هل رأيتم أشد بأسًا من أهل غزة؟!
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
ماجد المرهون
أبو عبيدة قال والحق ماقال أبو عبيدة
لن يُصعر الخد الأيمن للمُعتدي بعد أن شُلَّت اليد الطولى منذ زمن برليف، وسُرحت اليد المقيدة لتزلزل الشحن الديني الملطخ بالزيف حين تخترق القاصفات سَربًا كالحيتان درع سبتهم الشفيف وهم في جحورهم ولاتطالها أيديهم تحت قبة الطيف، ويد الله ليست مغلولة "غُلَّت أيديهمْ ولُعنوا بما قالوا".
لقد استكره المُتبختر الغاصب الحليم الغاضب على تسريع يوم التحاسب وقد حان بالفعل لا بالقول وجاء بغتةً متعاقبًا وعلى التناوب؛ لا ينطق مرعبُهم عبثًا إلا وصب غضبهِ من أنفاقِ اللظى فوق زُخرفهم المزعوم لتذكرهم إذا نسوا بالطود المُتجلي على الفارين بعد العبور ولكن قليلٌ منهم من قتل نفسه "وقليلٌ من عِباديَ الشكور".
السامري آلَ إلى زوالٍ وعِجلِه ذي الخوار من زينة القوم حُرِّق وخار ونُسف في اليَّم وقُذَّ معه العار، والعودة الى أربعين التيه في الألفية الجديدة قادمة لا محالة وكأنَّ موسى أوصى بها قريبًا "ولا يحيقُ المَكر السيئ إلا بأهلهِ".
ليس الأحرار أشد حرصًا على حياةٍ بقدر الفُجَّار، الذين تغولوا مايخشون خسارته ظلمًا وبهتانًا جهارًا ونهارا، فينفثون فحيحهم بحقهم الزائف ويقتلون بجُبنهم النساء والأطفال غيلةً ويهدمون الدار ويهتكون العرض ويفسدون الأرض والثِمار ثم يعلنوها بافتخار.
نعلم أن معظمهم ملحدون ولا أدريون ولست عليهم بمحزون، ولكنهم يؤمنون جدًا أن الرب وعدهم بأرض كنعان، وفي ذلك التمويه اجتماع صلف للنقيضين، ولن ينطلي الزيف والتزوير على ذوي الحق مهما تطاولت الأزمان، ورحم الله البسطاء من المسلمين الوادعين الذين تعايشوا مع الجميع في قرية الشيخ مونْس والتي طمست معالمها ليقام عليها صرح جامعة الغاصب ويعلمون أبناءهم في تلابيب كتبها أساطير وخرافات آبائهِم الأولين.
هل رأيتم أشد بأسًا من أهل غزة؟!
لقد أهلك الحصار قبلهم ممالك عظمى ودول وهم في سنينه صامدون، يحيون بعزةٍ وكرامةٍ وصبر، وعيالهم على الكفاف وعقيدةِ الجهاد يُربون وكل هوة يصنعها المحتل يجسرون ولكل صدع هم يرأبون، وقد كفوا منذ زمن غير قصير عن استجداء مشاعر العرب المنغمسين في مظاهر ترف العيش حتى باتوا عن إخوتهم لاهون "وَلِله العزَّةُ ولرسُولهِ وللمُؤمنين".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حصاد عام ٢٠٢٤
كان عام ٢٠٢٤ملئ بالأحداث التى قد تغير خريطه العالم الذى أصبح على صفيح ساخن فاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية بكل عناوينها وأصبح الشرق الأوسط مسرح لكل أنواع القتل والدمار، وكانت غزة فى بؤرة هذه الأحداث ومارس العدوان السافر للكيان الغاصب بدعم أمريكى غير محدود كل أنواع القتل والإبادة الجماعية لكل أبناء وأطفال ونساء غزة لكى يمحوها من على خريطة العالم ويتركها أثرا ليقيم عليها مستوطناته ويمارس هذا الفناء والدمار فى كل مكان من قطاع غزه ولا حرمة لديه للمستشفيات ولا للمدارس ولا للأطفال، فى وضع لا مثيل له من انتهاك كافة الأعراف والقيم الإنسانية العالمية ودون وازع أخلاقى أو إنسانى ويسرف فى هذا الأمر دون أى اعتبارات أو مواثيق دولية، وتعرض كل مشاهد الحرب البشعة على كل الشاشات أمام العالم كله دون أن تحرك له ساكنا فى عجز كامل للامم المتحدة وغياب مجلس الأمن وكأنه فيلم سينمائى، والغريب والعجيب أيضا الصمت العربى، فغياب فاعلية وتأثير جامعة الدول العربية لم تصدر أى قرارات أو تتحمل مسئولية لمجابهة هذه الحرب وتلك الإبادة التى يتعرض لها أبناء غزة وأصبحت عاجزة عن مناشدة العالم لوقف تلك الحرب النازية التى يمارسها الكيان الغاصب والصلف الأمريكى واستخدامه الفيتو فى مجلس الامن لإيقاف أى قرار بالإدانة ووقف الحرب، وأصيب المجتمع الدولى بردة حضارية وباتت شريعة الغاب هى التى تحكم العالم، ونأمل أن يكون عام ٢٠٢٥ عام الخلاص من هذه المأساة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى ويبقى صمود المقاومة فى غزة مثار فخر وعزة وكرامة لردع العدوان أمام كافة الأسلحة الحديثة وآلة الحرب المتطوره وبارقة أمل لوقف الحرب، وكانت من الأحداث المؤسفة ملاحقة القادة الكبار للمقاومة هنية والسنوار وحسن نصر واستشهادهم مما كان له أثر بالغ على الروح المعنوية للمقاومة ومن الأمور المؤلمة هذا العام استمرار الحرب الأهلية فى السودان بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتى وبين الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان للسيطرة وحكم البلاد مما تسبب فى هجرة الملايين وخراب البلاد وغياب أيضا جامعة الدول العربية، وعمل مصالحة فى حرب لو استمرت أبد الدهر لن ينتصر فيها أحد، ومن أحداث هذا العام فوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية ضد مرشحة الحزب الديمقراطى كاميلا هاريس الذى سيلقى بتداعياته على المسرح العالمى بانفراد أمريكا وبابتزاز وسلب الأموال العربية ودعم الكيان الغاصب ورسم خريطة للشرق الأوسط الجديد وفق تصور أمريكى يجعل السيادة لهذا الكيان ويبسط سلطانه وجبروته وسيطرته ويصبح هو المتحكم فى مستقبل الشرق الاوسط، ويبدو أن تنفيذ تلك المخططات أصبح يسيرا ومتاحا عن ذى قبل وانتهاء الصراع العربى الإسرائيلى إلى تطبيع كامل وانتهاء العام الفائت بنهاية حكم بشار الأسد وخلاص الشعب السورى من الحكم العلوى وانهيار كامل للمنظومة الامنية فى صورة دراماتيكية ونجاح المعارضة ووصولها إلى سدة الحكم وتوليها حكم البلاد وفى ظل تفكيك الجيش السورى النظامى وضرب الكيان الغاصب لمخازن الأسلحة السورية، ووجود الشام فى وسط ساحة تتصارع عليها الدول الكبرى أصبح المستقبل ضبابى ومجهول ونأمل أن يلملم عام ٢٠٢٥ تلك الأحزان والجراح المؤلمة.