لجريدة عمان:
2025-02-07@07:54:09 GMT

نوافذ :وجه الغرب الحقيقي

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

فُجع العرب في أمرين خلال أحداث غزة الأخيرة التي تشتعل معاركها، وكان لا بد منها نتيجة تراكمات الـ75عاما وهي عمر القضية، الأول، الوجه الحقيقي للغرب الذي ظهر جليا وتبنى براءة الاحتلال من كل ما يحدث من مآس في الشرق الأوسط وقدمه على أنه الضحية، والثاني، ارتفاع مستوى الحقد والكراهية للاحتلال والدول الداعمة له تجاه كل ما هو عربي فلسطيني والتمسك بتدميره وفنائه.

فالأول أظهر فيه الغرب المساند المطلق لإسرائيل ومدى تمسكه بقضية بقاء الاحتلال الوجودي واعتبرها قضية مصيرية له لا يُساوَم عليها في مقابل مصالحه الاستراتيجية مع العرب، وشاهدنا هرولتهم لعدد من الدول العربية لانتزاع موافقتهم على إبادة سكان غزة، لكن الغرب فوجئ برد أغلب العرب على عدم قبول هذا المقترح رغم الإلحاح فيه، ويبدو أن ما سمعوه من الرئيس المصري كان تأكيدا واضحا على ذلك لما قاله بقية الزعماء العرب، وهذا مؤشر على اختلال علاقة العرب بالغرب الذي تجاوز حدود المعقول، ليمثل ذلك نقطة فاصلة في تاريخ هذه العلاقة التي بُنيت فقط على مصالح الغرب.

الغرب الشعبوي الذي ضلله الإعلام العالمي بدأ يفيق على حقائق الإعلام العربي الذي نقل أبشع جرائم التاريخ البشري مخلدا استحالة العيش مع المحتل في منطقة واحدة، وأن أي اتفاقيات معه لا تساوي قيمة حبر ما يكتب كونه لا يمكن الوثوق فيه نظرا لتلك الغطرسة التي يمارسها على الشعب الفلسطيني الأعزل. لذلك فإن ما حدث أكد لعموم العرب والمسلمين وبعض نخب الغرب المتعاطف مع القضية الفلسطينية، أن الغرب المسيحي الصهيوني وراء كل نكبات العرب منذ خروجهم من الأندلس حتى اليوم، فهو لن ينسى امتداد حكم المسلمين لقرابة 700 سنة نشروا فيها العلم والتقدم الحضاري. انكشف الغرب ولم يعد هناك مراهن على حسن نواياهم تجاه هذه القضية حاليا ومستقبلا أو أي قضايا أخرى في المنطقة التي أتخموها دماء وتدميرا من أفغانستان إلى العراق والصومال وسوريا.

الثاني مدى تلك الكراهية البغيضة التي أظهرها الاحتلال على الفلسطينيين والعرب وتمسكه بعقيدة إلغاء الآخر، متكئا على مساندة الغرب الذي دفع بعناصره لمساعدة إسرائيل في تدمير البشر والحجر في القطاع والضفة ليقارب الرقم 3000 شهيد، واستعجاله الحرب وحشد أساطيله لمقارعة مقاومة شعبية تسعى للعيش بكرامة والخروج من سجنها الكبير. هذه الكراهية تجلت في تصرفات جنود الاحتلال الذين أظهروا أبشع المشاهد المقيتة في الإعدام الميداني وترويع الأبرياء ونسف الأبراج والمنازل على ساكنيها ومطالبتهم بمغادرة القطاع حتى لا يعودوا إليه مرة أخرى.

ووسط كل هذا الركام والتدمير والحطام والجثث يبدوا أن العرب فرضوا أنفسهم إعلاميا وصحفيا لأول مرة في تاريخهم الحضاري ويقدمون شواهد حية على حجم الكراهية والعنف والاستبداد والطغيان والقتل والتدمير وانعدام الإنسانية، فكل الحروب والمواجهات العسكرية في التاريخ لها ضوابط تمنع التجاوزات والانتقام إلا هذا الطرف الذي يعد نفسه فوق كل شيء في العالم ولا شيء سواه. الإعلام العربي استطاع أن يقدم الأحداث بصورة مجردة متفوقا على إعلام الغرب الديمقراطي الذي انتقى أوجاع الإسرائيليين «فقط» ليمعن في التشويه لصورة الفلسطيني المطالب بأرضه التاريخية، واستطاع الإعلام العربي أن يجعل الغرب شاهدا ومتابعا على الهواء لما يحدث من مجازر في غزة لحظة بلحظة وهذا أمر مهم جدا في تغير القناعات. ما حدث ويحدث هو نتاج طبيعي لذلك الشحن المستمر للانتقام من الفلسطينيين الذي هجروا وشردوا منذ أن جاء الاحتلال ومنحه الغرب دولة يقيم فيها «الغرب الذي يعطي ما لا يملك» ومنذ 75 عاما وكل أحرار العالم يطالبون بحل القضية وتنفيذ حل الدولتين بدءا من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى شرم الشيخ، وكان ثمن ذلك التعنت انفجار الأوضاع التي كانت متوقعة، والتي ستغير تداعياتها أوضاع قائمة، فإما الذهاب إلى التسوية والعيش بسلام، أو إلى المزيد من الدماء.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، خلال تصريحاته مساء اليوم الاربعاء،  بأنه  سيتم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها،  وفقا لقناة العربية. 

مندوب باكستان في الأمم المتحدة: طرد سكان غزة يناقض القانون الدولي حزب الله يعلق على تصريحات ترامب بشأن غزة

وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الأربعاء، شابين من مدينة جنين.

وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، قالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب رياض ماهر الأطرش بعد مداهمة منزله في حي "خروبة" في المدينة، والشاب مخزوم الخالدي من منزله في حي "صباح الخير" في المدينة.

وتواصل قوات الاحتلال عمليات نسف وحرق المنازل في مخيم جنين، حيث دوت أصوات الانفجارات الناجمة عن تفخيخ المنازل وتفجيرها في المخيم، فيما تصاعدت أعمدة الدخان بعد حرق الاحتلال منزلا فيه.

ويستمر عدوان الاحتلال غير المسبوق على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ16 على التوالي، حيث استشهد خلاله 24 مواطنا وأصيب واعتقل العشرات.

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، مداخل بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.

وأغلقت قوات الاحتلال المداخل المؤدية إلى البلدة بحواجز عسكرية، ومنعت المواطنين من الخروج، وفتشت المركبات ودققت في بطاقات راكبيها، كما اقتحمت وسط البلدة وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام.

 كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ثمانية مواطنين خلال العدوان المتواصل على بلدة طمون جنوب طوباس.

وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ صباح اليوم ثمانية مواطنين وهم: محمد أسامة جميل بني عودة، ناصر علي حمد بني عودة، علي هايل علي حمد بني عودة، وسيم سليمان عبد الله بني عودة، إبراهيم طاهر بني عودة، محمد عمر اشتيوي، مصطفى برهان عادل مصطفى بشارات، علي باسم رشيد حمدان.

وأضاف أن قوات الاحتلال ما زالت تداهم منازل المواطنين في البلدة لليوم الرابع على التوالي، وتنفذ حالات اعتقال، فضلا عن عشرات حالات الاحتجاز والتحقيق الميداني

مقالات مشابهة

  • عضو اتحاد الإعلاميين العرب: الإعلام المؤثر يشكل 30% من ميزانيات الحملات الإعلانية الكبرى
  • إدارة تعليم الجوف تنظم ملتقى نوافذ حوارية للموجهين الطلابيين
  • رسالة فريدة من نوعها لنتن ياهو وهو في البيت الأبيض
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • الأعلى للإعلام: ضرورة وجود خطاب عربي موحد للدفاع عن قضايا الأمة
  • رئيس “الأعلى للإعلام” يستقبل أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للإعلام والاتصال
  • تعاون مشترك بين الأعلى للإعلام وجامعة الدول العربية
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة