خطير للأوضاع الإنسانية، وإلحاق أضرار بالمرافق الصحية، ومخاوف بشأن الإمدادات والمياه والغذاء نتيجة الحصار المفروض على غزة.

وطالب الاتحاد الدولي بوقف فوري لإطلاق النار، واحترام قرارات الأمم المتحدة، واحترام حقوق الشعوب، وبدء مفاوضات السلام للسماح للشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه المشروعة في الاستقلال والأرض والسلام، كما دعا إلى حماية المدنيين وخاصة الأطفال والمرافق الطبية والعاملين في المجال الصحي والإنساني والصحفيين.

كما توجه بالطلب من هيئات الأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين الفلسطينيين العاجزين المحاصرين في قطاع غزة، وحشد الدعم الإنساني الفوري لهذه الجهود، داعياً في الوقت ذاته إلى منع وقوع جريمة حرب جديدة تسعى إسرائيل إلى ارتكابها من خلال مطالبة سكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى الجنوب، ووقف محاولة إسرائيل نقل الأزمة الإنسانية إلى دول الجوار.

ولفت الاتحاد إلى ضرورة انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط والكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تقتضي قرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى تفكيك نظام الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي على جانبي الخط الأخضر، الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان حماية الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الانتقامية.

وناشد الاتحاد فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والفصل العنصري وأعمال العدوان من خلال تطبيق حظر الأسلحة والعقوبات الاقتصادية والتدابير المضادة ضد إسرائيل، إضافة لإجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذه الجرائم، بهدف محاسبة المسؤولين عنها وجمع الأدلة على جرائم الحرب المرتكبة.

ولليوم العاشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة المباني السكنية والمرافق ما أسفرت عن مقتل 2750 شخصا وإصابة 9700 آخرين ونزوح جماعي، فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن القطاع، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

فيما قتلت حركة "حماس" منذ 7 أكتوبر الجاري أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3968 وأسرت نحو 200 آخرين، وفقا لمصادر رسمية إسرائيلية.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

يشار إلى أن الاتحاد الدولي للحقوقيين مقره إسطنبول، ويضم قانونيين من 32 دول إسلامية، وينشط في تركيا والعديد من دول العالم الاسلامي، ويعد تقارير مستقلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين الاحتلال العدوان احتلال فلسطين غزة عدوان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الدولی الأمم المتحدة حقوق الإنسان قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أسئلة سيواجهها المجتمع الدولي بعد أن ينقشع غبار الحرب

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد فلسطين وضعًا مأساويًا مستمرًا، حيث وثّق الاتحاد الدولي للصحفيين – الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحفي في 150 دولة – مقتل 138 صحفيًا خلال العام 2023، منهم 127 صحفيًا فلسطينيًا، لبنان (5) وإسرائيل (4) وسوريا (1)، وهي أكبر خسارة في تاريخ الصحافة.

وعلى سبيل المقارنة، فقد أدى النزاع بين أوكرانيا وروسيا إلى مقتل 18 صحفيًا خلال 32 شهرًا. وأظهرت تحقيقات الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، بشكل متعمد العديد من الصحفيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي. ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين في هذا السياق إلى ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية، ولكن دون جدوى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحفيو غزة من ناقلي الخبر إلى ضحاياهlist 2 of 2بن غفير وحرب غزة.. ظروف" جهنمية" للأسرى والموقوفينend of list

إن الحرب على غزة، التي امتدت إلى لبنان، هي نتيجة لسياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتجاهل كل الاتفاقيات الدولية. ورغم حضوره في الأمم المتحدة متحدثًا عن مكافحة الإرهاب، فإن تقارير دولية متعددة – منذ الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان – تؤكد أن الهجمات العشوائية ضد الإرهاب ليست فعّالة، بل تؤدي إلى تكريس التطرف وخلق أجيال مستاءة تتبنى الكراهية.

لقد كثف الاتحاد الدولي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، من نداءاته للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار؛ بهدف إجلاء المدنيين من قطاع غزة الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كيلومتر مربعًا، أي ما يعادل تقريبًا ثلث المساحة السطحية لباريس، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلًا عن توفير حماية للصحفيين العاملين في الميدان.

ولكن جميع هذه الجهود باءت بالفشل، رغم التحركات المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بل على العكس من ذلك، أمرت إسرائيل بمواصلة ضرباتها وعملياتها العسكرية بتمويل كبير من الولايات المتحدة الأميركية (68%)، وألمانيا (30%).

التجريد من الإنسانية

دعا الاتحاد الدولي للصحفيين فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية في أعقاب الهجوم المميت الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، إلى التحقق الدقيق من الحقائق، في ظل انتشار "الأخبار المزيفة"، مثل المزاعم حول "الأطفال مقطوعي الرؤوس". واشتدت النقاشات داخل غرف التحرير، بين متهم بمناصرة القضية الفلسطينية، وآخرين متهمين بالانحياز لإسرائيل، مما أدى إلى فرض رقابة ذاتية على التغطية الإعلامية، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل كامل في العديد من التقارير.

وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي في غياب مصادر موثوقة من الخارج، هي الوسيلة الوحيدة للصحفيين في غزة لاطّلاع العالم على معاناتهم اليومية، رغم المخاطر ونقص المعدات الأساسية.

وعلى الجانب الإسرائيلي، هناك توجه للإعلام لدعم العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، حيث صرحت إحدى الصحفيات الإسرائيليات، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بأنها تعمل على دعم القوات الإسرائيلية "التي تحمي البلاد من الإرهابيين الخسيسين ضد المذابح التي ارتكبوها". رقابة ذاتية أم دعاية؟ ورغم الرقابة والضغوط، ولحسن الحظ لا يزال بعض الصحفيين يؤدون مهامهم بمهنية عالية، وينقلون الحقيقة من غزة، معتمدين على التحقق الدقيق من المصادر الرسمية للطرفين.

مراكز التضامن الإعلامي

قام الاتحاد الدولي للصحفيين استجابة للأوضاع المأساوية في غزة، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين بجمع مئات الآلاف من اليوروهات لدعم الصحفيين الفلسطينيين، وتم افتتاح أول مركز تضامن للصحفيين في يوليو/تموز 2023، في جنوب قطاع غزة، وبالتحديد في خان يونس. ورغم محدودية عدد المراكز، فإنها تلعب دورًا أساسيًا في توفير الحماية والدعم للصحفيين العاملين في القطاع.

مع اقتراب الذكرى الأولى للهجوم، من الواضح أن الحرب على غزة قد تجاوزت قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها، كما كانت الحرب العالمية الثانية بالنسبة لعصبة الأمم في عام 1946.

ويقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشلولًا وغير قادر على مواجهة حكومة نتنياهو التي تعمل دون خوف من المساءلة، وتتمتع بالإفلات من العقاب. فعندما ينقشع غبار الحرب، سيُنظر إلى المجتمع الدولي – إذا بقيت هناك "مجتمعات دولية" بهذا الشكل المنقسم – على أنه أخفق في تحمل مسؤولياته. ويجب أن يتخذ خطوات حاسمة الآن قبل أن يصبح الوضع أكثر تدهورًا. وإذا قامت العدالة الدولية بواجبها، فلابد أن يُحاسب زعماء إسرائيل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارسوها، يجب إلا يُستثنى من المساءلة كل من تواطأ أو دعم هذه الجرائم.

"باستثناء دعم أخواتنا وإخواننا في الاتحاد الدولي للصحفيين، لم نعد نتوقع أي شيء من أي جهة. لقد فقدنا الكثير، ولم يعد لدينا ما نخسره، حتى حياتنا. "إذا كان هناك جحيم، فنحن نعيشه الآن. إنها مذبحة حقيقية، يصعب تصديقها"، على لسان صحفي فلسطيني في غزة في سبتمبر/أيلول الماضي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اليونيفيل تبدي قلقها إزاء الأنشطة العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي وتطالب بحماية موظفيها
  • الأمم المتحدة تحذر من أزمة كبيرة في لبنان وتتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي
  • مفوض الأمم المتحدة للاجئين: ضربات إسرائيل على لبنان تنتهك القانون الإنساني الدولي
  • الأمم المتحدة: ضربات إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي
  • مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: وقوع عدد كبير من الانتهاكات للقانون الدولي خلال ضربات في لبنان
  • "حقوق الإنسان" تُشارك في "المائدة المستديرة" بالأردن
  • أسئلة سيواجهها المجتمع الدولي بعد أن ينقشع غبار الحرب
  • «حقوق الإنسان» تشارك في المائدة الحوارية بالأردن
  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي لم يتقدم مترا داخل لبنان رغم المعارك العنيفة
  • مصر ترحب بدعم أعضاء مجلس الأمن لـ سكرتير عام الأمم المتحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي