وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق فى حواره لـ«البوابة نيوز»: «طوفان الأقصى» أهان ميزان القوى الإسرائيلى.. ورد تل أبيب كان غير محسوب.. ولأول مرة فى التاريخ حماس تنقل المعارك داخل إسرائيل وليس العكس
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
رئيس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بعد الاستنزاف ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق فى حواره لـ«البوابة نيوز»:
اللواء محمد رشاد: «طوفان الأقصى» أهان ميزان القوى الإسرائيلى.. ورد تل أبيب كان غير محسوب
حماس تنقل المعارك داخل إسرائيل.. وليس العكس لأول مرة فى التاريخ
المقاومة كسرت أنف إسرائيل ووضعتها فى مأزق.
إسرائيل تتبع سياسة الأرض المحروقة.. وتحرم مدنيي غزة من الحياة
أمريكا تدعم إسرائيل دون حدود.. ولا يمكنها إجبارها على القبول بحل الدولتين
فقدان الأفق السياسى يجعل القضية الفلسطينية عالقة للأبد
الانزلاق فى أزمة غزة «كمين» يرتبط بـ«الوطن البديل»
إسرائيل المحرك الأول للصراعات فى الشرق الأوسط
تل أبيب ترفض حل الدولتين وتتطلع لـ«إسرائيل الكبرى» على حساب الضفة الغربية وغزة
مع خروج أول ضوء ليوم السابع من أكتوبر 2023؛ سطرت فصائل المُقاومة الفلسطينية ملحمة حربية وعسكرية حظيت بمُستوى عاليٍ من دقة التخطيط وبراعة التنفيذ مُحققة عُنصر المُفاجأة والصدمة؛ باقتحام عدد من المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة؛ بدأت بالإنزال العسكري الجوي بواسطة "البالون" واجتياح "الجدار الذكي" باستخدام "الجرافات والموتوسيكلات"؛ تزمنًا مع إطلاق ما يزيد عن 5 آلاف قذيفة على الداخل الإسرائيلي في أقل من 20 دقيقة؛ ما مكن فصائل المُقاومة من أسر عدد من المستوطينين والجنود وقادة الجيش الإسرائيلي؛ وإفقاد جيش الاحتلال السيطرة الكاملة على مُستوطنات غلاف غزة والحدود الفلسطينية.
وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبقالعملية العسكرية الفلسطينية التى عرفت بـ طوفان الأقصى؛ نفذت أعلى مستوى من التخطيط العلمى العسكرى وهى الأكبر من نوعها منذ ٥٠ عاما - حسبما وصفها الخبراء العسكريين والأمنيين - وأحدثت ذعرا وارتباكا غير مسبوقا فى الداخل الإسرائيلى منذ حرب أكتوبر؛ ما دفع للتصعيد العسكرى الإسرائيلى الهجومى على قطاع غزة بعد أن كسرت "طوفان الأقصى" هيبة أفضل منظومة عسكرية دفاعية وهجومية فى العالم - حسبما كانت تروج تل أبيب.
تحدثت "البوابة" مع اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق ورئيس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية منذ عام ١٩٦٧ وحتى ١٩٧٨، حول عملية طوفان الأقصى التى شهدت تصعيدا عسكريا لأكثر من أسبوع على التوالى؛ تزامنا مع تواصل دعم الدول الغربية مساندة إسرائيل عسكريا وسياسيا وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
لأول مرة فى التاريخ.. حماس تنقل المعارك داخل إسرائيل وليس العكس
وقال "رشاد": إن كل الاستعدادات الإسرائيلة كانت تنفى تماما وجود هجوم مضاد لحماس؛ ولكن الحركة الفلسطينية تمكنت من تحقيق عنصر المفاجأة؛ ما جعل الهجوم الأخير على إسرائيل يأخذ شكلا آخر بعد أن هوى ميزان القوى الإسرائيلى وقوات الردع؛ جراء هجوم حماس المباغت وشكل انهيار إسرائيل فى بداية مواجهة الفصائل الفلسطينية.
وأضاف، لأول مرة تنقل حماس المعركة داخل إسرائيل وليس العكس "طول عمر إسرائيل تحارب حماس على أرض غزة.. ولكن اليوم الحركات الفلسطينية نقلوا المعارك من خارج غزة وبدأت إدارة المعارك داخل إسرائيل" فكان هذا عنصر المفاجأة لأول مرة بالنسبة لإسرائيل.
وحول تشابه أو تقارب معركة "طوفان الأقصى ٢٠٢٣ وحرب أكتوبر ١٩٧٣"، أوضح وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق أن المعارك الأخيرة فى غزة تختلف تماما عن حرب أكتوبر؛ فحرب أكتوبر كانت نظامية "جيش يحارب جيش"؛ أما طوفان الأقصى فجيش نظامى يحارب مجموعات مسلحة - حماس والجهاد الإسلامى - وهناك فرق كبير جدا بين العمليتان؛ ولكن "المفاجأة" هو العنصر الوحيد المشترك بين طوفان الأقصى وحرب ٧٣.
طوفان الأقصى أثار غضب إسرائيل.. وردها غير محسوب
وأضاف فى حديثه لـ "البوابة" أن نجاح عمليات طوفان الأقصى، حقق مكسبا كبيرا جدا لحماس والجهاد الإسلامى؛ خاصة بعد سيطرتهم على بعض المناطق وخصوصا مستعمرات غلاف غزة واقتحامها بريا، بالإضافة إلى ضرب الصواريخ على معظم المدن الإسرائيلية وهو ما أثر بالسلب على معنويات الشعب الإسرائيلى وقواته المسلحة، ما دفع لوجود رد فعل إسرائيلى غير محسوب؛ قائلا: "إسرائيل تعاملت مع غزة كمدينة وبدأت فى تدمير كل المساكن بما فيما من مدنيين لعدم قدرتها على اتخاذ أى موقف عسكرى داخل غزة".
وأكد أن "سياسية إسرائيل وضرب الحابل بالنابل" سيحقق خسائر كبيرة فى المدنيين خاصة وأن غزة ليس كلها "جهاد أوحماس"، ويسكنها نحو الـ ٢ مليون و٢٠٠ ألف معظمهم من الأطفال والسيدات؛ وهو أمر يشين إسرائيل، لافتا إلى أن إسرائيل تعمد إلى تدمير كل شيء فى غزة وتتبع سياسة الأرض المحروقة ومحرمانها من كل مقومات الحياة؛ ويبقى سكان غزة من المدنيين ضحايا هذه المواجهة؛ موضحا أن إسرائيل لم يصبح أمامها سوى الاستمرار فى قصف المدنيين فى غزة.
جبهات على خط الصراع
وأضاف، أنه على الجانب الآخر؛ فإن دائرة مواجهات إسرائيل تتسع شيئا فشيء مع دخول أطراف جديدة للصراع مثل الجبهتى اللبنانية والسورية؛ فالموقف الإسرائيلى اليوم بات له ضحايا كثر بسبب صراعه سابقا مع كل الجبهات ما تسبب فى علامات سلبية، مشيرا إلى أن سوريا يقصف فيها بقوة وبدء التحرش العسكرى بلبنان بالإضافة إلى حرب غزة؛ وهو ما ينعكس عليها سلبا، مؤكدا أن الأحداث فى الضفة الغربية وغزة لا يمكن فصلهم عن بعض؛ خاصة وأن سياسة إسرائيل فى الضفة الغربية سابقا كانت عنيفة جدا ما أحدث رد فعل سيئ جدا لدى كل الفلسطينيين.
وقال الخبير الأمنى: رغم أن كل العالم الغربى يتعتبر حماس "حركة إرهابية"؛ لكن مؤخرا حماس وضعت إسرائيل فى موقف صعب لا بد أن تفيق منه وتعى جيدا أن الشعب الفلسطينى له حقوق ولا بد أن يحصل عليها دون تأجيل، خاصة وأن بعد طوفان الأقصى باتت الأمور واضحة وضوح الشمس.
وردا على سؤال "البوابة" بشأن تزايد التصعيد بعد تسليح المستوطنين الإسرائيليين ووصول حاملات طائرات غربية لدعم إسرائيل، يرى الخبير الأمنى أن التصعيد العسكرى فى الأراضى الفلسطينية سيستمر بعد تواجد السلاح والذخيرة؛ خاصة وأن إسرائيل اليوم تعتبر أن الفلسطينين ليس لهم حقوق؛ مشيرا إلى أن إسرائيل أصبحوا صقورا ليس فقط "نتنياهو"؛ فكل الشعب الإسرائيلى يرفض حل الدولتين؛ وهو الأمر الذى يزيد من أمد استمرار الأزمة وتعلق القضية الفلسطينية دون أفق سياسى.
هل تصبح أزمة التصعيد فى غزة خارج السيطرة؟
ويرى وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، أن أزمة التصعيد فى القدس من الممكن أن تكون خارج السيطرة فى الأيام المقبلة؛ إذا لم يتم وقف إطلاق النار وإذا هدأ التصعيد العسكرى الآن؛ سيستمر الصراع العربى الفلسطينى الإسرائيلى إلى أن تحقق إسرائيل أهدافها.
وحول المطالب بحل الدولتين لإنهاء القضية الفلسطينية؛ يقول "رشاد": "أمريكا لا تقدر على فرض موقف على إسرائيل لا ترغب فيه وإسرائيل ترفض تماما طرح حل الدولتين.. وهو الأمر الذى يجعل القضية الفلسطينية عالقة إلى الأبد؛ لأنها قضية تفتقد لوجود أفق سياسى يمكن الوصول إليه.
وأوضح أن الأمريكان فقط هم الوحيدون لديهم القدرة على إنهاء الأزمة؛ ولكن فى الوقت ذاته لا يقدرون على إجبار إسرائيل على القبول بحل الدولتين؛ مشيرا إلى أن "اتفاقية أوسلو" التى تمت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية "كتبت شهادة وفاتها" بسبب رفض إسرائيل لحل الدولتين وتطلعها لكل الأراضى لتحقيق أهداف "إسرائيل الكبرى" على حساب الضفة الغربية وغزة.
هل تقدر إسرائيل على اجتياح غزة بريا؟
وعن قدرة إسرائيل على اجتياح غزة برا؛ يرى الخبير الأمنى أن إسرائيل تفكر جديا فى الدخول غزة ولكن بحسابات؛ ويمكن أن يحدث ذلك من خلال الدخول على الأطراف كـ عادتها؛ ومن ثم تبدأ فى "جث نبض المعركة"؛ فإذا كان هناك تورط ستنسحب لنقطة الانطلاق؛ ولكن إن كانت الأمور فى صالحها ستجتاح تدريجا غزة؛ لافتا إلى أن دخول غزة بريا لن يكون قريبا فلابد من "تليين" الدفاعات الفلسطينية حتى تبدأ قوتها دخول أطراف غزة.
ويؤكد، أن اقتحام إسرائيل لغزة بريا لن يكن بالسهل أبدا؛ خاصة وأن "غزة عائمة على شبكة أنفاق" للفصائل الفلسطينية ما يهدد أى قوات إسرائيلية تدخلها؛ وهو ما يكبدها خسائر كبيرة جدا بعد تعرض القوات الإسرائيلية لـ "كماشة" شعبية أولا؛ ثم تبدأ الفصائل المقاتلة بشن عمليات عسكرية أشبه بـ "المطرقة والسندان" ضد القوات البرية الإسرائيلية.
واعتبر الخبر الأمنى الأزمة التصعيدية الآن فى غزة "كمين" لأى دولة تفكر فى الانزلاق فى الأزمة؛ خاصة وأن الأزمة ترتبط ارتباطا كليا فى الأساس بما يعرف بـ"الوطن البديل"؛ وهى مغامرة كبرى يجب ألا تتحقق من قبل الدول العربية؛ فعلى كل دولة الحفاظ على أمنها القومى دون الدخول فى صراعات مع الموقف الإسرائيلى.
روسيا والقضية الفلسطينية وطوفان الأقصى
وعن علاقة روسيا بالأزمة التصعيدية فى غزة؛ خاصة بعد إعلان أمريكا الدعم الكامل لإسرائيل أوضح "رشاد" أن روسيا منكفئة على أزمتها مع أوكرانيا؛ ولكن روسيا تطمع أن يكون هناك عالم متعدد الأقطاب؛ وسحب البساط من السيطرة الأمريكية على كل الأحداث فى العالم؛ وهو ما سينعكس باستقرار أكثر على الشرق الأوسط تحديدا؛ لأن محرك الصراعات فى الشرق الأوسط هى إسرائيل، وتعتمد اعتماد كليا على الدعم الأمريكى المفتوح دون حدود؛ ما يشجع إسرائيل على رفض الموقف الدولى بشأن تهدئة الأوضاع فى إسرائيل، ما يجعلها تبدأ فى أخذ مواقف حادة ضد الفلسطينيين والتوسع على حساب الدول العربية.
تهجير الفلسطينيين لـ سيناء
وحول دعوات أهالى غزة بشأن الإخلاء تجاه سيناء؛ قال وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق: إن الدولة المصرية كان ردها قاسيا وواضحا؛ لافتا إلى أن إسرائيل تعى جيدا أن مصر لديها كروت قوية جدا وإذا فقدت هذه الكروت سيشكل خطرا قويا على تهديد الأمن القومى الإسرائيلى.
المقاومة الفلسطينية كسرت أنف إسرائيل
وأوضح أن إيقاف التصعيد العسكرى فى غزة فى يد الولايات المتحدة الأمريكية؛ ولكن أمريكا لن تأخذ موقفا ضد إسرائيل وهو ما يدفع تل أبيب للتمادى فى عمليات التصعيد؛ خاصة بعد أن استطاعت المقاومة الفلسطينية كسر أنف إسرائيل فى عمليات طوفان الأقصى؛ وحطموا هيبة القوات المسلحة الإسرائيلة وهى العصب الأساسى لتل أبيب؛ مشيرا إلى أن إسرائيل دولة داخل منظومة عسكرية وأمنية وليس العكس؛ وهى التى تحرك وتحدد سياسة إسرائيل داخليا وخارجيا.
وأكد أن إهانة الهيبة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تسبب فى ضربات عسكرية سريعة على غزة محاولة إنهاء حالة فقدان الثقة التى شعر بها المواطن الإسرائيلى فى جيشه؛ خاصة وأن هذه المرة الثانية بعد حرب ٧٣ التى يفقد الشعب الإسرائيلى الثقة فى قواته المسلحة "عماد وعصب الحكم فى إسرائيل".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف فتح حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 7 اكتوبر طوفان الاقصى فلسطين الضفة الغربية فلسطين غزة الصحة غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين المخابرات العامة المصرية القضیة الفلسطینیة إلى أن إسرائیل الضفة الغربیة طوفان الأقصى إسرائیل على حرب أکتوبر إسرائیل فى لأول مرة خاصة وأن تل أبیب وهو ما فى غزة
إقرأ أيضاً:
د. عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في حواره لـ"البوابة": نستعد لتنفيذ المسح القومي الجديد لمشكلة المخدرات في المجتمع المصري خلال العام الجاري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق رمضان فرصة لتعزيز التوعية بمخاطر الإدمان من خلال حملات إعلامية مكثفة عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعيتنظيم فعاليات ميدانية خلال رمضان، منها دوري رياضي خاص بالمتعافين لدعم اندماجهم في المجتمعصندوق مكافحة الإدمان يراقب المحتوى الدرامي عبر مرصده الإعلامي لرصد أي مشاهد تروج للمخدرات أو التدخينإعداد تقارير دورية حول مشاهد المخدرات والتدخين في الدراما وإرسالها إلى صناع المحتوى لتقليل تأثيرها السلبيالتزام صناع الدراما بميثاق أخلاقي لتعزيز الدور الإيجابي للإعلام في التوعية بمخاطر الإدمانصندوق مكافحة الإدمان يستعد للمشاركة في مؤتمر فيينا الدولي لعرض التجربة المصرية كنموذج ناجح في مكافحة الإدمانرسالة تحذيرية للشباب: لا تجربوا المخدرات ولو لمرة واحدة، فبعض الأنواع الحديثة تؤدي إلى الإدمان من أول جرعة.رسالة للأسر: الإدمان ليس وصمة عار، بل مشكلة صحية تحتاج إلى العلاج والدعم النفسي والاجتماعي.صندوق مكافحة الإدمان يوفر العلاج مجانًا وبسرية تامة عبر الخط الساخن.الصندوق يعتمد على التمويل الذاتي من الغرامات المفروضة على تجار المخدرات لتمويل أنشطته. إعادة تأهيل المتعافين اقتصاديًا ومهنيًا لمنع الانتكاسة ومساعدتهم على بدء حياة جديدة. تدريب 14 ألف متعافٍ على مهن متنوعة تشمل الحدادة، النجارة، السباكة، وصيانة الهواتف المحمولة. مراكز "العزيمة" لعلاج الإدمان توفر برامج تدريبية بالشراكة مع الجهات المعنية لتمكين المتعافين اقتصاديًا. منتجات "بنك الكساء" تُصنع بأيادي المتعافين، مما يتيح لهم فرص عمل حقيقية داخل المجتمع. المخدرات التخليقية تمثل تحولًا خطيرًا في مشكلة الإدمان، وأصبحت تهدد المجتمعات بشكل غير مسبوق. كشف المخدرات شرط أساسي في أي تحرك إداري داخل الدولة، سواء عند التعيين، الترقية، أو النقل. حملات كشف المخدرات على سائقي الحافلات المدرسية خفضت نسبة التعاطي بينهم من 12% في 2017 إلى 0.5% حاليًا. حملات الكشف عن المخدرات داخل الجهاز الإداري للدولة أدت إلى انخفاض نسبة التعاطي من 8% في 2019 إلى 0.6% حاليًا. إجراء كشف طبي على مليون و250 ألف موظف خلال السنوات الثلاث الماضية ضمن حملات مكافحة الإدمان. حملة "أنت أقوى من المخدرات" وصلت إلى 76 مليون مشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والصندوق يستعد لإطلاق حملة جديدة في رمضان.استمرار مراقبة المحتوى الدرامي عبر المرصد الإعلامي لرصد مشاهد التدخين والمخدرات في المسلسلات الرمضانية
قال دكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي خلال حوارة مع البوابة نيوز، إن الصندوق يعد لتنفيذ المسح القومي الجديد لمشكلة المخدرات في المجتمع المصري خلال العام الجاري، بالتعاون مع وزارة الصحة والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية يأتي هذا المسح في إطار الجهود المستمرة لرصد وتحليل ظاهرة الإدمان، ووضع استراتيجيات فعالة لمكافحتها
والي نص الحوار
▪كيف تطورت جهود صندوق مكافحة الإدمان خلال السنوات الأخيرة؟خلال الأعوام الماضية، شهدنا نقلات نوعية في مكافحة الإدمان، أبرزها إطلاق الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية هذه الاستراتيجية تمثل تحولًا جوهريًا في التعامل مع القضية، حيث تم إعدادها بالتنسيق مع 13 وزارة وجهة معنية لضمان تكامل الجهود.
في مجال الوقاية، نركز على الشباب، حيث يضم الصندوق 34 ألف متطوع يعملون على نشر الوعي في المدارس والجامعات ومراكز الشباب. هذا العام، نستهدف 10 آلاف مدرسة و26 جامعة، كما أطلقنا "بيوت التطوع" في 9 جامعات حتى الآن.
أما في الإعلام والتوعية، فقد حققت حملاتنا نجاحًا كبيرًا، حيث وصلت حملتنا الأخيرة " أنت اقوى من المخدرات " إلى 76 مليون مشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونعمل حاليًا على حملة جديدة لشهر رمضان، كما نواصل مراقبة المحتوى الدرامي عبر المرصد الإعلامي لرصد مشاهد التدخين والمخدرات في المسلسلات، ونتعاون مع نقابة المهن التمثيلية وصناع الدراما لتعزيز الرسائل الإيجابية في الأعمال الفنية.
حققت حملاتنا نجاحًا كبيرًا، حيث وصلت حملتنا الأخيرة " أنت اقوى من المخدرات " إلى 76 مليون مشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونعمل حاليًا على حملة جديدة لشهر رمضان، كما نواصل مراقبة المحتوى الدرامي عبر المرصد الإعلامي لرصد مشاهد التدخين والمخدرات في المسلسلات، ونتعاون مع نقابة المهن التمثيلية وصناع الدراما لتعزيز الرسائل الإيجابية في الأعمال الفنية.
كيف تسير جهود الكشف عن تعاطي المخدرات بين الموظفين؟ننفذ حملات مكثفة للكشف عن المخدرات داخل الجهاز الإداري للدولة، وهو ما أدى إلى انخفاض نسبة التعاطي من 8% في 2019 إلى 0.6% حاليًا وخلال السنوات الثلاث الماضية، أجرينا كشفًا طبيًا على مليون و250 ألف موظف.
أي تحرك إداري داخل الدولة يتطلب كشف مخدرات، سواء عند التعيين، الترقية، أو النقل. إلى جانب ذلك، نقوم بكشوفات مفاجئة للتأكد من التزام الموظفين بالقوانين كما ركزنا على سائقي الحافلات المدرسية، حيث نجحنا في خفض نسبة التعاطي بينهم من 12% عام 2027 إلى 0.5%.
ما مدى خطورة المخدرات التخليقية على المجتمع؟المخدرات التخليقية هي تحول خطير في مشكلة الإدمان، وأصبحت بمثابة وحش كاسر يهدد المجتمعات. في الولايات المتحدة وحدها، سجلت أكثر من 130 ألف حالة وفاة بسبب الجرعات الزائدة من هذه المواد خلال عام 2023.
المشكلة الكبرى في المخدرات التخليقية أنها تلغي المراحل التقليدية للتعاطي، فبدلًا من أن يمر الشخص بمراحل "التجربة ثم التعاطي المنتظم ثم الإدمان"، فإنه ينتقل مباشرة إلى الإدمان من أول مرة تأثيراتها النفسية والعقلية كارثية، حيث تسبب هلاوس سمعية وبصرية حادة، وتزيد من العنف المجتمعي، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة.
بعد التعافي، كيف تدعمون المتعافين في العودة للحياة الطبيعية؟ندرك تمامًا أن المدمن المتعافي يواجه تحديًا كبيرًا بعد العلاج، حيث يكون قد خسر عمله وعلاقاته الاجتماعية لذلك، نعمل على تأهيله اقتصاديًا ومهنيًا، حتى لا يعود إلى الإدمان بسبب الإحباط.
وقمنا بتدريب 14 ألف متعافٍ على مهن مختلفة يحتاجها سوق العمل، مثل: الحدادة، النجارة، السباكة، تصنيع الهواتف المحمولة، وحتى محو الأمية، ويتم التدريب داخل مراكز "العزيمة" لعلاج الإدمان، والتي تعمل بالشراكة مع الجهات المعنية ،كما أن جزءًا من منتجات "بنك الكساء" يتم تصنيعها بأيادي المتعافين، مما يوفر لهم فرص عمل حقيقية.
كيف يتم تمويل أنشطة الصندوق؟الصندوق يعتمد على التمويل الذاتي، حيث يتم تمويل أنشطته بالكامل من الغرامات المفروضة على تجار المخدرات، و هذه الآلية تضمن الاستقلالية المالية للصندوق واستمرارية خدماته دون الحاجة إلى دعم خارجي.
ما هي خطط الصندوق لشهر رمضان؟رمضان هو فرصة مثالية لتكثيف حملات التوعية، لذا نخطط لإطلاق حملة إعلامية مكثفة عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. هذه المرة، لن نعتمد فقط على المشاهير، بل سنركز على الأفكار الإبداعية، كما فعلنا العام الماضي عندما حققت حملتنا نجاحًا كبيرًا دون الحاجة إلى "سليبرتي".
إلى جانب ذلك، سننظم فعاليات ميدانية في رمضان، مثل دوري رياضي خاص بالمتعافين، لدعم اندماجهم في المجتمع.
كيف تتعاملون مع مشاهد المخدرات والتدخين في الدراما؟لدينا مرصد إعلامي يتابع المحتوى الدرامي، ويرصد أي مشاهد تروج للمخدرات أو التدخين.، ونقوم بإعداد تقارير دورية تُرسل إلى صناع الدراما، بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية بقيادة د. أشرف زكي.، ولدينا ميثاق أخلاقي مع صناع الدراما، ونطمح إلى أن يكون للإعلام دور أكثر إيجابية في التوعية.
هل هناك تعاون دولي في مجال مكافحة المخدرات؟نعم، نستعد حاليًا للمشاركة في مؤتمر فيينا، وهو أحد المؤتمرات الدولية الهامة في مجال مكافحة المخدرات.
سيتم خلاله عرض التجربة المصرية كنموذج رائد في مكافحة الإدمان، حيث نجحنا في تطوير برامج علاج وتأهيل شاملة، وحققنا انخفاضًا ملحوظًا في نسب التعاطي داخل الجهاز الإداري للدولة.
ما هي رسالتك للشباب وأسرهم؟رسالتي للشباب: لا تجربوا المخدرات ولو لمرة واحدة، لأن بعض الأنواع الحديثة قد تؤدي إلى الإدمان من أول جرعة. وأقول للأسر: لا تتعاملوا مع الإدمان على أنه وصمة عار، بل مشكلة صحية تحتاج إلى علاج ودعم نفسي واجتماعي. صندوق مكافحة الإدمان يوفر العلاج مجانًا وبسرية تامة عبر الخط الساخن 16023، فلا تترددوا في طلب المساعدة.