سهيل المزروعي: "الكونغرس العالمي" يجسد مكانة الإمارات منصة لاستشراف المستقبل
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، إن انعقاد الدورة الثانية للكونغرس العالمي للإعلام 2023 برعاية من نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، يؤكد أهمية هذا الحدث الدولي الذي يجمع قادة وخبراء الإعلام ومسؤولي كبرى المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم تحت مظلة واحدة في أبوظبي.
وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن الكونغرس العالمي للإعلام يعكس دور الإمارات المهم والمؤثر على الساحة الدولية منصة عالمية رائدة لصياغة مستقبل مختلف القطاعات لا سيما الإعلام، بما يعزز مكانة الإعلام الإماراتي، وقدرته على رسم ملامح مستقبل قطاع الإعلام بالتعاون مع الشركاء من حول العالم.
وأشار إلى أن المشاركة الدولية الواسعة للمؤسسات الإعلامية في فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام، تسهم في الوقوف على واقع قطاع الإعلام وطرح المشاريع والمبادرات الإبداعية المشتركة، بما يسهم في صياغة مستقبل الإعلام العالمي وتعزيز دوره في مسيرة التنمية المستدامة لدول العالم أجمع.
وأضاف أن قطاع الإعلام في دولة الإمارات استطاع على مدار أكثر من 5 عقود تحقيق إنجازات نوعية، واكبت مسيرة التطور والتقدم التي تشهدها دولتنا ليقدم قطاعنا الإعلامي، نموذجاً يحتذى في التميز والريادة والموثوقية على مستوى العالم.
وأوضح أن مشاركة وسائل الإعلام الدولية في هذا التجمع الإعلامي الدولي المهم، يسهم في خلق المزيد من الأفكار والمبادرات الإعلامية المبتكرة وطرح أدوات متجددة، قادرة على صياغة رسالة إعلامية رصينة وقوية ومؤثرة، تخاطب وتصل إلى الجميع من خلال محتوى إعلامي موثوق ومتطور.
وقال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي إن الإمارات حاضنة لكبرى المؤسسات والمنصات الإعلامية العالمية، ما يعكس البنية التحتية المتطورة التي تدعم استدامة نمو هذا القطاع الاستراتيجي انطلاقا من الإمارات إلى العالم.
يذكر أن فعاليات النسخة الثانية من معرض ومؤتمر الكونغرس العالمي للإعلام 2023، ستقام خلال الفترة من 14 حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاتي) المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك”.
وتُنظم الدورة الثانية للكونغرس العالمي للإعلام، مجموعة “أدنيك” بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات “وام”، بمشاركة نخبة من رواد صناعة الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين بالإضافة إلى الأكاديميين والشباب وطلبة الجامعات.
ويناقش “الكونغرس العالمي للإعلام 2023” على مدار ثلاثة أيام، العديد من المحاور الرئيسية التي تركز على الإعلام البيئي والاستدامة وتعليم الإعلام والتحديات والفرص والابتكار إلى جانب الإعلام الرياضي ودور التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة سهيل المزروعي الکونغرس العالمی للإعلام
إقرأ أيضاً:
حين تصبح حماية الطفولة معركة وجودية
تستحق واجهة الطفل على منصة «عين» التي دشنتها وزارة الإعلام الخميس الماضي أن ننظر لها أبعد، وأعمق كثيرا من كونها مشروعا إعلاميا يضاف إلى مشاريع الوزارة الرائدة، إنها، في الحقيقة، استجابة كبرى ضمن مشاريع عمانية وعربية ودولية أخرى لإنقاذ الطفولة من حالة الاختطاف وإعادة هندسة الوعي الطفولي المبكر بعيدا عن القيم الإنسانية السوية.
ومن يقرأ تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والكثير من الدراسات في نقد الإعلام الموجّه للأطفال، يدرك حجم الكارثة؛ فالطفل لم يعد كائنا يتشكل عضويا داخل ثقافته الأم، بل أصبح مشروعا مفتوحا لتشكيل مزيج مضطرب من الاستهلاك، والانعزال، والتشظي القيمي. لم تعد شاشات العالم، كما حلم التنويريون يوما، وسيلة للمعرفة والترقي، بل أداة تفكيك للهوية وتمييع للانتماء الإنساني الأصيل.
وفي هذا السياق، تأتي تجربة منصة «عين للطفل» محاولة لتجاوز الانفعال اللحظي نحو رؤية فلسفية أعمق تتمثل في محاولة إعادة تعريف وظيفة الإعلام الموجه للأطفال باعتباره حقلا أخلاقيا، لا مجرد نشاط اتصالي. المنصة، كما تشير فلسفتها المعلنة، تحاول أن تبني للطفل فضاء معرفيا وعاطفيا محميا، يراعي إشباع حاجاته النفسية والوجدانية دون التخلي عن مهمة حفظ هويته وتمكينه من التفكير الحر المسؤول.
ولا يمكن فهم أهمية هذا المشروع إلا حين ندرك أن الطفل اليوم ليس متلقيا عاديا، بل يشارك في إنتاج معناه الخاص عبر تفاعله مع الشاشة، كما أثبتت الكثير من الدراسات حول «جيل الشاشة»، حيث لا يتعلق الخطر فقط بما يشاهده الطفل، بل بكيفية تشكيل وعيه من خلال التدفق المعلوماتي غير الخاضع لمعايير الهوية والأخلاق.
ولذلك فإن الرهان الكبير الذي تخوضه واجهة الطفل في منصة «عين» ليس تقنيا فقط إنما هو بكثير من الأشكال رهان وجودي ينطلق من محاولة الإجابة عن أسئلة من قبيل، هل يمكن بناء طفل عربي معاصر، يحيا داخل الزمن الرقمي دون أن يفقد انتماءه إلى الإنسان الكلي وقيم مجتمعه العميقة؟ هل نستطيع أن نقدم له محتوى يدمج بين الجاذبية الشكلية والأصالة المعرفية؟ وهل بمقدورنا أن نربّي في داخله شغف الاكتشاف دون أن نسلمه لآلة الاستهلاك المعرفي المعولم؟
ومثل هذا النقاش أوسع بكثير من إنتاج «قصص مصورة» أو «برامج تعليمية مبسطة»، ولكن الأمر يتعلق بمحاولة جادة لصناعة جهاز مناعي ثقافي داخل عقل الطفل وقلبه، كما دعت إليه أدبيات اليونسكو في تقاريرها حول «وسائل الإعلام والأخلاقيات الرقمية للأطفال».
هذه التجربة التي أنتجتها وزارة الإعلام تستحق أن تُقرأ كنموذج أولي لمشروع أوسع يتمثل في بناء منظومة رقمية كبيرة وواسعة مبنية على قراءة واعية بآلية تشكيل «المواطن الرقمي الصالح» يكون قادرا على أن يتفاعل مع معطيات التقنية دون أن تبتلعه، وعلى أن يسهم في بناء عالمه الجديد دون أن ينسلخ عن جذوره.
ولكن، حتى ينجح هذا المشروع، لا يكفي إنتاج منصة واحدة، بل ينبغي أن تصاحبها ثورة ثقافية كاملة في إدراك دور الإعلام التربوي، وإعادة بناء المناهج التربوية، واستحداث سياسات عامة تجعل من حماية الطفولة الرقمية جزءا لا يتجزأ من مشروع النهضة الوطني والعربي الأوسع.
إن أي تأخر في البدء بمثل هذا المشروع من شأنه أن يترك فجوات كبيرة، فالطفولة لم تعد مجرد مرحلة عمرية، إنها الآن ميدان لصراع عالمي على القيم والمبادئ والهوية. وإذا لم نبنِ اليوم فضاءات معرفية حقيقية لأطفالنا، سيبنيها الآخرون بما يخدم رؤاهم هم لا رؤانا.
إن «عين الطفل العماني» يمكنها أن تكون نقطة ضوء في زمن تغرق فيه الكثير من الشاشات بألوان زائفة، والضمان الوحيد لاستمرار هذا الضوء ألا نكتفي بأن نُدهش الأطفال بما يُعرض عليهم، بل أن نراهن على عقولهم، ونغرس في قلوبهم جسورا ممتدة بين جذورهم العميقة وأحلامهم البعيدة.