يديعوت أحرونوت: هكذا تخبّط سلاح الجو الإسرائيلي يوم السبت الأسود
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن سلاح الجو بدأ في تلخيص أحداث الهجوم المفاجئ على إسرائيل، موضحة أن حالة الضبابية في الساعات الأولى للسبت الأسود لم تسد بين المقاتلين على الأرض فحسب، بل أيضا رافقت الفرق الجوية التي اندفعت في أجواء النقب الغربي.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن أول مروحيتين قتاليتين كانتا في حالة تأهب فوري لفرقة غزة وصلتا من معسكر رمات ديفيد في الشمال إلى منطقة غلاف غزة بعد نحو ساعة أو أكثر من بدء الأحداث، أي بين الساعة 7:30 و8:00 صباحا.
هذا على الرغم من حقيقة أن مروحيات أباتشي تتمركز في معسكر رامون الأقرب إلى قطاع غزة. وفي رامون سرعان ما أدركوا أن شيئا غير عادي كان يحدث، ودفعوا بمروحية مقاتلة وصلت إلى الغلاف عند الساعة 8:32.
صعوبة هائلة
وأشار التقرير إلى أن الطيارين الإسرائيليين وجدوا صعوبة هائلة في التمييز بين مقاتلي حماس والجنود والمدنيين الإسرائيليين، لذلك تحول التركيز بالدرجة الأولى على معالجة الاختراقات في منطقة السياج الحدودي، وذلك بهدف وقف التدفق الهائل للمقاتلين القادمين من القطاع.
ووفقا للتقرير، فإن 28 طائرة حربية ألقت مئات القذائف في خضم إطلاق كثيف للنيران. وفي وقت لاحق أصبح من الممكن اختيار الأهداف بشكل أكثر دقة.
وأوضح التقرير أن "جيش حماس" تعمّد تضليل الطائرات الإسرائيلية، حيث تبين من خلال التحقيق أن التوجيهات الأخيرة للمقاتلين قبل مغادرتهم القطاع كانت تقضي بالمشي ببطء إلى المستوطنات والمواقع أو داخلها، وعدم الجري تحت أي ظرف، لكي يعتقد الطيارون الإسرائيليون أنهم مدنيون إسرائيليون.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التضليل كان ناجحا لفترة قبل أن تبادر طائرات أباتشي، دون حصول ملاحيها على إذن من الدرجات العليا في الجيش، على تخطي جميع الإجراءات الرسمية.
فوضى
وتابعت أن العمليات الجوية في اليوم الأول كانت غير منظمة، وارتجل الطيارون حلولا للوضع المعقد وغير المسبوق، إذ إن الكثير من توجيهات إطلاق النار واستقبال الأهداف من القوات التي كانت تقاتل على الأرض وصلت إلى الطيارين من خلال مكالمات هاتفية أو إرسال الصور على تطبيق واتساب.
وبالتالي فإن مسؤولي سلاح الجو الاسرائيلي، في ضوء العدد الهائل من القتلى والمخطوفين، مقتنعون أنه من دون تنفيذ هذه الهجمات الجوية لكان عدد الضحايا أكبر بكثير.
كما لفتت الصحيفة إلى خطوة أخرى ساعدت قادة القوات الجوية في الساعات الأولى على فهم خطورة الحادث حدثت عند الساعة 10 صباحا تقريبا، وذلك بعد أن نزل قائد السرب 190 من مروحيته في رامون لإعادة التزود بالذخيرة والوقود، حيث قام بتفريغ اللقطات الكاملة التي سجلتها كاميرا المروحية وأرسلها بسرعة إلى مقر سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي أقل من 20 دقيقة كان في الجو مرة أخرى وباستخدام المعلومات التي تم استخلاصها، أمر الطيارين الآخرين بإطلاق النار على كل ما رأوه عند السياج، وفي مرحلة ما هاجم أيضا موقعا للجيش الإسرائيلي مع جنود محاصرين لمساعدة مقاتلي الأسطول 13 على اقتحامه وتحريره.
وفي إحدى الحالات، تضيف الصحيفة، وكجزء من رفع القيود التي فرضها على نفسه، أطلق قائد السرب 190 النار على بعد 20 مترا فقط من أحد منازل "الكيبوتسات" لتغطية نائب قائد الفرقة 80 الذي استدعي من قطاع سيناء وقتل 4 مسلحين في معركة شرسة.
ووفقا لسلاح الجو الإسرائيلي، في الساعات الأربع الأولى من القتال، هاجمت المروحيات والطائرات المقاتلة نحو 300 هدف، معظمها "في الجانب الإسرائيلي من الحدود".
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن القصف الجوي الآن يتركز على غزة، ولكن مع حالة تأهب قصوى لأيام القتال الجارية بالفعل في الشمال.
ويوضح الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية مدربة ومجهزة للتعامل مع ساحتين في وقت واحد، لكن الأفضلية هي التركيز على ساحة رئيسية واحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سلاح الجو
إقرأ أيضاً:
أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
ذكر موقع "عربي 21" أنّ قائد كتيبة في الجيش الإسرائيليّ تحدّث عن أحد أكبر التحديات والعقبات التي تواجه الجيش الإسرائيليّ في القتال ضد حزب الله، وتعيق تقدمه في القرى والبلدات جنوب لبنان. وقال لصحيفة "معاريف"، إن مقاتليه يطلب منهم الآن التعامل مع الظروف الصعبة التي يخلقها فصل الشتاء على الجبهة، فالطقس السيئ يحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على إحراز أي تقدم.
وقال المقدم علاد تسوري، قائد كتيبة الدبابات في مقابلة مع الصحيفة، إن مقاتلي كتيبته يحاولون الدخول من مستعمرة متولا صوب وادي الحولة في جنوب لبنان، لكن الأرض الوعرة والظروف التي يخلقها فصل الشتاء في الأرض يصعبان المهمة.
وذكر أن كتيبته "تعمل دائمًا على فحص المسارات التي تتحرك فيها الدبابات والآليات الهندسية، لكي لا تغرق أو تنزلق في الوحل"، مشددا على أن "دبابة الميركافا رغم أن لديها مقاومة هائلة، فإنها قد تغرق أو تنزلق في التربة أو الوحل، أو تنقلب عندما ينهار مسارها، ولذلك نقوم بفحص الطريق جيدا قبل التحرك، وهذا يمثل تحديا كبيرا".
وأضاف: "صباح السبت نزلت أمطار غزيرة في المنطقة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتيبة. في المساء كان هناك برد قارس. نحن مجهزون جيدًا ولكن الجوّ بارد جدًا".
ودعا تسوري إلى تحرك سياسي قائلا: "التحرك السياسي دائمًا يكمل التحرك العسكري. بشكل عام هكذا تنتهي الحروب، قرار وقف الحرب يتعلق بالسياسيين، ومهمتنا أن نقدم الأدوات ونتوسع في حدود الجبهة من أجل تعميق الإنجازات". (عربي21)