رولان لومباردى يكتب: الصراع الروسى الأوكراني
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
جورج كوزمانوفيتش لـ«لوديالوج»: فى أوكرانيا.. ساسة أوروبا لا يمتلكون أى خطة عمل للمستقبل!السياسي الفرنسي جورج كوزمانوفيتش
جورج كوزمانوفيتش سياسى فرنسى وجندى سابق وضابط احتياطى. وهو أيضًا رئيس حركة «الجمهورية السيادية» ومرشح سابق للانتخابات الرئاسية ٢٠٢٢. وفى مقابلة بالفيديو مع «لو ديالوج»، حلل تاريخ الصراع الروسى الأوكرانى وتحدث عن أسبابه وآثاره على كل من الأطراف المعنية.
فى البداية، السياسى الفرنسى مقتنع بأن العقوبات المناهضة لروسيا التى فرضتها الكتلة الغربية لأول مرة فى عام ٢٠١٤ لا تفيد إلا موسكو وتساهم فى تعزيز موقفها! ويتجلى هذا بشكل خاص فى تطور الصناعة الزراعية الروسية.
وقال جورج: «فى عام ٢٠١٤، كانت الزراعة الروسية فى حالة سيئة للغاية. وبلغ الإنتاج الزراعى ٦٠ مليون طن من الحبوب. وبعد ٨ سنوات، وبفضل العقوبات، أصبحت روسيا ذات سيادة من الناحية الزراعية، حيث تصدر ٦٠ مليون طن من الحبوب وأدت أحداث عام ٢٠١٤، عندما ضمت شبه جزيرة القرم إلى روسيا، إلى تغيير فى الأولويات الاستراتيجية لموسكو وواشنطن. ونتيجة لهذا، وعلى الرغم من الحرب الاقتصادية التى نظمتها الكتلة الغربية ضد روسيا، فإن الاتحاد الأوروبى هو الذى خسر القدر الأعظم».
وأضاف السياسى الفرنسى «لدينا إعادة توجيه عالمى لروسيا نحو آسيا وعلاوة على ذلك، اتخذت الولايات المتحدة منذ أوباما المحور الآسيوى. والخاسر الأكبر فى هذه القصة هو نحن الأوروبيون. وأعتقد أنها خسارة كبيرة للغرب بشكل عام. وكان كيسنجر يقول دائما: أهم شيء هو منع روسيا والصين من الاتحاد ضدنا وكما رأينا منذ ذلك الحين، فقد حدث العكس تماما.
وتتجلى الحالة الحرجة التى يعيشها الاقتصاد الأوروبى بشكل خاص فى ألمانيا، القلب الصناعى للاتحاد الأوروبى، حيث تغلق صناعاتها أبوابها على نطاق واسع أو تنتقل إلى أماكن أخرى حيث أكد جورج كوزمانوفيتش: «نحن نخسر.. أوروبا لديها موارد قليلة نسبيا ويمكننا أن نرى بوضوح التأثيرات الملموسة للغاية اليوم.. هناك الآلاف من الشركات فى ألمانيا تغلق أبوابها. أما الشركات الكبرى مثل مرسيدس وبى إم دبليو تنتقل إلى الولايات المتحدة لأن أسعار الطاقة أرخص هناك».
ويظل رئيس حركة «الجمهورية السيادية» مقتنعا بأن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى بأكملها تحكمها الولايات المتحدة اليوم، لأن بروكسل كانت منذ فترة طويلة تابعة لواشنطن حيث قال «لسوء الحظ، هذا الاتحاد الأوروبى ليس مثل الجنرال ديجول، وليس مثل حلف شمال الأطلسى. فى الوقت الحالى، أوروبا ليست مستقلة من الناحية الجيوسياسية. «إنها تابعة تمامًا للولايات المتحدة».
أما بالنسبة للصراع الأوكرانى نفسه، فإن كوزمانوفيتش مقتنع بأن واشنطن هى التى بادرت إليه، والتى كانت تهدف إلى إضعاف موقف روسيا على الساحة الدولية مؤكدا: «كانت هناك سابقة مع جورجيا فى عام ٢٠٠٨ والتى كانت بمثابة بروفة. وكانت الفكرة هى استفزاز روسيا (من خلال احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي) حتى تتدخل عسكريًا، وبالتالى من هناك، سنسحقها اقتصاديًا».
أما بالنسبة لتورط أوروبا فى الصراع الأوكرانى، فهو وفقًا لجورج كوزمانوفيتش، يتحرك إلى الأمام على المسار المطروق، فى حين أن الساسة الأوروبيين ليس لديهم على الإطلاق أى خطة عمل للمستقبل وقال جورج كوزمانوفيتش «كان العقد مع زيلينسكى لمدة ٦ أشهر.. وخلال ٦ أشهر سوف نسحق الاقتصاد الروسى ولكن كل ذلك لم يحدث.. الآن يقاوم الأوكرانيون منذ ١٨ شهرًا ويتكبدون خسائر فادحة ونحن لا نرى الهدف.. وفوق كل شيء لا نرى أى تفكير استراتيجى بين القادة الأوروبيين».
رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراة فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. أجرى هذا الحوار مع السياسى الفرنسى ورئيس حركة «الجمهورية السيادية" جورج كوزمانوفيتش، حول رؤيته لموقف الغرب من الحرب الروسية الأوكرانية.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحذر روسيا وأوكرانيا من عدم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة "لن تتحلى بالصبر تجاه المفاوضات سيئة النية أو انتهاك الالتزامات" في سعيها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت القائمة بالأعمال الأمريكية دوروثي شيا لمجلس الأمن، خلال اجتماع طارئ بشأن أوكرانيا: "العالم يراقب ندعو الجانبين إلى ضبط النفس وإظهار التزامهما الحقيقي بالسلام".
ودعت شيا روسيا وأوكرانيا إلى الوفاء بالتزاماتهما، وحثّت موسكو على "أن تضع في اعتبارها" أن استهداف المدنيين وإعدام أسرى الحرب قد يُلحق الضرر بجهود السلام، وذلك بعد أن هاجمت مدينة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مسقط رأسه، مطلع هذا الشهر، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا، بينهم تسعة أطفال كما جُرح ما لا يقل عن 70 شخصًا.
وقالت في معرض حديثها عن قصف منطقة سكنية، بما في ذلك ملعب، في كريفي ريه: "إن الهجوم الصاروخي في الرابع من أبريل يُبرز ضرورة إنهاء هذه الحرب المدمرة، في نهاية المطاف، سنحكم على التزام الرئيس [فلاديمير] بوتين بوقف إطلاق النار من خلال أفعال روسيا".
ووصف فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الهجوم بأنه الضربة الأكثر دموية التي تؤذي الأطفال منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، لكنه فشل في التوصل إلى أي اختراق.
وقد انتقد بوتن حلف شمال الأطلسي مرارا وتكرارا ، وأصر على أن أوروبا تتحمل المزيد من المسؤولية عن دفاعها من خلال تعزيز الإنفاق العسكري وتولي زمام المبادرة في تسليح أوكرانيا.