مع تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدف كل شيء بالصواريخ شديدة الانفجار وتشديد الحصار وإغلاق كافة المعابر، دخل قطاع غزة مرحلة وصفت بأنها "نكبة إنسانية".

وخلال الليلة الماضية، واصلت طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.



وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 2750 مواطنا؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل أكثر من 9700 إصابة بجراح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عشرات العائلات الفلسطينية.

وأوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن "طبيعة الاحتلال العدوانية وحجم الإجرام الذي يعتلي العقلية الصهيونية، تعودنا عليه في كل عدوان وحب يشنها على قطاع غزة من خلال تعمد إيقاع أكبر قدر ممكن من المجازر واستهداف المدنيين الأبرياء، وإلحاق دمار واسع في البنية التحتية؛ سواء على مستوى منازل الموطنين وشبكات الطرق والكهرباء والمياه".

وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "الاحتلال في هذه العدوان فاقم من هذا الواقع من خلال هذا العدد الكبير من المجازر، كي يضيف جريمة جديدة، وهي جريمة العقاب الجماعي والإبادة الجماعية، إضافة إلى مفاقمة الوضع الإنسان عبر تشديد الحصار وقطع الكهرباء والماء والوقود وغيرها من المواد التموينية الأساسية عن القطاع، بما جعل من الأوضاع في القطاع كارثية على المستوى الإنساني".

ونبه معروف أن "هناك معضلة كبيرة تواجه العاملين في الخدمات الأساسية على صعيد السلع والمواد الأساسية التي تعتمد خلال هذا العدوان بشكل أساسي على المخزون المتوفر قبل العدوان، إضافة إلى عمل المنظومة الصحية من خلال القدر اليسير المتوفر لها من الأدوية والمستهلكات الطبية، من أجل القيام بواجبها تجاه هذه العدد الأكبر من الجرحى والمصابين، خاصة وأن جراحهم خطرة وتحتاج إلى متابعات طبية متواصلة".


وذكر أن "70 في المئة من عدد الجرحى صنف ما بين متوسطة إلى خطيرة، علما أن جميع غرف العمليات في القطاع تعمل على مدار اللحظة ولا تستطيع أن تواكب هذه الحاجة الكبيرة لإنقاذ المصابين"، منوها أن "قطاع غزة في ظل هذا الواقع، يعيش نكبة إنسانية بكل ما لهذه الكلمة من معنى".

وحول التقديرات الأولية لعدد النازحين داخليا جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي طال كل شيء في القطاع من شماله وحتى جنوبه، قال المسؤول الفلسطيني: "إجمالي من اضطروا إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخليا في كافة محافظات القطاع الخمس، يبلغ قرابة ربع سكان قطاع غزة (أكثر 500 ألف) بحثا عن الأمن وهروبا من قصف الاحتلال للأحياء السكنية والمباني والأبراج السكنية؛ بينهم أكثر من 70 ألفا نزحوا عند الأقارب والأصدقاء والباقي في مراكز الإيواء".

وبين أن النزوح الداخلي فاقم معاناة سكان القطاع، خاصة في ظل نقص الخدمات الأساسية المقدمة، محذرا من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، والتي لا تقف عن حدود مراكز الإيواء بل ربما تتجاوز حدود القطاع.

وبين أن "العديد من مناطق القطاع تعرضت لسياسية الأرض المحروقة مثل؛ شمال شرق القطاع (بيت حانون) وشمال غرب القطاع، وغيرها العديد من المناطق العديدة".

وأشار إلى أن التقديرات الحالية الأولية التي تمكنت طواقم الحصر الميداني أن تصلها، تشير إلى تدمير الاحتلال نحو 2200 مبنى وبرج وعمارة سكنية، تم تدميرها بشكل كامل، تضم نحو 9000 وحدة سكنية، إضافة إلى أكثر من 83 ألف وحدة سكنية ألحقت بها أضرار جزئية وبليغة، منها نحو 4500 وحدة باتت غير صالحة للسكن".

وأكد معروف أن "حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، حيث ألقيت مئات الأطنان من المتفجرات على رؤوس الموطنين والمباني والأبراج السكنية، تنذر بأن الأضرار أكبر من ذلك بكثير"، منوها أنه تم أيضا حصر تدمير أكثر من 70 منشأة خدماتية تعود لمؤسسات أهلية والبلديات ومؤسسات قطاع غزة تقم خدمات عامة، جميعها تعرض للقصف".

وتابع: "تم تدمير أكثر من 47 مقرا حكوميا، إضافة إلى 157 مدرسة؛ منها 14 مدرسة باتت غير صالحة للاستخدام، وباقي المدارس تضررت بشكل متفاوت"، موضحا أن صواريخ الاحتلال المدمرة استهدفت أيضا العديد من المساجد وتم تدمير بعها بشكل كلي، إضافة إلى تأثر بعض الكنائس جراء القصف الإسرائيلي".


وخلال جولة ميدانية لمراسل "عربي21" في بعض مناطق القطاع، ظهرت طوابير الناس على المخابز في انتظار دورهم، فيما يحاول السكان التكيف مع كميات المياه المتوفرة والاقتصاد في الاستهلاك، فيما حاول البعض التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء بشكل متواصل، عبر استخدام لوحات الطاقة الشمسية التي نفدت من الكثير ممن المتاجر التي تمكنت ممن فتح أبوابها، وذلك بالتزامن مع محدودية توفر الوقود والغاز.

وفجر السبت تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة دمار غزة دمار طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدید من إضافة إلى قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

شهيد في غزة وإغلاق المعابر ينذر بكارثة إنسانية

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة الذي يواجه كارثة إنسانية متفاقمة بسبب إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث على التوالي.

وأوضحت مصادر طبية فلسطينية، بأن الشهيد كان قد أصيب برصاص قوات الاحتلال خلال تواجده شرق المدينة.

وفي السياق ذاته، أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة شرق بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث أصيب فلسطيني هناك حسبما أعلن جيش الاحتلال كما أطلقت آليات إسرائيلية النار بشكل مكثف صوب منازل الفلسطينيين في حي تل السلطان غربي مدينة رفح.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 إلى 48 ألفا و397 شهيدا، و111 ألفا و824 مصابا.

 

فتيان يحملان ما استطاعا من طعام لأسرتهما لدى مرورهما بأنقاض مسجد طاله العدوان الإسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (الفرنسية) كارثة إنسانية

على الصعيد الإنساني حذر مكتب الإعلام الحكومي بغزة من أن إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث يفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وأوضح أن استمرار إغلاق المعبر يعمق أزمة المجاعة مع شح الإمدادات وانعدام البدائل، مؤكدا أن استمرار استخدام التجويع كأداة حرب هو انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.

كما نبه المكتب إلى أن منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية يعرض آلاف المرضى والجرحى لخطر الموت. كذلك يفاقم أزمة الوقود مما يؤدي إلى توقف المستشفيات، ويعطل انتشال جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض.

من جهته، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة أمام البضائع أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية أكثر من 100 ضعف في أنحاء القطاع.

وردا على سؤال بشأن مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن سبب وقف المساعدات يرجع إلى بيع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لها، قال دوجاريك -خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين "لم يتم الإبلاغ عن أي شيء من هذا القبيل من قبل زملائنا على الأرض، رأينا منذ وقف إطلاق النار تدفقا أكثر حرية ومباشرا للمساعدات، ولم نشهد أيا من أعمال النهب".

إعلان

مقالات مشابهة

  • طولكرم - الجيش الإسرائيلي يستقدم مدرعات
  • وقفة احتجاجية في الرباط دعما للفلسطينيين وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48405 شهداء
  • التنمية بغزة: وقف دخول المساعدات ينذر بكارثة إنسانية وعودة للمجاعة
  • شهيد في غزة وإغلاق المعابر ينذر بكارثة إنسانية
  • اليوم الـ43 للعدوان الصهيوني على جنين.. استشهاد 28 فلسطينيًا ودمار واسع في الحي الشرقي
  • حمدان: الاحتلال سعى لإفشال اتفاق غزة والعودة للعدوان
  • مطالبات بمحاكمة مغنٍ تونسي قاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,397 شهيدًا
  • الأردن تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة