لننظر إلى الجزء المُمتلئ من الفنجان
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
علي بن سالم كفيتان
لا شك أنها كانت أربع سنوات صعبة للغاية على الحكومة وعلى المواطن، فكان مطلوباً من الحكومة رسم خطة تنقذ البلاد من الشلل الاقتصادي التام، بينما كان على المواطن ربط جميع الأحزمة منعًا لسقوطه من تلك الخطة، وفي حدث غير مسبوق استطاعت سلطنة عُمان العبور إلى منطقة الأمان من حيث الحفاظ على المركز المالي للبلد الذي يعد عصب الحياة اليوم ومصباح المستقبل غدًا.
استطاع العُمانيون العبور مع سلطانهم الحكيم الصادق أصعب مرحلة في تاريخ البلاد منذ فجر النهضة المباركة عام 1970، وهم اليوم على أعتاب عام الانفراج 2024؛ فمع بزوغ فجر الأول من يناير المقبل، سيبدأ تطبيق قانون الحماية الاجتماعية الذي ضمن العديد من الميزات المالية للفئات الأكثر حاجة في مرحلته الأولى (صغار السن- كبار السن- أصحاب الاحتياجات الخاصة) مع وجود هامش أمل ليشمل (الأمهات غير العاملات- الباحثين عن عمل) في مرحلته الثانية بإذن الله تعالى، كما دفعت الحكومة بترقيات القطاع المدني المتأخرة إلى عام 2016، وبدء الاستحقاق في يناير المقبل.. كل ما سبق عبارة عن تباشير خير تنم عن حرص مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- على إعادة توجيه البوصلة لرفع مستوى الرفاه الاجتماعي في عُمان.
اتركونا هذه المرة نُبحر في الجانب الممتلئ من الفنجان ونترك المساحة الصغيرة الفارغة التي أخذتنا بعيدًا وحمّلتنا أطنانًا لا نطيقها من التشاؤم والسوداوية طوال الأعوام الأربع الماضية.. لنبحر معًا في خضم النوايا الحسنة والسلوك الحميد؛ فبلادنا اليوم دحرت معركة المديونية وخفضتها لتصبح في المناطق الآمنة، وهذا بدوره رفع الثقة في أدائنا المالي والتزامنا الاقتصادي. كل ذلك سيفتح آفاقًا كبيرة للاستثمار وبناء الفرص، وهذه هي تباشير الحصاد الآمن لخطوات كانت بلا شك مؤلمة للغاية، لكنها كانت ضرورية، فسقط البعض خلالها من ثغرات الخطة، لكن اليد الكريمة الحانية لمولانا جلالة السلطان- رعاه الله- لم تغفل هذا الأمر؛ فبدأت إعادة التقييم التدريجي لبرامج الدعم والاستماع بعناية لشكوى المواطنين، وهذا ما انعكس في توجيهات خفض تعرفة الكهرباء في أشهر الصيف بنسبة تصل إلى 30%، وهذا يقودنا لحقيقة مُهمة، وهي أن الحكومة لديها النية الحسنة والمرونة الكافية لمراجعة كل السياسات التي تم اتخاذها خلال الفترة الحرجة، وهذا ما يجب أن نشكر من خلاله مولانا جلالة السلطان المعظم، وأن نُشجِّع الحكومة على بذل المزيد من الاستماع والتقصّي واتخاذ القرارات التي تعزز الثقة بين المواطن والحكومة؛ فنحن في وطن آمن مُستقر ينعم بالكثير من الخيرات، وفي مقدمتها الإنسان العمُاني النبيل المُحب لوطنه، الحريص على ديمومة الوئام والسلم الاجتماعي، فقد أصبحنا اليوم وبحمد الله أيقونة عالمية في السعي نحو السلام وتجاوز التناحر والصبر على الملمات في عالم مضطرب للغاية، ومن هنا ومن هذه الزاوية الغاية في الجمال والأمل يجب أن ننظر إلى عُمان ونطمئن أنها في أيدٍ أمينة.
سنطلب من سلطاننا الرحيم النظر في كل قضايانا الصغيرة والكبيرة، ونحن موقنون أن جلالته سيُوليها جُلّ عنايته وعظيم حرصه، سنظل نرفع همومنا ونتحدث عن كل ما يقلقنا وكُلنا يقين أن صوتنا سيصل بلا شك، وسننتظر عين الرعاية السلطانية في كل يوم تشرق فيه الشمس على بلادنا، لأننا نحلم بحياة أفضل ومستقبل مشرق سعيد، نجد فيه كل أبنائنا يرابطون على ثغور الوطن من حماة للأرض ومكتسباتها إلى بناة حضارة إنسانية ترتكز على إرث إمبراطوري لم يَخْبُ بعد إلى أصحاب فكر نَيِّر يقودون البشرية في عالم البحث والابتكار، إلى كُتاب مُلهمين ورسامين مبدعين وشعراء حالمين؛ لتكتمل اللوحة التي أُريدَ لها أن تكون.
يظل التغيير أمر غير متقبّل في مجتمعاتنا التقليدية؛ فنظرتنا للمكاسب تؤمن بحكمة "عصفور في اليد خير من ألف على الشجرة"، لكننا لا بُد أن نتغيَّر وأن نمتلك الإقدام الكافي للظفر ببقية الطيور التي ما زالت على الشجرة؛ فعصفور اليد سينضب يومًا ويتلاشى أمام نمونا وتطورنا وحاجاتنا المتزايدة، لهذا تنطلق بلادنا بقوة نحو المستقبل، ولا يجب أن نعيق عقارب ساعتنا لنصل معًا إلى غاياتنا في الأوقات والآجال المحددة، فقد بات من الحكم المؤكد أن العالم لن ينتظرنا.
وحفظ الله بلادي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
عقب فوزه بنتاٸج الإنتخابات وقبل أن يٶدی اليمين رٸيساً لأمريكا، أطلق الرٸيس دونالد ترامب تهديده أن يفتح (أبواب الجحيم) علی منطقة الشرق الأوسط مالم تُطلِق حماس سراح الأسریٰ الإسراٸيلين لديها !!
ثمَّ سارت المفاوضات فی جولتها الأولیٰ بشروط حماس، ومضت إلیٰ غاياتها رغم عراقيل نتنياهو وتزمته، ولكن بقيت عبارة ترامب (فتح أبواب الجحيم) حاضرةً علی لسان قادة إسراٸيل فكررها نتنياهو، أكثر من مرة وكذلك فعل وزير دفاعه كاتس ووزير ماليته سموتريش وغيرهم من قادة الإحتلال الصهيونی لينشأ السٶال، هل مفاتيح أبواب الجحيم بيد ترامب وأصدقاٸه الصهاينة؟؟
ونحن بالقطع نعلم يقيناً بأن كل ما يظنونه جحيماً قد فتحوا أبوابه علی الشعب الفلسطينی منذ قيام الكيان الصهيونی فی أرض فلسطين المغتصبة، ولم يصلوا إلی مبتغاهم فی تهجير أصحاب الأرض والحق عن أرضهم وديارهم لأن ذلك لم يكن وارداً أبداً فی مخيلة الفلسطينيين مهما إشتدَّ عليهم البطش والقهر والعسف، ولم تُجدِ الإغراءات معهم نفعاً، ولم يزحزحهم كل الإبتزاز الرخيص قيد أنملة عن موقفهم الثابت رغم الخذلان المبين من أغلب الإخوة العرب، ولم يجزعوا من سلسة الإغتيالات التی طالت كبار قادتهم، ولم تروعهم أنهار الدماء التی سالت من الشهداء أطفالاً وشيوخاً ونساء فضلاً عن الشباب المقاومين، وبالتالی لم يأبهوا للتهديد الأجوف بفتح أبواب الجحيم!! وهم قد خبروا كل انواع القصف والتدمير والقتل وهدم المنازل ونسفها وتجريف شجر الزيتون والإعتقالات والإغتيالات، والتجويع، فعن أی جحيم يتحدثون؟
ونحن فی بلادنا، لم يكن ليجول بخاطر أشدَّ المتشاٸمين مِنَّا أن تقع مثل هذه الحرب التی تدور فی ربوع بلادنا من أقصاها إلیٰ أقصاها، حتَّیٰ بعد تهديد المجرم النَّهاب حميدتی كبير مليشيا آل دقلو، بأن عماراتنا ستسكنها الكدايس وأن علی الناس أن يعملوا حسابهم!!
– وها هی الحرب قد وقعت بأمر الله لحكمةٍ يعلمها هو وحده لا شريك له. لِّیَقۡضِیَ اللهُ أَمۡراً كَانَ مَفۡعُولاً لِیَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَیَحۡیَىٰ مَنۡ حَیَّ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِیعٌ عَلِیمٌ، والحمد لله ولم ينل الباغی ثمرة بَغْيِهِ،إذ لم تكن عماراتنا من نصيب (الكدايس) بين قوسين (عُربان الشتات) كما هددنا، بل صارت للأوباش فخاً كبيراً من ماركة أم زريدو، حيث يفتك جيشنا بكل متمرد فی أی بقعة من بقاع بلادنا، بلا إستثناء، لكی تدور الدواٸر علی الباغی، أينما كان وحيثما حلَّ، ولا يبتعد تهديد ترامب المتغطرس عن تهديد حميدتی الغبی فكلاهما مغرور بقوته وجبروته وماله، وكلاهما ينسی أن الله هو الجبار ذو القوة المتين وهو القاهر فوق عباده وبيده وحده سبحانه ملكوت السمٰوات والأرض ومابينهما.
وكما يتحدث الناس عادةً عن اليوم التالی،فإن كل مواطن فی بلادنا يعرف ما ينظره فی اليوم التالی بعد نهاية (حرب الكرامة) فليس من الكرامة أن نجرِّب المُجرَّب، وليس من الكرامة أن نصفح عن المجرمين أو أن نصافح المتعاونين معهم، أو أن نعود للمشاكسات الحزبية التی ذقنا ثمارها المُرَّة، وليس من الكرامة أن نتناسی تضحيات جيشنا ولا دماء شهداٸنا، ولا أن نتجاهل مواقف الدول الصديقة والشقيقة التی ساندتنا فی المحافل الدولية أو آوت اللاجٸين والنازحين من سعير الحرب، ولن نفتح أبواب الجحيم علی الدول التی دعمت التمرد لأننا نعلم إن مفاتيح الجحيم ليست بيدنا لكننا لن ننسیٰ ولن نغفر لهم ولدينا ما نبادلهم به من أذیٰ، وهم -قبل غيرهم – يدركون مغبة كسب عداوة دولة مثل بلادنا وشعب مثل شعبنا.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء
إنضم لقناة النيلين على واتساب