جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-07@05:15:14 GMT

فلسطين.. دُرة الشرق

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

فلسطين.. دُرة الشرق

 

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

تعوّد المجتمع العربي على الصمت والاكتفاء بمتابعة قضاياه عبر وسائل الإعلام المختلفة كالبرامج الإذاعية والمواقع الإخبارية وبرامج التواصل الاجتماعي وغيرها، ولكن هل الصمت هو الحل؟ قيل لنا: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب! فهل نحن نسير بذلك الصمت نحو حياة أفضل؟ أم هناك ألف علامة استفهام على ذلك الصمت المطبق؟

إن الصمت وحفظ اللسان عن الكلام حكمة ربانية تؤدي إلى النجاة في كثير من الأحوال، وقد جاء في الخبر سأل عقبة بن عامر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ما النجاة؟ قال: "أَمْسِكْ عليك لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيتُك".

نعم نحن مأمورون بالصمت أحيانًا والجلوس في بيوتنا والاكتفاء بمتابعة قضايانا العربية والإسلامية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليس في كل الأحوال يكون الصمت فضيلة كما يفهم ذلك البعض، وقد قال تعالى: "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، وقال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ".

قد يكون الصمت قوة لا يستهان بها، ولكن ليس ذلك على كل حال، فهناك قضايا مصيرية لابد فيها من إظهار كلمة الحق العالية وبيان الموقف الحكيم، وخير مثال على ذلك القضية الفلسطينية فهي قلب الوطن العربي، ودرة الشرق التي اغتصبها الصهاينة، القادمون من شتى بقاع الأرض، ومن ليس لهم أصل فيذكر، ولا هوية محمودة فتحمد، انتزعوا درة الشرق فلسطين العظيمة من جسد الأمة العربية والإسلامية وجعلوا منها منطقة واسعة لاستفزاز الأمتين العربية والإسلامية، ابتلعوا ما أمكنهم من تلك الأرض المقدسة، وأبادوا وشردوا أهلها وساكنيها، ولا زالوا يستفزون مشاعر وأحاسيس المسلمون في العالم، ومنعهم من إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها والتي عاصمتها القدس الشريف، بل ووصل بهم الحال أن صرحوا بأن القدس عاصمة لإسرائيل، فهل الصمت بعد كل ذلك أصبح من ذهب؟ وهل أصبحت القضية الفلسطينية العادلة لا تعنينا؟ وهل سنكتفي بالخروج للمسيرات المتواضعة لبيان مواقفنا تجاه ما يحصل لقضيتنا المحورية والعربية والإسلامية؟

إن معركة طوفان الأقصى خير دليل على أهمية إعلاء كلمة الحق وإذلال الباطل والسقوط المدوي لنظرية الردع الإسرائيلية، في زمن لا زال البعض يؤمن فيه بالصمت، والمواقف الخجولة، واليوم وبفضل كلمة الحق المدوية، وإخلاص المجاهدين على أرض غزة الصمود نرى تساقط أوراق الجيش الذي لا يقهر وتفتيت أسطورته الزائفة التي ما هي إلا أوهن من بيت العنكبوت، والذي أصبح تحت أقدام المجاهدين البواسل، الذين لا زالوا يدافعون عن كرامتهم وكرامة أمتهم.

ما حدث ويحدث في طوفان الأقصى أثبت للعالم أجمع شعبية المقاومة، وإركاع إسرائيل، وعدم إمكانية القفز المباشر على الشعب الفلسطيني المناضل، وحقوقه العادلة، وستبقى فلسطين وشعبها العزيز المعادلة الصعبة، في عالم الصمت العربي والمواقف الخجولة التي اكتفى بها البعض بالاستنكار والإدانة للاعتداءات الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

اليوم هناك واجبات أخلاقية يجب الالتزام بها أكثر من أي وقت مضى في سبيل خدمة القضية الفلسطينية وتحقيق أهدافها، وهذا ما يجب أن تتحمله الشعوب العربية والإسلامية، أذكر أبرزها وهي كالآتي:

التبرع لأهل غزة، عبر الجهات الرسمية في الدولة. الدعم الإعلامي؛ وهو من أهم الموارد التي من خلالها يتم تعريف المجتمع الدولي بالمظلومية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وكشف الإجرام الوحشي للصهاينة الغزاة، وتوعية الشعوب بواجبها تجاه القضية الفلسطينية. الدعم الشعبي؛ وهو ما شاهدناه من موقف عربي تجاه ما يجري في فلسطين عبر التظاهرات السلمية التي عبّر بها المجتمع العربي والإسلامي استنكاره ورفضه لما يحصل للشعب الفلسطيني المظلوم. الدعم السياسي؛ وهو من أهم الموارد التي ينبغي أن تقوم بها الحكومات العربية والإسلامية تجاه ما يجري في فلسطين المحتلة ومحاولة الضغط لمنع الحرب على غزة وحقن دماء الأبرياء هناك. المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية وكل من يساندها ويشجعها من الشركات العالمية وغيرها، وذلك في حد ذاته سلاح مهم يجب اتخاذه وتفعيله في المجتمعات العربية والإسلامية بهدف إضعاف شوكة المعتدين.

وهنا لا يسعني إلا الدعاء لأهلنا في غزة وكل الأراضي المحتلة بدعاء أهل الثغور للإمام زين العابدين علي بن الحسين: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، واشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، واحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، ودَبِّرْ أَمْرَهُمْ، ووَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ، واعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ، والْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأحد 12 يناير.. ندوة لمناقشة كتاب "القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى"

تنظم اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين، ندوة لمناقشة كتاب "القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى"، للدكتور عبد العليم محمد، مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام.

يشارك في المناقشة الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور محمد السعيد إدريس، مستشار مركز الدراسات السياسية بالأهرام، والناشر الأستاذ علي عبد الحميد علي، رئيس مركز الحضارة العربية للتنمية الثقافية.

يدير الندوة المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، وذلك يوم الأحد الموافق 12 يناير، الساعة السادسة مساءً بقاعة طه حسين في الدور الرابع.

مقالات مشابهة

  • إعلاميون وسياسيون يتساءلون: لماذا الصمت العربي والإسلامي إزاء التوغل الصهيوني في سوريا؟
  • كاريكاتير .. المظلمة العربية تمطر خذلاناً مخزياً تجاه الشعب فلسطين
  • فريد زهران: العسكرية المصرية لن تتخلى عن ثوابت القضية الفلسطينية
  • سياسي مغربي: اليمن تمثل عاصمة الأمة ونبض الشعوب العربية والإسلامية
  • الثوابتة: اليمن يجسد صوت العروبة الأصيل في دعم القضية الفلسطينية
  • ذمار: وقفة قبلية في جبل الشرق تؤكد الجهوزية لمواجهة التصعيد ودعم فلسطين
  • ندوة بالصحفيين لمناقشة كتاب القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى
  • الأحد 12 يناير.. ندوة لمناقشة كتاب "القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى"
  • استاذ علوم سياسية: جهود مصر تجاه القضية الفلسطينية ليست جديدة
  • الخطيب: لا يمكن لطائفة أن تحمل عن كل العرب عبء القضية الفلسطينية