أولها فتاة من فلسطين في 1948.. 6 أفلام عربية تناولت القضية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
لطالما كان الفن مرآة الشعوب على مر العصور، إذ يعدّ أحد أبرز الوسائل للاحتفاء بالانتصارات وتوثيق الإخفاقات ولحظات الضعف. كانت الأعمال السينمائية والدرامية سبيل الفنانين العرب لإيصال القضية الفلسطينية، لا سيما بعدما وصل كثير من الأعمال إلى العالمية، بفضل عرض بعضها في أهم "المهرجانات" والمحافل الفنية.
كما مثلت هذه الأعمال الفنية فرصة لإحياء القضية في قلوب الجمهور العربي، وتذكيره دائما بالمعاناة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ "النكبة" وحتى يومنا هذا.
فيما يلي، نستعرض أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت قضية فلسطين:
1- فيلم "فتاة من فلسطين"كانت الممثلة والمنتجة المصرية عزيزة أمير صاحبة أول فيلم يتناول القضية الفلسطينية في 1948 -بعد النكبة مباشرة-، الذي حمل عنوان "فتاة من فلسطين"، من بطولة وإخراج محمود ذو الفقار، وشاركه في البطولة سعاد محمد وزينات صدقي وحسن فايق.
تدور أحداث الفيلم حول ضابط طيار مصري يشارك في غارة جوية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي، وتسقط طائرته في قرية فلسطينية، فتستضيفه الفتاة الفلسطينية سلمى لتطييب جراحه. وخلال الأحداث يكتشف أن "سلمى" تساعد الفدائيين الفلسطينيين، ومنزلها مركز لتخزين السلاح للمقاومة الفلسطينية.
كتب أغاني الفيلم بيرم التونسي وعبد العزيز سلام ولحنها رياض السنباطي ومحمد القصبجي ومدحت عاصم وعبد الغني الشيخ.
2- فيلم "أرض الأبطال"بعد أحداث ثورة يوليو/تموز 1952، كتب الصحفي الراحل إحسان عبد القدوس فيلم "أرض الأبطال"، سلط خلاله الضوء على قضية توريد الأسلحة الفاسدة، التي روج لها في مقالاته بمجلة "روز اليوسف"، وأدت إلى هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل، ثم مهدت للثورة فيما بعد.
تدور أحداث الفيلم حول نجل رجل أعمال ثري، يقرر التطوّع في الجيش المصري بعد زواج الفتاة التي يحبها من والده. وفي مدينة غزة يلتقي الشاب بفتاة فلسطينية، ويقع في حبها، لكنه يفقد بصره في إحدى المعارك نتيجة لاستخدام الجنود للأسلحة الفاسدة التي يوردها والده للجيوش العربية.
ومن ناحية أخرى، يظهر الفيلم بسالة الفدائيين الفلسطينيين، ودعم الجنود العربية للحق الفلسطيني.
فيلم "أرض الأبطال" للمخرج نيازي مصطفى، وشارك في بطولته كوكا وجمال فارس وعزيزة حلمي، وهو من إنتاج 1953.
3- فيلم "الله معنا"ربما لا يعرف كثيرون أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قدمت عملا سينمائيا رصد أجواء حرب 1948، نظرا إلى ندرة عرض فيلم "الله معنا"، الذي أنتج في 1955 على الشاشات العربية.
ويعدّ الفيلم من التجارب القليلة التي نجحت في رصد هذه الحقبة المهمة في التاريخ العربي الحديث، وشارك في بطولته عماد حمدي وماجدة ومحمود المليجي وحسين رياض، وهو من تأليف إحسان عبد القدوس، ومن إخراج أحمد بدرخان.
وتدور أحداث "الله معنا" حول الضابط أحمد (عماد حمدي) الذي شارك في حرب 1948، وفقد ذراعه بسبب الأسلحة الفاسدة التي يوردها عمه الثري إلى الجيوش العربية.
منعت الرقابة عرض الفيلم لأسباب سياسية تتعلق بوجود شخصية اللواء محمد نجيب في أحداث الفيلم، قبل إعفائه من منصبه، إلا أن جمال عبد الناصر حضر العرض الأول وأجاز عرضه في السينمات.
يشار إلى أن فاتن حمامة شاركت -كذلك- في فيلم "أرض السلام" في 1957 إلى جانب الفنان المصري العالمي عمر الشريف والمخرج كمال الشيخ، والفيلم تناول كواليس العمليات الفدائية للشباب العربي في فلسطين آنذاك.
4- فيلم "ناجي العلي"ينتمي فيلم "ناجي العلي" الذي أنتج في 1992 إلى سينما السيرة الذاتية، حيث كشف عن جوانب حياة الفنان الفلسطيني ناجي العلي، بدءا من نزوحه مع أسرته إلى لبنان وعمله في الكويت وعودته مرة أخرى إلى لبنان أثناء فترة الحرب الأهلية هناك، قبل تعرّضه للاغتيال في الحادثة الشهيرة.
يعدّ "ناجي العلي" واحدا من الأفلام الـ21 فيلما التي أخرجها عاطف الطيب، وهو من بطولة الفنان نور الشريف الذي شارك في إنتاجه أيضا، ومن تأليف بشير الديك.
وكما كانت حياة ناجي ناجي العلي صعبة، كانت ظروف إنتاج فيلم حول سيرته الذاتية صعبة كذلك، حتى إن الفيلم تعرض للاغتيال مثل صاحبه، إذ عُرض دوليا لكنه مُنع من العرض في "المهرجانات" المحلية، وتعرض للانتقادات التي تصل إلى المطالبة بوقف عرضه، وذلك لتجاهل صنّاعه لانتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973.
غياب "حرب أكتوبر" عن أحداث الفيلم سوّغه بشير الديك لقناة الجزيرة حينها، بأن الدراما لم تقتضِ تناول الانتصار، وإنما كان الهدف تجسيد انهيار ما بعد نكسة 1967، وانعكاسه على القضية الفلسطينية.
5- فيلم "أصحاب ولا بيزنس"مع بداية الألفينيات ومولد جيل جديد من نجوم السينما المصرية، جاء فيلم "أصحاب ولا بيزنس" تزامنا مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في سنة 2000.
الفيلم من بطولة هاني سلامة ومصطفى قمر ونور وعمرو واكد، ومن تأليف مدحت العدل وتأليف علي إدريس، وتدور أحداثه حول مذيع برامج مسابقات يذهب رغما عنه إلى فلسطين لتغطية الأحداث، ليتعرف هناك إلى شاب فلسطيني مقبل على عملية انتحارية.
6- فيلم "الجنة الآن"كانت أنظار صناع السينما في العالم متجهة نحو فلسطين في 2005، وذلك بعد فوز فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني الهولندي هاني أبو أسعد، بجائزة أفضل فيلم أجنبي من "غولدن غلوب" إلى جانب منافسته على الجائزة نفسها من الأوسكار.
يرصد الفيلم آخر 48 ساعة في حياة صديقين مقبلين على عملية استشهادية، لكن قبل كل هذا النجاح واجه الفيلم كثيرا من الأزمات والصراعات حتى خرج إلى النور، بداية من فترة تصويره في نابلس، حيث قصفت مروحيات الاحتلال الإسرائيلي سيارة بجانب موقع التصوير، مما دفع 6 من فريق الفيلم للتراجع عن المشاركة فيه.
كما اختُطف أحد العاملين بـ "الجنة الآن" من مسلحين، ثم أُطلق سراحه بالتدخل من مكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات، وذلك بجانب تدخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حتى لا ينافس الفيلم باسم فلسطين في مسابقة الأوسكار، لكنه نافس باسم السلطة الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أحداث الفیلم ناجی العلی
إقرأ أيضاً:
التمويل مقابل الولاء.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية
واشنطن - الوكالات
أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قراراً بتجميد تمويل بقيمة 2.2 مليار دولار مخصص لجامعة هارفارد، بعد رفض الأخيرة التوقيع على شروط حكومية تتعلق بحرية التعبير والأنشطة الطلابية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القرار جاء إثر رفض إدارة هارفارد التوقيع على وثيقة رسمية تتضمن ما وصفته بـ"ضوابط سياسية" تستهدف نشاطات طلابية مؤيدة لفلسطين، وإجراءات تتعلق بمراقبة المحتوى الأكاديمي داخل الجامعة، إلى جانب اتهامات من إدارة ترامب بوجود "تساهل مع مظاهر معاداة السامية".
وفي أول تعليق على القرار، كتب ترامب على منصته الاجتماعية Truth Social:
"لن نسمح بتمويل جامعات تحولت إلى مصانع للكره والتحريض ضد أميركا وحلفائنا. من يقبل أموال الحكومة يجب أن يحترم قيمها."
ردود فعل أكاديمية وسياسية
وأثار القرار انتقادات واسعة في الأوساط الأكاديمية والسياسية، حيث وصف عدد من أساتذة الجامعات القرار بأنه "سابقة خطيرة تمس استقلالية التعليم العالي في الولايات المتحدة".
وقال البروفيسور جيمس ديوك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، إن "هذا القرار لا يتعلق فقط بهارفارد، بل يشكل إنذاراً لبقية الجامعات بأن التمويل قد يصبح أداة لإخضاع الفكر الأكاديمي لاعتبارات سياسية".
وفي السياق نفسه، أصدرت منظمة "اتحاد الحريات الأكاديمية الأميركي" (AAUP) بياناً أكدت فيه رفضها لأي شروط سياسية مقابل التمويل، مشددة على أن "حرية التعبير داخل الجامعات هي حجر الزاوية في النظام الديمقراطي الأميركي".
أما من الجانب الجمهوري، فقد رحب عدد من أعضاء الحزب بخطوة ترامب، معتبرين أنها "تصحيح لمسار جامعات باتت منحازة لأيديولوجيات يسارية تتجاهل الأمن القومي"، على حد تعبير السيناتور جوش هاولي، الذي قال: "هارفارد وغيرها من الجامعات الكبرى بحاجة إلى تذكير بأن الدعم الحكومي ليس شيكاً على بياض."
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياق أوسع من التوتر بين مؤسسات التعليم العالي والإدارة الجمهورية، بعد سلسلة من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين التي شهدتها جامعات كبرى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. وقد اتُهمت بعض الإدارات الجامعية من قبل سياسيين يمينيين بـ"التغاضي عن الخطاب التحريضي"، بينما أكدت إدارات الجامعات تمسكها بحرية التعبير والتظاهر السلمي.