الهجوم البري.. معركة سابقة تعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
معركة مدن شهدتها حرب عام 2014 بين إسرائيل وحركة حماس تعطي لمحة عما يمكن أن يكون عليه الوضع في غزة إذا نفذت إسرائيل تهديدها بشن هجوم بري على القطاع ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وفق أسوشيتد برس.
وتشير الوكالة إلى معركة حي الشجاعية المكتظ بالسكان، في 19 يوليو 2014، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وأكثر من 10 جنود إسرائيليين، وقالت إنها تعطي صورة عن نوعية القتال الذي سيحدث إذا توغلت القوات الإسرائيلية في غزة.
ودارت أحداث معركة الشجاعية، والتي قال الجيش الإسرائيلي إن حماس حولته إلى "قلعة للإرهاب"، في اليوم الثالث من الهجوم البري الذي سبقته حملة جوية استمرت 10 أيام.
في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، طُلب من المدنيين الفلسطينيين مغادرة الحي، ثم، كما هو الحال الآن، بقي عديدون، إما لأن حماس طلبت منهم ذلك أو لأنه لم يكن لديهم مكان آخر يذهبون إليه.
ومع توغل القوات الإسرائيلية الشجاعية، الذي يمتلئ بالمباني الخرسانية والأزقة الضيقة، أطلق المسلحون وابلا ضخما من نيران الأسلحة الآلية والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية، حسبما قال الجيش في ذلك الوقت.
وانهارت ناقلة جند مدرعة، وعندما خرج جنديان لإصلاحها، أطلق مسلح فلسطيني صاروخا مضادا للدبابات على الناقة، ففجرها وقتل جميع الجنود السبعة الذين كانوا بداخلها، ثم تمكن مقاتلو حماس من سحب رفات أحد الجنود ولاتزال لديهم حتى الآن.
وتشير الوكالة إلى أنه وسط حالة من الذعر، تلقى الجنود الإسرائيليون أوامر بالصعود إلى مركباتهم المدرعة، بينما أطلقت كتائب المدفعية 600 قذيفة، وكانت الطائرات تقصف من فوقهم.
وفي اليوم التالي، أسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية 100 قنبلة بوزن طن لكل واحدة على المنطقة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت لاحق.
وقال فلسطيني يسكن الحي في ذلك الوقت لوكالة أسوشيتد برس: "إن بوابة الجحيم انفتحت، ودخلت الشظايا عبر النوافذ".
في عام 2014، "كان هناك شعور بأن كمية النيران التي أطلقت جنونية" وفق ما قاله جندي إسرائيلي لمجموعة "كسر الصمت"، وهي مجموعة من المحاربين القدامى مناهضة لسياسات إسرائيل.
وخلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن 55 مدنيا قتلوا خلال المعركة التي استمرت يومين، من بينهم 19 طفلا و14 امرأة، فضلا عن عدد غير معروف من المسلحين. ولقي 13 جنديا إسرائيليا مصرعهم.
وقال أمير أفيفي، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد خدم إلى جانب كبار القادة خلال معركة عام 2014، إن هذه المرة ستكون "مختلفة تماما"، لأن المدفعية والغارات الجوية ستأتي أولا.
وأضاف: "ستكون هناك مناورة ضخمة مع كثير من الطائرات والمدفعية. مدخل قوي جدا جدا. سنحاول تقليل الخسائر في صفوف قواتنا قدر الإمكان، ولهذا نحتاج إلى الكثير من الغطاء".
وقال إنه ستكون هناك حاجة لقوة نيران أقل إذا تم استخدامها في البداية وليس عندما يكون الجنود في محنة.
وتقول أسوشيتد برس إنه ربما تكون القوة النارية الهائلة قد أوقفت خسائر الجيش حينها، لكنها تسببت في خسائر فادحة في صفوف المدنيين وسوت جزءا كبيرا من الحي بالأرض. وقال تقرير الأمم المتحدة إن نحو 670 مبنى دمر وتعرض نحو 1200 مبنى لأضرار متوسطة إلى شديدة. وأحصى المحققون 270 حفرة.
وقال وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كيري ساخرا، عن المعركة، في لحظة تم التقاطها عبر مكبر صوت: "إنها حقا عملية دقيقة للغاية".
وبعد هوم حماس الأخير، دعت إسرائيل سكان المناطق الشمالية من القطاع إلى الانتقال جنوبا. وقال أفيفي، الجنرال المتقاعد، إن الهدف من ذلك هو تجنب إزهاق أرواحهم، لكن ليس الجميع قادرين أو راغبين في الفرار، لكنا "عندما يبدأ القصف المدفعي، سيتم إخلاء أولئك الذين لم يخلوا مناطقهم بعد".
ووجد تقرير الأمم المتحدة "مؤشرات قوية" على أن عملية الشجاعية تضمنت إطلاق نار عشوائيا "قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب". وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة ارتكبها الجانبان، خلال حرب عام 2014.
واستمرت الحرب بعد الشجاعية أكثر من شهر، من خلال معارك مدمرة مماثلة. وانتهت بهدنة هشة ـ وما زالت حماس تسيطر بقوة على القطاع على الرغم من مقتل 2251 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، والدمار واسع النطاق. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 74 شخصا، بينهم ستة مدنيين.
وفي عام 2021، خاض الجانبان حربا مدمرة أخرى، لكنها لم تشهد غزوا بريا.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بتدمير حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر. ويقول قادة الجماعة إنهم مستعدون لجميع السيناريوهات.
وتستعد إسرائيل بشن هجوم جوي وبري وبحري واسع النطاق. وحشدت الدبابات وعشرات الآلاف من القوات على طول حدود غزة.
وإذا تم تنفيذه الهجوم، سيكون الشجاعية من بين الأهداف الأولى لإسرائيل، وفق الوكالة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عام 2014
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتوعد حماس بعواقب لا يمكن أن تتصورها
سرايا - توعد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعواقب "لا يمكن أن تتصوّرها" ما لم تفرج عن الأسرى في قطاع غزة، في ظل جمود المفاوضات بشأن مصير اتفاق الهدنة الذي اتهمت حماس الاحتلال بالعمل على انهياره.
وفي اليوم 45 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أوضحت حماس موقفها بشأن ترتيبات إدارة قطاع غزة، إذ كشف المتحدث باسمها حازم قاسم أنها وافقت على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي في القطاع لا تتضمن الحركة.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، "لا نريد أن نكون جزءا من الترتيبات الإدارية في غزة طالما تتم بتوافق وطني.. ولن نكون عائقا أمام أي ترتيبات في غزة طالما تحظى بالتوافق الوطني. قادرون على التوصل لمقاربة توافق فلسطيني بدعم عربي".
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام عبرية إن "إسرائيل" ستعود إلى القتال خلال 10 أيام إذا لم تواصل حركة حماس الإفراج عن "المحتجزين" لديها، في وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تستعد للمراحل المقبلة من الحرب.
واتهمت حماس الاحتلال الإسرائيلي بالسعي للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت المجتمع الدولي لمنع الاحتلال من نسفه.
ويواصل الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، في حين قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إن نتنياهو سيستجيب لطلبه ويقطع الكهرباء عن غزة، معتبرا أنها الخطوة الأولى ضمن إجراءات أخرى.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 04-03-2025 01:54 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية