سام برس
أمسية ثقافية بين بيت الشعر بالقيروان و دار الثقافة بوحجلة :
الشعر و الموسيقى و شعراء من تونس و الجزائر...و جمهور وفي للشعر و فنونه...

شمس الدين العوني

في إطار حرصه على توسيع دائرة إشعاعه وانفتاحه على مختلف المؤسسات الثقافية ولقاء جماهير الشعر أينما كانوا نظم بيت الشعر بالقيروان مساء السبت 14 أكتوبر2023 أمسية شعرية بالاشتراك مع دار الثقافة بوحجلة شارك فيها الشعراء : الأزهر الحامدي والصحبي السالمي و حمودة السهلاوي وأنيس الهاني ودنيا زاد بوراس (الجزائر).

.و تخللت الأمسية مراوحات موسيقية للفنان معز بن سعيد.

و واكب النشاط المذكور جمهور الدار و محبي الشعر و عدد من رواد بيت الشعر بالقيروان . و في جانب أخر و ضمن سياق عدد من الفعاليات و الأنشطة الثقافية و الفكرية و الأدبية نظم بيت الشعر بالقيروان بالاشتراك مع جمعية صيانة المدينة أمسية أدبية قدّم خلالها الدكتور مؤيد المناري كتابه الجديد"عثمة مدينة القيروان وأثرها في معالم القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين وقد أدار هذا اللقاء الدكتور مراد الرماح.و قد شفع ذلك بنقاش و بحضور رواد بيت الشعر و أحباء الثقافة و رواد نشاط جمعية صيانة المدينة بالقيروان ...

هذا و في ذات سياق فعاليات الأنشطة الشعرية بالقيروان للبيت نظم بيت الشعر بالقيروان مساء أمسية شعرية أثثها الشاعران المنصف الوهايبي والمنصف المزغني بحضور جمهور نوعي استمتع بما جادت به قريحتا الشاعرين من نصوصهما الموغلة في تخوم والابداع .وتخللت الأمسية فقرة طريفة قدمها الشاعر ناجي العجبوني الذي قلّد المزغني والوهايبي بٱقتدار بأسلوبه الطريف كما قرأت رتال الهاني برعم نادي الشعر والعروض ببيت الشعر قصيدة "أغنية امرأة عائدة من الحرب" للمزغني الذي تفاعل أيما تفاعل مع قصيدته بصوت رتال و أدار الأمسية باقتدار كعادته الشاعر عبد المجيد فرحات.أنشطة و تنوع في المكان ضمن الافتتاح الثقافي و الشعري للبيت على المجيط من مؤسسات و فضاءات للشعر و الآداب و الفنون.

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في زاوية من التاريخ، تتقاطع فيها القصيدة مع السجن، والأغنية مع الحلم، والوطن مع الوجع، وُلد زين العابدين فؤاد. لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان لسانًا للناس، صوتًا للهامش، وضميرًا شعريًا ظلّ يقاوم النسيان والخذلان والظلم، بالكلمات وحدها، كأنها شفرات ضوء تخترق عتمة طويلة اسمها الوطن.

 

ولد زين العابدين فؤاد في أبريل 1942، وما زال – بعد أكثر من ثمانين عامًا – يكتب كما لو أنه يتنفس، أو كما لو أن الشعر هو ما يبقيه حيًا. إننا لا نتحدث هنا عن شاعر "عامية" فقط، بل عن شاعر صنع من البساطة قنابل مضادة للذل، ومن الجملة اليومية نشيدًا عابرًا للسجون. في زمن الخوف، كتب "اتجمعوا العشاق في سجن القلعة"، وفي زمن الصمت، غنّى للعمال، وللفلاحين، وللأطفال، وللشهداء الذين لم تحفل بهم نشرات الأخبار.

 

ما يُميّز تجربة زين العابدين فؤاد أنه لم يسعَ إلى الشعر كفنٍ للنخبة، بل سلك طريقًا معاكسًا. كان يؤمن أن الشعر يجب أن يُقال في الشارع، في المصنع، في المدرسة، لا في صالونات الأدب المعقّدة. لذا جاءت لغته مجبولة بالتراب، بالرغيف، بالحارة. لم يكتب من برجٍ عاجي، بل من بين الناس، ومن أجلهم.

 

في قصيدته، يتقاطع الغضب مع الحنان. يثور على الجلاد، لكنه في الوقت ذاته يمسح بيده على رأس الطفل الجائع، يكتب عن الخيانة، ثم يستدير ليكتب عن أمٍ تفتح نافذة الصباح بحثًا عن ابنها المفقود. هذا التوتر الإنساني، هذا التداخل بين الثورة والعاطفة، هو ما يجعل شعره نابضًا حتى اللحظة.

 

لم يكن زين العابدين فؤاد شاعرًا منفردًا، بل كان جزءًا من جوقة الغضب التي ضمت الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وغيرهم. لكن ما يميزه هو صوته الخاص، صوته الهامس أحيانًا، العاصف حينًا آخر. بينما كان الشيخ إمام يغني "الفلاحين" على لحنٍ لا يُنسى، كانت كلماته تحفر في الذاكرة حفرًا يصعب طمسه.

 

في عيد ميلاده الثالث والثمانين، لا يبدو زين العابدين فؤاد شيخًا. هو ابنٌ دائمٌ للشعر، شابٌ في لغةٍ لا تشيخ، فتية في نبرتها، عنيدة في موضوعها. يحتفل به محبوه لا بوصفه شاعرًا مخضرمًا وحسب، بل بوصفه ذاكرة حيّة، وضميرًا صادقًا، وحكايةً لا تنتهي.

 

لم يحصل زين العابدين على جوائز رسمية ضخمة، ولم يكن نجمًا في قاعات الأضواء، لكنه ظل نجمًا حقيقيًا في قلوب من يعرفون معنى الكلمة، ومعنى الصمود، ومعنى أن تكون شاعرًا لا مهنة لك سوى أن تقول "لا" حينما يقول الجميع "نعم".

 

في هذا الزمن الذي يُعاد فيه تدوير الأكاذيب، ويُحتفى فيه بالسطحيين، يظل زين العابدين فؤاد شاعرًا لا يشبه أحدًا. شاعرًا كتب للناس، عن الناس، وبالناس. وكأن الشعر عنده ليس طقسًا جماليًا فقط، بل موقفًا أخلاقيًا، والتزامًا لا يشيخ.

 

تحية لك يا عم زين… لأنك جعلتنا نؤمن أن القصيدة يمكن أن تكون خريطة وطن، أو راية مقاومة، أو حضنًا مفتوحًا لكل مَن ضيّعته البلاد. زين العابدين فؤاد

مقالات مشابهة

  • «محفوظ في القلب» فعالية ثقافية للاحتفاء بأديب نوبل بالمنوفية
  • الطائرة يُطلق جائزة أفضل جمهور في المسابقات المحلية
  • سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان
  • كيفية العناية بالشعر المصبوغ والمجعد
  • قافلة ثقافية ببورسعيد لتعزيز الوعي بحقوق الطفل وجودة الحياة
  • قصر الثقافة بالشارقة يحتضن «ورشة الأساليب البلاغية الشعرية المعاصرة»
  • «دبي للصحافة» يفتح باب المشاركة في «جائزة رواد التواصل العرب»
  • مدير الشباب والرياضة ببورسعيد يشهد أمسية فنية ثقافية بمركز شباب أكتوبر
  • نور: جمهور الهلال لم يملأ المدرجات أمامنا حتى في المباريات الكبيرة.. فيديو
  • قصور الثقافة تنظم أكثر من 100 فعالية ثقافية وفنية احتفاء بنجيب محفوظ