مهمّة عسيرة للتعرّف على هويات ضحايا إسرائيليين بعد هجوم حماس
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تعمل فرق تضم أطباء وأطباء أسنان وخبراء في الطب الشرعي ومتطوعين على مدار الساعة للتعرّف على الجثث التي ما زالت تصل إلى قاعدة سورا العسكرية قرب مدينة الرملة (وسط) بعد أكثر من أسبوع على الهجمات.
عندما يفتح الحاخام إسرائيل فايز أبواب ثلاجات يحتفظ فيها بجثث المئات من ضحايا هجمات حماس، تطغى رائحة الموت لتذكره بالمعاناة التي عاشوها.
وبات القيادي العسكري السابق الذي كان متقاعدا من بين أبرز الشخصيات التي تقود العملية الإسرائيلية الرامية للتعرّف على هويات أكثر من 1400 شخص قتلوا في الهجمات التي شنّها مقاتلو حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأدت إلى نشوب حرب جديدة بين الطرفين.
تُخزّن مئات الجثث في برّادات مصطفة في القاعدة قرب خيمة حيث يعمل الفريق بانتظار تحديد هويات أصحابها أو دفنها.
وتم عرض جزء من عملية تحديد الهويات في شورا على الصحافيين الأحد فيما تكثّف إسرائيل استعداداتها لتنفيذ اجتياح برّي لغزة. وتوضع الكمامات لدى فتح البرّادات بسبب رائحة الموت الطاغية المنبعثة منها.
وقال الحاخام "أفتح باب حاويات التبريد، أرى الجثث وأشم الرائحة. أتركها تملأ رئتي وقلبي لكن ما أشعر به هو ألمهم والحسرة".
"لم أشهد في حياتي أهوالا كتلك التي مرت علينا"وأشار فايز وموظفون في مركز التعرف على الجثث إلى وجود مؤشرات على تعرض الضحايا لانتهاكات. وقال فيما وقف أمام بعض الحاويات التي تضم كل منها ما يصل إلى خمسين جثة "لم أشهد في حياتي أهوالا كتلك التي مرت علينا".
وأضاف "رأيت أطفالا رضّع ونساء ورجالا قُطعت رؤوسهم. رأيت امرأة حامل شق بطنها وانتزاع المولود منه".
وتابع أن "العديد من النساء اللواتي أحضرن إلى هنا تعرّضن للاغتصاب".
نفت حماس التي خسرت حوالى 1500 مقاتل في الهجمات الاتهامات بارتكاب انتهاكات بحق قتلى هجماتها.
وأفادت الحكومة الإسرائيلية بأنه تم تكبيل وإحراق بعض الأطفال وبأن بعض الضحايا كانوا يختبئون في ملاجئ ألقى مقاتلو حماس قنابل فيها.
وتُستخدم عيّنات الحمض النووي والبصمات وسجّلات الأسنان في تحديد هويات الضحايا. وتم التعرّف على هويات حوالي 90 في المئة من الجنود البالغ عددهم 286 الذين قتلوا خلال ثمانية أيام، لكن لم يتم تحديد هويات نصف المدنيين بعد، بحسب مسؤولين.
مشاهد مروعةوقالت القيادية الرفيعة في الجيش أفيغايل التي عرّفت عن نفسها باسمها الأول فحسب للصحافيين إن هناك مؤشرات على أن بعض الجثث كانت مفخخة.
وأضافت وهي تتحدث عن آثار الانتهاكات التي شاهدها متطوعون على الجثث "لم يتم تحضيرنا لذلك".
وعلى غرار أفيغايل، انهارت الكابتن مايان وهي طبيبة أسنان ضمن قوات الاحتياط تشارك في عملية التعرّف على الهويات، بالبكاء وهي تروي تفاصيل العملية المضنية.
وقالت "نرى مناظر مروعة"، متحدثّة أيضا عن مؤشرات على التعذيب والانتهاكات. وتابعت "نسمع صرخات الرضّع الذين فقدوا والديهم".
ما نعرفه عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماستحليل - ما هي احتمالات تدخل حزب الله في النزاع بين إسرائيل وحماس؟سرب جديد من مقاتلات "إف-15" يصل إلى الشرق الأوسط لدعم إسرائيل يحمل رسائل تحذيرية لحلفاء حماسوذكرت مايان بأن من بين الضحايا الذين تعرّفت عليهم مريضة كانت تتردد إلى العيادة التي تعمل فيها في تل أبيب.
يشارك أطباء نفسيون وأخصائيون اجتماعيون أيضا في مساعدة فرق التعرف على الهويات في نهاية كل يوم.
لكن الجيش الذي يشير إلى أن حماس تحتجز 199 رهينة في غزة، حذّر من أن إحصاء كل الضحايا والتعرف على هوياتها قد يستغرق أسابيع.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر صور القصف الجوي على قطاع غزة شاهد: فلسطينيون يبحثون عن ناجين بين أنقاض المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس غضب في أوساط أهالي الرهائن والأسرى الإسرائيليين من تخلي حكومة نتنياهو عن إعادتهم الشرق الأوسط ضحايا حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصىالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشرق الأوسط ضحايا حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قطاع غزة طوفان الأقصى إسرائيل قصف فلسطين اعتداء إسرائيل ضحايا قتل كتائب القسام حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قطاع غزة طوفان الأقصى إسرائيل طوفان الأقصى یعرض الآن Next ف على هویات حرکة حماس قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الرسائل التي حملها فيديو الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر؟
#سواليف
ضربة إعلامية جديدة تسدّدها المقاومة في وجه الاحتلال، وهذه المرة بلغة الصورة والكلمة، عبر تسجيل مصوّر أعاد الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر إلى واجهة المشهد.
التوقيت محسوب، والمضمون موجّه بدقة، والرسائل تتجاوز السجّان إلى الحليف والداعم. فالفيديو الذي بثّته “كتائب القسام” لم يكن مجرّد عرض، بل أداة ضغط مركّبة على الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية، في لحظة سياسية متوترة تتداخل فيها مفاوضات القاهرة مع تصاعد الغضب داخل الشارع الإسرائيلي.
محللون رأوا في ظهور الأسير “خطوة محسوبة، تحرّك المياه الراكدة وتعيد رسم مشهد التفاوض من زاوية إنسانية وسياسية في آنٍ واحد، وتحمل في طياتها اتهامات صريحة لنتنياهو بالكذب، ولواشنطن بالتواطؤ”.
مقالات ذات صلة شهادات مروعة عن اللحظات الأخيرة قبل قصف مستشفى المعمداني 2025/04/13رسالة مزدوجة
واعتبر المحلل السياسي إياد القرا أن الفيديو يمثل “أداة من أدوات المقاومة المهمة خلال الفترة الماضية”، مشيرًا إلى أن “ظهوره المتكرر، لا سيما للأسير الأميركي، يحمل رسائل واضحة للولايات المتحدة”.
وأضاف القرا في حديث لـ”قدس برس” أن “المقاومة تتعامل مع الأسير الأميركي كما تتعامل مع غيره، لكن ظهوره رسالة مزدوجة: من جهة ضغط على الإدارة الأميركية، ومن جهة أخرى ضغط غير مباشر على عائلات الأسرى الإسرائيليين لإجبار الاحتلال على الالتزام بما يتم التفاوض عليه”.
وأكد أن بث الفيديو في هذا التوقيت يعبّر عن “إدارة واعية ومستمرة للملف”، في محاولة للضغط على الاحتلال وتحريك المياه الراكدة في مسار التفاوض، مضيفًا: “المقطع حمل بُعدًا إنسانيًا وعائليًا واضحًا، يهدف لتعزيز الضغط على العائلات التي بدورها تؤثر على الموقف الأميركي، خاصة أن الرسالة باتت تُوجّه نحو الرئيس ترامب بعد فشل نتنياهو”.
دلالات التوقيت والمضمون
أما المحلل السياسي ياسر الزعاترة، فرأى أن تسجيل ألكسندر “ضربة معلم من القسام”، وقال عبر منصة “إكس”: “الفيديو أصاب نتنياهو في جبهته بشكل موجع ومباشر، ما دفعه للاتصال السريع بوالد الأسير”.
وأضاف أن أكثر ما يُقلق نتنياهو في الفيديو هو الرسالة الموجّهة لترامب، الذي “يعشق الظهور الإعلامي، لا سيما إذا كان الأمر يخص مواطنًا أميركيًا أسيرًا”، مشيرًا إلى أن “ترامب هو الوحيد الذي يمكنه فرض رأيه فعليًا”.
وسخر الزعاترة من مزاعم الاحتلال بأن حماس تشنّ عليه “حربًا نفسية”، قائلًا: “كأن طائراته تلقي على غزة الورود صباحًا ومساءً”، مضيفًا أن “بعد عام ونصف من حرب كونية، ما تزال المقاومة حاضرة، والغزاة لم يصلوا إلى أسراهم”.
وختم بالإشارة إلى أن توقيت نشر الفيديو، قبيل وصول وفد حماس إلى القاهرة، كان مدروسًا في سياق تفاوضي ضاغط.
من جانبه، أكّد المحلل السياسي أحمد الحيلة أن الفيديو “يحمل دلالات مهمة في توقيت حساس”، موضحًا عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن “بث الفيديو تزامن مع أوّل أيام عيد الفصح اليهودي، الذي يُعرف بعيد الحرية، ومع تصاعد احتجاجات عائلات الأسرى ضد حكومة نتنياهو”.
وأشار إلى وجود “عرائض من آلاف الضباط والجنود من سلاح الجو والبحرية والاستخبارات، فضلًا عن أكاديميين، تطالب بوقف الحرب على غزة والإفراج عن الأسرى”.
وأضاف الحيلة أن توقيت نشر الفيديو يتزامن أيضًا مع “عودة المفاوضات لوقف إطلاق النار، حيث يوجد وفد من حماس في القاهرة للمتابعة”.
وبين أن “رسالة الأسير ألكسندر إلى ترامب، كمواطن أميركي، تحمل في طياتها اتهامًا مباشرًا لنتنياهو بالكذب والديكتاتورية، وتحميله مسؤولية تعطيل صفقة إطلاق سراح الأسرى”.
وختم بالقول: “الفيديو مهم توقيتًا ومضمونًا، ويشكّل عنصر ضغط على نتنياهو وعلى الإدارة الأميركية، التي منحت حكومته ضوءًا أخضر لتجويع الفلسطينيين وقصفهم، ما يعرّض حياة الأسرى لمخاطر حقيقية، وقد يؤدي إلى مصير مجهول”.
وبثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، السبت، تسجيلًا مصورًا جديدًا للجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية. وظهر الأسير في الفيديو متحدثًا بلهجة يائسة، قائلاً: “نحن حقًا نعتقد أننا سنعود إلى ديارنا أمواتًا، لا يوجد ما نقوله، لا يوجد أمل”.
وتضمّن التسجيل انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال ألكسندر: “أنا كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل دكتاتور”. وأضاف: “سمعت قبل 3 أسابيع أن حماس كانت مستعدة لإطلاق سراحي، وأنتم رفضتم وتركتموني”، متهمًا حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والجيش بـ”الكذب على شعبه”.
وفي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قال الأسير: “لقد آمنت أنك ستنجح في إخراجي من هنا حيًّا”، متسائلًا في عتاب واضح: “لماذا وقعت ضحية لأكاذيب نتنياهو؟”.
ويُعد هذا التسجيل هو الثاني لألكسندر، بعد ظهوره الأول في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين عبّر عن خشيته من أن يكون مصيره كمواطنه الأميركي الآخر هيرش غولدبرغ بولين، المحتجز أيضًا في غزة.