القنصل الصيني في دبي: الاقتصادان الإماراتي والصيني الأكثر ديناميكية في العالم .. وCOP28 فرصة تاريخية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال سعادة لي شيوي هانغ القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي إن الاقتصادين الإماراتي والصيني هما الأكثر ديناميكية في العالم حالياً، مؤكداً وجود الكثير من الفرص المتبادلة التي تسهم في تحقيق الزخم والتنمية لكلا البلدين.
وأضاف سعادته في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام”، “ باعتبار الصين تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العالم والشريك التجاري الأكبر للإمارات، فإن علاقتنا الاقتصادية متجذرة ”.
واعتبر COP28 فرصة لتحقيق توافق في الآراء العالمية بما يخدم البشرية وبحث ما يمكن فعله لإنقاذ العالم في ظل تنامي المخاطر المناخية.
وقال القنصل العام الصيني في دبي، ” أعتقد أنه وفي ظل الوضع الدولي الراهن مع وجود الكثير من الاضطرابات في أجزاء عدة من العالم، سيكون COP28 مناسبة قيمة للغاية لقادة العالم للجلوس معاً ومناقشة قضايانا العالمية”.
وأضاف “تغير المناخ هو أيضاً أحد التحديات الرئيسية التي تواجه البشرية، لذلك أعتقد أن COP28 الذي يعقد في دولة الإمارات التي تعتبر من قادة السلام وقادة التنمية الاقتصادية في المنطقة وحتى في العالم، سيكون مناسبة قيمة للغاية لقادة العالم ليأتوا إلى الإمارات العربية المتحدة لإلقاء نظرة على “معجزة الإمارات” وأيضا لمناقشة ما يمكن فعله لإنقاذ العالم”.
وأكد أن هذا الحدث العالمي سيمثل منصة للشركات الصينية لإظهار قدراتهم التكنولوجية الجديدة التي يمكنها التعامل مع التنمية الخضراء والبناء الأخضر، وفرصة لمقابلة المزيد من المستثمرين أو الشركاء المحتملين.
وقال “الحكومة الصينية وكذلك القنصلية الصينية في دبي ستقدمان الدعم الكامل لحكومة دبي وحكومة الإمارات لاستضافة COP28 تاريخي، كما سندعم الشركات الصينية والإماراتية وكذلك الشركات العالمية للاستفادة بشكل جيد من الحدث لتوسيع أعمالها”.
وحول توصياته لتعزيز العلاقات الاقتصادية، قال ” إن أحد أهم مهمات القنصلية والدبلوماسيين هي تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، وهنا أقترح أن يتبادل الجانبان المزيد من الزيارات، وأن يذهب رواد الأعمال الإماراتيين إلى الصين لإلقاء نظرة بأعينهم لمعرفة الوضع الحقيقي في الصين، كما أقترح دائماً أن يزور المستثمرون والمسؤولون الحكوميون ورجال الأعمال الصينيون الإمارات لرؤية معجزة الإمارات ودبي بأعينهم، وليس فقط لإلقاء نظرة ولكن أيضاً لتكوين صداقات والبحث عن الفرص هنا”.
كما دعا رواد الأعمال لاغتنام فرصة قمة الحزام والطريق، إذ تستضيف الصين في وقت لاحق من هذا الشهر منتدى التعاون الدولي الثالث للحزام والطرق.
وأشار إلى أنه يتطلع إلى خطاب فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، معبراً عن ثقته بأن فخامته سيعلن عن سلسلة من الإجراءات والسياسات الجديدة لتشجيع التعاون في إطار العمل الإطاري لمبادرة الحزام والطريق، ما سيخلق الكثير من الفرص الجديدة في إطار التعاون الاقتصادي الثنائي.
كما أشار إلى أهمية دخول دولة الإمارات إلى مجموعة البريكس التي تمثل الاقتصادات الناشئة والتي ستحمل الكثير من الفرص لتعاوننا الاقتصادي الثنائي، لافتاً إلى أنه كدبلوماسي يستطيع أن يرى الكثير من الفرص التي يود مشاركتها مع شركائنا رجال الأعمال من كلا الجانبين.
وفيما يخص الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام والطريق، أكد القنصل الصيني في دبي أن المبادرة التي دعا إليها الرئيس شي جين بينغ كانت مثمرة على مدى السنوات العشر الماضية، وتلقت ردودا إيجابية من أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية، وأنشأت أكثر من 3000 مشروع تعاون وجذبت ما يقرب من تريليون دولار من الاستثمارات، لافتاً إلى أنها أكبر منصة تعاون دولية.
وقال سعادة لي شيوي هانغ : ” خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ إلى الإمارات العربية المتحدة في يوليو 2018، وقعت الصين والإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم بشأن التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق، إيذانا ببدء حقبة جديدة من الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات، وبالنسبة لدبي، يعمل الجانبان بنشاط لمواءمة مبادرة الحزام والطريق مع إستراتيجية طريق الحرير في دبي”.
وسلط القنصل لي شيوي هانغ الضوء على مشاريع التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق المتمثلة في محطة حصيان للطاقة في دبي، ومشروع الطاقة الشمسية المركزة والكهروضوئية الهجين في مجمع دبي للطاقة الشمسية، والقسم “سي” من مشروع قطار الاتحاد المرحلة الثانية، لافتاً إلى أنها وبقدرة إجمالية مركبة تبلغ 2400 ميجاوات واستثمارات تبلغ حوالي 3.3 مليار دولار، تعد محطة حصيان للطاقة أول مشروع محطة طاقة نظيفة في الشرق الأوسط تعمل بالغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن تدخل وحداتها الأربع حيز التشغيل التجاري في وقت لاحق من هذا العام، مما يؤدي إلى تنشيط 20% من إجمالي استهلاك دبي وخفض تكلفة الطاقة بشكل كبير على السكان المحليين، فيما يغطي المشروع الهجين للطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية بقدرة 950 ميجاوات مساحة 44 كيلومتراً مربعاً، وهو حالياً أكبر مشروع طاقة متكامل في العالم فيما يتعلق بالقدرة المركبة والاستثمار، وبعد بدء التشغيل، ستعمل دبي على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.6 مليون طن سنوياً وتزويد أكثر من 320 ألف أسرة بالكهرباء النظيفة، وسوف يدعم بقوة التنمية الخضراء في دولة الإمارات ويساعد الدولة على تحقيق أهدافها في خفض الانبعاثات.
وتابع “في نهاية العام الماضي، زار الرئيس شي جين بينغ المملكة العربية السعودية وحضر قمة الصين والدول العربية وقمة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، مما جعل الصين والشرق الأوسط موضوعات رائجة في كلا البلدين، وتزايدت الزيارات المتبادلة بين الجانبين على كافة المستويات بشكل ملحوظ، حيث زار دبي العديد من الوفود الصينية من بكين وشانغهاي وقوانغدونغ وهاينان. وتشهد الصين، باعتبارها أكبر شريك تجاري لدبي وأكبر مصدر للاستثمار، حضوراً متزايداً، وقد استثمرت أكثر من 8000 شركة صينية هنا، وفي النصف الأول من هذا العام فقط استقرت 664 شركة صينية في دبي”.
وتوقع القنصل العام الصيني في دبي، آفاقاً مشرقة للعقدين الثاني والثالث من مبادرة الحزام والطريق، وذلك بالنظر إلى العقد الأول من عمر المبادرة، لافتاً إلى أن الصين تعد أكبر منتج للسلع في العالم، كما تعد دبي مركزاً تجارياً دولياً مهماً، ومن خلال الاستفادة من المزايا التي لدينا، وبالتالي فيمكن للجانبين ضمان إمكانيات لا حصر لها لمبادرة الحزام والطريق.
وفيما يخص سلسلة أنشطة “طريق الحرير” لأسبوع الصين التي نظمتها القنصلية الصينية في الآونة الأخيرة، أفاد القنصل العام الصيني في دبي ، أن القنصلية عقدت هذه الأنشطة في أواخر سبتمبر للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام والطريق، وتعزيز تحقيق نتائج القمة الأولى بين الصين والدول العربية والقمة الأولى بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التبادلات الثقافية والتعاون العملي بين الصين والإمارات، تحت شعار “تواصل القلوب على طريق الحرير وتبادل الثقافات النابضة بالحياة”، وسلطت فعاليات أسبوع الصين الضوء على منتدى الاقتصاد الرقمي، وحوار مراكز الفكر الإعلامية الصينية الإماراتية حول مبادرة الحزام والطريق واليوم الوطني، وحفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ74 لجمهورية الصين الشعبية والاحتفال بعيد منتصف الخريف، والعديد من الاحتفالات والعرض الأخرى.
وقال “توفر هذه الأنشطة فرص تجارب هائلة ومتنوعة لنحو 150 ألف شخص، تهب عليها “رياح الصين” في دبي، إن ما أدركته بعمق من أحداث أسبوع الصين هو أنها أتاحت فرصاً رائعة للتفاعل والمشاركة بين البلدين، إذ حضر العديد من الضيوف رفيعي المستوى، وترأس وو هايلونغ، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية، وفداً يضم حوالي 100 شخص إلى دبي، كما حضر الفعاليات وزير الاقتصاد الإماراتي معالي عبدالله بن طوق المري ووفد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال”.
وأكد القنصل العام الصيني في دبي، أن مفتاح العلاقات بين الدول يكمن في الروابط الوثيقة بين الشعوب، وكما ذكرت سابقًا، حققت الصين والإمارات العربية المتحدة إنجازات ملحوظة في المشاريع الرئيسية والتبادلات التجارية للتنمية المشتركة لمبادرة الحزام والطريق، وهو ما لا يمكن فصله عن التواصل العميق والسليم بين الشعبين على كلا الجانبين.
وقال “على مر السنين، كانت التبادلات والتعاون الثقافي بيننا مثمرة، مشيراً إلى مثالين حول أهمية التواصل الشعبي كجزء في بناء الحزام والطريق، إذ تحدث عن موكب عيد الربيع في دبي الذي شاركت في تنظيمه القنصلية العامة واللجنة التنفيذية لـ Hala China، أربع مرات”.
وأضاف ” يعد هذا أكبر احتفال بموكب عيد الربيع خارج الصين، وكان موكب عيد الربيع السعيد لعام 2023 غير مسبوق، وشارك في العرض أكثر من 60 موكباً وأكثر من 20 عربة في الموقع الذي قدمته مدينة إكسبو دبي مجاناً، ولأول مرة، انضم إلى العرض عدد من الشركات الإماراتية، مثل إعمار والسوق الحرة بمطار دبي”
وأما المثال الثاني بحسب القنصل الصيني يرتبط بتأسيس المدرسة الصينية بدبي، والتي تعد أول مدرسة صينية في الخارج تطبق النظام التعليمي المحلي في الصين، وقد دعمت دولة الإمارات بقوة عملية التأسيس التي تمت في النصف الأول من عام 2020 في ذروة انتشار فيروس كورونا عندما كان موظفو حكومة دبي يعملون من المنزل، ورغم الظروف وفي أقل من نصف عام، أكملنا الإجراءات وافتتحت المدرسة في الأول من سبتمبر من ذلك العام، في خطوة جمعت “معجزة دبي” و”السرعة الصينية” لافتتاح مدرسة دولية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة لمبادرة الحزام والطریق مبادرة الحزام والطریق الصین والإمارات دولة الإمارات شی جین بینغ فی العالم بین الصین الأول من أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
يوم الطفل الإماراتي.. احتفاء بأجيال المستقبل والتزام بتمكينهم ورعايتهم
تحتفل الإمارات بيوم الطفل الإماراتي في 15 مارس(آذار) من كل عام، وذلك تجسيداً لالتزامها ببناء مستقبل مشرِق لجيل المستقبل، وتوفير كل متطلبات نموه في بيئة صحية وآمنة، وتعزيز الرَفَاهيَة النفسية والجسدية له.
وتكتسب المناسبة أهمية خاصة هذا العام لتزامنها مع تخصيص عام 2025 ليكون عام المجتمع في دولة الإمارات وسيتم التركيز على تمكين الأطفال وتشجيعهم على المساهمة في بناء مجتمعهم، وذلك عبر مجموعة من المبادرات والأنشطة التطوعية التي تغرس فيهم الشعور بالمسؤولية والتعاطف وروح المجتمع المتوحد. تعزيز المكتسباتوتواصل الإمارات تعزيز المكتسبات التي من شأنها حماية الأطفال وضمان حقوقهم في الجوانب كافة، إذ نجحت في تأسيس منظومة متكاملة من القوانين والإجراءات المرتبطة بحماية الأطفال، والتوعية بحقوقهم، وتنفيذ خطط وبرامج رايتهم، والمحاسبة في حالات التجاوز أو التقصير بحقهم.
وزارة الأسرةواستحدثت الإمارات في ديسمبر(كانون الأول) الماضي وزارة الأسرة التي تتضمن اختصاصاتها اقتراح وإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات المتعلقة برعاية وحماية ورفاه الطفل، وتأمين حقوقه الاجتماعية والنفسية والتعليمية والصحية والتربوية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، بما يضمن نمو الطفل الطبيعي، وتنشئته السليمة لاسيما خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
ويتصدر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة جهود إطلاق برامج التوعية بحقوق الطفل، فيما تضطلع وزارة تمكين المجتمع بدور أساسي لدعم وتمكين الطفل في مختلف مراحل حياته.
واعتمدت الإمارات الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017 - 2021، لتكون مرجعاً أساسياً لصانعي القرار في مجال الطفولة في الدولة.
تستهدف الاستراتيجية تعزيز حق الأطفال والأمهات في رعاية شاملة ضمن بيئة صحية مستدامة علاوة على تعزيز حق الأطفال واليافعين في فرص تعلّم جيد النوعية ينمي شخصياتهم وقدراتهم العقلية والبدنية، إضافة إلى دعم المشاركة الفعالة للأطفال واليافعين في المجالات كافة وتخطيط السياسات والبرامج لتكون مبنية على أدلة ومعلومات دقيقة تكفل حقوق الطفل.
ويجسد البرلمان الإماراتي للطفل الذي أنشئ في 15 مارس(آذار) 2020، اهتمام الإمارات بالناشئة وأجيال المستقبل وتنمية وعيهم السياسي، للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية والبناء والتحولات المصاحبة لها وممارسة دورهم المجتمعي بإيجابية وكفاءة.
وتعد حماية الطفل ضد جميع الأخطار أولوية قصوى في دولة الإمارات التي أصدرت القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل (وديمة)، والذي كفل حقوق الطفل كافة، ومن أبرزها حقه في الحياة والبقاء، والحقوق الأساسية والصحية والتعليمية والحماية الفكرية.
من جهتها أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في نوفمبر(تشرين الثاني) 2023، سياسة حماية الطفل “دام الأمان” أحد العناصر الرئيسية لبرنامج “دام الأمان” الذي يوحد جهود مختلف الجهات ذات الصلة بحماية ورعاية الطفل، بهدف تعزيز سلامة وحماية جميع الأطفال في أبوظبي.
بدورها أنشأت وزارة الداخلية اللجنة العليا لحماية الطفل في العام 2009، ومركز حماية الطفل في العام 2011، ودشنت الخط الساخن لتسهيل عمليات الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال.
وتولت الإمارات رئاسة القوة العالمية الافتراضية المعنية بحماية الطفل من مخاطر الاستغلال عبر الإنترنت.
وقدمت الإمارات نموذجاً يحتذى في صيانة حقوق الأطفال وحمايتهم ضد المخاطر لتصبح تجربتها في هذا المجال محط إعجاب وتقدير عالميين.
وجاء اختيار الإمارات لتكون أول دولة عربية تنضم إلى الشراكة العالمية لـ “إنهاء العنف ضد الأطفال”، بمثابة الاعتراف بنجاح سياساتها الوطنية الرامية إلى توفير أقصى درجات الحماية والرعاية للأطفال.