إسرائيل وحماس تنفيان التقارير عن وقف إطلاق النار في غزة..تفاصيل
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
يتواصل القصف الإسرائيلي على غزة مع تأكيد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحركة حماس الفلسطينية الإثنين عدم وجود "وقف لإطلاق نار" في القطاع، في اليوم العاشر من حرب أوقعت آلاف القتلى.
وقال مكتب نتانياهو في بيان "لا يوجد حاليا وقف لإطلاق النار ولا مساعدات إنسانية في غزة مقابل إخراج الأجانب".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن "لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام عن هدنة أو فتح معبر رفح".
وأدى القصف المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى تسوية أحياء بكاملها بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
وحشدت إسرائيل قواتها خارج القطاع في ظل توقعات بشن هجوم بري وجوي وبحري مع الحديث عن "عملية برية كبيرة".
وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان شمال غزة حيث يعيش نحو 1,1 مليون نسمة إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، وحضّهم السبت على عدم الإبطاء. وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس الاثنين "نحن في بداية عمليات عسكرية واسعة النطاق في مدينة غزة. لن يكون المدنيون آمنين إذا بقوا هنا".
وعاد الى إسرائيل الاثنين في زيارة هي الثانية له للدولة العبرية منذ بدء الحرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قام في الأيام الأخيرة بجولة شرق أوسطية في محاولة لتجنب توسع رقعة النزاع في المنطقة.
وقال بلينكن الاثنين "يجب ألا يعاني المدنيون جراء فظائع حماس".
وأفادت وسائل إعلام ألمانية وإسرائيلية الاثنين أن المستشار الألماني أولاف شولتس سيتوجه إلى إسرائيل الثلاثاء في زيارة تضامنية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه "سيمتنع" موقتا عن استهداف طريق الإخلاء الذي يصل شمال قطاع غزة بجنوبه. وفي وقت لاحق، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بإطلاق صفارات الإنذار الإثنين في القدس وسماع دوي انفجارات في المدينة.
وأكد الجيش الإسرائيلي "دوي صفارات الإنذار في تل ابيب والقدس"، بينما كان البرلمان الإسرائيلي في جلسة خاصة في مستهل الدورة الشتوية وتم وقفها إثر دوي الصفارات. إجلاء على الحدود مع لبنان كذلك، أعلنت إسرائيل الإثنين إجلاء سكان على طول حدودها الشمالية مع لبنان، بعد إغلاق المنطقة إثر تصاعد التوتر خلال الأيام الماضية خصوصا مع حزب الله في ظل الحرب مع حماس.
وعلى مدى الأيام الماضية، سجلت توترات عبر الحدود مع لبنان، أبرزها تبادل قصف بين إسرائيل وحزب الله. وقُتل مدني وجندي إسرائيليين الأحد في هجمات صاروخية من لبنان، فيما نفّذ الجيش ضربات انتقامية وهاجم مواقع للحزب. والأحد، قُتل مدني إسرائيلي وأصيب عدد آخر في شتولا في شمال إسرائيل، بهجوم صاروخي نفّذه حزب الله. ورد الجيش الإسرائيلي بضرب بنى تحتية عسكرية للحزب، كما أصيب مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان بصاروخ
وفي ظل القصف الإسرائيلي ودعوات الجيش لإخلاء شمال غزة، نزح أكثر من مليون شخص خلال أسبوع في القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحتها 362 كيلومترا مربعا ويقطنه 2,4 مليون شخص. ويفر الفلسطينيون بمجموعات حاملين بعض الأمتعة التي حزموها على عجل نحو الجنوب منذ أيام.
وقالت منى عبد الحميد (55 عاما) التي وصلت إلى رفح على الحدود المصرية "ليس هناك كهرباء ولا مياه ولا إنترنت. أشعر كأنني أفقد إنسانيتي".
وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه ينتظر "القرار السياسي" فيما يستعد "لخطوة مقبلة" ضد حماس في أعقاب هجومها الذي يعدّ الأعنف يطال إسرائيل منذ إنشائها في العام 1948. ومنذ أكثر من أسبوع يقوم الجيش بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة، بعدما شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء وامدادات الغذاء.
وأكد الجيش الإسرائيلي الإثنين أن عدد الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلا عمليتها ونقلتهم إلى قطاع غزة يصل إلى 199 شخصا، وذلك في حصيلة جديدة بعد عشرة أيام من الهجوم.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في مؤتمر صحافي "قمنا بإخطار عائلات 199 رهينة".
"كارثة إنسانية"
وتثير الاستعدادات الإسرائيلية قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي. وفي القاهرة، أكد بلينكن أن حلفاء بلاده العرب "متمسكون بألا يتسع نطاق النزاع مع اسرائيل".
بدوره، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن إعادة احتلال قطاع غزة ستكون "خطأ فادحا". احتلت إسرائيل قطاع غزة منذ حرب 1967 حتى العام 2005. كذلك، حضّت الولايات المتحدة إيران، حليفة حماس وحزب الله، على عدم توسيع رقعة الصراع.
سكان من سديروت يستقلون حافلة لإجلائهم إلى مناطق أكثر أمانا في إسرائيل، في صورة مؤرخة في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023 سكان من سديروت يستقلون حافلة لإجلائهم إلى مناطق أكثر أمانا في إسرائيل، في صورة مؤرخة في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023
جاك غويز / ا ف ب وحذّرت ألمانيا إيران الاثنين من تأجيج الصراع بين إسرائيل وحماس بعدما التقى وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان بمسؤولين من الحركة. ويجتمع مجلس الامن الدولي الاثنين في الساعة 22,00 ت غ لبحث الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، فيما دعت روسيا إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار". كذلك، أفادت وكالات أنباء خليجية رسمية الاثنين أن مصر ستستضيف السبت قمة دولية لبحث "تطورات القضية الفلسطينية"، وقد تلقى أمراء خليجيون دعوات للمشاركة تضمنت موعد الانعقاد. وحضّ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من بغداد على "وقف العمليات العسكرية فوراً" في غزة وفتح "ممرات آمنة" للسكان
. من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إن "كارثة إنسانية غير مسبوقة" جارية في قطاع غزة. وقال المدير العام للأونروا فيليب لازاريني "لم يسمح بدخول قطرة ماء ولا حبة قمح ولا ليتر من الوقود إلى غزة في الأيام الثمانية الماضية".
بدوره، حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى "كارثة حقيقية" خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز عن أسفها لأن إسرائيل "تربط المساعدات الإنسانية لغزة بإطلاق سراح الرهائن".
وأضافت "قالت (إسرائيل) إنها تريد تدمير حماس، لكن نهجهم الحالي سيدمر غزة". وأعادت إسرائيل الأحد ضخ المياه إلى بعض المناطق في جنوب القطاع. ورغم ذلك، يبقى الوضع صعبا جدا بالنسبة إلى آلاف النازحين. وقال عاصم أحد سكان خان يونس الذي لم يرغب في إعطاء اسمه الكامل "نفكر كل يوم كيف نوفر الماء. لو استحمينا لن نشرب". منع وصول المساعدة الإنسانية.
وقال علاء الهمص وهو يشير إلى آثار القصف في حي بمدينة رفح "انظر إلى الدمار الهائل. يدّعون أن هناك إرهابا هنا. أين الإنسانية التي يتحدثون عنها ... وحقوق الإنسان؟ الجميع مدنيون هنا لا علاقة لهم بأي تنظيم، لكنهم ماتوا... لم يبق أحد على قيد الحياة".
من جهته، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أنه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط الثلاثاء للمشاركة في المفاوضات حول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. في الأثناء، تستمر المساعدات الإنسانية ببلوغ الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، وهو الممر الوحيد للقطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، ولكن لم يتح بعد عبورها باتجاه غزة.
وأعلن وليام شومبوغ، وهو مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه "أنشئ مخيم مرتجل" عند هذا المعبر. وأفاد شهود في الجانب المصري بأنّ قوافل المساعدات لم تغادر الإثنين مدينة العريش الواقعة على مسافة نحو أربعين كيلومتراً شرق رفح. وعلى الجانب الآخر من حدود غزة، ينتقل الإسرائيليون إلى مناطق أكثر أمانا. وقالت هيلين أفتيكير (50 عاما) "الأمر صعب ... نرتعب مع كل صافرة إنذار، علينا المغادرة، فهذا أفضل للأطفال". كذلك، غادرت الإثنين سفينة تحمل رعايا أميركيين من ميناء حيفا في إسرائيل نحو قبرص وفق ما أكد صحافيون في وكالة فرانس
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
سلوفينيا: "إسرائيل" تحاول تدمير مؤسسات الأمم المتحدة علنًا
أنقرة - صفا
قالت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فاجون "إن إسرائيل تحاول بشكل واعٍ وعلني تدمير مؤسسات الأمم المتحدة".
وذكرت فاجون في تصريح للإذاعة والتلفزيون السلوفينية، أنها كانت من أوائل الذين طالبوا بحظر الأسلحة على "إسرائيل"، مبينة أن بلادها تدرس الإمكانيات القانونية لمنع استيراد المنتجات من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها "إسرائيل".
وأضافت "من الواضح أن إسرائيل تحاول عن وعي وبشكل صريح تدمير مؤسسات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-أونروا".
ووصفت فاجون قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها "إسرائيل" منذ أكثر من عام بأنه "أحلك مكان وقعت فيه خسائر في الأرواح بعد الحرب الثانية".
ولفتت وزير الخارجية السلوفينية إلى أن ضمان وقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية للجميع.
وتابعت: "أريد دائماً أن أكون متفائلة بأن وقف إطلاق النار سيتحقق، وينبغي أن يكون السلام هو الكلمة الرئيسية، وإذا اتسع نطاق الصراعات، فستنتظرنا مشاكل كبيرة".
يذكر أن الكنيست الإسرائيلي أقر في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قانون يقضي بحظر أنشطة الأونروا في الأراضي التي تدعي "إسرائيل" أنها تحت سيطرتها، في خطوة أدانتها دول إقليمية وأوروبية وغربية ومنظمات دولية.
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 43665 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 103076، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.